١٢ ربيع الأول ١٤٣٢ هـ

ثورة مصر والانترنت ونحن !

ثورة مصر والانترنت ونحن !
هل لازلنا نجد التلفاز كصندوق الدنيا ؟ او سحر مدسوس في بيوتنا كما اعتقده من شاهده للمرة الأولى
لا بالتأكيد لا , التلفاز شيء بديهي وعادي جدا
وكذلك الانترنت !
الذي لازال البعض يجدها رفاهية وعالم افتراضي خيالي مع أنه يشكل الجزء الأكثر من حياتنا لا بل ويربطنا بها
هذه الخدمة بالنسبة لدينا لازال البعض يعتقدها كالسحر المدسوس من العصر الحجري الذي لايملك الا سرعة قدميه

الانترنت وثورة تونس و مصر !
منذ بداية الثورة في مصر 25\ كانون الثاني, وانا عاجزة عن كتابة أي شيء فمشاعر تغمرني لتطغى على كل محاولات الكتابة
من قلبي تحية احترام وحب لمصر وثوارها وشهدائها
كيف نشأت ثورة مصر؟
الانترنت في مصر ليس هو من خلق الثورة كما يقولون , وليست قناة الجزيرة من أشعلها
الثورة خلقها الشعب من عمق الوجع والمعاناة , ولم يكن الانترنت إلا أداة اتصال لا أكثر مثله مثل الصحف والتلفاز والورقة والقلم والاشارة والصوت !
هو سهّل العملية لا أكثر
ولكن كم جاهل يعتقد أنها هي السبب لينقض عليها ويقوم بقطع الانترنت عن المواطنين تجنبا لاتصالهم
في مصر حين قطعت خدمة الانترنت قام المتظاهرون بتوزيع المنشورات لنقل أخبار ميدان التحرير مكان التظاهر للأماكن الأخرى وللأتفاق على المسيرات
ليس حجب وسيلة( مجرد وسيلة ) هو الذي يقتل ثورة جوع وألم ألا يمكن للطاغي أن يفهم أن الحاجة أم الاختراع وأن الحرمان يزيد الإصرار ؟

كبسة زر
ليست كبسة زر في موقع ما هي ما سببت ثورة مصر ” اي ليس الانترنت من سببها “
حين قام ثوار مصر بالانضمام لصفحة الثورة على الفيسبوك , لم يقوموا فقط ب ” كبس الزر ” وعيش الحلم الثائر في احلامهم الوردية
البعض فقط يريد ثورة أي ثورة كانت لينشل نفسه من واقعه الصعب , ولكن ليس هذا هو المهم
ليس المهم أن نقوم بثورة , فالثورات لاتكون بضجيجها وحماسها بل بمضمونها وهويتها
أجمل ما في الثورة ” الشعبية ” تلك التي تنظلق من الشعوب وأوجاعهم لا من فئات متعارضة على كرسي ما
أنها مرض حميد ينتقل عبر الحنجرات والعيون , عبر الآذان والكلمة , عبر الأثير الذي تنتشر ذراته نفسها من نفس مظلوم إلى نفس آخر
تحيا مصر وتحيا تونس , تحيا الحرية , وتحيا الثورة

الحجب والحلقة المفرغة
افتح القاموس اي قاموس كان لا على التعيين
ثم افتح غوغل وابحث عن اي كلمة وسجل ان كانت محجوبة في سوريا او متاحة
وعند الانتهاء من القاموس أخبرني أي الكفتين ترجح ؟
ثم أخبرني هل تستطيع زيارة أي موقع تريده ولو كان محجوبا ؟
بالتأكيد تستطيع , هم يحجبون ونحن نخترق , الأمر أشبه بحلقة مفرغة تماما ,
إلى السادة المسؤولين عن حجب المواقع في سوريا : ITS USELESS
اتستطيعون كسر هذه الحلقة المفرغة بمنحنا الثقة لنمنحكم الحب والاحترام والوفاء والثقة ربما !
عوضا عن عندنا ومخالفاتنا لكل حجب دفاعا عن حريتنا
حين حجبت مواقع الدردشة “من المويايل ” قرأت في جريدة بلدنا أن المسؤولون قاموا بحجبها لأسباب اجتماعية وليس اقتصادية
فالشباب أصبح ينشغل عن دراسته و تواصله الاجتماعي وعمله بها , !
وهذا ما أثار جنوني وضحكي وسخريتي في ذات الوقت ,
إنها حياتنا الاجتماعية دعونا نعشها كما يحلو لنا بدون قيود واهية .
تمت اليوم اتاحة مواقع التواصل الاجتماعي المحجوبة في سوريا كما ذكرت وسائل الاعلام
هذا خبر إيجابي
لكن هل هذا يعني أن حكومتنا بدأت تثق بنا كما بردد الكثيرون ؟
ربما لو كانت تثق بنا لأتاحت كل المواقع المحجوبة على اختلاف هوياتها وجعلتنا نقرأ كل شيء ونختار ما نريد

لماذا الفيسبوك ؟
ربما نحن عشاق لنظرية المؤامرة ولكن جميع وسائل الاعلام حين تتحدث عن الثورات وحريات الشعوب وتمر من سوريا تذكر الفيسبوك وحجبه وهذا تحديدا ما شاهدته البارحة في برنامج ساخر على قناة الجديد
إذا الأمر قد يكون ثقة بنا, وقد يكون عدم ثقة بغيرنا .. !
يقول البعض مجرد انترنت , مجرد فيسبوك , مجرد عالم افتراضي , مجرد دردشة
لا ليست كذلك انها فضاءات حرياتنا المعاصرة ومن حقنا امتلاكها وليس في الأمر منة لأحد علينا .
مدونة resound (السورية) ، 9/2/2011

ليست هناك تعليقات: