٢١ جمادى الآخرة ١٤٣٣ هـ

نجوم «تويتر» يناقشون صدى تغريداتهم في الرأي العام


نجوم «تويتر» يناقشون صدى تغريداتهم في الرأي العام
قد يكون لدى أحد الشخصيات العامة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ويسجل الآلاف إعجابهم بهذه الصفحة، ولكن ما مدى تأثير صاحب الصفحة على هؤلاء وكيف يكون صدى تغريداته في محيطه، وهل لـ«تويتر» نجوم تماما كنجوم السينما ولهم تأثير كبير على معجبيهم، هل غير «تويتر» العالم حقا، وغير بشكل فعلي طريقة جمع وتقديم الأخبار، لدرجة أن الإعلام العربي أصيب بصدمة نتيجة تغير طريقة تعاطي المتلقي مع مخرجات هذا الإعلام، كل هذه الأفكار والطروحات كانت مثار نقاش وجدل في الجلسة الأولى لمنتدى الإعلام العربي 2012، حيث تناولت ورشة العمل الأولى التي حملت عنوان «نجوم (تويتر).. وصدى التغريدات» ومدى تأثير رواد شبكات التواصل الاجتماعي في مجتمعاتهم، وما إذا كانوا فعلا مؤثرين حقيقيين، وواقع استخدام تلك الشبكات في العالم العربي وانعكاساته في الرأي العام.
وقالت مديرة الجلسة ديمة الخطيب، وهي مدير مكتب أميركا اللاتينية في قناة «الجزيرة»، إن تجربتها مع «تويتر» انطلقت في عام 2010 أثناء عملها في أميركا اللاتينية، وخاصة عقب انضمام الرئيس الفنزويلي شافيز إلى الموقع قبل أن يتبعه الكثير من الزعماء والشخصيات البارزة الأخرى، ولفتت ديمة إلى أن الثورة التي كانت تبحث عنها في أميركا اللاتينية وجدتها في العالم العربي، مما جعلها تركز بشكل كبير على تغطية الثورة التونسية وتهتم لكل خبر يخرج من تونس، مؤكدة أن «تويتر» قد غير بشكل فعلي من طريقة جمع وتقديم الأخبار، حيث لعب دورا في غاية الأهمية لتعريف الناس، وخاصة الأجانب، بأسباب ودوافع الربيع العربي، مشيرة إلى أن دخولها عالم «تويتر» مكنها من التواصل مع الكثير من الصحافيين والمدونين.
وعن تجربتها حول التدوين بعدة لغات وأثر ذلك على الجمهور، قالت ديمة: «إن التدوين بعدة لغات ليس بالأمر السهل، فالقارئ العربي ينزعج لدى رؤيته لغة أخرى في تدويناتي، وهذا ينطبق أيضا على القارئ الأجنبي الذي قد ينزعج لدى رؤية بعض السطور بلغة أخرى لا يستطع فهمها في التدوينة». وأوضحت ديمة أنها عادة لا تترجم التدوينات حرفيا من لغة إلى أخرى «وإنما أحاول دائما أن أعطي ما يريده أو ما يهمه بلغته الخاصة، مع العلم أن كثرة اللغات قد تشتت المتابعين وهذا قد يدفعهم إلى الابتعاد عنك».
وتناول المدون المصري عمرو سلامة في حديثه عن الثورة المصرية، مشيرا إلى أنه «عند اندلاع الثورة في مصر كان الناس لا يثقون بما يقال على وسائل الإعلام الرسمية، مما دفعها إلى التوجه نحو قنوات أخرى لاستقاء المعلومات حول ما يجري، ولا سيما (تويتر). ورغم إدراك مستخدمي لكونهم مراقبين، فلم يكونوا يكترثون لذلك وأضحت شهادات الناس وتجاربهم الشخصية على (تويتر) أكثر مصداقية من الإعلام الحكومي حينئذ».
وفي مداخلته خلال الجلسة، قال عبد العزيز الشعلان، الخبير السعودي في أدوات التواصل الاجتماعي، إنه منذ الصغر كان هناك سؤال دائم حول ماذا سيصبح في المستقبل، إلا أن الخيارات التقليدية لم تكن تعجبه، موضحا أنه «لهذا السبب، كان المحيط الاجتماعي ينظر إلي على أنني تائه ولا أعرف ماذا أريد، ولكن اليوم أحمد الله أنني كنت تائها»، وتابع عبد العزيز: «تجربتي مع (تويتر) انطلقت عام 2009 وكان لدي في حينها إحساس بأن (تويتر) سيغير العالم، وكنت على قناعة بأنه بإمكان أي شخص، في حال استطاع توظيف (تويتر) لمصلحته أو لخدمة ما يؤمن به، فإنه بالتأكيد سيتمكن من تغيير العالم».
وأوضح عبد العزيز أن تعامله مع «تويتر» اقتصر على التركيز على دراسة سلوك المغردين بهدف تقديم معلومات مفيدة يمكن توظيفها بشكل صحيح، مضيفا أن «هذه التجربة لاقت نجاحا وانتشارا واسعا، مع العلم أن هدفي لم يكن تحقيق الشهرة أو بناء ثروة ما، بل أن أترك بصمتي الخاصة في هذا العالم».
وانطلقت أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى الإعلام العربي، أمس، تحت عنوان «الإعلام العربي: الانكشاف والتحول» وتستمر حتى 9 مايو (أيار) الحالي، بمشاركة أكثر من 3000 من الشخصيات البارزة في عالم الصحافة والإعلام، إلى جانب نخبة من كبار صانعي القرار وقادة الرأي والمفكرين والمستثمرين والمبدعين.
الشرق الأوسط ، 10/5/2012

هناك تعليقان (٢):