٢١ أبريل ٢٠٠٩

دوريات متخصصة مجانية في SAGE

دوريات متخصصة مجانية في SAGE

تقدم دار النشر ساج SAGE النص الكامل للدوريات الصادرة عنها والتي يبلغ عددها أكثر من 500 دورية، ومن بينها الدوريات المتخصصة في علم المعلومات. الجدير بالذكر أن هناك حاجة للتسجيل بموقع الناشر للإفادة من هذه الخدمة المتاحة حتى نهاية أبريل 2009م.
المعلوم أن من أبرز دوريات المجال التي يصدرها الناشر "مجلة علم المعلومات" Journal of Information Science والتي احتفلت بالعيد الثلاثيني لها العام الماضي، حيث صدر أول عدد منها عام 1979.
موقع الناشر على الشبكة:
http://online.sagepub.com/
وللتسجيل في الموقع:
https://online.sagepub.com/cgi/register?registration=FTApr2009-2

كيف يرانا العالم؟

كيف يرانا العالم ؟
هل محاولة تقديم أنفسنا بصورة جيدة إلي العالم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تكفي لتحقيق إدارة ناجحة لعلاقاتنا مع العالم في هذا القطاع الذي تتشابك فيه المصالح وتتداخل فيه الأسواق وفرص الاستثمار وعلاقات القوة وينخرط فيه الداخل مع الخارج في علاقات يتأثر كل طرف فيها بالآخر ويؤثر فيه؟ بالطبع لا‏..‏ فلكي ندير مع العالم علاقة مثمرة وجادة نحن نحتاح دوما لأن نكون علي دراية بصورتنا كما يراها هو دون مواربة أو تجميل أو تهويل أو تهوين أو نظرة خوف أو جلد للذات‏,‏ وليس فقط الصورة التي نحاول نحن تقديمها إليه‏,‏ وهذا بالضبط ما حاولنا التعرف عليه من خلال الندوة التي نظمت في إطار احتفالية لغة العصر بصدور عددها المئوي ودعينا إليها مجموعة من الخبراء الدوليين لنعرف من خلالهم‏:‏ كيف يرانا العالم؟‏..‏ فماذا قالوا؟
للإجابة عن التساؤل ناقشت مع الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في نهاية ديسمبر الماضي هذه الفكرة‏,‏ وعرضت عليه أن نختار خبيرا يعرض رؤية العالم لمصر فيما يتعلق بمستوي النضج في مجتمع المعلومات‏,‏ وخبيرا يتناول رؤية العالم لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من حيث البنية والنضج‏,‏ وخبيرا ثالثا يتناول سوق تكنولوجيا المعلومات في مصر‏,‏ وتحمس الوزير للفكرة وأضاف إليها أن يكون هناك أيضا خبير يشرح رؤية العالم لصورة مصر في مجال الإنترنت وقضاياها‏,‏ واقترح الوزير قائمة بالخبراء الدوليين الذين يمكننا أن نسمع منهم حديثا موضوعيا محايدا عن ملامح وصورة مصر في عيون العالم‏,‏ كما وضع الحدث برمته تحت رعايته وكلف الدكتور شريف هاشم نائب الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة المعلومات بالتنسيق معنا في التنفيذ‏,‏ ثم تطورت الفكرة لتشمل أيضا رؤية للشركات العالمية العاملة في مصر ليتوازن الأمر بين من ينظرون إلينا من الخارج ومن يعايشون الصورة من الداخل‏.‏
فيما يتعلق بالخبراء الدوليين انتهي الأمر إلي اختيار الدكتور بيتر بروك رئيس مجلس المديرين لجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مجال المحتوي والإبداع ليقدم رؤية حول مدي التطور الذي تحقق علي صعيد بناء مجتمع المعلومات في مصر خلال السنوات الماضية‏,‏ والدكتورة سوزان تيلتشير رئيس إدارة الإحصاء ومعلومات الاسواق بالاتحاد الدولي للاتصالات لتقدم رؤية حول قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من حيث البنية والنضج‏,‏ والسيدة مارجريت آدامز مديرة الأبحاث بمؤسسة آي دي سي العالمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتقدم رؤية حول سوق تكنولوجيا المعلومات بمصر‏,‏ والسيدة تيريزا سوين هارت نائب الرئيس للعلاقات الدولية والاستراتيجية بمنظمة الآيكان وهي المنظمة الدولية المشرفة علي إدارة نطاقات الأسماء والعناوين والأرقام والسجلات الرئيسية للإنترنت‏,‏ لتقدم رؤية حول مصر وقضايا الإنترنت‏.‏
في رؤيته قال الدكتور بيتر بروك أنه لكي يتقدم مجتمع المعلومات المصري فإن علي المصريين أن يقوموا ببنائه بأنفسهم وأن يكون موجها للمصريين‏,‏ ويجب أن يفكر المصريون في أي مجال يريدون أن يتنافسوا‏,‏ هل يتنافسون في الشبكات مثلا مع سيسكو أم يريدون التنافس في الأجهزة والمعدات مع إنتل أم يريدون المنافسة مع البرمجيات مع مايكروسوفت أم أنه يريدون المنافسة في المحتوي وتطبيقات الويب؟ وقال الدكتور بروك إن مجال المنافسة الحقيقية بالنسبة لمصر يكمن في الخدمات والمحتوي وتطبيقات الويب لأنهم هم الأدري بالثقافة واللغة ويمكنهم توجيه هذا المحتوي والاستفادة منه لكي يكون مصريا أو عربيا ولصالح مصر وللعرب وبالتالي يمكنهم أن يحققوا تقدما كبيرا في هذا المجال لأنه لا يستطيع غيرهم أن يقوم بهذه المهمة بدلا منهم‏,‏ وقوتهم تتركز في الموارد البشرية الكبيرة وحيث المعرفة القوية ومصر عليها أن تخطط لأن تصبح‏(‏ رائدة‏)‏ صناعة المحتوي بالمنطقة عام‏2015,‏ وقال‏:‏ أخشي أن مصر لم تستفد مما لديها من محتوي كما يجب حتي الآن‏,‏ ولكي تنجح مصر في ذلك يجب أن يركز مجتمع المعلومات المصري علي مشروعات الابتكارات التي يجب أن تشتمل علي مساهمين ومطورين ومؤسسات وشركات وجامعات ومراكز أبحاث وشركات وغرف التجارة والصناعة ووسائل الإعلام في ظل رعاية كاملة وإشراف تام من الحكومة‏,‏ والحرية والمنافسة المفتوحة‏,‏ والتعريف والاحتفاء‏:‏ ينبغي تقدير وتقييم جميع الأعمال علي أساس الابتكار والإبداع وبعد فوزها يجب الاحتفاء بها وتشجيعها‏.‏
أما الدكتورة سوزان تيلتشر فقدمت رؤية خلصت فيها إلي أن مصر حاليا تعتبر الأسرع نموما والأقل تكلفة في خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مقارنة بالدول الإفريقية وأغلب الدول العربية‏,‏ لكن هذا لا ينفي وجود بعض نقاط الضعف في مسيرتها‏..‏ وقالت إن مصر استطاعت أن تحقق معدلات نمو في الاتصالات المحمولة أعلي من جميع الدول الإفريقية وفي طريقها للوصول إلي معدل النمو في الدول العربية بفضل معدل نموها السريع خاصة في عامي‏2006‏ و‏2007,‏ وبالنسبة لخطوط التليفون الثابت‏,‏ حققت مصر نموا كبيرا وتخطت متوسط معدل النمو في الدول العربية والدول النامية والدول الإفريقية‏,‏ وفي مجال انتشار استخدام الإنترنت حققت مصر نموا عاليا خاصة منذ عام‏2004 ولهذا يمكننا أن نتوقع أن تتفوق مصر في معدل نمو الإنترنت علي الدول النامية في وقت قريب للغاية‏,‏ ويقل معدل نمو الاتصالات السريعة بالإنترنت في مصر عن متوسط معدل النمو في الدول النامية‏,‏ ومع ذلك‏,‏ فإن النمو الكبير الحديث في أعداد مستخدمي الاتصالات السريعة بالإنترنت يوضح التقدم المهم الذي تحقق في هذا الصدد كثمرة لسياسة الدولة المركزة في نشر الاتصالات السريعة بالإنترنت‏.‏
ووفقا لمؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حققت مصر معدل أعلي من مثيلاتها الإفريقية‏,‏ ولكنه أقل من نظيراتها العربية‏,‏ أما الدول الخليجية فتعد من أعلي الدول العربية من حيث مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏,‏ وقد تحسن أداء مصر في مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بنسبة أكبر من‏40%‏ بين‏2002‏ و‏2007,‏ وهي نسبة أعلي من متوسط الدول النامية‏,‏ وبالنسبة لتكلفة خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تعد مصر رخيصة نسبيا بل تعد كذلك أرخص من الدول العربية مجتمعة ولكنها أغلي من الجزائر وتونس وعمان والسعودية والكويت والبحرين والإمارات مع ضرورة ارتفاع مستوي الدخول الشهرية في هذه الدول وأرخص من متوسط الدول النامية والدول الإفريقية‏,‏ ويعد ذلك عاملا مهما للغاية سيساعد علي انتشار تكنولوجيا الإنترنت والاتصالات في مصر في المستقبل القريب‏.‏
أضافت الدكتورة تيلتشر أن مصر بحاجة إلي زيادة حصتها من سعة الإنترنت لتلبية الطلب المتزايد‏,‏ كما تحتاج إلي إطلاق خدمات التوصيل السريع المحمول بالإنترنت وعلاج الفجوة بين الريف والمدن ونشر استخدام التكنولوجيا في المنازل وبين الأفراد‏,‏ ومن المتوقع أن تعزز التكلفة المنخفضة لخدمات تكنولوجيا المعلومات من اتجاه النمو المستمر في قطاع التكنولوجيا والاتصالات‏.‏
وفيما يتعلق بسوق تكنولوجيا المعلومات قالت مارجريت آدمز إن نقاط القوة في هذه السوق تتمثل في زيادة تركيز الحكومة المصرية علي تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات بمصر وزيادة إنفاق المستهلكين علي شراء الحاسبات وزيادة اهتمام الشركات متعددة الجنسيات بالقدرات في التعهيد المحلي والدولي والزيادة الكبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر الذي وصل إلي‏10‏ مليارات دولار في عام‏2006‏ و‏11‏ مليار دولار في‏2007,‏ وعملية الخصخصة والإصلاحات والتطوير والتنمية الصناعية ومبادرات الملكية الفكرية ومواجهة القرصنة وتعزيز البنية الأساسية للاتصالات ونهضة قطاع الاتصالات المحمولة والمهارات القوية في التخصيص وتعريب المحتوي‏.‏
أما نقاط الضعف فتتمثل في تأثر الاقتصاد بالأزمة المالية العالمية وارتفاع معدلات القرصنة ووجود عدد كبير من المهارات غير المدربة التي لا تتمتع بخبرة‏,‏ وهجرة المواهب المدربة والمخضرمة إلي المناطق الأخري وضغط ارتفاع الأسعار كما تؤثر المشكلات الاقتصادية خاصة البطالة علي تقويض الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات‏,‏ كما تؤدي حوادث الانفجارات وعدم الاستقرار السياسي إلي التأثير علي صورة مصر في العالم وبالتالي علي الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات ويظل انتشار تكنولوجيا المعلومات منخفضا للغاية خاصة في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‏، كما أن السوق حساسة للتكلفة بشكل كبير وتمتاز سوق التكنولوجيا في مصر في مجملها بأنها غير ناضجة لأنها كثيفة الاعتماد علي المعدات والأجهزة‏,‏ بينما ينبغي أن يكون سوق تكنولوجيا المعلومات ما بين‏18‏ و‏25%.‏

وفي تناولها لأوضاع مصر من قضايا الإنترنت قالت تيريزا سوين هارت أن مصر إذا كانت ترغب في تحقيق الريادة في مجتمع الإنترنت ولو علي المستوي العربي ومنطقة الشرق الأوسط فإن لديها المقومات الكثيرة التي يمكن أن تحقق لها هذه الريادة إذا ما استخدمتها بالشكل الصحيح فهي لديها ثروة في الموارد البشرية والمهارات كما أنها تتميز بالتنوع في الثقافة والتراث الحضاري ولديها أطر وقوانين تنظيمية موجودة يمكن استخدامها لتعزيز دورها التنافسي كما أنها منخرطة في التفاعلات الدولية والإقليمية‏;‏ إلا أنها يجب أن تأخذ في الاعتبار بعض الأمور المهمة علي المستوي العالمي وعلي المستوي المحلي‏,‏ فعلي المستوي العالمي يجب أن تأخذ في الاعتبار أن لإنترنت تقنية قوية وطاغية يمكنها تدعيم الاقتصاديات والأفراد‏
وأنها تتطور بالمشاركة الجماعية والتعاون وهي تقنية لا تعرف حدودا أو سياسات‏,‏ وأنه ينبغي الحفاظ علي إنترنت واحدة تدار داخليا لأن ذلك أمر مهم لاستمرار عملها وتطورها‏,‏ ولابد من إشراك المتعاملين مع الإنترنت في حل مشكلات محددة والبناء علي الخبرات الموجودة. وعلي المستوي المحلي يتعين علي مصر نشر استخدام البرودباند في جميع أنحاء الجمهورية وتصميم التطبيقات علي مقاس أو احتياجات المستخدمين النهائيين في التعليم والصحة والخدمات العامة والبنوك إلخ والتي تتطلب وعيا وبناء للثقة في استخدام هذه التطبيقات والحرص علي وجود تطبيقات عربية وأدوات وواجهات استخدام ومحتوي عربي‏,‏واتباع منهج شامل لمقاومة القرصنة والجرائم الإلكترونية‏,‏ ومشاركة جميع المتعاملين من الحكومة وشركات توفير خدمة الاتصال بالإنترنت والشركات الخاصة في التخطيط للانتقال إلي بروتوكول الإنترنت الإصدار السادس‏.‏
وقالت تيربزا إن زيادة دور مصر في المشاركة في المنتديات الدولية وفي منظمة الأيكان وفي منتدي الإنترنت الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بالإضافة إلي دورها الإقليمي ومشاركتها في المبادرات المختلفة ويؤدي إلي تأهيلها للريادة حيث تشارك مصر منظمة الايكان في إدارة الإنترنت بكونها عضوا في لجنة المستشارين الحكوميين منذ عام‏2000‏ وتتولي حاليا نائب رئيس هذه اللجنة وتساهم مساهمة مهمة خاصة في مجالات نطاقات أسماء الإنترنت‏,‏ كما أنها عضو في منظمة دعم أسماء رموز البلدان واستضافت اجتماعين للأيكان في‏2000‏ و‏2008.‏ بالإضافة إلي أن مصر مشتركة في عملية حوكمة الإنترنت منذ البدايات وحتي الآن‏,‏ علاوة علي أن الدورة المقبلة لمنتدي الإنترنت الدولي ستعقد في الرابع من نوفمبر المقبل في شرم الشيخ‏.‏
جمال محمد غيطاس، الأهرام، 31/3/2009

اليونسكو تطلق مكتبة رقمية عالمية على الإنترنت

اليونسكو تطلق مكتبة رقمية عالمية على الإنترنت
تطلق منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) اليوم في باريس مكتبة رقمية عالمية رقمية تضع مجانا أمام الجمهور مخطوطات وخرائط وكتبا وأفلاما وتسجيلات صوتية ومطبوعات وصورا نادرة، باللغات العربية والإسبانية والإنجليزية والبرتغالية والروسية والصينية والفرنسية، في مشروع ساهمت فيه 32 مؤسسة.
وتهدف المكتبة التي تطلق في حفل يحضره المدير العام لليونسكو كويشيرو ماتسورا ومديرو مؤسسات مساهمة، إلى زيادة كمية المحتويات الثقافية الإلكترونية خاصة ما لم ينشر على مواقع أخرى، ووضعها أمام الطلاب والأساتذة.
وقال موقع اليونسكو الإلكتروني إن المشروع اقترحه عام 2005 أمين مكتبة الكونغرس الأميركي جيمس هـ. بيلنغثن، ومن بين الدول العربية التي ساهمت فيه المغرب ومصر وقطر والسعودية والعراق.
وأضاف أن وظائف التصفّح والبحث ستسهل أمام الزائر بتقاطع اللغات واجتياز حقب الزمن، مع أوصاف لكل مادة وتسجيلات فيديو على أيدي قيِّمين تتكلم عن مواضيع مختارة.
وأعد المكتبة الرقمية العالمية التي تضم مواد بعشرات اللغات، فريق من مكتبة الكونغرس رفدته فنيا مكتبة الإسكندرية بمصر.
ومن المواد التي ستعرض عظام العِرافة من المكتبة الوطنية الصينية، ومخطوطات علمية عربية من دار الكتب ودار المحفوظات المصرية، وصور فوتوغرافية قديمة عن أميركا اللاتينية من مكتبة البرازيل الوطنية، ومصنف ياباني يعود إلى عام 764 من مكتبة المجلس التشريعي الوطني، ومصنف سويدي شهير يعود إلى القرن 13 اسمه "توراة إبليس" و
مصنفات في الخط الجميل عربية وفارسية وتركية من مكتبة الكونغرس.
موقع (الجزيرة)، 21/4/2009

من ريادة التأليف العربي إلي واقع البحث العلمي

من ريادة التأليف العربي إلي واقع البحث العلمي
(مراجعة لكتاب الدكتور كمال عرفات نبهان: التأليف العربي‏؛‏ علاقات النصوص والاتصال العلمي)
بقلم : د‏.‏ يوسف نوفل
في إطار تأمل ما آل إليه أمر البحث العلمي في جامعاتنا‏,‏ قد يتحقق شيء من الفائدة حين نتأمل مسيرة الثقافة العالمية في مجال المعرفة‏,‏ ورصدها‏,‏ وحصر منتجاتها‏,‏ وقيامها بتسجيل الآثار الفكرية للحضارات المتعاقبة وتلاقي الفكر فيما بين القديم والحديث‏,‏ وفيما بين اللغات‏,‏ والعقول‏,‏ ونتأمل التأليف في أبواب المعارف وفق منهج في التتبع والجمع والتقصي‏,‏ والترتيب والتصنيف‏,‏ حيث نجد ريادة سبـاقة لتراثنا العربي عبر العصور‏,‏ وهي ريادة لم تتوقف عند النقل‏,‏ ولم تقتصر علي التأثر فحسب‏,‏ بل تجاوزت ذلك إلي الإضافة‏,‏ وإكمال حلقات المعرفة‏,‏ وتقديم الأنموذج الأمثل لتأليف الكتب وتسجيل ثمرات الحضارات المتعاقبة‏,‏ وتقديمها خالصة للشاربين علي مائدة الحضارة الإنسانية الحديثة‏,‏ وهو ما يشكل ـ في النهاية ـ ما يمكن تسميته صناعة الكتاب.
وما سماه الدكتور كمال عرفات نبهان‏,‏ بحق‏,‏ في كتابه المسمي بهذا الاسم عبقرية التأليف العربي‏:‏ علاقات النصوص والاتصال العلمي‏,‏ يقف القارئ علي ما قدمنا‏,‏ وعلي ما هو أكثر مما أوجزنا الحديث عنه‏,‏ فيما يبدو في منهج الكتاب وطريقته ومحتواه من شكل وتخطيط جديدين غير مسبوقين‏,‏ حيث مضي في سبيل دراسة علاقات التأليف النصي‏,‏ وتعريفها‏,‏ وهيكلتها‏,‏ وتصنيفها ناظرا إلي السند الأدبي الذي كان النهج السائد لدي السلف‏,‏ والذي يلتقي مع ما تنص عليه طرق البحث الحديثة ومناهجه‏,‏ والذي يقطع الشك باليقين‏,‏ ولا يدع سبيلا إلي التشكك في الحقيقة العلمية‏,‏ ومستندا إلي الاستقراء المعتمد علي الانتخاب والانتقاء‏,‏ واستنباط الحقائق الكلية‏,‏ وهو‏,‏ أيضا‏,‏ ما تتمسك بأهدابه مناهج البحث الحديثة‏,‏ وعزل الخصائص المشتركة‏,‏ لدراستها وتأملها‏,‏ إضافة إلي المسح والحصر الببليوجرافي‏,‏ وهو العلم الذي صنف‏,‏ حديثا‏,‏ وما هو بحديث‏,‏ إذ شاع تصنيف ديوي الأمريكي‏,‏ ومن قبله بوقت طويل كان قد شاع وذاع تصنيف ذلك البغدادي العتيق ابن النديم‏(‏ محمد بن إسحق‏,‏ أبوالفرج‏)‏ ذلك الوراق الذي كان كتبيا كأبيه‏,‏ وكانا مشغولين بالكتب‏,‏ والمتوفي بعد‏390‏ هـ‏/1000‏م‏,‏ وذلك في مرجعه الشهير‏(‏ الفهرست‏,‏ أو فهرس العلوم‏),‏ والذي حصر فيه كتب العلوم‏,‏ وتصانيف الحضارات القديمة الزاهرة لدي‏:‏ اليونان‏,‏ الفرس‏,‏ والهند بلغة العرب‏.‏
وقد مضي الكتاب الذي بين أيدينا‏(‏ عبقرية التأليف العربي‏)‏ علي نحو ما تكشف الخطة التفصيلية له‏,‏ بما فيها من مداخل شارحة‏,‏ وتعريفات مفيدة‏,‏ وإطار تنظيري‏..‏ وما إلي ذلك من تفصيلات‏,‏ حتي كان عدد صفحات الكتاب‏557‏ صفحة من القطع الكبير‏.‏
يقدم الكتاب كثيرا من المجالات والنظرات الحديثة‏,‏ حتي ليعد‏,‏ حقا‏,‏ بداية نظرية وميدانية لتأسيس علم النصوص العربية‏,‏ إذ ابتكر نظاما لوصف تمثيل علاقات النصوص العربية داخل عائلة النص‏,‏ وقد حدد نحو ستين نوعا من التأليف النصي من خلال تأمله لذلك المنتج الثقافي في حقول المعرفة العربية‏,‏ ومضت عينة البحث‏,‏ لديه‏,‏ لتغطي مرحلة زمنية طويلة امتدت علي مدي أربعة عشر قرنا مستوعبة ما ضمه المصدر العربي الشهير‏(‏ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‏),‏ وهو معجم بأسماء المؤلفات العربية استوعب أكثر من‏15000(‏ خمسة عشر ألف‏)‏ كتاب‏,‏ وأحوال مؤلفيها‏,‏ مرتبة حسب حروف الهجاء لمؤلفه التركي الموسوعي حاجي خليفة الملقب بـكاتب جلبي‏,‏ الذي عاش بين سنوات‏(1608‏ م ـ‏1857‏ م‏),‏ وقد طبع هذا المرجع الكبير سنة‏1871‏ بعناية العلامة المستشرق فلوجل‏,‏ وتحقيقه‏,‏ مع ترجمة للاتينية‏,‏ في مدينة لايبزيج جنوبي ألمانيا الشرقية‏,‏ مسقط رأس الموسيقي الشهير فاجنر‏,‏ ثم طبع بتحقيق جديد للدكتور محمد عوني عبدالرءوف‏,‏ وإيمان السعيد جلال في مجلدين سنة‏2006.‏
وقد حقق كتاب‏(‏ عبقرية التأليف العربي‏)‏ هدفه‏,‏ فكان شاملا لمجالات بحثه جامعا بين حصيلتي‏:‏ التراث والمعاصرة في هذا المجال‏,‏ مازجا بين التنظير والرصد‏,‏ مضيفا جانبا مهما‏,‏ هو التطبيق علي الأمثلة الدالة علي ذلك من تراثنا العربي الفكري الحافل بالذخائر والنفائس‏,‏ سواء في ذلك ما تضمه مكتبتنا العربية المطبوعة‏,‏ أم تلك التي ماتزال مخطوطة‏,‏ وسواء أكان ذلك في خزائن المخطوطات القابعة والمتناثرة في البلدان العربية‏,‏ أم المودعة في خزائن تركيا ومكتباتها‏,‏ أم في معارض ومتاحف ومكتبات العالم بأسره‏,‏ حتي ليمكن القول ـ دون أدني مبالغة ـ إنه لا يكاد يخلو مكان في العالم من مخطوط عربي نادر أو مكرر في مجالات شتي من المعرفة‏.‏
وقد عرض الباحث قضاياه ومعارفه في هذا الكتاب عرضا علميا موثقا بمصادره‏,‏ ومراجعه‏,‏ مبررا بمنطقيته وأدلته‏,‏ بادئا من الجزء إلي الكل في لغة علمية تصل إلي نتائج علمية جديدة‏,‏ وفوق ذلك كله أثري معرفتنا بذلك الكم الوفير من تراثنا الذي يستحق أن نستوحيه في النهوض بالبحث العلمي المعاصر‏,‏ وإقالته من عثرته‏.‏
الأهرام، 9/4/2009

دليلك إلى «أيقونات» الإعلام الجديد

دليلك إلى «أيقونات» الإعلام الجديد
مواقع وخدمات إلكترونية تجد لنفسها مكانا بارزا في خريطة الاستهلاك اليومي للمستفيدين
يكثر الحديث منذ سنوات عن «الإعلام الجديد» ومنافسته لوسائل الإعلام التقليدي، وقد يعتقد كثيرون من ذوي النظرة الكلاسيكية أن «المنافسة» تكمن في المواقع الإلكترونية الإخبارية والصحف الإلكترونية وحسب، إلا أنه في الواقع، وكما تظهر الأسماء الواردة أدناه، أن «سبل» المنافسة تختلف عن تلك النظرة الكلاسيكية المباشرة، فمثلا موقع التعارف الاجتماعي الشهير «فيس بوك» يمثل منافسة كبرى، على الرغم من انه ليس موقعا إعلاميا تقليديا (بمعنى أنه لا يقدم قصصا خبرية أو محتوى إعلامي)، والسر يكمن هنا في «التفكير خارج العلبة» كما يقال بالإنجليزية، ذلك لأن موقعا مثل «فيس بوك» فيما لا يسحب البساط إخباريا من قبل مؤسسات إعلامية تقليدية، فإنه يسحب «الوقت» الذي كان يمكن لشخص أن يمضيه في تصفح جريدة أو مشاهدة تلفزيون، ساحبا مجموعة من المعلنين في تلك الوسائل كذلك. فيما يلي قائمة بأبرز الأسماء التي برزت في المجال الذي يمكن وصفه بـ«الإعلام الجديد» أخيرا:

* «فيس بوك».. تعارف اجتماعي وأكثر
* كما ورد أعلاه، فإن «فيس بوك» www.facebook.com بدأ أساسا كموقع للتعارف الاجتماعي أو الـSocial Networking، الذي يعتمد بشكل كبير على المحتوى المزود من قبل المستخدم، أو الـ User Generated Content، كما يعرف بالإنجليزية، مثل الآراء والمدونات الشخصية والصور الفوتوغرافية الرقمية وغيرها. فيما يعتبر الغرض الأساسي من الموقع هو التواصل بين أعضائه المسجلين به. وقد كون كل من الـ175 مليون شخص المسجل في الموقع (وهو رقم يساوي 7 أضعاف سكان السعودية تقريبا.. أو ضعفي عدد سكان بلد مثل مصر) صفحة خاصة به تضم معلومات شخصية وصورا وآراء شخصية، وينشئ المستخدمون كذلك «نواد» للاهتمامات المشتركة وصفحات للمناسبات والفعاليات التي يودون أن يعلنوا عنها. الموقع تعرض لجدل أخيرا بسبب إعلانه أنه يعتزم استخدام هذه المعلومات الشخصية لأغراض تسويقية، مما أثار حفيظة المدافعين عن الخصوصية، إلا أنه في جميع الأحوال يستقطب الإعلانات الإلكترونية بشكل لافت، و«موجه» لكل مستخدم حسب اهتماماته المعلنة. أخيرا، كان لافتا التعاون بين قناة «سي إن إن» الإخبارية وهذا الموقع لتغطية فعاليات تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما.. وبعد ساعة من تنصيب أوباما، كان هناك أكثر من 129 ألف تعليق من المراقبين للتنصيب على صفحة «فيس بوك» الخاصة بـ«سي إن إن» بعد أن سجل 25 مليونا من مستخدمي الموقع انضمامهم إلى صفحة «سي إن إن» على الموقع. آخر أخبار الموقع كان إطلاق نسخة منه باللغة العربية والعبرية، وكان ذلك الأسبوع الماضي. إضافة إلى «فيس بوك» هناك مواقع تعارف اجتماعي أخرى حققت نجاحا لافتا مثل «ماي سبيس» و«أي سمول ورلد» و«لينكد ان».

* «غوغل».. أصبع في كل مجال
* على الرغم من كل المنتجات التي يقدمها محرك البحث الأشهر «غوغل»، فإن الخدمة الأساسية التي وجد من أجلها، البحث، لا تزال منجم الذهب بالنسبة لهذا الموقع. ذلك لأن الناس لن يتوقفوا عن طرح الأسئلة والبحث عن الأمور المختلفة، وطالما هناك بحث، فسيكون هناك «غوغل»، والنجاح اللافت لهذا الموقع هو أنه استطاع تحويل هذا الأمر إلى نموذج تجاري، وذلك عن طريق الإعلانات المدفوعة الموجودة على صفحات البحث، أو عن طريق الروابط والإعلانات التي يضعها الموقع على مواقع أخرى لقاء بدل مادي معين يتقاسمه الموقع مع «غوغل». وخلال السنوات الماضية، طور «غوغل» خدمة إخبارية خاصة به هي «غوغل نيوز»، كما نفذ خطوة استراتيجية لافتة في شراء موقع «يوتيوب» لملفات الفيديو (الذي تفوق على خدمة «غوغل فيديو» التي كان الموقع قدمها سابقا)، وقد لاقى موقع «يوتيوب» أهمية كبرى، حيث أصبح لعدد كبير من قادة العالم «قنوات» خاصة بهم يتواصلون من خلالها مع العالم، ومن بين هؤلاء الملكة رانيا العبد الله، والرئيس باراك أوباما، ورئاسة الوزراء البريطانية (10 داونينغ ستريت). وفي الأسبوع الماضي، أعلن «غوغل» إصدار نموذج بيتا من خدمة «الإعلان على أساس الاهتمامات» على كل من «YouTube» والمحتوى الشبكي لـ«Google». وتعد خدمة «الإعلان على أساس الاهتمامات» وسيلة تمكن المسوقين من التواصل مع الناس على أساس اهتماماتهم والمواقع التي يقومون بزيارتها.

* «تويتر».. الأخبار فور حدوثها
* «تويتر» (Twitter)، هو موقع شبكات اجتماعية يقدم منذ عام 2006 خدمة تدوين مصغر، التي تسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات (Tweets) عن حالتهم بحد أقصى 140 حرفا للرسالة الواحدة. وذلك مباشرة عن طريق موقع «تويتر» أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS)) أو برامج المحادثة الفورية. صغر التدوينات جعل الخدمة عملية للغاية للأخبار العاجلة، التي تتميز بأنها تتصدر الموقع فور حدوثها، ومع تسجيل عدد كبير من الإعلاميين في هذا الموقع، أصبح له أهمية إخبارية متزايدة، خاصة للباحثين عن آخر التطورات في تغطية حدث معين.

* مواقع ومدونات «الوزن الثقيل»
* على الرغم من وجود الملايين من المدونات الإلكترونية، وانتشار هذه الظاهرة، حتى باتت هناك محركات بحث خاصة مثل «تكنوكراتي»، فإن هناك أسماء قليلة لمعت ووضعت المعيار بالنسبة لمستقبل التدوين. على الصعيد السياسي، هناك بالتأكيد «درادج ريبورت»، وهو موقع يقدم أساسا روابط لقصص إخبارية من أميركا وحول العالم حول آخر المستجدات، واللافت هو أن بداية هذا الموقع كانت في عام 1994، حيث بدأ كتقرير يرسل عبر البريد الإلكتروني للمشتركين. لكن تقرير «داردج» (يميني التوجه) يلاقي منافسة شديدة منذ نحو 3 سنوات، حين أسس وبدأ ينمو موقع «هافينغتون بوست» التي أسسته الكاتبة المحافظة السابقة (التي تحولت وبقوة إلى الليبرالية وكانت من أبرز داعمي الرئيس أوباما)، اريانا هافينغتون. وفي هذا السياق تبرز مؤسسة «بوليتكو» ومقرها واشنطن، وهي متخصصة في الأخبار السياسية، وعلى الرغم من أن نشاطها لا يقتصر على الإنترنت (تصدر مطبوعة كذلك) فإنها نشطة جدا إلكترونيا، وقد أعلنت مؤخرا عن تحالف استراتيجي مع وكالة «رويترز»، من أجل تقديم المقالات للصحف وبيع الإعلانات على مواقع الصحف على الإنترنت، في أحدث خطوة في المنافسة المتزايدة بين وسائل الإعلام الإخبارية الإلكترونية التي تعمل على ملء الفراغ الذي تخلفه صناعة الصحافة المطبوعة المتراجعة. وبموجب الاتفاق تحصل «بوليتكو» على حق بيع الإعلانات على صفحات المواقع الإلكترونية للصحف التي تحتوي على موضوعات لـ«بوليكتو» و«رويترز»، على الرغم من أن ذلك لا ينطبق على الصفحات المطبوعة، وستتقاسم مع الصحف إيرادات تلك الإعلانات. وفي الوقت نفسه، تبدأ «رويترز» في نقل معظم أعمال «بوليتكو» عبر شبكتها الإخبارية.

* «فليكر».. الحدث بالصورة
* إذا ما أردت أن ترى صورا عن أي شيء أو أي موضوع على الإطلاق، فما عليك سوى زيارة موقع «فليكر»، ذلك لأن هذا الموقع يزعم أنه يحوي أكثر من 3 مليارات صورة عن مختلف المواضيع، يقوم مستخدموها بتحميلها والإضافة إليها باستمرار. «فليكر» كان نتيجة طبيعية لتنامي انتشار الكاميرات الرقمية وسهولة «التحميل» إلى أجهزة الكومبيوتر، سيما أن غالبية أجهزة الجوال اليوم باتت مزودة بكاميرات عالية الوضوح. بمعنى آخر، فإن «فليكر» يتضمن فقط المحتوى المزود من قبل المستخدمين، وقد اشتراه محرك البحث الشهير «ياهو» في عام 2005، وتلا ذلك إقفال خدمة «ياهو للصور» بعامين، بعد أن تم نقل كافة الصور إلى «فليكر».

* «كريغ ليست».. مستقبل الإعلانات المبوبة
* في قصة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أخيرا عن تأثير الإعلام الجديد على صناعة الصحف، كتبت أن ما فعله موقع «كريغ ليست» بالنسبة للإعلانات المبوبة، يوازي ما فعله محرك الاحتراق الداخلي (في السيارات) بالعربات التي تجرها الأحصنة. على الرغم من كل ذلك، فإن من ينظر إلى موقع «كريغ ليست» يستطيع أن يلحظ أنه بسيط للغاية، والأدهى أن هذا الموقع الذي يحظى بتسعة مليارات تصفح في الشهر، لا يعمل على إدارته أكثر من 24 شخصا. يذكر أن الموقع يحصل على الدخل عن طريق فرض الرسوم على كل إعلان مبوب يوضع في أحد أقسامه، ويتراوح سعر الإعلان المبوب بين 5 و25 دولارا، بحسب نوع الخدمة، أو المنتج، أو المكان الذي يعلن منه.
الشرق الأوسط ، 19/3/2009

خدمات من جوجل .. تذهل العقل

خدمات من «جوجل».. تذهل العقل
ما لم تكن غائبا عن العالم كليا فإنك بكل تأكيد قد سمعت بالمنتوج الذي جعل بوابة «غوغل» شهيرة، ألا وهو «صندوق البحث» الذي تحول إلى مزية رائعة من مميزات الإنترنت ومصدر أرباح هذه الشركة ذات الإمكانيات الكبيرة.
لكن في الوقت الذي تحشد فيه نحو 20 ألف شخص من الناس الأذكياء في شركة واحدة فلا تتوقع سوى أنك زرعت حديقة من الأفكار المتضاربة التي لا علاقة في ما بينها، لا سيما عندما تطلب من مثل هؤلاء العباقرة يوم عمل واحد في الأسبوع. إن 20 في المائة من وقت العمل يذهب على ما يعشقونه من المشاريع التي تراود خواطرهم وتجسد هواياتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمختبرات «غوغل لابس» labs.google.com الذي هو موقع على الشبكة يمكن للجمهور فيه أن يواصل أعمال «غوغل» الجديدة شبه المنتهية. وبعض مشاريع هذا المختبر تنضج لتصبح من خدمات «غوغل» الفعلية، في حين يجري إهمال الباقي بكل هدوء.
وبعض هذه الابتكارات نضجت لتتحول إلى إنجازات كبيرة، مثل «غوغل إيرث» و«جي مايل» و«غوغل دوكس»، و«بلوغر» (المدونة اليومية) و«يو تيوب» و«غوغل كاليندر» (تقويم غوغل) وغيرها، كما يقول ديفيد بوغ في صحيفة «نيويورك تايمز». لكن هؤلاء العباقرة زرعوا أيضا غابة واسعة من المميزات غير المعروفة كثيرا، وهي لسوء الحظ من السعة بحيث تحتاج إلى دليل سياحي محترف، لكي يقودك إلى مثل هذه الكنوز.
«آي غوغل» IGOOGLE Google.com اشتهرت مثلا بشكلها المتواضع وسرعتها في التحميل في الأيام التي كانت أجهزة المودم القديمة، التي تعمل بإدارة القرص، تحكم الأرض. أما اليوم ففي «آي غوغل» google.com/ig يمكنك تعبئة جميع هذه المساحة البيضاء بإطارات صغيرة تحتوي على معلومات إضافية، كالساعات التي تبين الزمن، وحالة الطقس محليا، والأفلام السينمائية المعروضة، والبريد الالكتروني الوارد، والأخبار، والأبراج، وغيرها من المستحدثات، كالنكات الجديدة، والمرادفات، والتسعيرات، والنصوص الأدبية وهكذا. لكن أفضل هذه الإنجازات قاطبة هو عندما تطبع كلمة خاصة بالبحث السريع لتحصل على ما تريده من «غوغل» قبل أن تظهر مثل هذه البرمجيات التي ذكرناها الآن. واليكم بعض الأمثلة:
* «غوغل ريدر» (قارئ غوغل): لماذا تقضي وقتك تفتش وتتصفح الشبكة بحثا عن المواضيع التي ترغبها؟ فهي بمقدورها أن تأتي إليك فقط عن طريق صفحة واحدة تدعى «غوغل ريدر» reader.google.com.
على الصعيد الفني فإن «ريدر» هو عبارة عن قارئ للتغذية الإخبارية المبسطة (آر إس إس)، ولكن من دون الحاجة أن تدرك ذلك. فقط اطبع الموضوع الذي ترغبه، وقم بالتفتيش عن نتائج البحث، ثم انقر على أزرار الاشتراك التي تبدو جذابة. وبعد ذلك يقوم «ريدر» بعرض الفقرة الأولى من كل موقع أو مدونة. انقر أيضا لقراءة المزيد. قم بوضع نجوم على البنود التي تود قراءتها لاحقا، أو مررها مع أفضلياتك إلى الأصدقاء. إنه أسلوب رائع.
* «فلو تريندس» (تفشي الأنفلونزا): أحد عباقرة «غوغل» وجد أنه عندما يمرض الناس يستخدمون «غوغل» للبحث عن المزيد من المعلومات عن المرض هذا. وعن طريق تفحص عمليات البحث هذه ومقارنتها تمكنت «غوغل» من تأسيس نظام للإنذار المبكر للتحذير من تفشي الأنفلونزا في منطقتك مقرونا بغرافات ورسوم بيانية ملونة. وتقول «غوغل» إن نظام «فلو تريندس» هذا google.org/flutrends تمكن من التعرف على تفشي المرض قبل أسبوعين من اكتشافه من قبل مراكز التحكم والوقاية منه.

* «غوغل مابس» (خرائط غوغل) : maps.google.com لتوجيه سائقي السيارات
اختر الوجهة التي ترغبها سواء كنت في السيارة، أو النقل العام، أو على الأقدام، اسحب خط سيرك مع الماوس حول مواقع البناء والعمارات، أو سجل أسماء الشوارع المهمة. واطلع على حالة السير الراهنة. واقلب «منظر»، أو «مشهد الشارع» لرؤية الصور الفوتوغرافية الحقيقية للوجهة التي تقصدها. إن هذه الخرائط من «غوغل» أفضل من «ماب كويست».

* البريد الإلكتروني وتحصينه
* «جي مايل لابس» (مختبرات بريد جي مايل) Gmail Labs: «جيمايل» هي أفضل الخدمات العالمية للبريد الالكتروني التي أساسها الشبكة، مع أدواتها التنظيمية الرائعة ونظامها لمنع البريد التطفلي. ولكن إذا نقرت على «أدوات الضبط» Settings وبعد ذلك على Labs ستجد لائحة كبيرة من مفاتيح التشغيل والأقفال لتعزيز عملك البريدي. فهناك الرسائل النصية في خانة الدردشة لإرسال الرسائل النصية إلى هواتف أصدقائك الجوالة من داخل خانة الدردشة Google Chat أو «جيمايل»، إضافة إلى العديد من المزايا.
وهناك أيضا «مايل غوغلس» Mail Goggles المقصود منها تفادي الكارثة الشخصية التي تحصل عندما ترسل بريدا في حالة عدم الوعي الكامل كالغضب مثلا، أو السكر لا سمح الله. فخلال فترات تحددها أنت سلفا في عطلة نهاية الأسبوع مثلا تقوم هذه المزية بمنعك مثلا من إرسال البريد، ما لم تقم بحل خمس مسائل رياضية خلال دقيقة واحدة للتأكد من أنك في كامل وعيك وإدراكك.

* «كويك سيرتش بوكس» (صندوق بحث سريع) Quick Search Box:
إنه مشروع واعد فعلا من «غوغل مابس» code.google.com/p/qsb-mac . إنه برنامج جميل سريع صغير من «ماك» ينفتح عندما تضغط على «مفتاح الأمر» مرتين. وهو يفتح لك البرامج، ويبحث في جهازك «ماك»، وفي دفتر العناوين، كما يبحث في الشبكة، ويبحث لك عن الكلمات، أو حالة الطقس، وأكثر من ذلك بكثير. ولكونه أيضا مصدرا مفتوحا، يقوم العديد من الأشخاص بإضافة المزيد من المزايا إليه.

* المترجم translate
وهناك أيضا «المترجم» الذي يقوم بترجمة أي نص، أو مادة على الشبكة من 40 لغة وإليها translate.google.com. وهذه الخدمة ليست كاملة، لكنها قد تفي بالمقصود.

* التعرف على الصوت
* أما 800-GOOG-411 فهو ربما أفضل خدمة للهاتف الجوال التي تعمل بتقنية التعرف على الأصوات. فقط اطلب الرقم المطلوب وأملِ ما تريده كالنوادي والمطاعم وغيرها، لتقوم خدمة «غوغل» الصوتية الأوتوماتيكية بقراءة أقرب ثمانية ترشيحات. ويمكن طلب رقم هاتف الشخص المطلوب صوتيا ليجري وصلك به أوتوماتيكيا من دون أي كلفة إضافية، كما لو أنك تملك سكرتيرة شخصية. أو يمكن النطق بعبارة «رسالة نصية» في أي وقت من الأوقات ليظهر أمامك العنوان والرقم المطلوبان على جهازك الهاتفي في لحظات.
وفي GOOGLE SMS أرسل رسالة إلى «غوغل» مبينا فيها المعلومات التي تريدها: كتقرير عن حالة الطقس، أو أسعار البورصة، أو الأفلام السينمائية المعروضة وغيرها لتحصل على الجواب خلال خمس ثوان.

* خدمات متنوعة
* أما «غوغل اليرتس» Google Alerts فهي تنبئك بماذا يتحدث الآخرون عنك، وعن شركتك، أو عن اهتماماتك الشخصية. فقط اطبع في الموقع Google.com/alerts عبارة البحث المطلوبة (اسمك مثلا) وحدد الاقنية التلفزيونية، والصحف، والمجلات، والمدونات، ومجموعات النقاش، وهكذا التي ترغب في رصدها. وحال ذكر اسمك في هذه الأوساط تصلك رسالة الكترونية بهذا المعنى. إنها أشبه بخدمة القصاصات الصحفية المعروفة، ولكن مجانا.
* وفي «غوغل سيتس» Google sets على الموقع labs.google.com/sets قم بطباعة أسماء بعض فرق كرة القدم لتقوم «غوغل» بسرد أسماء بقية الفرق لك. وهي خدمة ممتازة عندما يكون اسم الفريق المطلوب على رأس لسانك، ولا تستطيع تذكره فورا.
ليس هذا فحسب، بل هناك أيضا خدمة خاصة بالمعادلات الرياضية . فقط اطبع المعادلة التي ترغبها وأدخلها في المكان المخصص لتحصل على الجواب.
* وهناك أيضا خدمة التحويلات بين أسعار النقود المختلفة، والقياسات كالأمتار والياردات، والأوزان بين الكيلوغرامات والأرطال وما شابه. فقط أدخل الرقم المطلوب لتحصل على مقابله فورا. وقد لا يتسع المقال هنا لكل الخدمات المتوفرة من «غوغل» التي يزداد عددها يوما بعد الآخر، ولكن لنكتفِ هنا بما ذكرناه الآن، حتى تحين لنا فرصة أخرى أكبر وسعة ومساحة
الشرق الأوسط ، 17/3/2009

الثورة المعلوماتية تعمّ البلدان العربية من دون ضوابط ولا تشريعات

بيروت احتضنت الملتقى العربي الأول للبنية القانونية للتعاملات الرقمية...
الثورة المعلوماتية تعمّ البلدان العربية من دون ضوابط ولا تشريعات
تكاد الخلاصة المفيدة التي خلص إليها ملتقى «البنية القانونية والتشريعية للتعاملات الإلكترونية في البلدان العربية» الذي استضافت بيروت أيامه الثلاثة أخيراً، تتمثل في افتقار معظم الدول العربية إلى تشريعات قانونية تضبط إيقاع التعاملات الإلكترونية، على رغم أن معظم هذه الدول لم تتخلف اطلاقاً عن ركوب الثورة الإلكترونية منذ سنوات.
لم تسنّ معظم الدول العربية لنفسها تشريعات لقوننة التعاملات الإلكترونية التي أطلق كثير منها، ربما مجازاً، عناوين وأهدافاً عن الحكومات الإلكترونية، وعلى رغم أن جرائم القرصنة والاحتيال على شاشات الانترنت «تزداد بالدقائق».
ولعلّ هذا ما دفع بشركة «اكزيكون للمعارض والمؤتمرات الدولية» إلى تنظيم هذا الملتقى الأول في لبنان الذي خاض، عبر لجنة تكنولوجيا المعلومات النيابية برئاسة النائبة غنوة جلول، مجال تقنين التعاملات الإلكترونية.
قانون نموذجي لتكنولوجيا المعلومات
شارك في الملتقى ممثلون لأكثر من 40 هيئة رسمية عربية ودولية. وخلص إلى ملاحظة أن المعلوماتية تشكّل البنية التحتية الرئيسية للاقتصاد الرقمي الذي يتضمن أنواعاً جديدة من الأعمال والتعاملات في القطاعات الصناعية والتجارية والإدارية والقضائية التحكيمية والاجتماعية، إضافة إلى التعاملات الحكومية الرسمية والخاصة، ما يفرض استحداث نصوص قانونية محلياً وعربياً ترعى تعاملات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها.
وفي بيانه الختامي، أوصى الملتقى بـ«انشاء لجنة تنسيق بين المنظمات التكنولوجية العربية المعنية باستحداث تشريعات للتعاملات الإلكترونية وبالتعاون مع المنظمات المختصة في جامعة الدول العربية والبرلمان العربي الانتقالي واتحاد البرلمانات العربية، وخصوصاً لجان تكنولوجيا المعلومات النيابية داخل البرلمانات العربية». واقترح صوغ قانون استشاري لتكنولوجيا المعلومات في الفضاء العربي من خلال القوانين العربية الراهنة، كحال القانون اللبناني.
وحددت التوصيات عمل اللجنة المقترحة بثلاثة أمور هي: بناء قواعد قانونية منسقة للتعاملات في شتى مجالات الحياة في القطاعين العام والخاص، بما يضمن حفظ حقوق كل الأطراف المتعاملة على قدم المساواة القانونية في الفضاء الإلكتروني العربي؛ العمل على توحيد مفاهيم ومصطلحات التعاملات الإلكترونية في البلدان العربية لأغراض حل المنازعات من طريق القضاء أو التحكيم؛ وتطوير المفاهيم التنظيمية والإدارية الإجرائية الراهنة والمستحدثة للتعاملات الإلكترونية، ما يؤدي الى الإفادة من التقدم التكنولوجي في عمليات التحديث الإدارية وتعزيز الاقتصاد الرقمي والتنمية الاجتماعية والثقافية.
وطالبت التوصيات بسد الفراغ التشريعي بغية الارتقاء بالأداء الإلكتروني الى المستويات العالمية من خلال:
- تعزيز شرعية الأعمال المالية والمصرفية وأنظمة الدفع المستجدة والعلاقة بين المؤسسات المالية والعملاء وإحاطتها بأقصى درجات الحماية القانونية؛
- حماية حقوق المستهلك في التعاملات الإلكترونية وحفظها؛ وضع أطر للتحكيم الإلكتروني؛ سن تشريعات تحقق حماية المجتمع لا سيما حماية الأطفال، وتسهيل الإفادة من منافع التكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات الصحية واستقرار الأحوال الشخصية العربية والتعليمية والثقافية والاجتماعية؛
- سن تشريعات تهدف إلى حسن استعمال المعلومات لضمان حقوق المواطنين في المجال القضائي والإداري؛
- وضع التشريعات التحفيزية لبناء مجتمع رقمي عربي؛
- اقتراح آليات التنفيذ والربط بين التشريع والمفاهيم التقنية الراهنة والمستجدة؛
- وضع التشريعات المناسبة لمواجهة الجرائم المعلوماتية المتنامية في مجال التعاملات الإلكترونية؛
- العمل على تأهيل القطاعات المهنية لجهة المعلوماتية القانونية، خصوصاً القضاة والمحامين ومسؤولي الادعاء العام لمواجهة الجرائم الرقمية في الدول العربية؛
- وضع شرعة للانترنت بهدف تطوير محتواها، والارتقاء بأدائها وتنافسيتها في الفضاء العربي؛
- مطالبة البرلمان العربي الانتقالي بالعمل على صياغة اتفاقية عربية (أو قانون نموذجي) في التعاملات الإلكترونية العربية؛
- مطالبة اتحاد البرلمانات العربية بتبني هذه التوصيات وتعميمها على البرلمانات ومجالس الشورى في الدول العربية، والعمل على تبنيها تشريعياً.
وفي مستهل الملتقى، ألقى وزير التنمية الإدارية إبراهيم شمس الدين كلمة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان. ورأى أنه «صار أمراً ملحاً النهوض بأمر التحضير الجيد من قبل حكوماتنا وسلطاتنا التنفيذية في العالم العربي لدخول عالم الحكومة الإلكترونية لنصبح أعضاء طبيعيين فيه».
وشدّد على «أن الدخول في عالم الحكومة الإلكترونية يستلزم مراجعة شاملة للبنى القانونية وآليات التشريع كي نتمكن من وضع الأسس القانونية اللازمة لهذا المعطى».
وأشار إلى «أن التنسيق والتعاون بين الحكومات والمؤسسات العربية والتبادل المعرفي في ما بينها، هي عوامل ضرورية لتوحيد المقاربات المنهجية ولتوحيد أو موالفة الأطر التشريعية والنصوص القانونية».
وألقت جلول كلمة أوضحت فيها أن «غياب التشريعات المناسبة والمنسقة يعوق الإفادة من التطورات المتسارعة في تكنولوجيا المعلومات، وكذلك يعيق التعاون العربي في إنماء الأعمال الإلكترونية». وأملت أن يفضي هذا الملتقى إلى «استحداث شرعة عربية موحدة للتعاملات الإلكترونية في البلدان العربية».
وتحدث سامي البشير مدير مكتب الاتصالات في «الاتحاد الدولي للاتصالات»، فركّز على «أهمية التعاون الدولي في سبيل إيجاد بنية تشريعية قانونية منظمة للتعاملات الإلكترونية تحفظ حقوق وأمن الحكومات والمتعاملين في عالم الاتصالات والمعلومات... لقد انتشرت تكنولوجيات المعلومات والاتصالات بسرعة مذهلة. وفي لبنان تزايد عدد مستخدمي الانترنت بأكثر من ثلاثة أضعاف منذ عام 2000».
وأضاف: «لا يخلو عالم الانترنت من المخاطر، لذا علينا أن نضمن أنه يمكننا التمتع بأمان بفوائد مجتمع المعلومات... إن فوائد التعاملات الإلكترونية يعتمد على الثقة في أمنها وفي اعتقاد المستهلك أن حقوقه محمية، وحماية الحقوق ليست أمراً واضحاً. وعلى سبيل المثال يمكن معالجة انتهاك أمن البيانات المالية بواسطة شركات التأمين والتعويض، ويكون أكثر صعوبة، على المدى البعيد، تقييم العواقب المترتبة على كشف بيانات صحية من دون إذن».
وأعلن البشير أن «المستهلك في حاجة إلى الحماية، وكذلك إلى فهم حقوقه وواجباته إضافة الى المخاطر المتصلة باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات... ولكن لا توجد سوى تشريعات محددة قليلة جداً في هذا المجال». واعتبر أن «إنشاء بيئة آمنة لهذه التعاملات يتطلب تعاوناً بين صانعي السياسة والقطاع الخاص والهيئات المعنية بالتنظيم والجمعيات القضائية والمجتمع المدني، وينبغي أن يجري التعاون على الصعيدين الإقليمي والدولي نظراً إلى الطابع العابر للحدود الذي تتميز به شبكة الانترنت».
وأشار البشير إلى أن «الاتحاد وحّد مع المفوضية الأوروبية، جهودهما في العاشر من شباط (فبراير) للاحتفال بـ«يوم الانترنت الأكثر أمناً... وأطلق أيضاً مبادرة لحماية الطفل على الانترنت العام الماضي. ويركز في 17 أيار (مايو) المقبل على موضوع «حماية الأطفال في الفضاء السيبرنتيكي».
وألقى الدكتور عبد الرحمن صبري كلمة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. وأوضح أن «هناك متغيرات مهمة تستدعي منا بنية قانونية وتشريعية صلبة، مثل الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تفرض جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى العالم العربي، والتكامل المستقبلي بين قطاعي الإعلام وتقنية المعلومات (مع ملاحظة) أن معظم الدول العربية تجرى فيها حالياً صياغة قوانين جديدة لأنشطة المعلومات مثل قوانين التجارة الالكترونية والأمن السيبرنتيكي».
وأكد نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي «ضرورة نشر ثقافة التنظيم القانوني للتعاملات الإلكترونية... فبمقدار ما أسهمت إنجازات الثورة التكنولوجية في تسهيل الاتصال بين الشعوب، أفرزت ظواهر سلبية تجعل من الممكن استخدام منجزاتها في غير صالح الإنسانية، وما يعرف بالجرائم الإلكترونية».
وكذلك تحدث رئيس اللجنة المنظمة للملتقى نزار زيتون عن تطلع الملتقى إلى «إلقاء الضوء على التجارب على صعيد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإفادة منها لردم الهوة الرقمية بين المجتمعات الصناعية والمجتمعات النامية». وأشار إلى أن «نسبة جرائم القرصنة والاحتيال على الشاشات الرقمية العالمية، تزداد بالدقائق وليس بالساعات». وأعلن أن توصيات الملتقى ستكون محاور وعناوين ميدانية للمرحلة المقبلة والتحضير لجدول أعمال الملتقى الثاني في شباط 2010 في بيروت.
مالك القعقور ، الحياة ، 3/3/2009