الموقع الذي يتحكم في نصف مليار شخص
وفقا لكتاب «تأثير الفيس بوك» The Facebook effect فإن الفيس بوك هو ثاني موقع أكثر زيارة في العالم بعد «جوجل». الفرد العادي يقضي قرابة الساعة علي الفيس بوك يوميا ويصل عدد الأعضاء النشطين عليه إلي 400 مليون بزيادة شهرية تبلغ نحو 5%. ولكن بحسب ديفيد كيركباتريك* مؤلف الكتاب فإن الفيس بوك أكبر من هذا، لأنه يعتبر منبراً للناس ليحصلوا علي المزيد من حياتهم وقوة تكنولوجية لها تأثير غير مسبوق في الحياة الحديثة وشكل جديد تماما من التواصل.
في العرض الذي قدمته النيويورك تايمز للكتاب، يري ديفيد بوج أن كيركباتريك تناول تأثير الفيس بوك في كتابين، الأول تاريخي يتحدث عن نشأة الفيس بوك علي يد مارك زوكربيرج، أما الثاني فهو جانب تحليلي عن مدي تأثير هذا الموقع المهم.
أنشأ زوكربيرج الفيس بوك في أوائل 2004 باسم «Thefacebook.com» كمشروع بعيدا عن المناهج الدراسية، بينما كان في هارفارد. وجذب المشروع فضول طلاب الجامعات وكانت لحظة فارقة بالنسبة لهم فبعد سنوات قليلة جدا قام زوكربيرج بتوسيع الموقع ليضم كليات أخري ثم المدارس الثانوية وأخيرا الأشخاص العاديين.
وأصبح الفيس بوك موضعا للتنافس بين الشركات التكنولوجية الكبري مثل مايكروسوفت وجوجل وياهو ، ويسرد الكتاب محاولات شرائه رغم رفض زوكربيرج المستمر للبيع. وأخيرا تمكنت مايكروسوفت من شراء نسبة 1.4% من الفيس بوك بمبلغ 240 مليون دولار عام 2007، في وقت كانت قيمة الشركة فيه -التي لم تحقق ربحا بعد- تصل إلي 15 مليار دولار.
كيركباتريك باحث جيد ومنظم في عملية طرح المعلومات إلا أن هناك بعض مواطن الخلل في الحكي، فعملية الوصف تتكرر في الكتاب عدة مرات وستجد تفاصيل من نوعية دولاب زوكربيرج وقميصه وبنطلونه الجينز وحتي حذائه في خمسة مواضع مختلفة بالكتاب!
بذل كيركباتريك محاولة جيدة لكي يبقي موضوعيا ورغم هذا ستجد نوعا من تقديس البطل «زوكربيرج» والذي وصفه في أكثر من موضع بالقائد ذي البصيرة صاحب الرغبة الفولاذية في مواجهة المنافس، كما يتمتع بخفة دم بل إنه يذكر أيضا في الكتاب أكثر من مرة أن خط يد زوكربيرج دقيق وجميل للغاية!
لكن الكاتب يبدو أقل موضوعية في تغطية أحداث الدعاوي القضائية في تاريخ الفيس بوك. واحدة منها أقامها 3 طلاب من هارفارد وديفيا نارندرا الذي أنشأ موقعا للتواصل في وقت مبكر بمساعدة زوكربيرج إلا أن الأخير انسحب وبدأ موقعه الخاص به.
كما يتعقب المؤلف بمهارة كيفية صعود التجارة علي الفيس بوك، بحيث أصبح المسوقون يقومون بأعمال تجارية غير عادية علي الموقع ويعالج التوسع الدولي للفيس بوك بعمق وبراعة، مؤكدا أنه ليس كل الثقافات تتبنى الروح الأمريكية التي تتسم بالشفافية، فتجد مثلا رجلا عربيا دخل علي حساب ابنته ليجدها تتواصل مع بعض الرجال علي الفيس بوك فإذا به يكتب علي حسابها أنه «قتلها»!
كيركباتريك متحمس بشدة بشأن إمكانيات الفيس بوك، فقد أصبح مثل التويتر وسيلة لنشر الأخبار وتحقيق الأهداف المشتركة ولبدء الحركات السياسية. وباراك أوباما نفسه قال إنه يدين بجزء من فوزه الانتخابي إلي استخدام الفيس بوك. ولن يمضي وقت طويل حتي يصبح الفيس بوك قاعدة بيانات مركزية تحتوي علي معلومات عن نصف مليار شخص إلا أنه بغض النظر عن هذا فإنه لا أحد يستطيع التكهن بما يمكن أن تقوم به الشركة بالمعلومات المتوافرة لديها. ورغم نقاط الضعف الموجودة بالكتاب فإن «تأثير الفيس بوك» يتركك بفهم عميق للفيس بوك وفلسفته وقوته.
الدستور، 9/7/2010
* ديفيد كيركباتريك: ظل لسنوات كثيرة محرر الكمبيوتر والتكنولوجيا في مجلة «فورتشن». وبينما كان يعمل في المجلة كتب تغطيات عن آبل وآي بي إم وإنتل ومايكروسوفت والصن وغيرها من التغطيات التكنولوجيا المهمة. وديفيد عضو في مجلس العلاقات الخارجية ويظهر بصفة مستمرة في الراديو والتليفزيون والإنترنت بصفته خبيراً تكنولوجياً.
وفقا لكتاب «تأثير الفيس بوك» The Facebook effect فإن الفيس بوك هو ثاني موقع أكثر زيارة في العالم بعد «جوجل». الفرد العادي يقضي قرابة الساعة علي الفيس بوك يوميا ويصل عدد الأعضاء النشطين عليه إلي 400 مليون بزيادة شهرية تبلغ نحو 5%. ولكن بحسب ديفيد كيركباتريك* مؤلف الكتاب فإن الفيس بوك أكبر من هذا، لأنه يعتبر منبراً للناس ليحصلوا علي المزيد من حياتهم وقوة تكنولوجية لها تأثير غير مسبوق في الحياة الحديثة وشكل جديد تماما من التواصل.
في العرض الذي قدمته النيويورك تايمز للكتاب، يري ديفيد بوج أن كيركباتريك تناول تأثير الفيس بوك في كتابين، الأول تاريخي يتحدث عن نشأة الفيس بوك علي يد مارك زوكربيرج، أما الثاني فهو جانب تحليلي عن مدي تأثير هذا الموقع المهم.
أنشأ زوكربيرج الفيس بوك في أوائل 2004 باسم «Thefacebook.com» كمشروع بعيدا عن المناهج الدراسية، بينما كان في هارفارد. وجذب المشروع فضول طلاب الجامعات وكانت لحظة فارقة بالنسبة لهم فبعد سنوات قليلة جدا قام زوكربيرج بتوسيع الموقع ليضم كليات أخري ثم المدارس الثانوية وأخيرا الأشخاص العاديين.
وأصبح الفيس بوك موضعا للتنافس بين الشركات التكنولوجية الكبري مثل مايكروسوفت وجوجل وياهو ، ويسرد الكتاب محاولات شرائه رغم رفض زوكربيرج المستمر للبيع. وأخيرا تمكنت مايكروسوفت من شراء نسبة 1.4% من الفيس بوك بمبلغ 240 مليون دولار عام 2007، في وقت كانت قيمة الشركة فيه -التي لم تحقق ربحا بعد- تصل إلي 15 مليار دولار.
كيركباتريك باحث جيد ومنظم في عملية طرح المعلومات إلا أن هناك بعض مواطن الخلل في الحكي، فعملية الوصف تتكرر في الكتاب عدة مرات وستجد تفاصيل من نوعية دولاب زوكربيرج وقميصه وبنطلونه الجينز وحتي حذائه في خمسة مواضع مختلفة بالكتاب!
بذل كيركباتريك محاولة جيدة لكي يبقي موضوعيا ورغم هذا ستجد نوعا من تقديس البطل «زوكربيرج» والذي وصفه في أكثر من موضع بالقائد ذي البصيرة صاحب الرغبة الفولاذية في مواجهة المنافس، كما يتمتع بخفة دم بل إنه يذكر أيضا في الكتاب أكثر من مرة أن خط يد زوكربيرج دقيق وجميل للغاية!
لكن الكاتب يبدو أقل موضوعية في تغطية أحداث الدعاوي القضائية في تاريخ الفيس بوك. واحدة منها أقامها 3 طلاب من هارفارد وديفيا نارندرا الذي أنشأ موقعا للتواصل في وقت مبكر بمساعدة زوكربيرج إلا أن الأخير انسحب وبدأ موقعه الخاص به.
كما يتعقب المؤلف بمهارة كيفية صعود التجارة علي الفيس بوك، بحيث أصبح المسوقون يقومون بأعمال تجارية غير عادية علي الموقع ويعالج التوسع الدولي للفيس بوك بعمق وبراعة، مؤكدا أنه ليس كل الثقافات تتبنى الروح الأمريكية التي تتسم بالشفافية، فتجد مثلا رجلا عربيا دخل علي حساب ابنته ليجدها تتواصل مع بعض الرجال علي الفيس بوك فإذا به يكتب علي حسابها أنه «قتلها»!
كيركباتريك متحمس بشدة بشأن إمكانيات الفيس بوك، فقد أصبح مثل التويتر وسيلة لنشر الأخبار وتحقيق الأهداف المشتركة ولبدء الحركات السياسية. وباراك أوباما نفسه قال إنه يدين بجزء من فوزه الانتخابي إلي استخدام الفيس بوك. ولن يمضي وقت طويل حتي يصبح الفيس بوك قاعدة بيانات مركزية تحتوي علي معلومات عن نصف مليار شخص إلا أنه بغض النظر عن هذا فإنه لا أحد يستطيع التكهن بما يمكن أن تقوم به الشركة بالمعلومات المتوافرة لديها. ورغم نقاط الضعف الموجودة بالكتاب فإن «تأثير الفيس بوك» يتركك بفهم عميق للفيس بوك وفلسفته وقوته.
الدستور، 9/7/2010
* ديفيد كيركباتريك: ظل لسنوات كثيرة محرر الكمبيوتر والتكنولوجيا في مجلة «فورتشن». وبينما كان يعمل في المجلة كتب تغطيات عن آبل وآي بي إم وإنتل ومايكروسوفت والصن وغيرها من التغطيات التكنولوجيا المهمة. وديفيد عضو في مجلس العلاقات الخارجية ويظهر بصفة مستمرة في الراديو والتليفزيون والإنترنت بصفته خبيراً تكنولوجياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق