٩ ربيع الآخر ١٤٢٨ هـ

إنترنت جديدة .. فكرة غريبة


إنترنت جديدة .. فكرة غريبة
شبكـة الإنترنت حققت نجاحـات لم يكـن يتصورهــا أحد وذلك منـذ انطلاقهـا لخدمـة الأغراض المدنيــة عام 1983 ولكن التطور المذهل لها كان في بداية التسعينات من القرن الماضي عندما تم اختراع الشبكة العنكبوتية التي أتاحت سهولة في التنقل بين مواقع الشبكة. كما أن ظهور ملفات الوسائط المتعددة مثل الموسيقي والأغاني وأفلام الفيديو جذبت الشباب من مختلف دول العالم للتعامل مع مواقع الشبكة الجذابة. أما في القرن الواحد والعشرين فقد تحولت الي اتجاه أكثر خطورة في النشاط الإنساني فلم تعد تقدم فقط البيانات والمعلومات التي يحتاجها زوار المواقع ولكن تطور الي حد كبير الخدمات التي تقدم للمستخدمين. بنوك إلكترونية وشركات طيران وتبادل للسلع والمنتجات وبيع وشراء وبورصة إلكترونية وبريد إلكتروني يعتمد عليه العالم في مختلف قطاعات الأعمال. هذه فقط بعض الخدمات التي لا يمكن أن نحصيها لما يقدم الآن علي الشبكة بحيث لا يمكن تخيل شكل الحياة الآن بدون شبكة الإنترنت

العديد من العلماء والخبراء في العالم الغربي بدأ يطرح فكرة غريبة لاستبدال شبكة الإنترنت الحالية بشبكة جديدة تصمم لكي تخدم الاستخدامات المتعددة للإنترنت اليوم وتضع في اعتبارها ما سيحدث في المستقبل. يقول العلماء أنه من المذهل أن تستمر شبكة الإنترنت في العمل وتجذب إليها كل يوم ملايين المستخدمين وتقدم كل يوم خدمات وبرامج جديدة لم تكن في الحسبان عندما تم تصميم الشبكة الحالية. حان الوقت لكي نطوي صفحة شبكة الإنترنت الحالية ويبدأ العالم في بناء شبكة إنترنت جديدة تزيد فيها مستويات السرية والآمان للمستخدمين وتحقق أحلام الحصول علي خدماتها بشكل عملي من خلال الأجهزة الإلكترونية المحمولة. العديد من العلماء يقولون أن العالم في حاجة الي بنية إلكترونية جديدة تعتمد علي تكنولوجيا الاتصالات المتقدمة لكي توفر سرعات أعلي بكثير من المتاحة اليوم كما توفر أيضا السرية والتأمين خلال انتقال المعلومات. يحتاج العالم أيضا الي برامج جديدة لتصفح الإنترنت والتعامل مع خدمات الشبكة بطريقة تناسب اعتماد البشرية الآن علي شبكة الإنترنت بشكل أساسي لا يقبل توقفها عن العمل لأي سبب حتي ولو لثواني قليلة

لا يعتقد العلماء الذين يتبنون هذه الفكرة أن يكون ترميم الشبكة الحالية وتحديثها هو الحل الأمثل للتعامل مع الإنترنت في المستقبل ولكن يجب أن يتم بناء شبكة جديدة بتكنولوجيا اتصالات جديدة وبرمجيات متطورة. التقدم الكبير الذي حدث في سرعة معالجات الحاسبات الإلكترونية وفي السعة التخزينية لها وفي سرعة الاتصالات تعتبر الأدوات التي سيتم توظيفها لإنشاء شبكة الإنترنت الجديدة. بناء الشبكة الثانية يعني أن يتم استبدال أجهزة الاتصالات المستخدمة حاليا سواء كانت أقمار صناعية أو أجهزة شركات تقديم خدمة الإنترنت وحتي الأجهزة التي نستخدمها في منازلنا وعلي حاسباتنا الشخصية. هذه المهمة ليست سهلة ولن تكون سريعة وإنما يحتاج الإعداد لها وتطبيقها سنوات طويلة ولكن من المهم أن يتم البدء فورا في هذه الخطوات حتي يتجنب العالم لحظة قد تتوقف فيها شبكة الإنترنت الحالية عن العمل تحت وطأة الضغط الشديد عليها والذي لم تصمم أصلا للتعامل معه. لحظة التوقف لن يستطيع العالم تحملها فكل شيء الآن تقريبا يعتمد بصورة أو بآخري علي معلومات وخدمات الإنترنت والبريد الإلكتروني
عمر سامي، الأهرام، 17/4/2007

ليست هناك تعليقات: