‏إظهار الرسائل ذات التسميات مكتبات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مكتبات. إظهار كافة الرسائل

١٦ ديسمبر ٢٠١١

الإنترنت تزيد نهم الشباب إلى الكتب الورقية

الإنترنت تزيد نهم الشباب إلى الكتب الورقية

بيّنت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أخيراً، أن الشباب في تلك البلاد يشكلون الشريحة الأكبر من مرتادي المكتبات العامة لقراءة كتبها، على رغم سهولة وصولهم إلى المعلومات الجمة المتوافرة على الإنترنت في منازلهم.

ويبدي هؤلاء الشباب اهتماماً بالبحث عن كتب تجيب عن أسئلة تتعلق بأحوال الصحّة، والتدريب على الأعمال، والخدمات التي تقدّمها الحكومة وغيرها. وقد لجأ 21 في المئة من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة ممن يبحثون عن إجابات لأسئلة من هذا النوع من المواضيع إلى المكاتب العامة وكتبها، فيما لم تتعد النسبة عينها الـ 12 في المئة بين الجمهور العام.

وتُعتبر المهمة المتعلقة بالدراسة (مثل اتخاذ القرارات حول المدارس، ودفع أقساطها، والحصول على تدريب على العمل) من المشاكل الأكثر شيوعاً التي تجذب الناس نحو المكتبات، بحسب دراسة مشتركة بين مؤسسات «بو إنترنت» و «أميركان لايف بروجكت» وجامعة «إيلينوي» في أوربانا في ولاية شامباين.

وبيّنت تلك الدراسة أيضاً أن هؤلاء الشباب يقصدون المكتبات من أجل الحصول على كتب مرجعية وصحف ومجلات متنوعة.

وعلّق لي رايني، مدير مؤسسة «بوانترنت» على نتائج هذه الدراسة بالقول: «لم ينتهِ عصر الكتب... ليس بعد».

ووجدت الدراسة أن استخدام المكتبات ينخفض تدريجياً مع تقدّم الناس في العمر. وتنحدر تلك النسبة من 62 في المئة لدى الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، لتصل إلى 32 في المئة لدى الذين يتعدّون 72 سنة، مع انخفاض حادّ عند بلوغ الأميركيين عمر 50 سنة.

وفي هذا الصدد، علق رايني بالقول: «تفاجأنا فعلاً في هذه الدراسة عندما تبيّن أن البالغين الشباب هم مستخدمو المكتبات الأكبر... فقد سيطرت فكرة على ثقافتنا تقول إن هؤلاء الشباب الذين يملكون الإنترنت (والكثير من الأجهزة الذكية) يسبحون في بحر من المعلومات ولا يحتاجون إلى أمكنة تتواجد فيها المعلومات في الكتب والصحف والمجلات الورقية».

وأعرب لاي إستابروك، وهو بروفسور متقاعد في علم المعلومات وعلم الاجتماع في جامعة «إيلينوي»، عن اعتقاده بأن الشباب الذين اعتادوا العثور على المعلومات على الإنترنت سيطلبون المزيد على الأرجح وسيدركون أن عليهم اللجوء إلى المكتبات للحصول عليها.

وحذّر تقرير أطلقته مؤسسة «بنتون»، وهي مجموعة تهتم بدراسة العصر الرقمي، عام 1996 من أن الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 سنة هم «الأقلّ حماسة لدعم بناء المكتبات والحفاظ عليها... إنهم أيضاً الأقل حماسة بين كل مجموعات الأعمار حول أهمية المكتبات في مستقبل رقمي». ووجدت الدراسة الجديدة أنّ هذا الجيل أصبح يستخدم المكتبات لحلّ المشاكل بكثرة. وفي المقابل، فإن العقد الذي مرّ بعد تقرير «بنتون»، شهد ارتفاع نسبة الدخول إلى الإنترنت بنسبة 44 في المئة من المكتبات العامة إلى أكثر من 99 في المئة. وأعاد الكثير من المكتبات ترتيب المساحات أو انتقل إلى مواقع جديدة لاستيعاب التوسّع في الكومبيوترات. وفي الكثير من الأماكن، حلّت طاولات طويلة، حيث يمكن المستخدمين التفاعل، محل حجرات الدراسة الفردية.

وتقول لوريين راي، رئيسة «رابطة المكتبات الأميركية» التي لم تنخرط في الدراسة: «نحن نرى تحويلاً كبيراً... لقد أصبحت المكتبات تخلق مساحات اجتماعية».

كما وجدت الدراسة أن استخدام المكتبات أدنى لدى الذين لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت، لا سيما حين يكون مدخولهم أدنى، مع أنه بالنسبة إليهم تعتبر المكتبة المصدر الوحيد للإنترنت العالية السرعة. بيد أنهم عندما يواجهون مشكلة عليهم حلها يلجأون إلى المكتبات لقراءة الكتب وبالكثافة نفسها التي ظهرت عند الفئة السابقة».

وقالت روي: «نعرف أن الجميع يواجه مشاكل ويحتاج إلى المعلومات... مازال على المكتبات أن تصل إلى الناس وتحرص على أن يعرفوا عن المصادر المتوافرة فيها».

وأجريت الدراسة عبر الهاتف على 2796 بالغاً، من بينهم 1702 مستخدمي إنترنت، ويتراوح مجال الخطأ فيها بين زائد 3 أو ناقص 3 في المئة.

الحياة، 30/10/2011

١٠ أبريل ٢٠١١

مطالبات بإقصاء مدير مكتبة الإسكندرية

مطالبات بإقصاء مدير مكتبة الإسكندرية

تظاهر اليوم السبت عدد كبير من العاملين بمكتبة الإسكندرية بساحة المكتبة احتجاجاً على سياسات د. إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة التى وصفوها بـ "القمعية" وذلك أثناء انعقاد الاجتماع الأول لمجلس أمناء المكتبة بعد ثورة 25 يناير برئاسة د.عبد العزيز حجازى خلفاً عن سوزان ثابت حرم الرئيس السابق حسنى مبارك التى كانت تشغل نفس المنصب فى حضور أعضاء المجلس من مختلف دول العالم.

وطالب المحتجون بإقصاء سراج الدين الذن وصفوه بـ"ظل الهانم" فى المكتبة كما طالبوا بفصل الدكتور سعيد الدقاق للمكتبة أمين الحزب الوطنى بالإسكندرية والذى يعمل مستشارا قانونيا للمكتبة كحق أصيل لنجاح الثورة بالتصدى لفلول النظام السابق.

وردد المتظاهرون هتافات تقول "ارحل يا سراج" و"ضحكوا علينا وقالوا تغير" و"الحقنا يا مشير من ظلم كتير" و"مكتبتنا المنهوبة " و"اتسرقنا ..اتسرقنا مش حنسكت لو بموتنا".

كما رفعوا لافتات احتجاجية تقول "المكتبة تكية بلا صاحب .. نريد مديراً وطنياً " و"العدل والمساواة فى الرواتب" و"تثبيت العاملين فى المكتبة " و"أمن الدولة والحزب الوطنى يحددان القرارات حتى بعد الثورة".

ومن جانبها قالت أمانى عبد اللطيف موظفة بالمكتبة لـ "بوابة الوفد" فى يوليو2007 أصدر مدير المكتبة قرارا تعسفيا بنقلنا الى ديوان المحافظة ولكن فى فبراير 2011 وافق اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية السابق على نقلنا للمكتبة قبل ما يترك منصبه بعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية من لجنة شئون العاملين بالمحافظة والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة ولكن الدكتور سراج تعنت و أصر على عدم تنفيذ قرار عودتنا على الرغم من اننا بنحصل على رواتبنا حتى الآن من المكتبة دون أن نقوم بأى عمل.

وأضاف أسامه جاد موظف بالمكتبة أن سراج الدين منعه وزملاءه من دخول المكتبة منذ أسبوع لافتاً بقوله "كل يوم بنعملوا للدكتور سراج محضر فى القسم لإثبات الحضور حتى لا نفاجأ بفصلنا بدعوى تغيبنا من العمل".

فى المقابل تصدى موظفو المكتبة المحتجين لعدد من البلطجية من خارج المكتبة حاولوا أن يندسوا أثناء تظاهرهم لإثارة الشغب والهتاف ضد بعض قيادات الجيش وذلك بمنعهم من الوقوف معهم وتسليمهم الى قيادات الجيش و الشرطة الموجودين ثم قاموا بعمل كردون بشرى بأجسامهم بالوقوف جنباً الى جنب لحماية المكتبة مرددين هتافات " وقفتنا حضارية والمحاكمة للعصابة اللى حاكمة والجيش والشعب والشرطة إيد واحدة".

الوفد ، السبت 9/4/2011


وهذا هو ما طالبنا به منذ أكثر من شهر على هذه المدونة: رحيل مدير مكتبة الأسكندرية

http://arab-librarians.blogspot.com/2011/03/blog-post_3978.html

٨ مارس ٢٠١١

السيد رئيس مكتبة الإسكندرية: تقدم باستقالتك

السيد رئيس مكتبة الإسكندرية: تقدم باستقالتك


ورد في صحيفة الشروق (المصرية) اليوم 8/2/2011 ، تحت عنوان:
رئيس مكتبة الإسكندرية: 145 مليون من أموال المكتبة باسم سوزان مبارك
ما يلي:
أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية، أنه تفاجأ وصدم بخبر وجود حساب لمكتبة الإسكندرية وقدره 145 مليون دولار تحت اسم سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق بأحد البنوك.
وطالب سراج الدين بإستعادة المبلغ إلى المكتبة في حال أثبت التحقيق صدق البلاغ الذي تقدم به الصحفي مصطفى بكري لإستخدامها مستقبلاً، مشدداً أنه كان سيتقدم بإستقالته إذا علم بأمر هذه الأموال حتى قبل سقوط النظام.
وأشار سراج الدين إلى أن السيدة الأولى سابقاً كانت تشغل منصب رئيس مجلس أمناء المكتبة بعد تفويض الرئيس السابق طبقاً للوائح والقوانين الداخلية لمكتبة الإسكندرية، والتي تنص على أن محمد حسني مبارك هو رئيس مجلس الأمناء بصفته رئيساً للدولة ويحق له أن يفوض من يختاره للرئاسة.. موضحاً أن المكتبة تتبع الرئيس وليس رئاسة الجمهورية لضمان إستقلاليتها.
وشدد أن منصبها في المكتبة لايعطيها صلاحية التصرف في أية أموال تخص المؤسسة بالصرف أو السحب، كما أن ميزانية تأتي كل عام ومراقبة وتصرف من البنك المركزي، وأضاف أنه سمح للمكتبة عام 2002 بإقامة حساب بالبنك التجاري الدولي بعد إذن وزير المالية طبقاً للقانون.

ونحن نقول له ما قاله الشاعر العربي من قديم: فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة . . وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم.
وعلى ذلك ، ووفقـًا لما كان يجري في المكتبة ، سواء بعلمك أم بدون علمك ؛ فأنت مطالب بتقديم استقالتك.

٨ ديسمبر ٢٠١٠

النص الكامل لكتاب "التقنيات في المكتبات"

النص الكامل لكتاب "التقنيات في المكتبات"

النص الكامل لكتاب "التقنيات في المكتبات"، المنشور عام 2008م؛ من تحرير ونشر روي تنانت

Technology in Libraries: Essays in Honor of Anne Grodzins Lipow
Edited and Published by Roy Tennant
http://techinlibraries.com/

٢٩ نوفمبر ٢٠١٠

السرقة العظمى: فيلم وثائقي لاسترجاع مكتبات المثقفين الفلسطينيين

السرقة العظمى: فيلم وثائقي لاسترجاع مكتبات المثقفين الفلسطينيين
قبل ثلاثة أعوام وخلال بحثه في أرشيف المكتبة الوطنية الإسرائيلية، عثر الباحث الإسرائيلي غيش أميت على عدد من الوثائق التي تشير إلى مجموعة من الكتب المتروكة مفهرسة تحت عنوان Abandoned Property أو أملاك متروكة. "استغرق الأمر أسابيع قبل أن استوعب القصة" يقول أميت. تتعلق هذه الوثائق بآلاف الكتب باللغة العربية والتي نُهبت من بيوت ومكتبات السكان الفلسطينيين الذين نزحوا أو رُحلوا من بيوتهم في القدس الغربية خلال النكبة.
بقية التقرير على موقع إذاعة هولندا العالمية:
http://www.rnw.nl/arabic/article/226631

٩ نوفمبر ٢٠١٠

تحذير من تدهور نشاط المكتبات التقليدية

تحذير من تدهور نشاط المكتبات التقليدية
فرانكفورت ـ د ب ا ـ ­ حذرت محللة بريطانية اليوم الثلاثاء من احتمالات تدهور نشاط مكتبات بيع الكتب في العالم نتيجة انتشار الكتب الرقمية التي يتم تحميلها عبر الإنترنت. وقالت آن بيتس، المدير التجاري لشركة «نيلسن بوك» البريطانية المعنية بمتابعة مبيعات الكتب في العالم، على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب «يمثل الكتاب الالكتروني في الولايات المتحدة حاليا %6 من حجم المبيعات. وتوقعاتنا تقول ان النسبة ستصل إلى %10 في نهاية العام الحالي». كانت بيتس تتحدث أمام مؤتمر «أدوات التغيير» الذي يضم الناشرين قبل انطلاق فعاليات معرض فرانكفورت غدا الاربعاء. يقام حفل افتتاح المعرض الألماني للكتاب مساء اليوم على أن يفتح أبوابه للجمهور الاربعاء. استعرضت بيتس بيانات مسح أظهرت انتشار الكتاب الرقمي بفضل الأجهزة الجديدة التي قدمتها شركة آبل الأميركية في هذا المجال مثل «أي فون» و«آي باد»، حيث تقدم أغلب شركات النشر الآن نسخا صالحة لهذه الأجهزة، إلى جانب النسخ المطبوعة التقليدية. في الوقت نفسه، تفقد المكتبات التقليدية لبيع الكتب باطراد حصتها السوقية لمصلحة متاجر الكتب عبر الإنترنت مثل أمازون دوت كوم، وكذلك لمصلحة سلاسل متاجر التجزئة الكبرى التي تعرض الكتب المطبوعة الأكثر مبيعا بتخفيضات كبيرة في السعر. وتقول بيتس إن التحول جد عنيف و"عندما ننظر وراءنا 10 سنوات سنجد الأمر قد اختلف بصورة هائلة".
القبس (الكويت)، 12/10/2010

١٦ مايو ٢٠٠٩

دراسة عن رواتب اختصاصيي المكتبات في المكتبات الاكاديمية

دراسة تحليلية عن رواتب اختصاصيي المكتبات في المكتبات الاكاديمية
نشير إلى هذه الدراسة، لعله يكون هناك وعي بهذه بمدى أهمية مثل هذه الفئة من اختصاصي المعلومات
والجدير بالاهتمام أن الوظائف التقليدية التي عرفناها والتي تأخذ دوماً محور التخصص مازالت تحتل أعلى الرواتب.
توفرت على إعداد الدراسة جمعية مكتبات الكليات ومكتبات البحث بالمشاركة مع الجمعية المهنية الجامعية للموارد البشرية، والخبر عن الدراسة منشور بمجلة المكتبات Library Journal في عددها لشهر مايو 2009
Academic Librarian Salary Survey Released
http://www.libraryjournal.com/article/CA6656813.html?nid=3285

الشكر الجزيل للأستاذ سليمان الشهري (الدارس بقسم علوم الحاسبات والمعلومات بجامعة استراثكلايد - المملكة المتحدة) على إعلامنا بهذه الدراسة مادةً وتعليقـًا

١٩ يناير ٢٠٠٩

السجن لبريطاني شوه الكتب

السجن لبريطاني شوه الكتب
حكم بالسجن لمدة عامين علي أحد رجال الأعمال الأثرياء في لندن لاتهامه بسرقة الكتب من المكتبات العامة بلندن واكسفورد وتشويه صفحاتها‏.‏
وكان رجل الأعمال فرهارد حكيم زاده (‏60‏ عاما) قد اتهم بسرقة ‏14 ‏من الكتب النادرة التي لا تقدر بثمن بالاضافة إلي تشويه بعض الكتب الأخري وذلك بقص أوراق منها ووضع أوراق بديلة من نسخ رخيصة‏.‏ وقد قدرت الكتب التي دمرها زاده بما يزيد علي‏170‏ ألف جنيه استرليني هذا فضلا عن تشويه ‏150‏ كتابا تعود للقرن السادس عشر‏.‏
الأهرام، 19/1/2009

٢٨ ديسمبر ٢٠٠٨

١١ يوليو ٢٠٠٨

مرحبا بالفهرس العربي الموحد

مرحبا بالفهرس العربي الموحد
أ. د. حشمت قاسم
أستاذ المكتبات وعلم المعلومات
كلية الآداب – جامعة القاهرة
دعونا بادئ ذي بدء نتفق على ما يلي :
· إذا كانت السياسة العربية قد أصابها ما أصابها ، فأصبحت عامل فرقة وخلاف ، فإن الثقافة العربية كانت دوما وستظل أبداً عامل وحدة وائتلاف.
· لقد كانت المكتبات وما زالت الحصون التي تحمي كنوز الثقافة، وتشكل فهارسها مفاتيح الوصول إلى محتوى هذه الكنوز.
· أن التعاون، أو تضافر الجهود أو تقاسم الموارد أيا كانت الوسيمة ، هو ملاذ المكتبات فيما تواجهه الآن من ظروف اقتصادية ضاغطة؛ فانكماش الموارد المالية يضع هذه المؤسسات أمام معادلة صعبة.
· لا يمكن لأي مكتبة مهما توافر لها من موارد وإمكانيات، في مجتمع المعلومات المعاصر، أن تدعي القدرة على تلبية كامل احتياجات مجتمع المستفيدين من خدماتها.
· أن مكتبات البحث ( الجامعية والمتخصصة والوطنية ) في الوطن العربي أحوج ما تكون إلى تقاسم الموارد، نظراً لتزايد التكلفة وانخفاض معدلات الإفادة من ناتج الإنفاق، الأمر الذي يؤدي إلى تدني مستوى فعالية التكلفة.
· أن تقاسم الموارد بين المكتبات ومرافق المعلومات ينطوي على أمرين؛ أولهما توزيع أعباء تكلفة المجموعات، من اقتناء وتجهيز واختزان وصيانة، وثانيهما تبادل المنفعة على النحو الذي يلبي احتياجات المستفيدين.
· أنه لا تعاون إلا بين أنداد؛ وذلك لضمان توازن المرور في الاتجاهين، وحتى لا تشكل بعض الأطراف عبئاً على الأخرى. وينبغي أن تكون الندية في الموارد البشرية والقدرات المادية على السواء. وما لم تتوافر الندية فإنه لا مجال للتكافل في علاقات المؤسسات ببعضها البعض في البيئة التنافسية السائدة.
· أن الفهرس الموحد هو العمود الفقري لجميع أوجه التعاون بين المكتبات.
· إذا كنا قد شهدنا بعض نماذج الفهارس الوطنية الموحدة للدوريات، فإن كثافة التنوع النسبي للكتب قد حالت دون توافر الفهارس الموحدة الخاصة بها اعتماداً على الأساليب التقليدية.
· أن تطور تقنيات المعلومات ممثلة في التزاوج بين الحاسبات وشبكات الاتصالات، فيما يسمي المشابكة الإلكترونية، قد ذلل الكثير من الصعوبات التي تكتنف إعداد واستثمار الفهارس الموحدة للدوريات والكتب على السواء.
· إذا كانت مؤسسات العمل الثقافي العربي الموحد قد بدت عاجزة عن دعم مقومات التعاون بين المكتبات، فإن المبادرة السخية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، عاهل المملكة العربية السعودية، لدعم مشروع الفهرس العربي الموحد، تضع المكتبات العربية أمام مسئولياتها في مواكبة التطورات الراهنة. فقد وفرت هذه المبادرة الكريمة إمكانية دعم مقومات البنية الأساس التقنية لهذا المشروع، كما ذللت أيضاً الكثير من الصعوبات الفنية والإدارية التي يمكن أن تواجه المكتبات الحريصة على المشاركة في هذا الجهد التعاوني.
· إن أقصي ما يطمح إليه الباحث في تعامله مع المكتبات، أن يجد مفاتيح كنوز هذه المكتبات مجتمعة طوع بنانه، بمجرد الضغط على بضع مفاتيح تكفل له القدرة على الوصول إلي ما يحتاج إليه، أياً كانت مداخل البحث والتنقيب. وها هي ذي مقومات تلبيه هذا الطموح، ممثلة في "الفهرس العربي الموحد"، وقد أصحبت منه قاب قوسين أو أدنى.

ويهدف الفهرس العربي الموحد للتعريف بمقتنيات المكتبات الأعضاء ، على اختلاف لغات هذه المقتنيات، بكل فئاتها النوعية وتخصصاتها الموضوعية. ومن شأن هذا المشروع أن يوحد أساليب المعالجة الوصفية والموضوعية لأوعية المعلومات المقتناة في المكتبات المتعاونة، كما يحول دون تكرار الجهد في تجهيز المقتنيات، كما يوفر أساساً للتنسيق في الاقتناء، على النحو الذي يكفل الحد من التكلفة، ويتيح لاختصاصي المكتبات فرصة التركيز على ما يقدم للمستفيدين من خدمات، فضلاً عن توفير مقومات الإدارة العلمية للمكتبات على النحو الذي يكفل الارتفاع بمستوى فعالية التكلفة كما يشجع أيضاً المكتبات على تنمية مواردها البشرية ومقوماتها المادية والتقنية لكي تصبح أهلاً للمشاركة في هذا الجهد التعاوني.

ومكتبات البحث في الوطن العربي بقدر ما يتيح لها مشروع الفهرس العربي الموحد فرصة طال انتظارها، فإنه يضعها أمام اختبار حقيقي، نرجو أن تتمكن من اجتيازه بنجاح، حتى تؤكد دورها في خدمة أهداف البحث العلمي، والإسهام في مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية، على النحو الذي يضعها في مصاف المؤسسات المناظرة في المجتمعات التي سبقتنا في هذا المضمار.
ونرجو أن تستند القرارات في هذا الصدد على أسس مهنية خالصة واعية على النحو الذي يؤكد قدرة اختصاصي المكتبات على الاختيار.

للاستشهاد المرجعي:
حشمت قاسم. مرحبا بالفهرس العربي الموحد. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات. مج13، ع1 (يناير 2008). متاحة أيضا على:
http://arab-librarians.blogspot.com/2008/07/blog-post_5127.html

٢٣ يونيو ٢٠٠٨

عصر تفجر المعلومات ومستقبل الثقافة العربية فيه

عصر تفجر المعلومات ومستقبل الثقافة العربية فيه عندما تقف على سطح مبنى عالٍ، وتنظر من حولك .. ستجد سطوح وشرف مباني المدينة مكسوة بالصحون الفضائية؛ لتتلقف مايُبث من معلومات لدى الغرب، في حين أنك لن ترى من محطات البث إلا القليل الذي لا يذكر…. أو عندما تتابع حركة النشر والترجمة، فستجد نفسك أمام شارع عريض من قافلات الكتب والدوريات متجه نحوك. وفي ظل اتساع الهوة بين الشرق والغرب.. انفجرت المعرفة وثارت التقنية، وتباينت الآراء حول المستقبل، وموقعنا فيه كعرب … فتجددت الآمال عند البعض، وتأكدت استحالة النهوض لدى البعض الآخر.
في جلسة علمية مغلقة ضمت ثلاثة من الباحثين الجزائريين : (طاشور محمد، عبد الحميد ريحان- لخضر فردي) وهم محاضرون في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة منتوري في الجزائر، وانضم إليهم من سورية الأستاذ محمد عدنان سالم رئيس اتحاد الناشرين السوريين، والدكتور عيسى العسافين الأستاذ في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة دمشق.. طُرحت موضوعات في غاية الأهمية، تتعلق بتفجر المعلومات وتكنولوجياتها المتطورة ومستقبل الثقافة العربية في هذا الإطار.
http://www.fikr.com/cgi-bin/_showarticle.cgi?id=32

٢٩ مايو ٢٠٠٨

سعودية تؤسس مكتبة للمكفوفين‏..‏

سعودية تؤسس مكتبة للمكفوفين‏..‏
أنجزت طالبة سعودية أول مشروع من نوعه لإقامة مكتبة متخصصة للمكفوفين تستهدف هذه الشريحة للمجتمع التي تحتاج الكثير من الدعم والمساندة‏.‏
الطالبة اسمها سمية بيت المال بالصف الثاني الثانوي في مدارس دار الفكر للبنات بجدة عرضت مشروعها في فعاليات الندوة السنوية السادسة للتعلم والتقنية تحت عنوان (المواطنة في المنظومة الرقمية ؛ إطلالة ورؤي) التي اختتمت أعمالها برعاية أمير منطقة مكة المكرمة‏.‏ ولفتت الي أنها تسعي الي الحصول علي براءة الاختراع لمشروعها الذي أنجزته علي احد البرامج الهندسية في سي‏.‏ دي‏.‏
الطالبة أوضحت أنها قامت بتصميم مكتبة المكفوفين من خلال تصميم رفوف المكتبة بعدة ألوان‏,‏ وكل لون يشير الي نوعية الكتب علمية او ثقافية او اجتماعية‏,‏ وحين يقترب ضعيف البصر او المكفوف من هذه الرفوف تعطي اشارة ضوئية معينة تمكنه من معرفة الكتاب او المعلومة التي يريد الحصول عليها‏.‏‏
الأهرام ، 6/5/2008م

تعليق: أعتقد أن هناك فرصة لتكريم هذه الطالبة من قبل الجمعيات المهنية المختصة ، كما أن هناك فرصة للشركات العاملة في قطاع المعلومات لبحث إمكانية استثمار هذا الابتكار وتعميمه في المجتمع العربي.

١٧ مايو ٢٠٠٨

البحث العلمي بين التخطيط والتنفيذ؛ قراءة في خطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي

البحث العلمي بين التخطيط والتنفيذ ؛
قراءة في خطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي
أ. د. حشمت قاسم
كما هو الحال في أي نظام اجتماعي ، فإن الإدارة تعني بالنسبة للبحث العلمي الكثير ، فنحن ننظر إلى النشاط العلمي بوصفه نظاماً اجتماعياً ، يشكل الاتصال العلمي جوهره ، وتعمل الإدارة علي ترشيد مساراته ، ودعم مقوماته ، والارتفاع بمستوى عائداته. والتخطيط أحد مكونات العملية الإدارية كما نعلم ، ولمصر تاريخها الطويل وخبراتها الثرية في التخطيط للبحث العلمي. وفضلاً عن الخطة الوطنية الشاملة ، هناك الخطط الخاصة بالقطاعات التخصصية ، وتلك الخاصة بالمؤسسات الضالعة في البحث العلمي ، وفي مقدمتها الجامعات ومراكز البحوث . ويشكل البحث العلمي الذي يهدف إلى تنمية المعرفة البشرية الأساسية ، وذلك الذي يرمي إلي تطوير الأداء في قطاعات الإنتاج والخدمات ، إحدى الوظائف الثلاث التي تنهض بها الجامعات في مختلف المجتمعات . وفي مارس من العام 2006م ، أصدرت جامعة القاهرة خطتها الخمسية ( 2006 – 2011 م ) للبحث العلمي . وقد توفر علي إعداد هذه الخطة ، تحت إشراف الأستاذ الدكتور معتـز خورشيد، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ، لجنة مركزية وعدد من اللجان القطاعية . ولوثيقة هذه الخطة أهمية تؤهلها لاجتذاب اهتمام الأوساط العلمية والقطاعات الحريصة علي دعم البحث العلمي واستثمار نتائجه ، علي الصعيدين الوطني والعربي ، لأن قناعتنا التي لا تتزعزع هي أن الوطن العربي ليس مجتمعاً لغوياً واحداً فحسب ، وإنما مجتمع علمي ومجتمع معلوماتي واحد أيضاً . واحتفاء بهذه الوثيقة ، وحرصاً علي التعريف بها علي النحو الذي يكفل تحقيق أهدافها ، نحاول في هذه السطور إلقاء الضوء علي بعض جوانبها . ولما بيننا من ود متصل ، حرصت علي إطلاع الأستاذ الدكتور معتز خورشيد علي هذه الكلمة قبل نشرها ، وكان بيننا حوار مثمر ، إذ كان لسيادته بعض الملاحظات التي وضعت في الحسبان عند صياغة هذه الكلمة في شكلها النهائي .
تتكون وثيقة هذه الخطة من ستة مجلدات ، يشتمل أولها (( الإطار العام )) علي المبادئ والأسس والأساليب المنهجية التي روعيت في إعداد الخطة بكل مكوناتها ، وكذلك الرؤى والأهداف والمحاور البحثية التي تقوم عليها الخطة ، بينما تشتمل المجلدات الخمسة الأخرى علي خطط القطاعات التخصصية التالية :
*قطاع العلوم الأساسية .
*قطاع العلوم الطبية .
*قطاع العلوم الهندسية .
*قطاع العلوم الاجتماعية .
*قطاع العلوم الإنسانية والتربوية .
ولم يتسع الوقت لإصدار خطة قطاع العلوم البينية متعددة التخصصات ، واكتفى القائمون علي إعداد هذه الخطة بتسجيل ما يتصل بهذه العلوم في خطط القطاعات التخصصية الأخرى .
ويتكون كل مجلد من هذه المجلدات القطاعية الخمسة من جزءين ، أولهما ((المناخ البحثي والتخطيط الإستراتيجي))، والثاني ((الخطة البحثية للقطاع الأكاديمي)). والجزء الأول نمطي ، مكرر في جميع المجلدات الخمسة ، إذ يشتمل علي أربعة عناصر بالإضافة إلى ملحق ، إلا أنه يختلف في تفصيلات محتواه من قطاع إلى آخر. ويتناول العنصر الأول مناخ البحث العلمي في مجتمعنا المعاصر ، ويتناول الثاني دور الجامعات في البحث العلمي ، في حين يتناول العنصر الثالث الإطار العام لخطة جامعة القاهرة ، ويعالج مستويات الخطة ، ومحاورها ، ومنظومة الخدمات البحثية التي تقدمها الجامعة للمجتمع ، والقوى البحثية المتوافرة لتقديم مثل هذه الخدمات. أما العنصر الرابع الأخير في هذا الجزء الأول فيتناول الخطة القطاعية من حيث مبررات إعدادها ، ومسئولية الإعداد. أما ملحق هذا الجزء فيشتمل على الخطوات التنفيذية التي اتبعت في إعداد الخطط البحثية القطاعية. وتبدأ هذه الخطوات بحصر الهياكل العلمية للكليات والمعاهد والأقسام والتخصصات في كل قطاع من القطاعات الأكاديمية الخمسة ، يليها تحديد المجالات البحثية للخطة الخمسية في كل قطاع ، ثم صياغة الرؤية الموحدة للمجالات البحثية الرئيسية ، بناء علي المواءمة بين العرض والطلب ، وتحديد المجالات البحثية الفرعية بكل مجال بحثي رئيسي ، وتحديد المجالات البحثية الفرعية المشتركة بين كليات القطاع ومعاهده ، أي المجالات البينية متعددة التخصصات ، وإعداد مصفوفات الهياكل العلمية في مقابل المجالات البحثية ، ثم تصنيف الجهود البحثية الحالية في كل قطاع تمهيداً لتحديد الجهود المستهدفة في الخطة الخمسية ، والتحقق من الخصائص البنيوية للمجالات البحثية الرئيسية ، وذلك من حيث احتمالات التطبيق ، ومدى التوافق مع الخطة الوطنية، وتضافر الجهود بين الباحثين وبعضهم البعض ، وبين المؤسسات وقنوات النشر المحلي والعالمي والتحكيم في كل منهما ، والتمويل ومصادره ، وأحجام البحوث تبعاً لحجم التمويل. ولتأكيد الموقف التنافسي لجامعة القاهرة ، كانت الخطوة الأخيرة في السلسة هي التحقق من أوجه التميز في كل قطاع أكاديمي ، وتشتمل هذه الأوجه الخبرات العلمية للأساتذة والباحثين ، والمختبرات ، والتجهيزات ، والأطروحات ، ومشروعات البحوث ، فضلاً عن أوجه التميز الأخرى. وكما سنرى فإن هذا الجزء يكرر كثيراً من محتوى مجلد ((الإطار العام)) وكان من الممكن لدواعي الاقتصاد تجنب هذا التكرار ، ولكن يبدو أن القائمين علي إعداد الخطة قد حرصوا علي أن يكون كل مجلد قطاعي عملاً قائماً بذاته .
ويشتمل الجزء الثاني في كل مجلد من المجلدات القطاعية الخمسة ، كما أشرنا ، علي الخطة البحثية للقطاع ، ويتكون من تسعة عناصر فضلاً عن الملحق. ويحلل العنصر الأول الخطة البحثية الخمسية للقطاع ، ويبدأ بخلفية عامة عن القطاع ، وأهداف الخطة ، وفي مقدمة هذه الأهداف ربط البحث العلمي بأولويات المجتمع وتحدياته ، ثم محاور الخطة التي تشمل الهياكل العلمية ، والمجالات البحثية الرئيسة والفرعية ، ومصفوفات ربط الهياكل العلمية بالمجالات التخصصية ، والمقومات البشرية والمادية والتقنية المتاحة لجامعة القاهرة ، ومصادر تمويل البحوث ، ثم برامج التنفيذ وآلياته . أما العنصر الثاني فيحلل الهياكل العلمية للقطاع الأكاديمي من الكليات والمعاهد والأقسام والتخصصات. ويستعرض العنصر الثالث المجالات البحثية الرئيسة والفرعية مرتبة وفق أولويات. ويشتمل العنصر الرابع علي مصفوفات الهياكل العلمية في مقابل المجالات البحثية الفرعية ، أما العنصر الخامس فيحلل التركيبة البحثية الحالية والتركيبة البحثية المستهدفة للقطاع . ويحلل العنصر السادس الخصائص البنيوية للجهود البحثية في القطاع ، من حيث احتمالات التطبيق ، والتوافق مع الخطة الوطنية ، وتضافر الجهود ، والنشر، ومصادر التمويل. ويتناول العنصر السابع أوجه التميز الكمي والنوعي في القطاع ، ويعالج العنصر الثامن ما يسمى الفجوة البحثية في القطاع. ويقصد بالفجوة البحثية في هذا السياق ، الفرق بين الأداء البحثي وقت إعداد الخطة والأداء البحثي المستهدف في نهاية الخطة . ويشمل تقدير الفجوة البحثية المكونات الثلاثة للنظام ، وهي المدخلات ، والعمليات التي ينطوي عليها النشاط العلمي ، ومخرجات نظام البحث العلمي في القطاع . وقد استخدم في هذا التقدير أسلوب محاكاة السيناريوهات البديلة. ويحلل العنصر التاسع الأخير متطلبات تمويل الجهود البحثية للخطة الخمسية في القطاع وفق ثلاثة تتابعات للأحداث ( سيناريوهات ) ، وهي التتابع الاستمراري ، والتتابع الأكثر احتمالاً أو الأرجح ، والتتابع المتفائل، وذلك تبعاً للجهود البحثية من أطروحات الماجستير والدكتوراه ، وبحوث الترقي في وظائف أعضاء هيئة التدريس ، والمشروعات البحثية ، وكذلك أوجه الإنفاق ، وذلك في كل مجال من المجالات الفرعية . ويشتمل ملحق هذا الجزء علي النماذج المستخدمة في تجميع البيانات .
ومن الجدير بالذكر أن كل مجلد من هذه المجلدات القطاعية الخمسة يمكن أن يكون موضوعاً لدراسة تحليلية متعمقة ، تحاول التحقق من استقامة منهج التصنيف ، ومدى الاطراد في تطبيقه ، ومدى التجانس في الفئات التخصصية الرئيسية والفرعية ، وترتيب الأولويات ... إلى آخر ذلك من عناصر هذه الخطط القطاعية . ويمكن أن يتصدى لمثل هذه الدراسة باحث أو أكثر من المتخصصين في كل قطاع .
ومن جانبنا ينصب اهتمامنا في هذا السياق علي الإطار العام للخطة ، وينقسم مجلد ((الإطار العام)) للخطة ، الذي أعده الأستاذ الدكتور معتز خورشيد، إلى خمسة فصول وملحقين ، ويتناول الفصل الأول مناخ البحث العلمي في مجتمعنا المعاصر ، ويركز علي ثلاث قضايا هي البحث العلمي ومجتمع المعلومات ، والعولمة وتدويل النشاط البحثي ، والفجوة العلمية والتكنولوجية بين الدول المتقدمة والدول النامية. ويشتمل هذا الفصل علي بعض المؤشرات المقارنة الخاصة بالإنفاق علي النشاط العلمي ، وعدد العلماء والباحثين، ومقومات الاتصالات بعيدة المدى. ويتناول الفصل الثاني دور الجامعات في البحث العلمي ، والهيكل المؤسساتي للبحث العلمي ، والإطار التنظيمي في الجامعات المصرية ، والاتجاهات الحديثة للبحث العلمي في الجامعات . ويعالج الفصل الثالث الرؤية والأهداف وإستراتيجيات التطوير في التخطيط للبحث العلمي في الجامعات ، اعتماداً علي نتائج الوصف التحليلي للوضع الراهن من الناحيتين الكمية والكيفية . ويركز الجانب الكمي علي التمويل المحلي والأجنبي والمشترك لمشروعات البحث من عام 1974 م حتى عام 2000م ، في القطاع السلعي ، والقطاع الإنتاجي ، والقطاع الخدمي ، فضلاً عن البحوث الأساسية. أما البعد الكيفي أو النوعي فيركز علي تخطيط البحث العلمي ، واستثمار تقنيات المعلومات والاتصالات ، والمكتبات وخدمات المعلومات ، والأجهزة والمختبرات ، والتكامل بين المجالات التخصصية ، والحرية الأكاديمية ، ومناهج البحث ، ومعايير الجودة ، ومنافذ النشر ، ومدى الاستمرار في ممارسة البحث العلمي ، ومقومات تهيئة المناخ البحثي الملائم ، ومنظومة القيم العلمية ، والرؤية الإستراتيجية ، ورسالة البحث العلمي في جامعة القاهرة ، والأهداف الإستراتيجية للبحث العلمي ، والموارد البشرية ، والمقومات المادية ، والموارد المالية، والأطر المؤسساتية، والبنية المعلوماتية الأساس ، والإمكانات الإدارية والتنظيمية ، والاتجاهات العالمية في البحث العلمي ، والطلب على البحث العلمي على الصعيد الوطني والعالمي ، ومحاور الخطة البحثية الخمسية لجامعة القاهرة.
ويتناول الفصل الرابع الإطار المنهجي للخطة، ويشمل مستويات التخطيط للبحث العلمي، ومحاور خطة جامعة القاهرة، ومنظومة الخدمات البحثية ، ومراحل وخطوات وضع الخطة موضوع اهتمامنا . ويعالج الفصل الخامس المحاور السبعة لخطة جامعة القاهرة الخماسية، وهي "تدويل البحث العلمي" و"القضايا البحثية ذات البعد القومي" و"بحوث الرسائل العلمية" و "تطوير البنية المؤسسية للبحث العلمي" و"الإدارة المتكاملة للأجهزة العلمية والمختبرات" و"دعم شباب الباحثين"، و"تمويل البحوث العلمية وتسويقها". ويحتاج كل محور من هذه المحاور السبعة إلى وقفة، ونولي المحور الأول ، الخاص بتدويل البحث العلمي، قدراً من الاهتمام في هذا السياق، ونرجو أن تتاح الفرصة لبقية المحاور في أعمال لاحقة.
يذكرنا تدويل النشاط العلمي بمبدأ كانت له السيادة يوما ما، وهو أن " العلم لا وطن له ". ويعني هذا المبدأ أن المعرفة العلمية تراث إنساني مشترك، ينبغي أن يتاح للكافة بلا قيد ولا شرط . وربما يكون هذا المبدأ قد ظل صامداً حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ تجلت أهمية العلم بكل جوانبه ومجالاته في غضون تلك الحرب ، كما أسهم بشكل ملحوظ في مجرياتها، على النحو الذي شجع على اتخاذ تدابير التكتم وفرض قيود السرية على نتائج بعض البحوث العلمية، وخصوصاً في المجالات التي تدعم القوة التنافسية للأطراف المتصارعة. واستمرت ممارسات التكتم والسرية هذه حتى بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وربما تكون قد ازدادت ترسخاً في حقبة الحرب الباردة، على النحو الذي أدى إلى اقتران سباق التسلح بسباق البحث العلمي بشكل لا فكاك منه.

ولما كان الأمر كذلك فإننا لا ينبغي أن نتوقف عند حدود مقولة " العلم لا وطن له"، ونستطرد للقول بأن للعالم وطن يشرف بالانتماء إليه، ولا يدخر وسعا في خدمة مصالح هذا الوطن؛ فلكل وطن تحدياته وأولوياته التي ينبغي أن تكون لها الصدارة في استخدام العلماء لأسلحتهم المنهجية. والبحث العلمي والنشر كما نعلم صنوان، فلا غنى لأحدهما عن الآخر. والنشر هو الكفيل بمشايعة المعرفة العلمية ، إلا أن هذا النشر يخضع الآن لمعايير الانتقائية المرتبطة بالعلاقات التنافسية ، ولكل مجتمع دواعيه ومعاييره في هذا الصدد. ويمكن القول أن تدابير الحظر والتكتم قد لا تشتمل سوى قطاع محدود من نتائج البحوث العلمية، كما أن هذا الحظر غالباً ما يكون مؤقتا وإن تفاوت مداه الموضوعي والزمني، كما أنه لا يمس طبيعة النشاط العلمي بوصفة نظاماً اجتماعياً؛ فعبر منافذ النشر على اختلاف أشكالها وتفاوت مستوياتها، يتواصل الباحثون على الصعيدين الوطني والدولي، إذ تتصافح المجتمعات العلمية الوطنية وتتضافر فيما بينها لتشكل النظام العالمي. وعادة ما يتحقق هذا التكامل التفاعلي ، في الظروف السوية على نحو تلقائي، عبر قنوات التواصل العلمي الرسمية وغير الرسمية ، الوثائقية وغير الوثائقية، بما في ذلك الجامعات الافتراضية، والمؤتمرات واللقاءات والمنتديات العلمية.
ويقصد بتدويل البحث العلمي في الخطة الخمسية لجامعة القاهرة "إضفاء البعد الدولي أو متعدد الثقافات على العملية التعليمية والبحثية، بهدف الارتقاء بجودتها وتحقيق أهدافها العلمية والأكاديمية". ويرى القائمون على إعداد هذه الخطة في إضفاء البعد الدولي توجهاً يسعى للانفتاح على ثقافات بحثية متعددة، بمشاركة الأقران في الجامعات ومراكز البحوث، في المشروعات البحثية الأساسية والتطبيقية. كما يرون إن هذا التوجه يختلف عن ظاهرة العولمة، لأنه يمثل استراتيجية يتعين على الجامعات أتباعها، وهو بذلك تدويل لا يهدف إلى الربح المادي بقدر ما يهدف إلى دعم أواصر التفاعل والتكامل.
وكنا نتمنى ألا تتضمن هذه الخطة مجرد إيحاء بارتباط التدويل بالتمويل الخارجي. فنحن على قناعة بأن إضفاء البعد الدولي لا يتحقق إلا بدعم القدرات الذاتية الوطنية، البشرية والمالية والتقنية، على النحو الذي يكفل الندية في التعامل الدولي. لماذا لا يكون الارتفاع بمستوى الأداء في البحث العلمي، والاقتراب بالبحث العلمي إلى حدود التمويل الذاتي من بين أهدافنا الإستراتيجية؟ تستند الخطة الخمسية لجامعة القاهرة ، في اتجاهها نحو تدويل البحث العلمي ، إلى ما أوصت به اليونسكو ، في مؤتمرها العام الذي عقد عام 1998 ، وليس من بين أبعاد التدويل فيما أشارت به اليونسكو ، ما يتصل بتمويل البحث العلمي ، في حين تشير وثيقة خطة جامعة القاهرة إلى مؤسسات التمويل الإقليمية و الدولية ، كما تقدم من البيانات الإحصائية ما يدل على ارتفاع نسبة التمويل الأجنبي للبحث العلمي من حوالي 36.6% في الأعوام من 1974 إلى 1980م ، إلى حوالي 60.6% في الأعوام من 2001 إلى 2005م. ويرجع القائمون على وضع هذه الخطة هذه الزيادة في نسبة التمويل الأجنبي إلى المشروعات البحثية المشتركة، والاتفاقات العلمية والثقافية التي أبرمتها جامعة القاهرة من جامعات مناظرة. كما تسجل هذه الوثيقة "أن الاستفادة من هذه الفرص التمويلية المتاحة تتطلب إعداد مقترحات بحثية معقدة وفق توجهات بحثية تحددها جهات التمويل" (ص 152 من مجلد "الإطار العام"). ترى ، هل يمكن لتلك التوجهات أن تتوافق دائما مع الأولويات والتحديات المصرية؟ ألا يدعو ذلك للمراجعة المنهجية لتداعيات التمويل الأجنبي وانعكاساته على النشاط العلمي في مصر ، وخصوصا فيما يتعلق بقيم هذا النشاط وأخلاقياته ، وسلوك الباحثين واتجاهاتهم ، وقدرتهم على المبادرة ، وارتباط الجهود العلمية بالأولويات المصرية؟ إن هناك شروطا ينبغي أن تتوافر في توجهات البحث العلمي لكي يحقق أهدافه في دعم مقومات التنمية الاجتماعية والاقتصادية . هل يمكن لهذه الشروط أن تتوافر في ظل طغيان التمويل الخارجي؟
وفضلا عما سبق ، يشتمل المجلد الخاص بالإطار العام لخطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي ، على ملحقين ، يشتمل أولهما على استمارة تجميع بيانات تقييم الوضع الراهن للبحث العلمي في جامعة القاهرة ، بينما يشتمل الملحق الثاني على نتائج التحليل النوعي للنشاط العلمي بجامعة القاهرة في الوقت الراهن . ويشمل هذا التحليل إدارة النشاط العلمي وتنظيمه ، واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات ، والمكتبات وخدمات المعلومات ، والأجهزة العلمية والمستلزمات البحثية ، ومستويات التضافر وتكامل الجهود ، وحرية البحث ، ومناهج البحث ومعايير الجودة ، والنشر ، والاستمرارية في ممارسة النشاط العلمي ، وسبل تحسين المناخ العلمي ، والأهمية النسبية لمصادر المعلومات، ومدى توافر الخدمات المعاونة في غير أوقات العمل الرسمية. ولنا بعض الملاحظات على الأداء المنهجي في هذا الملحق ، تتعلق باتساع مدى تنوع القضايا والموضوعات ، وحجم العينات ، ومستوى التحليل وأساليبه . ففي كثير من قضايا هذا الملحق مجال لاستخدام أساليب قياسات النشاط العلمي Scientometrics بوجه عام ، والقياسات الورقية Bibliometrics على وجه الخصوص الأمر الذي يتطلب الاعتماد على عينات من حجم مناسب يكفل التحقيق من الفروق الدقيقة ، واستخلاص النتائج التي يمكن الاعتداد بها.
وختاماً ، نحن مع هذه الوثيقة إزاء خطة منهجية ، توافرت لها مقومات التميز ، واستغرق إعدادها الآلاف من ساعات العمل على اختلاف المستويات الموضوعية والتحريرية والفنية للفئات المشاركة . ونرجو أن تحظى هذه الوثيقة باهتمام الأوساط العلمية ، كما نرجو أن نرى أثرها على أرض الواقع في التنفيذ الفعلي. كما نرجو أيضا أن تستثمر الخبرات المكتسبة في وضع هذه الخطة وتنفيذها ، في الارتفاع بمستوى الأداء في التخطيط للبحث العلمي على الصعيدين الوطني والمؤسساتي والقطاعي، والله تعالى وراء القصد ، وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل .

للاستشهاد المرجعي:
حشمت قاسم. البحث البحث العلمي بين التخطيط والتنفيذ ؛ قراءة في خطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات. مج12، ع2 (مايو 2007). ص ص 7-15. متاحة على:
http://arab-librarians.blogspot.com/2008/05/blog-post_56.html