١١ ربيع الآخر ١٤٣٢ هـ

الانتفاضات العربية كمشهد ساخن عن الاتصالات الرقمية المعولمة

الانتفاضات العربية كمشهد ساخن عن الاتصالات الرقمية المعولمة

بعد ثورتي مصر وتونس، لم يعد السؤال عن الاتصالات الرقمية المعاصرة (بالأحرى الميديا الرقمية Digital Media ) ترفاً فكرياً. إذ دفعت الثورتان بالنقاش عن وسائط الاتصال الحديثة إلى قلب النقاش العام، مع ضرورة التنبّه إلى الطابع المعولم لهذه الوسائط، خصوصاً إنها كثيراً ما اعتبرت احد أهم روافع العولمة.

وتشــمل الميديا الرقمية المــعاصرة شبـــكة الإنترنت ومواقعها (خصوصاً مواقع شبكات التواصل اجتماعياً مثل «فايسبوك» و«تويتر»)، وشبكات الخليوي، والبث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية وغيرها. وتآزرت هذه الوسائل الإعلامية المعولمة، على رغم استهدافها من السلطات في مصر، وبدرجة أقل في تونس، في صنع صورة ما بعد حداثية عن التحركّات الشعبية التي أطاحت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، ونظيره المصري حسني مبارك.

ربما تكون الحال المصرية أشد تميّزاً في هذا المنحى لأنها تشمل بروز حركة سياسية من رحم الفضاء الإلكتروني المعولم (حركة 6 إبريل)، وتحوّلها إلى حزب سياسي، إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبته الفضائيات، التي شكّلت «بديلاً» من الإعلام الرسمي.

وفي البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية، بدت القسمة شديدة الحدّة بين شاشات النظام المصري التي ثبّتت كاميراتها على منظر بعيد لمياه النيل وجسر تعبره السيارات، لتقول ان كل شيء هادئ في مصر سوى «حفنة» صغيرة من المحتجين، وبين الفضائيات التي ملأت الشاشات بمشاهد التظاهرات المليونية المطالبة بتغيير النظام المصري، ولقطات الصدام مع «بلطجية» النظام، وأشرطة فيديو من صنع الجمهور عن سيارات الأمن وهي تجتاح المتظاهرين، وسقوط شاب أعزل في الاسكندرية بالرصاص الحيّ لقوات الأمن المصرية وغيرها. وتكرّر الأمر عينه مع التظاهرات الاحتجاجية في اليمن وليبيا، وبدرجة أقل كثيراً في البحرين أيضاً.

مديح الجمهور

يفرض هذا المشهد الإعلامي - الرقمي في الدول العربية، تفكيراً معمقاً بخصوصياته ورهاناته وعولمته وآثاره وآفاقه.

وغني عن القول انه موضع نقاش واسع في الدول الغربية، التي تصنع الميديا الرقمية المُعولمة بشبكاتها وأدواتها، وتمتصها في نسيج مجتمعاتها وثقافتها وفعاليتها المعولمة أيضاً.

وطري في الذاكرة كتاب «مديح الجمهور الكبير» للمفكر الفرنسي دومينيك والتون، الذي يركّز على تطوّر الاتصالات المرئية - المسموعة المعاصرة، خصوصاً لجهة علاقتها مع العولمة. وسواء في هذا الكتاب أم في غيره من الكتابات، يتناول والتون أسئلة متنوّعة عن هذه الإشكالية. ويتحدث عن قدرة الميديا الرقمية المعولمة على إعادة تشكيل المجتمعات المتنوّعة، فتصبح بعض أقسامها جزءاً من كتل عابرة للدول والهويات والحدود، تلقى دعماً واضحاً من طرف صُنّاع الثقافة المعاصرة.

وإذا أردنا تطبيق ذلك على الحال العربية، فيمكن القول ان شبيبة فايسبوك في مصر وتونس، كانوا جزءاً من حراك شبابي في فضاء الميديا الرقمية، يمد جذوره إلى حركة مناهضة العولمة، وبروز البلوغرز في الإعلام الغربي، وظاهرة العلاقة القوية بين صعود الرئيس باراك أوباما والإنترنت وغيرها.

ويرى والتون أن الميديا الرقمية تحمل في طيّاتها تصادماً بين منطقين، أحدهما سياسي - اجتماعي، والآخر تقني. ويُذكّر بأن بداية القرن العشرين شهدت ارتقاء وسائل الاتصالات، ما أدى إلى لقاء بين وسائط الإعلام الجماهيرية (المرتكزة إلى بث الأخبار وتعميم نوع من الثقافة)، ومشروع دمقرطة الجماهير معبراً عنه بالاستفتاء الشعبي الذي يتساوى فيه الأفراد بالتصويت. ويعتقد أن الثقافة المتوسّطة المستوى، أو ثقافة الحشد، التي برزت عبر الراديو والتلفزيون، كانت في نهاية المطاف أحد وجوه مشروع المساواة في وصول الجميع إلى الثقافة، وهو المشروع السياسي الكبير الذي تمدد في عقود القرن العشرين السابقة للعولمة.

وحاضراً، تبرز الميديا الرقمية التي تتضمن قطعاً مزدوجاً تقنياً وثقافياً. ويظهر فيها ملمح تقني مهم: بروز أبواق أكثر في شكل مستمر، مع برامج متكاثرة تعالج موضوعات أكثر. وفي المنحى الثقافي، من الواضح أن الأذواق والسلوكات أصبحت أكثر فردية في مجتمعنا، إذ بات الأفراد أحراراً في اختيار الانضمام الى «الحشد» أو الانفصال عنه.

ويعتقد والتون أن الميديا الرقمية تشكّل حركة تاريخية ثانية، تلتقي فيها التقنية ووسائطها ووسائلها من جهة، مع التطور الاجتماعي من جهة ثانية. ولا يبرز في الإعلام الرقمي المعولم الميل لتحفيز مشروع اجتماعي وسياسي ذي طابع جماعي. ويظهر في الإعلام الإلكتروني المعاصر أن التلاقي بين المنطقين التقني والثقافي يعزز حركة «الفردنة» (التركيز على الفرد) المترسّخة في المجتمع الغربي منذ فترة طويلة. ولذا يرى دالتون أنه حتى لو كانت هذه الحركة تقدماً، فإنها مشكلة أيضاً: ففي حال شعر الأفراد بأنهم أحرار تماماً، كيف يتصرف المجتمع؟ كيف يمكن تجميع الأفراد، لا بسبب من تشابههم بل بسبب من اختلافهم؟ ويعتقد دالتون أن الفردنة والتنوع في الميديا الرقمية، هما وجهان للعملة ذاتها. ففي أحد الوجهين، هناك تواصل الحشد، الذي يحفز المشترك، لكنه يتعامل مع الفردي أيضاً، ولو في شكل أقل. وفي الوجه الثاني، تحفز التكنولوجيا الرقمية الجديدة الفردي أساساً، كما تترك المشترك في وحدة تامة. اذاً، وبخلاف ما نعتقد، لا تتخطى الميديا الرقمية تجربة ما سبقها من وسائط الإعلام الجماهيري التقليدي، بل إنها تمثّل المقلب الثاني من الإشكالية نفسها.

وفي المقابل، من الأسهل راهناً تنظيم نشاط الأفراد بانقساماتهم، من متابعة التفكير في الرابط الاجتماعي. اذاً، لا يوجد تقدم خالص، إلا من وجهة نظر تقنية محضة، بين الإعلام الجماهيري التقليدي وبين الميديا الرقمية ووسائلها التقنية. اذ يلتقي الطرفان، ولو بطريقة معقّدة نظرياً، على الميل إلى إنجاح المجتمع المشترك، أكثر من التركيز على المجموعات.

مزيج العولمة والهويات

في كتابه الأكثر شهرة «العولمة الأخرى»، يتناول والتون الثقافات الشعبية وهوياتها التي تعرضت للاهتزاز مع العولمة، على رغم أنها اخترقت، وفي مفارقة مذهلة، حركة التواصل المعولمة، وتالياً الميديا الرقمية. ويرى أن هذا المزيج أضحى متفجراً بأثر من وجود حركتين متناقضتين. فمن جهة، هناك عولمة الثقافات ولا سيما الموسيقى التي نسميها موسيقى العالم، وهي بالتأكيد احد الوجوه الإيجابية للعولمة، لأن هذه الموسيقى تنتشر من قارة لأخرى، وتعتبر عامل انفتاح وتسامح. وأبعد من ذلك، عولمة الثقافة ترتكز أيضاً إلى الانفتاح في السينما والراديو والتلفزيون وغيرها.

في المقابل، يبرز تصغير (وأحياناً تدمير) الثقافات المحلية التي لا تملك الوسائل التقنية والاقتصادية كي تُسمع صوتها. إذ تبدو العولمة مواتية لشكل محدد من الثقافة، لكنها تسحق الآخرين الذين لا يملكون وسائل للانتفاض.

ويرى والتون أن مسألة الهوية الثقافية في طريقها لتصبح موضوعة سياسية مركزية عالمياً. إذ أصبحت الهوية الثقافية عامل نزاع إضافياً حين تُضاف إلى اللامساواة الاجتماعية. فبالحركة نفسها، تثري العولمة الأغنياء وتُفقر الفقراء. كما تصبح هذه اللامساواة المتنامية، منظورة بشدّة، للمرة الأولى تاريخياً، بفضل وسائط الميديا الرقمية المعولمة! هناك اذاً نوع من يقظة الوعي الكوني لتفاقم اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية. ويصاحب ذلك انتفاض ضد فرض وحدة المعايير ثقافياً. وفي هذه اللحظة تبرز أصوات لها مطالب ثقافية تتمحور حول الحفاظ على المحلي في اللغة والترجمة والأديان والموسيقى والمسرح والسينما والأدب.

وللمفارقة، تجعل الميديا الرقمية موضوعات الهوية الثقافية وسائل معارضة للامساواة الاقتصادية والثقافية للعولمة. وبزوغ بعض البلدان الناهضة، القوية حالياً، لا يغيّر شيئاً في هذه الإشكالية.

في هذا السياق، يتلمس والتون معالم معركة سياسية شاملة، لأن مبدأ «التنوّع الثقافي» قد أقرته شرعة «اليونسكو» في عام 2005 بعد سنوات من النضال. لكن لم يطبقه أحد. وأعلنت دول أوروبية عدّة، مثل ألمانيا وفرنسا، فشله أيضاً.

ويرى والتون في الأمر مفارقة قوية، إذ صعد الوعي بأهمية التنوع البيئي، وللأسف مع إطار من اللغة الخشبية، فيما تضاءل الوعي بأهمية التنوع الثقافي. والأرجح أن التنوّع الثقافي أكثر أهمية من نظيره البيئي، في مسألة السلام والحرب. ويشير والتون إلى نوع من التناقض كونياً. فمن جهة، هناك ثقافة العولمة والتواصل الكوني، مع إقرار ضئيل بأهمية التنوّع ثقافياً، ومن دون التزامات واضحة حياله. في الجهة الاخرى، اتجهت غالبية الشعوب والمجموعات إلى المعارضة، لأن لديها شعوراً بأن مشاركتها في العولمة تفقدها جذورها وهوياتها.

ويبلوّر والتون نظرة مختلفة إلى الميديا الرقمية. ويشير إليها باسم «العولمة الثالثة»، معتبراً أنها أتت بعد العولمة السياسية (وعلامتها إنشاء هيئة الأمم المتحدة)، والعولمة الاقتصادية (وعلامتها توسيع التبادل الحرّ في الأسواق المفتوحة) التي رافقتها عولمة ثقافية، بمعنى الضرورة القاهرة لتنظيم التعايش الثقافي. ويدعو إلى الجرأة في التفكير بحلول مبتكرة، من نوع الجمع بين رغبة الشعوب والأفراد والمجموعات في أن تكون جزءاً من العولمة الاقتصادية والسياسية، مع تقليص اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية، ومزج ذلك مع الحفاظ على الجذور الثقافية المميّزة للمجموعات المتنوّعة.

ويتأمل والتون، في غير مؤلف له، في قدرة الوسائط الإلكترونية الجديدة على إفساح المجال أمام مبادرات واسعة في إيجاد بدائل للعولمة.

ويرى أن الفائدة من تقنيات الاتصال الرقمي، وعلى غرار سابقاتها أيضاً، أنها دائماً محمّلة في انطلاقتها، بـ «يوتوبيا» سياسية واجتماعية. يخترع الإنسان أدوات تسمح له بالتحرّر، كما تلازم دائماً رغبته في الانعتاق. ويبدو الأمر رائعاً، لكنه محزن أيضاً. فالحق أن الرغبة في الانعتاق تنتهي ببلورة سيرورة من العقلنة اقتصادياً وتقنياً وثقافياً. ولاحقاً، بعد خمسين سنة مثلاً، نادراً ما يكون الانعتاق قد بلغ غاياته في التجديد. وفي حال تقنيات الاتصال، انطبق الوصف السابق على التلغراف والهاتف والراديو والسينما والكومبيوتر، سواء بسواء.

ويتناول والتون الخطاب السائد حاضراً حول الإنترنت، مشيراً إلى أن لا أحد يريد أن يرى في الإنترنت سيرورة من العقلنة المتدرّجة، بل هناك إصرار على التفكير فيها وكأنها، قبل كل شيء، تحمل الحُرية لكل الناس.

ويؤكد والتون وجود نوع من الانعتاق تسمح به الميديا الرقمية في ظل الديكتاتوريات، على غرار ما حصل أيضاً بوساطة الراديو والتلفزيون. وفي الغرب الديموقراطي، يرى والتون أن العولمة الاقتصادية (مع العقلنة المحمولة عبر الإنترنت) تُحدث نقصاناً، اذ تُسخف خطابات فكرية أساسية، وتروم لإخضاع الجميع للمعيار نفسه، وتُكرّس نفسها أداة للتفاعل بين الأفراد والمجموعات.

وبعبارة أخرى، إن عقلنة تقنيات الاتصال لا تعني القول إنها تتلاعب بالعقول، ولكن ببساطة ان الشُحنة المخربة قد تضاءلت لمصلحة خدمات مفيدة، لكنها ليســـت بالضــرورة مرادفة للانعتاق ثقافياً أو سياسياً.

عفيف عثمان (أكاديمي لبناني)، الحياة ، 22/2/2011

حاسبات تقرأ عواطفك ومشاعرك وتتكيف معها

حاسبات تقرأ عواطفك ومشاعرك وتتكيف معها

لتعزيز كفاءة العمل والتقليل من الأخطاء

الحاسبات قد تكون أكثر فائدة إذا ما تمكنت من قراءة مشاعرك، ومع ظهور عدد وأدوات جديدة يمكنها قياس حالة الشخص البيولوجية، شرعت واجهات تفاعل هذه الأجهزة بالقيام بذلك تماما.. أي وضع مشاعر مستخدميها في الحسبان. هذا ما ذكره الكثير من الخطباء في مؤتمر «بلر» الذي انعقد أخيرا في أورلندو بولاية فلوريدا الأميركية، الذي ركز على التفاعل بين الكومبيوتر والبشر.

يقول كاي ستاني، الذي يملك «ديزاين إنترأكتف»، التي هي شركة استشارات هندسية تعمل مع وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، ومكتب أبحاث البحرية، إن الكثير من المعلومات عن حالة المستخدم العقلية والنفسية يمكن قياسها، وإن مثل هذه المعلومات تساعد الكومبيوترات في تلبية متطلبات المستخدم واحتياجاته.

واجهة تفاعل بالمشاعر

* وتقوم شركة «ديزاين إنترأكتف» بتطوير النموذج الأولي من الجيل المقبل للنظم التفاعلية Next Generation Interactive Systems (NexIS),، التي من شانها أن تحل محل المستشعرات البيولوجية، المخصصة للجنود. فإذا قام المستشعر بتحري أن نبض الجندي بات يضعف، أو حدد مشكلة أخرى تتعلق بحالته الطبيعية والجسدية، فقد يقوم النظام هذا بطلب المساعدة، أو إدارة ضخ الأدرينالين.

وقد تثبت التقنيات المشابهة أنها مفيدة في الحالات المدنية، كما يقول ستاني. ومثال على ذلك فإن وضع مثل هذه المستشعرات على مراقبي الحركة الجوية، أو الذين يقومون بفرز الحقائب والأمتعة في المطارات، من شأنه أن يساعد في الحيلولة دون وقوع الأخطاء، أو الأداء الضعيف.

وتعمل «ديزاين إنترأكتف» على مشروع آخر يدعى «التدريب الدقيق المتكيف بالتشخيص الأوتوماتيكي» لأجهزة فرز الأمتعة (Screen - ADAPT)، الذي من شأنه المساعدة في عمليات التدريب عن طريق استخدام القياسات، بما فيها التخطيط الكهربائي، وتعقب حركة العين، ورصد معدل ضربات القلب، بغية تقييم أداء عمال فرز الأمتعة والحقائب. والفكرة من وراء ذلك هو معرفة مدى نجاح عمال الفرز في مسح صورة، بحيث يمكن للآخرين اعتماد أساليب مشابهة.

الأحاسيس والإنتاجية

* ويقر ستاني بأن «الأمر هذا يشكل تحديا لأن ليس كل عامل فرز يقوم بعمله مثل الآخر تماما. وهذا يرقى إلى فن وضع البرامج اللازمة، وإلى الذي نحاول تحسينه هنا»، كما نقلت عنه مجلة «تكنولوجي ريفيو» الأميركية؛ فالمستشعرات قادرة أن ترصد متى يكون الشخص يغالبه النوم، أو مشتت الفكر، أو مجهدا نتيجة وطأة العمل، أو منشغلا بشيء آخر. لكن قد يكون من الأمثل تقرير الحالات الأخرى، مثل الإحباط، أو حتى التمييز بين الأنواع المختلفة من الإحباط، على حد قوله.

وتقوم بعض الشركات بتطبيق مثل هذه المبادئ سلفا؛ فشركة «مرسيدس» على سبيل المثال قامت بتطوير خوارزميات تراقب كيفية قيام السائق بإدارة مقود السيارة، لتحديد ما إذا كان النوم يغالبه. ويقول ستاني إن مثل هذا المسعى قد يجعل الحاسبات الشخصية أكثر فائدة. ومثال على ذلك قد يتعرف الحاسب في نهاية المطاف على متى يكون المستخدم مرهقا بالعمل، وبالتالي الاقتراح عليه التركيز على تطبيق واحد فقط.

ويقول هانس لي كبير الفنيين في «إيم سينس»، الشركة التي مقرها سان فرانسيسكو، التي تقوم بقياس الحالة الإدراكية والعاطفية لمستخدمي الحاسب لأغراض الأبحاث الخاصة بالأسواق، أن هنالك الكثير من التطبيقات الممكنة للحاسب، لكي يستطيع بواسطتها قراءة حالة الشخص؛ «فبغض النظر عما تقوم به، فإن العواطف هي الغالبة» على حد قوله.

ويضيف لي أن الدراسات تشير إلى أن 40 في المائة من الأشخاص يقومون حرفيا بإساءة استخدام أجهزتهم الحاسوبية. فأي جهاز يكون قادرا على التعرف على إحباطات المستخدم ومعالجتها، قد تجعل العمال أكثر كفاءة، مع التقليل من فورات الغضب التي تحطم شاشات الحاسب، «فماذا لو استطاع الحاسب أن يعتذر منك؟» يقول لي.

الشرق الأوسط ، 15/3/2011

١٠ ربيع الآخر ١٤٣٢ هـ

الطبيعة تتفوق على البشر والكومبيوتر في المعلوماتية

الطبيعة تتفوق على البشر والكومبيوتر في المعلوماتية


لعله ضرب من الخيال أن يسأل المرء عن حجم المعلومات عالمياً، خصوصاً في ظل ثورة المعلوماتية التي وفّرت طرقاً لإعادة إنتاج المعلومات ونقلها وتداولها، إضافة إلى ابتكارها وتخزينها، ما يؤدي إلى مضاعفتها بسرعة فائقة. ولكن فريقاً من العلماء في جامعة جنوب كاليفورنيا، أصر على معرفة المدى الكامل للقدرة التكنولوجية للجنس البشري راهناً، عبر احتساب حجم المعلومات التي يخزنها البشر رقمياً ويتداولونها في ما بينهم.

ونُشِرت نتائج دراسة الفريق في مجلة «ساينس» المشهورة التي تنطق بلسان "الجمعية الأميركية لتقدم العلوم". وأوضح البروفسور مارتن هِلبرت، وهو اختصاصي في التواصل والصحافة، أنها المرّة الأولى التي تسعى فيها دراسة الى تقويم المعلومات التي يتداولها البشر، عبر دراسة موثّقة. وتوصّلت الدراسة إلى أن حجم المعلومات المختزنة على الأجهزة الرقمية والوسائط التقليدية، يساوي 295 إكزا بايت، وهذا يساوي 295 مع عشرين صفراً على اليمين. ويعني ذلك أن عدد بايت المعلومات يفوق رمال صحارى العالم بما يزيد على 300 مرّة. ولكنها أقل من عُشر المعلومات التي يختزنها الحمض النووي الوراثي في الإنسان! وأثبتت الدراسة عينها أن العصر الرقمي ابتدأ عملياً في عام 2002. ففي ذلك العام، فاقت المعلومات المخزنة على الوسيط الرقمي، للمرّة الأولى، مجموع المعلومات المخزّنة على الوسائط الأخرى، خصوصاً الورق. ومع حلول عام 2007، مثّلت المعلومات الإلكترونية 97 في المئة من إجمالي المعلومات المتداولة بشرياً.

وفي العام عينه، جرى بثّ قرابة 2 زيتابايت، أي اثنين مع 21 صفراً على اليمين، عبر التلفزة ونظام «جي بي أس» لتحديد المواقع الجغرافية على الأرض. ويساوي ذلك أن يقرأ كل شخص 174 جريدة يومياً! وإضافة الى ذلك، تبادل البشر بواسطة أدوات الاتصال، مثل الخليوي، 65 إكزابايت من المعلومات. ويشبه ذلك ان يتبادل كل شخص يومياً، المعلومات التي تحتويها 6 جرائد مع الآخرين. وفي العام نفسه، نفّذت الحواسيب العامة 6.4 مع 18 صفراً إلى اليمين، من الأوامر الحسابية. ويساوي ذلك تقريباً عدد الإشارات الكهربائية التي تدور في أعصاب دماغ بشري مفرد. ولو أن هذه العمليات الحسابية أُجريت يدوياً، لتطلب الأمر 2200 ضعف الزمن المنصرم منذ «الانفجار الكبير» («بيغ بانغ») عند بداية الكون، والذي يُقدّر بما يزيد على 13.6 بليون سنة! وبين عامي 1986 و2007، وهي الفترة التي غطّتها الدراسة، نمت قدرة البشرية على حوسبة المعلومات بمعدل 58 في المئة سنوياً، ما يفوق نمو الناتج المحلي للولايات المتحدة بعشرة أضعاف. وفي الفترة عينها، نمت الاتصالات بمعدل 28 في المئة سنوياً، والقدرة على تخزين المعلومات رقمياً بمعدل 23 في المئة.

وعلّق هِلبرت على هذه المعطيات قائلاً: «إنها أرقام مدوّخة، لكنها تبدو تافهة تماماً مقارنة بالمعلومات التي تتداولها الطبيعة ومكوّناتها. في المقابل، يصل حجم العالم الطبيعي الى حدود تفوق أكثر العقول شططاً، لكنه يبقى ثابتاً نسبياً. وفي المقابل، تتزايد قدرة التقنية على حوسبة المعلومات بقفزات هائلة

الحياة ، 15/2/2011

أكثر من نصف مستخدمي الانترنت الاميركيين على فيسبوك


أكثر من نصف مستخدمي الانترنت الا
ميركيين على فيسبوك

أكثر من نصف مستخدمي الانترنت الاميركيين يدخلون بشكل منتظم الى موقع فيسبوك، أي حوالى 132.5 مليون شخص، وفقا لدراسة نشرت نتائجها على الموقع الالكتروني المتخصصاي ماركيتر”.

ويتوقع “اي ماركيتر” ان يتصفح نحو 57% من مستخدمي الانترنت الاميركيين موقع فيسبوك هذه السنة. وفي العام 2013، سترتفع هذه النسبة الى 62%. وعموما، اكثر من نصف الاميركيين البالغ عددهم 309 ملايين نسمة لديهم صفحة خاصة على تلك الشبكة الاجتماعية التي تضم اكثر من نصف مليار مشترك في العالم.

وبحسب موقع “اي ماركيتر”، فإن 20 مليون راشد اميركي يستعملون بشكل منتظم خدمة المدونات الصغرى تويتر ومن المتوقع ان يرتفع عددهم الى 28 مليونا في العام 2013.

عين نيوز ، 26/2/2011

٣ ربيع الآخر ١٤٣٢ هـ

السيد رئيس مكتبة الإسكندرية: تقدم باستقالتك

السيد رئيس مكتبة الإسكندرية: تقدم باستقالتك


ورد في صحيفة الشروق (المصرية) اليوم 8/2/2011 ، تحت عنوان:
رئيس مكتبة الإسكندرية: 145 مليون من أموال المكتبة باسم سوزان مبارك
ما يلي:
أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية، أنه تفاجأ وصدم بخبر وجود حساب لمكتبة الإسكندرية وقدره 145 مليون دولار تحت اسم سوزان مبارك زوجة الرئيس السابق بأحد البنوك.
وطالب سراج الدين بإستعادة المبلغ إلى المكتبة في حال أثبت التحقيق صدق البلاغ الذي تقدم به الصحفي مصطفى بكري لإستخدامها مستقبلاً، مشدداً أنه كان سيتقدم بإستقالته إذا علم بأمر هذه الأموال حتى قبل سقوط النظام.
وأشار سراج الدين إلى أن السيدة الأولى سابقاً كانت تشغل منصب رئيس مجلس أمناء المكتبة بعد تفويض الرئيس السابق طبقاً للوائح والقوانين الداخلية لمكتبة الإسكندرية، والتي تنص على أن محمد حسني مبارك هو رئيس مجلس الأمناء بصفته رئيساً للدولة ويحق له أن يفوض من يختاره للرئاسة.. موضحاً أن المكتبة تتبع الرئيس وليس رئاسة الجمهورية لضمان إستقلاليتها.
وشدد أن منصبها في المكتبة لايعطيها صلاحية التصرف في أية أموال تخص المؤسسة بالصرف أو السحب، كما أن ميزانية تأتي كل عام ومراقبة وتصرف من البنك المركزي، وأضاف أنه سمح للمكتبة عام 2002 بإقامة حساب بالبنك التجاري الدولي بعد إذن وزير المالية طبقاً للقانون.

ونحن نقول له ما قاله الشاعر العربي من قديم: فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة . . وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم.
وعلى ذلك ، ووفقـًا لما كان يجري في المكتبة ، سواء بعلمك أم بدون علمك ؛ فأنت مطالب بتقديم استقالتك.

تغيير عنوان المدونة إلى "المعلومات للجميــع"

تغيير عنوان المدونة إلى "المعلومات للجميــع" القراء الكرام
تم تغيير عنوان المدونة إلى "المعلومات للجميــع" ، تجاوبـًا مع التطورات الحادثة في قطاع المعلومات في الآونة الأخيرة. وذلك مع الإبقاء على نفس مسار المدونة على الشبكة.
وبالرغم أن المدونة موجهة (من) أحد متخصصي المكتبات والمعلومات، إلا أنها موجهة (للـ)جميع، وتحاول أن تتناول القضايا المعلوماتية في أي صورة لها، مع التركيز بصفة خاصة على ما تتصل به هذه القضايا بالمجتمع العربي. فلا زالت مهتمنا الأساس هي ربط المجتمع بالمعلومات، وربط المعلومات بالمجتمع.

١ ربيع الآخر ١٤٣٢ هـ

مصر .. دولة على الـ " فيس بوك "

مصر .. دولة على الـ " فيس بوك "
بعد 18 يوما هي عمر الثورة المصرية التي تفجرت في 25 يناير (كانون الثاني)، وانتهت بتخلي الرئيس المصري عن السلطة في 11 فبراير (شباط)، بدا الموقع الاجتماعي «فيس بوك» كمدفعية ثقيلة حطمت حصون واحدة من أكثر دول الشرق الأوسط استقرارا، وهو ما أهل الموقع ليصبح نافذة يمكن من خلالها متابعة كيفية إدارة الدولة المصرية، التي أصبحت «دولة على الـ(فيس بوك)».
المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة في البلاد باغت الثوار وسبق شباب ائتلاف الثورة بإنشاء صفحة له على الموقع، وقد تعامل معها بجدية بالغة حتى أن قرار قبول المجلس استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال الفريق أحمد شفيق كان مصدره الأول الـ«فيس بوك».
محاولات شفيق لكسب تعاطف الشارع عبر الموقع لم تنجح، فالموقع الذي لعب الدور الأساسي في إشعال فتيل الثورة ليرسم خريطة جديدة لمصر، ما كان ليسمح باختراق من هذا النوع، وقد ظل مشهد قسم الفريق شفيق اليمين الدستورية أمام مبارك عقبة لا يمكن تجاوزها، خاصة أن ذاكرة الشبكة العنكبوتية شديدة الوطأة ولا تقبل المراوغة ومن الصعب جدا طمسها.
وبدا أن الـ«فيس بوك» أصبح صيادا ماهرا لأخطاء كل المسؤولين، مبرزا بوضوح زلات ألسنتهم، وناشرا لها على نطاق واسع، فصفحة مثل خالد سعيد وغيرها تمتلئ بالمئات من الفيديوهات التي تدين عصر مبارك وتبرز ممارسات قمعية للشرطة المصرية بحق مواطنين وهي ما كانت لتنتشر على هذا النحو دون وجود الـ«فيس بوك».
فالـ«فيس بوك» كان حاسما في إيضاح مواقف وآراء المسؤولين والمشاهير في الثورة المصرية عبر الفيديوهات التي تم تجميعها لآرائهم قبل وبعد الثورة، وهو ما نتج عنه ظهور ما سمي «القائمة السوداء» التي ضمت فنانين ومشاهير عارضوا الثورة أو انتقدوا شبابها.
وحسم الـ«فيس بوك» فجاجة موقف اللواء مجدي أبو قمر «مدير أمن البحيرة» حين وصف الشرطة بالأسياد ومتشفيا في المواطنين لغياب الأمن وهو ما أدى إلى إقالته بعد انتشار الفيديو. ما جعلنا أمام مشهد أصبح فيه الـ«فيس بوك» ليس فقط محركا للجماهير وحاشدا لهم بل أصبح متخطيا ذلك إلى حد التأثير على صانع القرار وانتزاع قرارات بقوة قبول استقالة حكومة أو إقالة وزير، وهو ما يمكن اعتباره بمثابة «جماعة ضغط» موازية.
وبالرغم من تسمية الحكومة التي شكلها أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق بالحكومة الذكية إلا أن ذلك لم ينعكس عمليا وجماهيريا حينها بنفس القدر الذي تشهده مصر حاليا، فمع سقوط نظام الرئيس المصري السابق يبدو أن نظاما جديدا ودولة وليدة بدأت تظهر على الـ«فيس بوك». بدأت بظهور المعارضة أولا متمثلة في صفحات مثل «كلنا خالد سعيد» - أنشئت على خلفية مقتل شاب سكندري على يد شرطيين بضاحية سيدي بشر بالإسكندرية – والتي يعزى إليها حشد الشباب على الـ«فيس بوك» ومن رحمها خرجت مجموعة ثورة الغضب العقل المدبر للثورة.
وتواصلت مع انطلاق ثورة 25 يناير بظهور مجموعات متابعة للأحداث أبرزها «شبكة رصد» التي قدمت تغطية وافية للأحداث بطول مصر وعرضها. وما تلاها من صفحات خاصة بمجلس الوزراء ووزارة الداخلية وائتلاف شباب الثورة.
وشكل إنشاء تلك الصفحات ظهور دولة شبه مكتملة الأركان على الـ«فيس بوك»، دولة من جيش وشرطة يمثلهما صفحات المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الداخلية وإعلام يمثله «شبكة رصد» ومعارضة شكلتها صفحة خالد سعيد التي تجاوز عدد أعضائها 900 ألف ومجلس وزراء وإن كان لتسيير الأعمال وشرعية ثورية تمثلها صفحة ائتلاف شباب الثورة.
الطريف أن الدولة المصرية على الـ«فيس بوك» لا تعاني من أي قيود على حرية الرأي والتعبير، فالصفحات المختلفة سابقة الذكر تستقبل آلاف التعليقات متفاعلة مع كل بيان أو تصريح أو خبر. لكن السؤال الذي يلح على أغلب المصريين هو: هل يستمر وجود الدولة على الـ«فيس بوك»، وهل بعد استقرارها سيصبح ميدانا حرا يتبارى على صفحاته المرشحون سواء انتخابات الرئاسة أو البرلمان القادمتين؟!
الشرق الأوسط ، 5/3/2011

٣٠ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

مصر التي في خاطري (2)*

مصر التي في خاطري (2)*
حاولت أن أكتب شيئا في الرياضة أو هكذا ظننت، ثم تركت الموضوع لبعض الوقت.. وحاولت مرة أخرى لكن هيهات فلم تكن الرياضة أو شجونها وشؤونها لتشد انتباهي في هذه الآونة على الإطلاق.. فقد كان ولا زال هناك شيء أكبر بكثير.. شيء جذب انتباه الناس جميعا على ما أظن، أو هكذا كما يقول بعض الأصدقاء والأحباء. ما الذي يمكن أن يكون طاغيا على الإنسان إلى هذا الحد؟.. لم أذهب بعيدا، فقد كانت أوضاع مصر المحروسة وما يدور فيها وحولها.. مصر التي في خاطري وخاطر كل عربي مسلم ومسيحي.. مصر التي قال الحق سبحانه وتعالى فيها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. مصر أم الدنيا وأعرق حضارة بشرية عرفها التاريخ الإنساني.. مصر الأهرامات وأبو الهول والكرنك ومنف وطيبة والآثار العظيمة.. مصر التي لا يرفع «الشرق الرأس» بعدها.. وهيهات أن يفعل! مصر هذه هي التي شدت كل جوارحنا في هذا الظرف الدقيق!
ما الذي يجري في أرض الكنانة الطاهرة.. كنانة «هاجر أم إسماعيل» عليها السلام، حيث «خير أجناد الأرض» وأهل «الرباط».. هناك حيث نظم الشعراء المبدعون .. هناك حيث وحد «مينا» الوجهين لينشئ أول دولة مركزية في التاريخ.. شريانها النيل وروحها أخوال «إسماعيل» عليه السلام.. هناك حيث فتح عمرو، فأفلح وانتشر الإسلام، فكان نعم الفاتح العظيم.. وبنى جوهر فأجاد، فكانت قاهرة المعز.. وأسس «محمد علي» نهضة مصر الحديثة فدخل تاريخ الكبار.. ونبغ وتوالى كثير من الأئمة والعلماء والأساتذة والقادة والمفكرون والمبدعون والفنانون.. وجرى النيل على صفحة الدهور طاويا الوادي من جنوبه إلى شماله، ناثرا الخضرة والنماء.. وحيث أطلق إخناتون «ثورة التوحيد»، فتنمر عليه «كهنة آمون» وثاروا. مصر العتيقة العريقة، حيث ترنح «فرعون» و«هامان» طويلا، وبطل سحر كهنتهما أمام معجزات نبي الله موسى عليه السلام.. وحيث أنقذ «يوسف الصديق» عليه السلام بمشيئة وإلهام المولى سبحانه وتعالى شعب مصر من سنوات سبع عجاف.. فكان وحق له أن يكون «عظيم مصر» غير منازع.
هناك في مصر حيث تنثر النجوع والكفور والقرى والبلدات على ربى الوادي الخصيب.. تمر بك الحدائق الغناء.. وتلف السواقي لتغترف من مياه النيل العظيم لتروي ظمأ مصر وتغدق عليها من أنعام البارئ سبحانه.. مصر التي أبدعت الكتابة والتاريخ والطب والهندسة والفلك ونظم الإدارة والفنون والآداب.. مصر حيث عبقرية المكان والزمان وبني الإنسان في أبهى صورها.. مصر التي حكمت الشرق طويلا، ومنحت أفريقيا صورة أخرى.. مصر أحمس طارد الهكسوس.. مصر المعز وصلاح الدين وبيبرس وعرابي وسعد.. مصر شوقي وحافظ.. مصر السيوطي وعمر مكرم والشرقاوي ومحمد عبده ومحمد رفعت والشعراوي.. مصر الأزهر والفسطاط.. مصر خان الخليلي والقلعة.. مصر الطيبة.. مصر القناعة.. مصر الوداعة.. مصر السماحة والكرم.. إنها مصر.. فجر التاريخ وشعلة الضياء.. مصر درع العروبة والإسلام.. مصر التي في خاطر وروح كل عربي ومسلم.. كلنا نحبها ونحب أهلها.
إنها: مصر.. مصاريم.. إيجيبت.. حط كا بتاح.. الحصينة.. أم الدنيا.. بوابة الشرق.. تاج الشرق.. خير أجناد الأرض.. قلب العروبة.. هبة النيل.. إيجيبتوس.. البسيطة.. الممتدة.. السمراء.. الخصبة.. كِمِت.. الأرض السوداء.. كنانة الله في أرضه.. مقبرة الغزاة.. حماها الله وحمى أهلها.
عبد الرزاق أبو داود (كاتب سعودي)، 12/2/2011
* الترقيم من لدن صاحب المدونة، حيث أن هذه المقالة هي الثانية التي في المدونة ولأحد الكتَّاب السعوديين. وكانت الأولى للدكتور هاشم عبده هاشم، وذلك على الرابطة التالية:
http://arab-librarians.blogspot.com/2011/02/blog-post_17.html

٢٧ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

نصائح لحماية مستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية

نصائح لحماية مستخدمي مواقع الشبكات الاجتماعية
تشهد المنطقة العربية تزايداً هائلاً في أعداد مستعملي مواقع الشبكات الاجتماعية الإلكترونية، مثل «فايسبوك» و«تويتر»، خصوصاً في ظل موجة التغيير التي تجتاح الشرق الأوسط. وتنبّهت شركات المعلوماتية المتخصّصة في حماية المواقع الإلكترونية وبيانات مستخدميها، إلى وجه آخر في هذا الوضع يتمثّل في إمكان زيادة استهداف تلك المواقع، خصوصاً أنها تزخر بمعلومات ضخمة ومهمة وشخصية عن ملايين الأشخاص. وذكّرت شركات مثل «سيمانتك» Semantic و»نورتون» Norton، جمهور الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، بضرورة توخي الحذر في هذه الظروف، مُذكّرة إياهم بأن المتخصّصين في جرائم الإنترنت، يترصدون بهم الدوائر. ولفتت هذه الشركات إلى أن كثافة الاستعمال تزيد من نسبة الاستخدام غير المتحوّط لمواقع الشبكات الاجتماعية، ما يترك الأبواب مشرّعة أمام أرباب الجريمة الإلكترونية. وأوصت الجمهور بالتفكير مراراً في المعلومات التي يتركونها على صفحاتهم الرقمية، وأن يتحوّطوا عند تحديث معلوماتهم أو إضافة صورهم أو تصفُّح تعليقات أصدقائهم.
وفي دراسة موسَّعة نشرت نتائجها أخيراً، أوضح باحثون في شركة «نورتن» المتخصصة ببرامج مقاومة الفيروسات الإلكترونية والهجمات الرقمية، أن سرقة الهوية عبر الشبكات الرقمية للتواصل الاجتماعية باتت إحدى أهم خمسة تهديدات تواجه المستخدمين في منطقة الشرق الأوسط في 2011. ويزيد الطين بلّة أن مواقع الشبكات الاجتماعية باتت تستخدم أيضاً من قِبَل شركات متنوّعة، كوسيلة لتعزيز حضورها، ورفع حصتها السوقية، وزيادة استقطاب الزبائن المحتملين.
نصائح لجمهور فايسبوك:
في ما يلي مجموعة من النصائح المُحدّدة عن كيفية التصرّف أثناء استعمال مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت :
* كن حذراً من الرسائل غير المعتادة أو الطلبات غير المألوفة التي تصلك من أصدقائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتذكَّر أن الوصلات المندسَّة التي تقود إلى مواقع زائفة باتت إحدى أهم الوسائل التي يعوّل عليها مجرمو الإنترنت لإيهام ضحاياهم والإيقاع بهم. وتذكَّر أيضاً أن كثيراً من الوصلات التي تدعي أنها توصلك إلى أفلام فيديو، وعلى غرارها الطلبات التي تصلك لإرسال أموال، قد تكون احتيالية مخادعة، مع التأكيد أن مجرد زيارة المواقع المخادعة والموبوءة، حتى من دون النقر على أيٍّ من موادها، قد تصيب الحواسيب بأضرار بالغة عبر عمليات التنزيل الخفية، التي باتت الوسيلة الأكثر شيوعاً لنشر البرمجيات الخبيثة.
* فكّر ملياً قبل الكشف عن موقعك جغرافياً من خلال مواقع التواصل الاجتماعية، لأن كثيرين قد يتصيَّدون مثل تلك المعلومات لأغراض إجرامية. ومثلاً، قد يذكر أحد الأشخاص تفاصيل إجازته السنوية ورحلته إلى وجهة سياحية ما. وقد تجعل تلك المعلومات الحسّاسة منزله عرضة للسرقة أثناء غيابه. وفي هذا الصدد، الأرجح أن كثيرين ممن يعتمدون على الخليويات الذكيّة للاتصال بالإنترنت، لا يعرفون التهديدات الجدّية التي تحيق بهم في حال استخدام مواقع التواصل الاجتماعية، من دون أخذ الحيطة اللازمة.
* مطلقو الرسائل الإلكترونية المتطفّلة «سبام» Spam يبدّلون استراتيجياتهم باستمرار. وباتت مواقع التواصل الاجتماعي هدفاً أول لكثيرين منهم، إذ يقوم مستخدمون مندسّون باختلاق فعاليات أو أحداث تسهّل عليهم بعدئذ شن هجمة من الرسائل المتطفّلة.
* مع التذكير بأن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، يتعيَّن على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن يولوا انتباهاً مستمراً لسلامتهم وأمن معلوماتهم. وتحض «نورتن» هؤلاء على اختيار كلمة سرّ قوية تضمن عدم اختراق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. ويستحسن أن تتضمّن كلمة السر المستخدمة حروفاً وأرقاماً، وربما رموزاً، لضمان استغلاقها على غير صاحبها. وإضافة إلى ذلك، تنشر غالبية مواقع التواصل الاجتماعي الخطوط التوجيهية التي تحكم الخصوصية. وعلى رغم أن كثيرين يرون أنها طويلة ومملّة، تنصح «نورتن» الجمهور بتصفّحها لمعرفة الأطراف التي يحقّ لها معرفة معلوماتهم الشخصية.
ومع تزايد شبكات الجريمة الإلكترونية، صارت بعض الهجمات الإجرامية معقدة إلى حدّ استعصائها على المتابعة، ما يتطلّب خبراء متخصصين لرصدها، إضافة إلى ضرورة صنع حلول أمنية شاملة لحماية الجمهور من تلك التهديدات. وفي هذا الصدد، من المفيد التذكير بأهمية الاستفادة من التحديث التلقائي المستمر لبرامج مكافحة الفيروسات الإلكترونية والهجمات الرقمية. ومن الأدوات المجانية التي يمكن استخدامها في هذا المجال، يبرز برنامج «نورتون سايف ويب فور فايسبوك Norton Safe Web for Facebook المخصص لحماية جمهور موقع فايسبوك.
الحياة ، 27/2/2011

نصائح أمنية لدى استخدام فيس بوك

نصائح أمنية لدى استخدام فيس بوك
تظهر إحصائيات «فيس بوك» أن معدل أصدقاء المشترك الواحد تصل إلى 120 صديقا، مع تحميل المستخدمين أكثر من مليار صورة في كل شهر إلى الموقع، واستخدام 70 في المائة منهم برامج للألعاب والألغاز والجمل الطريفة.
إلا أن غالبية المستخدمين لا يعرفون الآثار الناجمة عن مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر الشبكة، أو التعرف على أصدقاء جدد. وسنقدم في ما يلي مجموعة من النصائح الأمنية لدى استخدام الموقع، والتي تناسب الأطفال والمراهقين والبالغين. وبإمكانك الاشتراك بصفحة «أمن فيس بوك» عن طريق الذهاب إلى رابط http://www.facebook.com/security والضغط على زر «أعجبني»، وذلك للحصول على معلومات أمنية قيمة لحسابك في «فيس بوك».
* رتب أصدقاءك في مجموعات عن طريق وضع من تريد من الأصدقاء فيها، ومن ثم تخصيص ما يمكن لكل مجموعة أن تشاهده من معلوماتك أو صورك. ويمكن بهذه الطريقة إيجاد مجموعة لأصدقاء المدرسة أو الجامعة، والأقارب، والزملاء في العمل، وأصدقاء الألعاب، والأصدقاء الجدد، وغير ذلك. ولا يمكن لأي صديق أن يعرف اسم القائمة التي وضعته فيها، أو حتى معرفة إن وضعته في قائمة أم لا.
* عدل ما يمكن للآخرين مشاهدته لدى البحث عنك، حيث يمكنك تخصيص ما يمكن مشاهدته لأي مستخدم ليس صديقا لك في الموقع لدى البحث عنك، مثل صورتك، وقائمة أصدقائك، وصفحاتك المفضلة، والقدرة على إرسال رسائل لك أو طلب صداقتك، وغير ذلك.
* عدل مزايا الخصوصية لملفك لعدم السماح للآخرين بمعرفة إن تم «وصفك» (Tag) في صورة أو عرض فيديو محرج لك، ذلك أن بعض مستخدمي «فيس بوك» طُردوا من عملهم وتدهورت علاقاتهم الشخصية مع الآخرين بعد نشر أصدقائهم صورا أحرجتهم في الشبكة الاجتماعية (وصل الحال إلى انتحار فتاة في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي). ويكفي الذهاب إلى صفحة خيارات الخصوصية لملفك، وتعديل خيار «الصور الموصوف فيها» (Photos Tagged of You) واختيار «تخصيص» Customize))، ثم اختيار من تريد أن يعرف أنك موصوف في صورة تابعة لأحد الأصدقاء.
* بإمكانك إخفاء بعض ألبومات صورك عن الآخرين، والسماح لهم مشاهدة ألبومات محددة، وذلك بالذهاب إلى صفحة خيارات الخصوصية لصورك واختيار من يمكنه مشاهدة الصور لكل ألبوم لديك.
* ومن الرسائل المزعجة في موقع «فيس بوك» تلك الناجمة عن استخدام برنامج أو لعبة ما، حيث ستظهر رسالة لدى جميع أصدقائك عندما تفوز في مرحلة ما أو تطلب المساعدة، أو حتى عندما تستخدم برنامجا طريفا، الأمر الذي قد يجده الكثيرون مزعجا، وخصوصا لدى تكراره مرات كثيرة كل يوم. وبإمكانك معرفة إن كان البرنامج الذي تستخدمه يقوم بإيجاد رسائل وينشرها أمام الجميع عن طريق زيارة ملفك الشخصي بعد الانتهاء من استخدام البرنامج، ومراقبة نشر رسائل بالنيابة عنك. ويمكنك تمرير الفأرة فوق الرسالة المرتبطة بالبرنامج المزعج، لتظهر لك أيقونة على شكل حرف «X» يمكن النقر عليها، لتظهر أمامك عدة خيارات، منها ما يخفي تلك الرسالة فقط، ومنها ما يمنع نشر أي رسالة من ذلك البرنامج، أو إزالة البرنامج كليا، أو الإبلاغ عن البرنامج على أنه برنامج تطفلي أو برنامج يخالف شروط استخدام موقع «فيس بوك». ويمكنك أيضا إخفاء الرسائل التي تصلك من برامج الآخرين باتباع الخطوات نفسها ولكن بالنسبة لرسائل الآخرين.
* أما إن كنت لا تريد لمجموعات من الأصدقاء مشاهدة ما ينشره الآخرون على جدارك، فبإمكانك الذهاب إلى صفحة خيارات الخصوصية لملفك وتعديل خيارات «القصص المنشورة من الأصدقاء» (Stories Posted by Friends) بالشكل الذي يناسبك.
* وإن كنت تريد الابتعاد عن عالم «فيس بوك»، فيمكنك إيقاف عمل ملفك عن طريق الذهاب إلى قائمة الحساب (Account) ثم اختيار «حسابي» (My Account)، واختيار «إيقاف الحساب» (Deactivate Account). وبإمكانك العودة وتفعيل حسابك في أي وقت تريده عن طريق تسجيل دخولك إلى الموقع ومن ثم معاينة بريدك الإلكتروني واتباع الخطوات المذكورة في الرسالة الإلكترونية التي ستصلك، ولن يستطيع أحد الكتابة على جدارك خلال فترة الإيقاف.
* أما إن كنت تريد حذف حسابك نهائيا بما فيه من صور وبرامج وروابط، فيجب إرسال طلب حذف إلى الموقع عن طريق الذهاب إلى قائمة الحساب (Account) ثم اختيار «مركز المساعدة» (Help Center) واختيار «حذف الحساب» (Delete Account). ولا توجد فترة محددة لحذف حسابك، ولكن طلب الحذف سيلغى في حال تسجيل دخولك إلى الموقع قبل إتمام عملية الحذف. وتجدر الإشارة إلى أن الموقع يحتفظ بحق نسخ صورك قبل حذف الحساب لأسباب تقنية.
* لا تذكر أنك مسافر، أو تنشر صورا لدى سفرك بعيدا عن منزلك، ذلك أن هذا الأمر سيعلم الغرباء أنه لا يوجد أحد على الأغلب في منزلك، الأمر الذي سيسهل سرقة منزلك بشكل كبير، بل قم بذلك بعد عودتك من السفر.
الشرق الأوسط ، 25/2/2011

دور الإنترنت في مساعدة المحتجين في الشرق الأوسط

دور الإنترنت في مساعدة المحتجين في الشرق الأوسط
تزايدت أعداد صفحات المشتركين على مواقع فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي وموقع يوتيوب للمقاطع المصورة مع اتساع نطاق الاحتجاجات في أنحاء العالم العربي.
لكن هل الإنترنت عنصر مساعد في التغيير الذي شهدته تونس ومصر وفي الاحتجاجات التي تشهدها ليبيا والبحرين واليمن أم أنه وسيلة للتعبير عن مشاعر الغضب من عقود القمع؟
أذهلت الأحداث في تونس ومصر العالم في الأسابيع القليلة الماضية بعد الإطاحة برئيسين كانا يتوليان الحكم منذ عشرات الأعوام. وما زالت الانتفاضة الدموية مستمرة في ليبيا.
لكن الناس كانوا يحتجون في الشرق الأوسط قبل وقت طويل من انتشار استخدام الإنترنت. وشهدت المنطقة موجات من الاحتجاجات الشعبية في الأربعينات ومطلع الخمسينات وألهمت شعوبا أخرى في أنحاء العالم من خلال وسائل الاتصال التي كانت متاحة في ذلك الوقت.
والانتفاضات الأخيرة في تونس ومصر وليبيا وغيرها من دول المنطقة مرتبطة أيضا بعناصر اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة مثل تزايد أعداد أبناء الجيل الجديد وارتفاع مستويات التعليم وتغير السياسات الاقتصادية والبطالة.
لكن تشارلي بيكيت مدير مركز بوليس للأبحاث في لندن أشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت والهواتف المحمولة لعبت دورا كبيرا في نشر رسائل الناشطين وتسهيل تنظيمهم وزيادة سرعة الاتصال بينهم.
وقال بيكيت "مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لا تخلق ثورات بل يخلقها الفقر والغضب والحكام المستبدون. لكن في هذه الحالات شاهدنا كيف عملت مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت على تنظيم الناس والترويج للرسالة وكانت وسيلة للهجوم على من هم في السلطة ولابلاغ العالم الخارجي بأن الناس هنا غاضبون ونشيطون ويريدون الأمور ان تحدث. لذلك اعتقد ان مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت كانت فعالة بصورة ملحوظة في وقت قصير جدا."
واستخدم الناشطون ومنظمو الاحتجاجات في الشرق الأوسط الإنترنت في تبادل الاتصالات والمعلومات والخطط قبل اندلاع الانتفاضات. ثم استخدم الإنترنت أثناء الانتفاضتين في تونس ومصر في تبادل الأخبار وطمأنة المشاركين في الاحتجاجات إلى أنهم ليسوا بمفردهم.
وذكر بيكيت أن المحتجين في دول مختلفة استخدموا الإنترنت أيضا في دراسة كيفية تنظيم الثورة وتفادي الأخطاء.
وقال "الناس يتعلمون من بعضهم البعض. الناس في ليبيا ينظرون الى ما حدث في مصر. الناس في مصر قالوا انهم نظروا الى ما فعله نظراؤهم في تونس مع الفيسبوك والبريد الالكتروني والوسائل الاخرى. إذن فهم يتعلمون الدروس عن تنظيم الحملات والنشاط والديمقراطية والوسائل التي يمكن ان يستخدموها على الانترنت. هم يقلدون بعضهم البعض ويتبنوه ويجدونه فعالا بحق بالنسبة لثقافتهم."
لكن هل يكفي التواصل على موقع فيسبوك مئلا لإخراج الناس إلى الشوارع؟
كانت آن الكسندر من جامعة كامبريدج المتخصصة في وسائل الاعلام الجديدة والتغيرات السياسي في الشرق الاوسط موجودة في ميدان التحرير بالقاهرة في مطلع فبراير شباط قبل بضعة أيام من الإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ذكرت آن ألكسندر أن من الصعب تحويل المساندة الشعبية على فيسبوك إلى مظاهرات في الشارع فالناشطون في مصر جمعوا آلاف المؤيدين على صفحات الإنترنت لكن أعدادا كبيرة من هؤلاء لم تشارك في احتجاجات ميدان التحرير.
كما أن مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت ليست حكرا على المحتجين. واشار بعض المنتقدين غلى أن تلك المواقع تسهل على الحكومات تعقب اتجاهات الناشطين وخططهم. وتستطيع الحكومات أيضا التدخل في تلك المواقع بمحاولة تحويل اتجاه المناقشات بدفع أشخاص لنشر تعليقات وآراء مؤيدة للنظام.
كما أن السلطات في مصر وليبيا نجحت في قطع شبكة الإنترنت تماما.
لكن آن ألكسندر أكدت أن ذلك الخيار يسيء بدرجة كبيرة إلى سمعة واقتصاد البلد.
وقالت "اغلب هذه الحكومات ليست في وضع يسمح لها بأن تعزل نفسها في فقاعة تستطيع من خلالها فعليا السيطرة على جميع المصادر الاعلامية التي يستطيع الناس ان يشاهدوها في ذلك البلد. ذلك لانهم يحتاجون ايضا للاتصال بالاقتصاد العالمي واذا قطعوا الانترنت فلن تستطيع اي شركة مصرية استخدام موقعها الالكتروني ولن يتمكن الناس من استخدام الانترنت في التعاملات التجارية."
ولا يوجد ضمان بأن تؤدي الإطاحة بنظم الحكم القديمة إلى نظم جديدة ديمقراطية. لكن المؤكد أن الإنترنت يزيد على الحكومات صعوبة السيطرة على المعلومات التي تطلع عليها شعوبها.
فقد ذهبت إلى غير رجعة الأيام التي كانت شعوب الشرق الأوسط لا تصلها إلا الأخبار والمعلومات التي تسمح أجهزة الرقابة ببثها في التلفزيون الرسمي.
كما أوضح بيكيت أن انتهاء احتكار الحكومات لوسائل الإعلام يزيد من تمكين الشعوب.
وقال مدير مركز بوليس للأبحاث في لندن "واعتقد اننا ربما ندخل مرحلة تكون فيها مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت بصورة ما اداة للتحول الديمقراطي. لانها على الاقل ستجعل الحكومات اكثر إدراكا بما يفكر فيه الناس."
وأثبتت موجة الاحتجاجات في أنحاء الشرق الأوسط أن الإنترنت والشبكات الاجتماعية تؤدي دورا أساسيا في تغيير العلاقة بين المواطن والدولة في العالم العربي. لكن يبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت تلك الوسائل الجديدة التي ساهمت في تغييرنظم الحكم سيكون لها دور أيضا في إقامة نظم جديدة؟
الموقع العربي لـ "رويترز" ، 24/2/2011

المعلوماتية.. سلاح البقاء للأصلح في العصر الجديد

المعلوماتية.. سلاح البقاء للأصلح في العصر الجديد

إننا نعيش في عصر يعتمد فيه جيل الثراء، وممارسة القوة، وإنتاج الرموز الثقافية، على القدرات التقنية للمجتمعات والأفراد، كما تقول الباحثة بريسيلا لوبيز، وهي تقتبس سطرا من «نهاية ألفية» لمانيويل كاستيليس. وبعبارة أخرى فإن مفهوم «البقاء للأصلح» بات يعتمد الآن على المعلوماتية، حيث تقنيات المعلومات أصبحت لب وقلب هذه القدرات التقنية.
* معلوماتية منغرزة
هنالك 61 قرصا مدمجا «سي دي - روم» لكل رجل وامرأة وطفل على وجه هذه البسيطة. هذه هي كمية البيانات والمعلومات التي جمعتها البشرية جمعاء على الأجهزة من كل الأنواع منذ عام 2007، أي 295 إكسابايت، أو 80 ضعفا من المعلومات لكل شخص، من كل المعلومات التي كانت موجودة في مكتبة الإسكندرية التاريخية في مصر، استنادا إلى دراسة نشرت في مجلة العلوم «ساينس».
«لقد قمنا بتعقب وتقصي 60 نوعا من التقنيات المتناظرة والرقمية منذ عام 1986 حتى عام 2007، وذلك في مدرسة (يو إس سي انينبيرغ) للاتصالات والصحافة». وقد ظهر أن «قدراتنا الكومبيوترية (الحاسوبية) تنمو بمعدل سنوي مقداره 58%، أي تسعة أضعاف أسرع من الاقتصاد العالمي تقريبا»، كما قال هيلبيرت في مجلة «تيك نيوز وورلد»، الذي تابع قائلا: «لقد نمت مخزوناتنا المعلوماتية بشكل أسرع أربعة أضعاف، وقدراتنا في الاتصالات أسرع بخمس مرات تقريبا من قوة الاقتصاد العالمي».
«وكأساس، كالفولاذ في العصر الصناعي، فإن تقنيات المعلومات التي مكنتنا من تخزين المعلومات وتحليلها بشكل كفء للغاية، هي من أفضل العدد والأدوات الثمينة في عالم الأعمال في يومنا هذا»، وفقا لما يقوله توم كوك المدير التنفيذي لشركة «بيرمابيت». و«تعكس هذه الدراسة كيفية رصدنا وقياسنا على الأغلب لكل نشاطاتنا في حياتنا الشخصية والعملية والتجارية»، على حد قوله.
الشرق الأوسط ، 22/2/2011

مبادئ تعليم القراءة؟

مبادئ تعليم القراءة؟

الكتاب: كيف نقرأ ولماذا؟ - المؤلف: هارولد بلوم - المترجم: نسيم مجلي - الناشر: المركز القومي للترجمة - القاهرة – 2010
عرض وتحليل: ممدوح عزام
على الرغم من أن الناقد الأميركي المعروف هارولد بلوم يقر بأن عدد القراء في العالم يتناقص باستمرار، أو أن عددا منهم بدأ يقرأ من الكومبيوتر، فإن كتابه هذا يتوجه إلى تلك البقية من القراء والقارئات، الذين ما زالوا راغبين، بوجه ما من الوجوه، بقراءة الكتاب الورقي. وإذا كانت القراءة أعظم المتع التي تتاح لنا في أوقات العزلة، فهي متعة شافية، أي أنها تصبح قادرة على التخفيف من مصاعب العزلة برد المرء إلى الاختلاف، سواء داخل ذاته، أو هؤلاء الذين يقرأ لهم، والاختلاف في رأي بلوم يمكن أن ينشئ الحوار الضروري للخروج من أي عزلة.
قبل أن نعرف لماذا نقرأ، يجب أن نتحرى كيف نقرأ؟ ثمة مجموعة من المبادئ الضرورية، والمبدأ الأول: «طهر نفسك من اللغو» وأما اللغو الذي يعنيه فهو الثقافة السائدة، وخاصة الثقافة الأكاديمية السائدة، التي تؤكد على العابر والمؤقت عديم القيمة من الناحية الإنسانية، أما المبدأ الثاني فهو التالي: لا تحاول إصلاح أمر جارك بما تقرأ أو كيف تقرأ. لماذا؟ لأن إصلاح الذات مشروع كبير بما يكفي لأن تشغل عقلك وروحك به. ثم لا تخش من أن تكون حريتك في القراءة معبرا للناس إلى النصوص التي تقرأها، فالناس وليست الكلية هم وطن الكاتب. لكن لا بد أن يكون الشخص مبتكرا، لكي يكون قارئا جيدا، وهذا هو المبدأ الرابع، فالقراءة الخلاقة تعني أن يتمكن القارئ من رؤية الفراغ داخل النص الأدبي، ولا يمكن أن يتوفر هذا إلا إذا امتلك الثقة بالنفس، فهي التي تجعله قادرا على استقبال النصوص بعيدا عن أي آيديولوجيا، فلكي تقرأ عواطف إنسانية بلغة إنسانية، لا بد أن تكون قادرا على أن تقرأ قراءة إنسانية. فمهما كانت معتقداتك، فأنت أكبر من أي آيديولوجيا، حيث إن الآيديولوجيا بشكلها الضحل، تعد عامل تدمير بالنسبة لقدرتنا على الفهم، وهنا يأتي دور المبدأ الخامس وهو التعرف إلى الحس الساخر لدى معظم الكتاب الكبار، لدى شكسبير كما لدى توماس مان، إن سخريات شكسبير مثلا، هي أكثر السخريات شمولية في الأدب الغربي، لكنها لا تحول بيننا وبين ما تعبر عنه من عواطف شخصياته. أخيرا يجب أن نقرأ كأننا نستطيع أن نعود أطفالا، فالطفل المغرم بالقراءة، إذا صادف ديفيد كوبرفيلد في رواية ديكنز، فإنه سيقرأ من أجل القصة والشخصيات، وليس من أجل التكفير عن الذنب، أو لإصلاح المؤسسات الفاسدة.
يأتي الآن السؤال: لماذا نقرأ؟ نحن نقرأ وهدفنا تقوية النفس، والتعرف على غاياتها العليا، وهذا جانب نفعي يترافق بالضرورة مع جانب جمالي، يضمن المتعة للقارئ، على أن متعة القراءة متعة ذاتية، وليست اجتماعية، فأنت لا تستطيع تغيير حياة الآخرين عن طريق القراءة الأفضل، ومن هنا يمكن الحديث عن محنة القراءة المهنية، كما يسمي بلوم القراءة ذات الطابع الأكاديمي، حيث يندر تعليم القراءة من أجل المتعة، ومن خلال ذلك يمكن للمرء أن يكتشف ما يمكن الانتفاع به في التفكير العميق وإمعان النظر، والذي يخاطبك كما لو كنت تشارك في طبيعة واحدة، بعيدا عن طغيان الزمن، وهنا فقط يمكن للقارئ أن يعثر على شكسبير وأن يدعه يعثر عليه.
يدعي هارولد بلوم أنه يريد، بل إنه يعلمنا كيف نقرأ، وذلك عبر حشد العشرات من الأمثلة والشواهد من الأدب العالمي، دون أن يعني ذلك أنه يحشر القارئ داخل قوائمه الخاصة. وهي قوائم تضم عددا من الروايات والقصص والقصائد والمسرحيات، على أن الروايات والقصص هي التي تأخذ الحيز الأكبر من كتابه، والسبب المعلن هو أن الروايات تحتاج إلى القراء أكثر من القصائد، ولهذا يجد أن مهامه تتجسد في التعريف والدعوة إلى قراءة الروايات، دون أن يخفي خشيته من أن تختفي الروايات من دائرة الاهتمام البشري، وهنا تكتسي لغته بنغمة رثائية حزينة، فإذا كان قدر على الروايات أن تختفي فعلا، فدعنا نكرم الروائيين لأجل قيمهم الروحية والجمالية. أما أعظم الروائيين الذين يمكن البدء بهم فهو ميغيل دي سرفانتس في «دون كيشوت» لماذا «دون كيشوت»؟ لأن هذه الرواية تركت تأثيرا لاحقا في التاريخ الأدبي اللاحق أكثر من أي رواية، إذ لا يمكن أن نتصور أيا من أعمال فيلدنغ أو سموليت أو ستيرن أو ستندال أو فلوبير أو هيرمان ملفيل أو مارك توين أو دستويفسكي أو تورجينيف أو توماس مان دون أن نلاحظ حضور هذه الرواية، فدون كيشوت يجسد الإحساس التراجيدي للحياة، وجنونه ما هو إلا اعتراض على حتمية الموت، وفي كل منا قدر من شخصية دون كيشوت، أو تابعه سانشو بانزا، وهناك جوانب في أنفسنا لن نعرفها، إلا بعد قراءة هذه الرواية. ولكن هل من الصحيح أن رواية «الجريمة والعقاب» لدستويفسكي هي أفضل الروايات البوليسية على مدى قرن ونصف؟ من الصعب أن يقبل القارئ الحصيف مثل هذا الرأي، بعد أن يقرأ هذه الرواية، فالمعالجة التي يقدمها دستويفسكي للحدث في روايته لا تأخذ من الرواية البوليسية سوى بعض العناصر الحكائية، ولعل إصرار الناقد الكبير هنا على هذا الاستنتاج، هو الذي يدفعه للقول فيما بعد إن دستويفسكي يتميز دائما في كتابة البدايات، ويكون مدهشا في تطوير الأجزاء الوسطى من رواياته، ولكنه ضعيف بصورة ملحوظة في وضع النهايات. وبالمقابل فإن شخصية إيزابيل آرتشر، بطلة رواية «صورة سيدة» لهنري جيمس، هي أعظم شخصية شكسبيرية في رواياته. وقد قال جيمس إن إيزابيل «وريث كل الأجيال» فهي تجذب الكثيرين منا إنها النموذج الأول لكل تلك الفتيات في الروايات، وفي واقع الحياة، اللاتي يستبد بهن الشوق. يجب أن نلاحظ هنا أن الناقد يقسم الشخصيات الروائية في التاريخ الأدبي بين سرفانتس وشكسبير، وبالمثل فإن الطريقة الأفضل لقراءة رواية مارسيل بروست «البحث عن الزمن المفقود» تبدأ من رؤية معاناة الشخصية للغيرة، إن أعظم المؤلفين الغربيين براعة في تجسيد الغيرة الجنسية هما شكسبير وبروست. كما أن هانز كاستورب بطل رواية «الجبل السحري» لتوماس مان يجسد لنا مثلا أعلى عن ثقافة التطور الذاتي، حيث يمكن للفرد أن يدرك إمكاناته. فالرغبة الجامحة لمواجهة الأفكار والشخصيات تتحد في هذه الشخصية، مع قدرة روحية هائلة.
الغريب أن هارولد بلوم ينكر أن يكون بوسع الكتاب المعاصرين تقديم ما يستحق أن يقرأ، بموازاة ما يقدمه كتاب الماضي، وهو أحد الآراء التي تشيع في كل زمان، ولهذا نراه يتجاهل الرواية المعاصرة في معظم أرجاء العالم، فلا يأتي على ذكر الرواية في أميركا اللاتينية، أو الرواية في اليابان، أو الرواية الأفريقية، ولا يشير بالطبع إلى الرواية العربية، ويكتفي بتقديم ست روايات أميركية، تبدأ من «موبي ديك» لهرمان ملفيل، وتنتهي إلى توني موريسون في «أنشودة سليمان» ينحو خلالها نحو التعميمات المطلقة التي تقول مثلا: لا أظن أن هناك إنجازا جماليا لكاتب من كتاب القرن العشرين يتفوق على رواية «عندما أرقد محتضرة» لوليم فوكنر.
مع ذلك يبقى الكتاب دعوة حارة للقراءة، توجه إلى كل واحد منا على انفراد، وبصوت هامس بعيد عن الضجيج والصخب.
الشرق الأوسط ، 27/2/2011

بدون تعليـــق

بدون تعليـــق

تحيـــة إلى شعب ليبيا الأبيِّ

تحيـــة إلى شعب ليبيا الأبيِّ