٩ شوال ١٤٢٨ هـ

تحية لهذا الرجل الشريف


تحية لهذا الرجل الشريف
إنما أهلك من قبلكم‏,‏ أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد‏.‏

في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ الجامعات المصرية‏..‏ اضطر عميد كلية طب الزقازيق الدكتور عصام نور الدين الي تقديم استقالته بعد عام واحد من توليه المسئولية‏..‏ بل وصل به الاحباط الي انه ترك مصر وسافر الي الخارج للبحث عن عمل أكثر كرامة وراحة ضمير‏,‏ وذلك بعد أن رفض ضغوطا لتغيير ترتيب الطالبة ندي ابنة رئيس جامعة الزقازيق من المركز‏154‏ الي المركز الأول‏...‏ العميد نور اضطر الي استبعاد عدد من الأساتذة أعضاء الكنترول حاولوا منح ندي المركز الأول بدلا من ترتيبها الحقيقي‏..‏ النتيجة أحدثت صدمة لرئيس الجامعة الدكتور ماهر الدمياطي والد الطالبة فطالب العميد بتعديل الموقف‏..‏ الدكتور نور الدين رفض بإصرار أي تلاعب في النتيجة لأنها من وجهة نظره مطابقة لأوراق الإجابة‏,‏ فما كان من رئيس الجامعة الا أن هاجم العميد بألفاظ لاتليق‏..‏ قدم علي أثرها الدكتور نور استقالته التي قبلها رئيس الجامعة في اجتماع طارئ‏,‏ مما أثار عددا كبيرا من أساتذة كلية الطب فطالبوا في مذكرة رسمية لرئيس الجامعة بعودة العميد نور‏.‏هذا هو الخبر المنشور علي صفحات أشهر المواقع الالكترونية بشبكة الانترنت‏..‏ الخبر قرأه طبقا لاحصائيات محركات البحث مليون و‏313‏ الف متصفح للانترنت‏.‏إذا كان الخبر صحيحا فسوف تدخل جامعة الزقازيق التاريخ لأن أساتذة فيها هدموا أكبر عدد من النوابغ‏,‏ أبعدوا‏153‏ متفوقا من مراكزهم لتتقدمهم الي المركز الأول صاحبة الترتيب‏154!‏الواقعة تضطرنا الي طرح عدة تساؤلات ـ إذا كان الخبر صحيحا ـ أولها هل أصبح التصدي للتلاعب والتزوير في درجات الطلاب‏,‏ نتيجته الاقصاء من المنصب أو الضغوط المهينة حتي الاستقالة؟‏!‏لقد أحال وزير التعليم العالي الأسبق د‏.‏مفيد شهاب منذ عدة أعوام وكيلي كلية طب قصر العيني للنيابة العامة بتهمة تزوير النتيجة لصالح نجليهما‏,‏ ولقد أدانت المحكمة أحدهما بالسجن‏,‏ وبرأت الآخر الدكتور مصطفي أبو النصر الذي ثبت ان اتهامه كان حسدا وغيرة وحماقات لاتليق بحملة مشاعل العلم من زملائه‏..‏ في حالتنا هذه من يقدم رئيس الجامعة الي النيابة؟‏!‏هل من الإنسانية والشرف أن نضحي بالعميد نور لأنه لايستطيع أن يلعب دور الدكتور جيكل في المحاضرة أمام الطلاب‏,‏ ودور المستر هايد في لجنة الكنترول؟‏!‏إننا نؤكد أنه من غير المقبول لدي الرأي العام‏..‏ ولا مما يجلب السمعة الحسنة للسلطة أو الجامعة‏..‏ ولا مما يوجد الثقة‏..‏ أن تنشر كل هذه الاتهامات‏..‏ وألا تجد الدولة نفسها ملزمة بالرد أو التصرف‏..‏ علي أساس أنه كلام جرايد‏.‏لذا فنحن ننتظر كلمة النهاية من جهات التحقيق الرسمية المحايدة‏!‏

محمود المناوي (عمود: بيان عاجل) ، الأهرام 20/10/2007



ليست هناك تعليقات: