١٨ رجب ١٤٣١ هـ

تكنولوجيا التجسس.. هل نقول وداعا للخصوصية؟

تكنولوجيا التجسس.. هل نقول وداعا للخصوصية؟
بثينة شعبان*

استمتعنا وضحكنا كثيرا على تكنولوجيا التجسس المثيرة والمتخيلة في أفلام شخصية الجاسوس البريطاني الخيالية الشهيرة «جيمس بوند 007» (James Bond 007) التي أبدعها في عام 1953 المؤلف البريطاني إيان فليمينغ (1908 - 1964) (Ian Fleming)، ولكن الآن لم تعد تكنولوجيا التجسس تستدعي الضحك، فمع التطور التكنولوجي المذهل والمتزايد الذي نشهده أصبحت تكنولوجيا التجسس حقيقة واقعة، ووصلت إلى مراحل متقدمة، وأصبح بمقدورها التنصت أو تصوير أو تعقب أي فرد مستهدف بواسطة عدد من برامج «السوفت وير» (software) والأجهزة الإلكترونية والرقمية التي يقتنيها، ويمكن القول إنه إذا استمرت تكنولوجيا التجسس في التطور المتسارع غير المنضبط، وإذا أسيء استخدامها، فإنها قد تؤدي بالبشرية إلى توديع الخصوصية إلى الأبد.
ففي الآونة الأخيرة انتشرت تجاريا وعلى الإنترنت برامج «السوفت وير» وأجهزة التجسس والتنصت ورصد الحركات بالصوت والصورة، وأصبح بمقدور هاتفك المحمول أن يتجسس عليك، فقد طالعتنا وكالات الأنباء أخيرا، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، بأن شركة «كي دي دي آي» (KDDI) اليابانية العملاقة، قد أعلنت أن باحثين قاموا بتطوير تقنية جديدة لهاتف محمول تمكن المديرين من التجسس على موظفيهم وتتبع أماكن وجودهم وأدق الحركات والأنشطة التي يقوم بها كالمشي وصعود السلالم وأعمال التنظيف، ثم يقوم بإرسال المعلومات التي يحصل عليها إلى مقر الشركة أو الجهة المهتمة بمعرفة مثل هذه التفاصيل.
في مقالة للكاتب بنجامين سيزرلاند (Benjamin Sutherland) بعنوان «هل هاتفك المحمول يتجسس عليك» (Is your cell phone spy on you?) في مجلة «نيوزويك» الأميركية، عدد 6 يونيو (حزيران) 2009، يقول: «توجد الآن تطورات حديثة في برامح (السوفت وير) للتجسس على الهواتف، ويوجد أكثر من 200 شركة لبيعها على الإنترنت»، وفي كتاب صادر عام 2006 من تأليف كاثرين إلبريخت وليز ماكينتير (Katherine Albrecht& Liz McIntyre) ومن تقديم كاتب الخيال العلمي الأميركي بروس ستيرلنغ (Bruce Sterling)، بعنوان «شرائح التجسس: كيف تخطط الشركات الكبرى والحكومات لتتبع كل مشترياتك ورصد كل حركاتك باستخدام تكنولوجيا الـ(آر إف آي دي) (Spychips: How Corporations and Government Plan to Track your every Purchase and Watch your Move with RFID)، وتكنولوجيا الـ«RFID» هي نسبة إلى الحروف الأولى من العبارة الإنجليزية «Radio Frequency Identification)، وتعني «تقنية التعريف بالهوية بالموجات الراديوية»، جاء في هذا الكتاب أن «هذه التكنولوجيا التي يتزايد استخدامها، يمكن لها قريبا أن تحطم خصوصياتنا»، ويشير المؤلفان إلى أن شركة الملابس الشهيرة «بنتون» (Benetton) قررت تركيب شريحة من هذا النوع في الملابس التي تنتجها، ولكنها تراجعت عن القرار بعد أن قرر المستهلكون مقاطعة شراء منتجاتها، ويضيف المؤلفان أن «الأمر كان بسيطا عند التعامل مع الشركة لأنه ببساطة يمكن رفض شراء منتجاتها، ولكن حق الاختيار يزول تماما عندما نتعامل مع جهة حكومية، فنحن لا نستطيع مقاطعة جوازات السفر التي يمكن أن تتحول إلى وسيلة للتجسس علينا».
الآن من خلال تكنولوجيا وأجهزة التجسس المتطورة وبأشكالها المختلفة والخفية ودقتها المتناهية، يمكن مراقبة وتسجيل جميع تحركات الأفراد، فبإمكانك الآن مثلا في أثناء غيابك عن المنزل استخدام هذه التكنولوجيا في مراقبة أطفالك داخل أو خارج المنزل أو مراقبة جليسة الأطفال أو مراقبة الأزواج والزوجات أو أشخاص بعينهم دون ضوابط ودون علمهم.
الخلاصة، مع التطور المتسارع لتكنولوجيا التجسس وانتشارها تجاريا، أصبح ضرورة عاجلة لإصدار ضوابط لمستخدمي هذه التكنولوجيا وقوانين وتشريعات خصوصا لحماية الحياة الخاصة للأفراد، حتى لا نقول وداعا للخصوصية.
الشرق الأوسط ، 2/4/2010
* كاتبة وباحثة سورية في الشؤون العلمية

المدوّنات الإلكترونية من الـ «بوست» إلى الـ "تويت"

المدوّنات الإلكترونية من الـ «بوست» إلى الـ "تويت"
تحتل الإنترنت ومجتمعاتها الافتراضية المتنوعة، المرتبة الأولى ضمن أكثر الموضوعات إثارة للجدل في السنوات الأخيرة. وتتردد بعض أصداء ذلك النقاش، في كتاب الصحافي والمُدوّن الإلكتروني المصري أحمد ناجي، وعنوانه (المُدوَّنات من الـ «بوست» إلى الـ «تويت»). صدر هذا الكتاب حديثاً في إطار مشروع «مُدوّنات كاتب»، الذي تنهض به «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان».
يرصد الكتاب بعضاً من تجليات ثورة الإنترنت: المُدوّنات الإلكترونية العربية، وكذلك يتقصى آثارها سياسياً واجتماعياً وثقافياً.
ويتّخذ الكتاب شكل الدليل المبسط عن حال المُدوّنات الإلكترونية العربية ومشاربها، ويقدّم تأريخاً موجزاً لمسارها في السنوات الماضية، كما يعرض أهم الأحداث والمتغيرات التي ساهمت في تشكّل مجتمعاتها. ويركّز على دور المُدوّنات الإلكترونية في دعم حركات التغيير والتصحيح السياسي التي تزايدت في معظم البلدان العربية أخيراً. كما يستعرض دور التدوين الإلكتروني وأصحابه في تفجير الجدال حول عشرات القضايا المجتمعية، مثل وضع المرأة العربية، وصورة الآخر في ذهن العرب وغيرها.
ويلاحظ أن الكتاب يركّز على أحوال المُدوّنات الإلكترونية المصرية، مُشيراً الى ما تتشارك فيه مع بقية المدوّنات الإلكترونية في العالم العربي.
ويبرز الكتاب جوانب كبيرة من شبكة العلاقات الاجتماعية التي تربط المُدوّنين الإلكترونيين العرب بعضهم ببعض، وبالكثير من المنظمات الحقوقية. ويتضمن الكتاب أبواباً، تُستَهلّ بالتعريف بالمدوّنات الإلكترونية وتاريخها، ويلي ذلك عرض لدور التدوين الإلكتروني سياسياً، ويتبعه فصل عن تأثير فضاء المُدوّنات الإلكترونية ثقافياً واجتماعياً، ويختتم بفصل عن علاقات المُدوّنين الإلكترونيين بعضهم ببعض، خارج الفضاء الافتراضي للإنترنت، إضافة الى علاقاتهم مع عدد من المؤسسات العالمية.
الحياة، 29/6/2010

باكستان تراقب المحتويات المناهضة للإسلام على الانترنت

باكستان تراقب المحتويات المناهضة للإسلام على الانترنت أعلن مسئولون أمس إن باكستان وضعت سبعة مواقع رئيسية من بينها محرك البحث جوجل تحت الرقابة الرسمية لإحتوائها على مواد معادية للإسلام.واتخذت هيئة الإتصالات الباكستانية قرار مراقبة المواقع البارزة بعدما أمرت محكمة في إقليم البنجاب شرق البلاد الخميس بحظر المواقع التي تعرض مواد ضد الدين.وأغلقت هيئة الإتصالات الباكستانية أيضا 17 موقعا أقل شهرة قائلة إنها تقدم مواد معادية للإسلام.وقال كرم مهران المسئول بالهيئة إن الهيئة سوف تراقب مواقع جوجل وياهو وإم أس إن وهوتميل وأمازون وبينج وموقع الفيديو المصور اليوتيوب.وقال مهران «إن هيئة الإتصالات الباكستانية سوف تراقب هذه المواقع وروابطها الخاصة بأي مادة تتضمن تجديفا ضد الدين والتصرف ضدها حسب توجيهات المحكمة».وهذه هي المرة الثانية التي تتبع فيها السلطات الباكستانية تعليمات المحاكم التي أتخذتها ضد المواقع.وكان موقع الفيس بوك قد أغلق بشكل مؤقت الشهر الماضي بعدما أعلنت مجموعة عن مسابقة على شبكة الإنترنت عن رسوم كاريكاتورية مسئية للرسول محمد علية الصلاة والسلام.
الرأي الأردنية، 29/6/2010

الوصول الحر للمعرفة في المؤتمر 76 للإفلا

الوصول الحر للمعرفة في المؤتمر 76 للإفلا
يعقد المؤتمر السادس والسبعون للإفلا هذا العام تحت عنوان " الوصول الحر للمعرفة؛ تعزيز التقدم المستدام" ، وذلك بمدينة جوتنبرج بالسويد في الفترة 10-15 أغسطس.
من المعلوم أن للسويد إسهامات بارزة في حركة الوصول الحر، وربما من أبرز هذه الإسهامات استضافتها (عن طريق جامعة لاند) لدليل دوريات الوصول الحر (دواج). صفحة المؤتمر على الرابطة التالية:
http://www.ifla.org/ifla76

١٧ رجب ١٤٣١ هـ

في السعودية: ضوابط لاستخدام شبكة الانترنت في المدارس

في السعودية: ضوابط لاستخدام شبكة الانترنت في المدارس حددت وزارة التربية والتعليم ضوابط استخدام شبكة الانترنت في المدارس ومراكز مصادر التعلم، كما اطلعت منسوبيها على النظام الصادر من هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بشأن مكافحة جرائم المعلوماتية.وجاءت ضوابط الوزارة مؤكدة على ان المدرسة بيئة للتعلم والبحث عن المعلومات من الانترنت لذلك يجب ان يبعد الطالب عما يخالف العقيدة الاسلامية وسياسة الدولة والمبادئ العامة والآداب، وطالبت بمراعاة تجنب استخدام مواقع بث مقاطع الفيديو غير الآمنة، وتجنب استخدام غرف الدردشة وبرنامج الماسنجر والبالتوك.وقد شمل تحذير الوزارة تجنب استخدام مواقع الالعاب غير الهادفة او التي تعتمد على العنف او القتل او الارهاب او تحتوي على صور غير لائقة، كما فضلت استخدام برامج الاتصال بالمحتوى الامن كالبرامج التي تعتمد على تقنية القوائم البيضاء والارتباط بمزود خدمة يوفر تحكم آمن ويضمن عدم المقدرة على كسر الحجب للمواقع غير المرغوب فيها، مشيرة الى ان توجهها الحالي يهدف للاستفادة من جميع اوجه التقنية الحديثة كمصدر للمعلومات متوافق مع نظامها التربوي.
البلاد ، 28/6/2010

١٦ رجب ١٤٣١ هـ

الإنترنت.. رقيب جديد على السُلطة

الإنترنت.. رقيب جديد على السُلطة

كانت غاية من يضبط مخالفة أن يتوجه بها إلى صحفى «شريف» يفجر بها قضية رأى عام، اليوم حل الإنترنت بديلا سريعا لطرح جميع المخالفات أمام المجتمع، وعلى رأسها مخالفات التعذيب والاعتداءات البدنية على المواطنين، بعض المدونين تحولوا إلى منفذ عبور لهذه الكليبات، لكن ما زالت هذه القناة مليئة بالعوائق وما زال الإبحار فيها يمثل نوعا من المغامرة.
بقية المقالة على موقع صحيفة "الشروق الجديد" ، 28/6/2010
http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=253230

وهذه المقالة في نفس الموضوع:
الإنترنت تهزّ العلاقة بين الإفتراضي والسياسي في مصر
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/157522
الحياة ، 29/6/2010

الإعلام الجديد.. رواج كبير لسبب بسيط

الإعلام الجديد.. رواج كبير لسبب بسيط
ستيفن بينكر*


دائما ما تعرضت الأشكال الجديدة للإعلام، من صحافة مطبوعة، وصحف وكتب وقنوات تلفزيونية اعتبرت كل منها في بداياتها بمثابة تهديد للقدرات العقلية للمستهلكين والنسيج الأخلاقي، لانتقادات أخلاقية.
وقد تكرر الأمر ذاته مع التكنولوجيا الإلكترونية، فقيل لنا إن «الباور بوينت» حول المحادثات إلى مجرد عناوين، وخفضت محركات البحث من نسبة ذكائنا وشجعتنا على الأخذ بقشور المعرفة بدلا من الغوص في أعماقها. كما عمل «تويتر» على تقليص محيط انتباهنا.
لكن تلك المخاوف تكذبها الحقائق.. فعندما اتهمت الكتب المصورة بوقوفها وراء جنوح الشباب في الخمسينات، كانت مستويات الجريمة تشهد انخفاضا كبيرا، كما تزامن رفض ألعاب الفيديو في التسعينات مع الانخفاض الهائل في الجريمة على مستوى الولايات المتحدة. وقد كانت عقود التلفزيون والراديو وشرائط فيديو موسيقى الروك العقود التي ارتفعت فيها نسبة الذكاء بشكل عام.
وإذا ما أردنا أن ندلل على ذلك فلنأخذ حقل العلوم، الذي يتطلب من العاملين به مستوى عاليا من العمل الذهني يقاس بحجم الاكتشافات الواضحة. سنلاحظ أن العلماء في الوقت الحالي لا يفترقون عن البريد الإلكتروني، ونادرا ما يلجأون إلى الورقة والقلم، ولا يمكنهم الدرس إلا في وجود تقنية «الباور بوينت». فإذا كانت وسائل الإعلام الإلكتروني تشكل خطورة على الذكاء فمن الطبيعي أن تنخفض جودة العلم، بيد أن الاكتشافات تتكاثر كذبابة الفاكهة، والتقدم مذهل في جميع المجالات. أضف إلى ذلك أن نشاطات الحياة العقلية الأخرى مثل الفلسفة والتاريخ والنقد الثقافي تشهد ازدهارا هي الأخرى.
وأحيانا ما يستغل منتقدو الإعلام الجديد العلم ذاته من أجل التأكيد على أطروحاتهم، مستشهدين بالأبحاث التي تظهر أن «التجربة قادرة على تغيير العقل»، لكن علماء الأعصاب يغضون الطرف عن مثل هذا الحديث. ربما يكون صحيحا أننا عندما نتعلم أمرا جديدا يزيد ذلك من قدراتنا العقلية، وهي ليست كالمعلومات المخزنة في البنكرياس، لكن وجود المطاوعة العصبية لا يعني أن المخ قطعة من الصلصال ستشكلها التجربة. إذ لا تعمل التجربة على إعادة تشكيل قدرات معالجة المعلومات في المخ. فقد زعم لفترة طويلة أن برامج القراءة السريعة تعمل على ذلك، لكن ذلك الزعم نقضه وودي آلن بعد قراءته رواية «الحرب والسلام» في جلسة واحدة، فقال «إنها تتحدث عن روسيا».
أما تعدد المهام فقد تبين أنه أسطورة، ليس فقط من قبل الدراسات المعملية، لكن حتى قبل الملاحظة لسيارات الدفع الرباعي وهي تنتقل من دون استقرار بين الحارات عندما يحاول السائق عقد صفقات عبر هاتفه المحمول.
علاوة على ذلك، يشير الطبيبان النفسيان الدكتور كريستوفر كابريس والدكتور دانييل سيمونز في كتابهما الجديد «الوحش الخفي: والوسائل الأخرى التي تخدعنا بها حواسنا»، إلى أن تأثيرات التجربة تقتصر على نوعية التجارب ذاتها، فلو أنك قمت بتعليم عدد من الأفراد على القيام بأمر ما (إدراك أشكال وحل معادلات رياضية وألغاز وإيجاد الكلمات الخفية) فهم يتحسنون في القيام بهذا ولا شيء آخر. فالموسيقى لا تجعلك متميزا في العمليات الحسابية، وتعلم اللغة اللاتينية لن يجعلك أكثر منطقية، وألعاب التدريب الذهني لن تجعلك أكثر ذكاء. ولا يميل المتخصصون في مجالات العلوم المختلفة إلى اللجوء إلى الألعاب الذهنية، لأنهم يشغلون أنفسهم في مجالات أعمالهم. فالروائيون يقرأون الكثير من الروايات، والعلماء يقرأون في المجالات العلمية.
تأثيرات وسائل الإعلام الإلكتروني يحتمل أن تكون أكثر محدودية مما يستدعيه ذلك الخوف. فيكتب منتقدو هذا النوع من الإعلام مفترضين أن المخ يصطبغ بما يدخل إليه على غرار القول «أنت ما تأكل». وكما كان الحال مع الأفراد البدائيين الذين اعتقدوا أن أكل الحيوانات المفترسة سيجعلهم أكثر شراسة، فقد اعتقدوا أن مشاهدة المشاهد السينمائية السريعة في موسيقى الروك تحول حياتك العقلية إلى نوع من المشاهد السريعة، أو أن تحول قراءة عناوين النشرات ومقتطفات «تويتر» أفكارك إلى مجرد نقاط ومقتطفات «تويتر» يعوزها الترابط وبعيدة عن العمق والتحليل.
صحيح أن وصول الحزم المستمرة للمعلومات يمكن أن يتسبب في حالة من التشتت أو الإدمان خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطراب في التركيز. لكن تشتت التركيز ليس ظاهرة جديدة، والحل لا يكمن في إلقاء اللوم على التكنولوجيا بل في تطوير استراتيجيات للتحكم في النفس كما فعلنا مع كل مغريات الحياة، من التخلي عن البريد الإلكتروني أو «تويتر» عندما تكون في العمل أو «بلاكبيري» على العشاء، واطلب من زوجتك أن تذكرك بميعاد محدد للنوم.
ولكي نشجع على العمق العقلي، لا تلق اللوم على «الباور بوينت» أو «غوغل». فالعملية ليست كما لو أن عادات التأمل، والبحث الشامل والمنطق الصارم تأتي بصورة طبيعية للأفراد، بل لا بد من امتلاكها في المؤسسات الخاصة، التي نسميها جامعات، والحفاظ عليها بالصيانة الدائمة، التي تستدعي التحليل والانتقاد والمناقشة. ولا يمكن الحصول عليها عبر وضع موسوعة ضخمة على حاسبك المحمول، كما أنها لن تضعف عبر الدخول الفعال للحصول على المعلومات من الإنترنت.
لقي الإعلام الجديد رواجا كبيرا لسبب بسيط، وهو أن المعرفة تزداد بدرجة كبيرة. ولحسن الحظ فإن الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات تساعدنا في إدارة والبحث واستعادة مخرجاتنا العقلية الجمعية على النطاقات المختلفة في كل من «تويتر» واستعراض الكتب الإلكترونية والموسوعات المعرفية على الإنترنت. وبغض النظر عن الاعتقاد بأن هذه التكنولوجيات ستجعلنا أغبياء فإن هذه التكنولوجيات هي الشيء الوحيد الذي سيحافظ على ذكائنا.
الشرق الأوسط ، 17/6/2010

* أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب «قوام التفكير»