أين أنتم أيها المنافقون؟
فهمي هويدي
أين غيرة الاكاديميين وشجاعتهم في مواجهة قصف الجامعة الاسلامية بغزة؟ لست صاحب السؤال، ولكنه صدر عن اثنين من الباحثين الاسرائيليين المحترمين، احدهما هو نيف جوردون رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بن جوريون، والثاني هو جيف هالبر الذي يقود حركة اسرائيلية ترفض هدم منازل الفلسطينيين. وكان السؤال عنوانا لمقالة نشرت في اليوم الأول من شهر يناير الجاري، على موقع احدى المجلات الاكاديمية المحترمة التي تصدر في واشنطون باسم «سجل التعليم العالي» (ذا كرونيكال اون هاي اديوكيشان).
في المقالة التي وجهت الى الاكاديميين الاميركيين قالا ما يلي: لم نسمع صوتا لاحد من رؤساء 450 جامعة في الولايات المتحدة احتج على قصف القوات الاسرائيلية للجامعة الاسلامية في غزة، في حين ان هؤلاء انتقدوا ودانوا بشدة قرار اساتذة الجامعات البريطانية، الذي اصدرته في عام 2007 ودعوا فيه إلى مقاطعة الجامعات الاسرائيلية، لقد استنفر هؤلاء بشدة فعقدوا المؤتمرات والفعاليات وقدموا عديدا من العرائض الاحتجاجية، حين اعلن الاكاديميون البريطانيون قرارهم الذي اعتبروه متعارضا ومهددا للحريات الاكاديمية، لكنهم سكتوا واغمضوا اعينهم وصموا آذانهم، حين انهالت الصواريخ على مباني جامعة غزة.
اضافا: اين انتم ايها المنافقون الآن؟ لماذا سكتم وسكت معكم 11 ألف استاذ جامعي في مختلف انحاء العالم، ممن وقفوا ضد قرار الجامعات البريطانية في الوقت الذي قُصفت فيه الجامعة الاسلامية بغزة ست مرات؟ وانتقدا وسائل الإعلام التي لم تسلط الضوء على تلك الجريمة البشعة، خصوصا ان جامعة غزة لها اهمية خاصة تكمن في ان اسرائيل تمنع ابناء غزة من تلقي العلم في الضفة الغربية، وهو ما يعني ان تدمير الجامعة سيمنعهم من مواصلة تعليمهم العالي، واستشهدا في ذلك بواقع منع اسرائيل لسبعة دارسين من غزة، رشحتهم مؤسسة أولبرايت للدراسة في الولايات المتحدة، وبعد وساطة السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، ثم السماح لأربعة فقط منهم بالسفر، الامر الذي يكشف المدى الذي ذهبت إليه سلطة الاحتلال الاسرائيلي في حرمان اهل غزة من متابعة تعليمهم العالي.
دحض الرجلان مزاعم اسرائيل التي ادعت ان الجامعة تستخدم معاملها في تحضير المتفجرات، وقالا انه حتى اذا صح ذلك فإن جامعات اميركا واسرائيل ايضا تعمل لمصلحة المجهود الحربي وتطوير التطبيقات العسكرية، ويتم تمويلها من «البنتاجون» والشركات الحربية ووزارة الدفاع. وذهبا إلى ابعد في القول إن اغلب جامعات العالم، مع الأسف، تشارك في المجهود الحربي والابحاث العسكرية بتطوير الاسلحة وانتاجها، وليس هذا مبررا أبدا للقيام بقصف الجامعات.
في خطابهما الموجه إلى رؤساء الجامعات الأميركية قال الاستاذ نيف جوردون وجيف هالبر: نرجو منكم عدم توجيه اي حديث بشأن تدمير الجامعة الاسلامية إلى رؤساء الجامعات المصرية، لأن مسألة الحريات الأكاديمية تمثل خطا احمر عندهم، واكثرهم يستهجنها، كما ان بعضهم لا يتفهمونها، وربما كان بعض هؤلاء اكثر تجاوبا معكم لو انكم طلبت منهم التوقيع على عريضة الاحتجاج على مقاطعة اسرائيل اكاديميا، كما نرجو منكم الا تطلبوا منهم اي ادانة لقصف الجامعة الاسلامية بغزة، لأن ذلك خارج عن التفويض الممنوح لهم من الأمن.
أضافا في هذا الصدد: انكم يجب ان تحمدوا الله لأنكم لا تعملون في الجامعات المصرية والا لتعقبكم الأمن وفتحت لكم الملفات في لاظوغلي (مقر امن الدولة)، واذا تحدثتم في مسألة الحريات الاكاديمية فسوف يتم ابلاغ مكتب المخابرات المركزية الأميركية والموساد بأسمائكم.
كما ننصحكم ألا تتحدثوا في موضوع الجامعة الاسلامية مع السيد ابو الغيط والنظام الذي يعمل له لأنه سيعتبر كلامكم عبثا وانكم حمساويين تعملون ضد مصالح مصر وتحالفها مع السيد أولمرت وعباس، وسيقنعكم بأن من واجبكم كإسرائيليين الا تدافعوا عن حماس التي يعرف جيدا أنها المتسبب الوحيد في كل ما يحدث!
الدستور ، 9/1/2009
فهمي هويدي
أين غيرة الاكاديميين وشجاعتهم في مواجهة قصف الجامعة الاسلامية بغزة؟ لست صاحب السؤال، ولكنه صدر عن اثنين من الباحثين الاسرائيليين المحترمين، احدهما هو نيف جوردون رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بن جوريون، والثاني هو جيف هالبر الذي يقود حركة اسرائيلية ترفض هدم منازل الفلسطينيين. وكان السؤال عنوانا لمقالة نشرت في اليوم الأول من شهر يناير الجاري، على موقع احدى المجلات الاكاديمية المحترمة التي تصدر في واشنطون باسم «سجل التعليم العالي» (ذا كرونيكال اون هاي اديوكيشان).
في المقالة التي وجهت الى الاكاديميين الاميركيين قالا ما يلي: لم نسمع صوتا لاحد من رؤساء 450 جامعة في الولايات المتحدة احتج على قصف القوات الاسرائيلية للجامعة الاسلامية في غزة، في حين ان هؤلاء انتقدوا ودانوا بشدة قرار اساتذة الجامعات البريطانية، الذي اصدرته في عام 2007 ودعوا فيه إلى مقاطعة الجامعات الاسرائيلية، لقد استنفر هؤلاء بشدة فعقدوا المؤتمرات والفعاليات وقدموا عديدا من العرائض الاحتجاجية، حين اعلن الاكاديميون البريطانيون قرارهم الذي اعتبروه متعارضا ومهددا للحريات الاكاديمية، لكنهم سكتوا واغمضوا اعينهم وصموا آذانهم، حين انهالت الصواريخ على مباني جامعة غزة.
اضافا: اين انتم ايها المنافقون الآن؟ لماذا سكتم وسكت معكم 11 ألف استاذ جامعي في مختلف انحاء العالم، ممن وقفوا ضد قرار الجامعات البريطانية في الوقت الذي قُصفت فيه الجامعة الاسلامية بغزة ست مرات؟ وانتقدا وسائل الإعلام التي لم تسلط الضوء على تلك الجريمة البشعة، خصوصا ان جامعة غزة لها اهمية خاصة تكمن في ان اسرائيل تمنع ابناء غزة من تلقي العلم في الضفة الغربية، وهو ما يعني ان تدمير الجامعة سيمنعهم من مواصلة تعليمهم العالي، واستشهدا في ذلك بواقع منع اسرائيل لسبعة دارسين من غزة، رشحتهم مؤسسة أولبرايت للدراسة في الولايات المتحدة، وبعد وساطة السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية، ثم السماح لأربعة فقط منهم بالسفر، الامر الذي يكشف المدى الذي ذهبت إليه سلطة الاحتلال الاسرائيلي في حرمان اهل غزة من متابعة تعليمهم العالي.
دحض الرجلان مزاعم اسرائيل التي ادعت ان الجامعة تستخدم معاملها في تحضير المتفجرات، وقالا انه حتى اذا صح ذلك فإن جامعات اميركا واسرائيل ايضا تعمل لمصلحة المجهود الحربي وتطوير التطبيقات العسكرية، ويتم تمويلها من «البنتاجون» والشركات الحربية ووزارة الدفاع. وذهبا إلى ابعد في القول إن اغلب جامعات العالم، مع الأسف، تشارك في المجهود الحربي والابحاث العسكرية بتطوير الاسلحة وانتاجها، وليس هذا مبررا أبدا للقيام بقصف الجامعات.
في خطابهما الموجه إلى رؤساء الجامعات الأميركية قال الاستاذ نيف جوردون وجيف هالبر: نرجو منكم عدم توجيه اي حديث بشأن تدمير الجامعة الاسلامية إلى رؤساء الجامعات المصرية، لأن مسألة الحريات الأكاديمية تمثل خطا احمر عندهم، واكثرهم يستهجنها، كما ان بعضهم لا يتفهمونها، وربما كان بعض هؤلاء اكثر تجاوبا معكم لو انكم طلبت منهم التوقيع على عريضة الاحتجاج على مقاطعة اسرائيل اكاديميا، كما نرجو منكم الا تطلبوا منهم اي ادانة لقصف الجامعة الاسلامية بغزة، لأن ذلك خارج عن التفويض الممنوح لهم من الأمن.
أضافا في هذا الصدد: انكم يجب ان تحمدوا الله لأنكم لا تعملون في الجامعات المصرية والا لتعقبكم الأمن وفتحت لكم الملفات في لاظوغلي (مقر امن الدولة)، واذا تحدثتم في مسألة الحريات الاكاديمية فسوف يتم ابلاغ مكتب المخابرات المركزية الأميركية والموساد بأسمائكم.
كما ننصحكم ألا تتحدثوا في موضوع الجامعة الاسلامية مع السيد ابو الغيط والنظام الذي يعمل له لأنه سيعتبر كلامكم عبثا وانكم حمساويين تعملون ضد مصالح مصر وتحالفها مع السيد أولمرت وعباس، وسيقنعكم بأن من واجبكم كإسرائيليين الا تدافعوا عن حماس التي يعرف جيدا أنها المتسبب الوحيد في كل ما يحدث!
الدستور ، 9/1/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق