١٥ ديسمبر ٢٠٠٧

لها انعكاساتها علي المدرسة‏:‏ أفلام الأكشن والفيديو جيم


لها انعكاساتها علي المدرسة‏:‏ أفلام الأكشن والفيديو جيم


ألعاب الفيديوجيم والسباقات وأفلام الرعب والأكشن التي تعرض بالقنوات الفضائية لها تأثير كبير في تكوين شخصية أبنائنا داخل الحضانة والمدرسة والجامعة بل تؤثر علي سلوكيات أطفالنا قبل دخول الحضانة‏..‏ فكيف نرشدها ونتقي شرها؟
تقول فضيلة توفيق‏(‏ ماما فضيلة‏)‏ رئيسة البرنامج العام الأسبق إن الانفتاح علي العالم العربي والظروف الإجتماعية والأسرية الصعبة جعلت أولياء الأمور منشغلين عن تربية أبنائهم وتركهم ليلا ونهارا أمام التلفاز والكمبيوتر فأصبح هو المعلم الأول للأطفال قبل سن المدرسة‏,‏ كما أصبح المتاح للقدوة والمثل الأعلي لبعض الصبية ممثلا يظهر دائما في أدوار الضرب والدفاع بالعدوان والبعض الاخر ممثل كوميدي يقوم في افلامه بالاعتداء والضرب المستمر علي كل من يقابله وهكذا فالاستهتار وعدم الاحترام أصبحا هو السمة الواضحة في معظم الافلام العربية والأجنبية ومايحدث من عنف داخل المدارس ماهو إلا انعكاس لشخصيات غير سوية منذ الطفولة بسبب انشغال الأب والأم الذي أفقدهم مكانتهما وقدسياتهما واحترامهما لدي الأبناء فقلما تجد طفلا مطيعا مهذبا حسن السلوك فالظواهر العدوانية وعدم الطاعة هي السائدة والموجودة في المجتمع المصري الآن فلا نجد الأطفال الذين يلتفون حول الحدوتة أو حول كتاب مفيد أو حول حلقة نقاش مفيدة وإنما نجد معظم أوقات الأطفال حول ألعاب الكمبيوتر وبها برامج هادمة وألعاب عنيفة أو حول أفلام الرعب الأجنبي أو العربي ليتعلموا البلطجة وسوء الأخلاق والتطاول علي أصدقائهم بالأيدي أثناء الضحك ثم تمتد هذه الأيدي علي المعلمين بالمدرسة وتتطور الي اسلحة صغيرة مثل مقص أو قصافة ثم مطواة وهكذا‏।‏بينما الحدوتة والغنوة المعبرة وأفلام الكرتون وكذلك الأفلام الهادفة لها تأثير السحر علي الأطفال من سن‏3‏ سنوات حتي‏12‏ سنة‏,‏ وقد تصل الي‏16‏ سنة فلابد من أن يكون للطفل اهتمامات أخري غير ألعاب الفيديوجيم والأفلام الكبيرة علي سنه مثل ممارسة الرياضة وقراءة قصة هادفة جميلة ومشاهدة البرامج التي تناسب سنه‏.‏وتؤكد ماما فضيلة أهمية محو أسلوب الضرب والعدوان من قاموس العقاب فلا تضرب الأم طفلها ولا يضرب المدرس تلميذه فينشأ الطفل مسالما وسويا فهناك أساليب مختلفة من أساليب العقاب بداية من الحرمان من عطف أو شيء يحبه‏,‏ من مصروف أو رحلة جميلة‏.‏


أيـن الرقابـــة؟
ويري محيي الدين الغمري رئيس قطاع الانتاج السابق باتحاد الاذاعة والتليفزيون انه بصفته دارسا ومتخصصا في فنون الدراما فإن تكرار واستمرار مشاهدة هذه الأفلام العنيفة والمشاهد العدوانية تثير لديهم في البداية الفزع والخوف منذ اللحظة الأولي ولكن تكرار عرضها واستمرار مشاهدتها داخل المنزل تزرع لديهم بداية حب الاستطلاع ثم الجرأة لتصل معهم الي حب التجربة والتقليد خاصة في سن صغيرة وهي سن المراهقة الصبوة فقد نجد البعض منهم يلجأ الي العنف في التعامل مع الاشقاء في نفس الأسرة في أثناء اللعب باستخدام الضرب بالأيدي أو بالأرجل وقد يصل الي استخدام الاسنان أو الضرب بأي شيء موجود لديهم سواء لعبة أو قلم أو مسطرة في أيديهم ثم يخرج العنف من داخل الأسرة الي الحضانة لتزداد جرعة العنف والعدوان ويتحرك من اللعب الي المشاجرة بين الزملاء والأصدقاء سواء بالمزاح أو بغيره وهذا لا يقتصر علي الأطفال الذكور فقط وانما يظهر ايضا في الإناث اللاتي يشاهدن مثل هذه الأفلام العدوانية العنيفة كما يؤثر تأثيرا سلبيا علي الصحة النفسية للطفل فيجب ألا يترك الآباء أولادهم خاصة الأطفال منهم والمراهقين لمشاهدة تلك الأفلام سواء علي شاشات التليفزيون بالقنوات الفضائية أو المحلية أو حتي برامج الكمبيوتر خاصة ألعاب الفيديوجيم‏.‏ويضيف ان هذه الافلام انتاج أمريكي أوروبي وأن الأسر الأمريكية علي قدر كبير من الوعي بحيث يتجنبون مشاهدة أطفالهم وشبابهم لمثل هذه الأفلام أولا باذاعتها في أوقات متأخرة لاتناسب هؤلاء الأطفال وكتابة تنويهات تحذر من مشاهدة الأطفال لها حتي سن معينة‏,‏ كما أن الآباء يضعون الشفرات الخاصة علي أجهزة التلفاز والعرض لمنع مشاهدتها داخل أسرهم ولكن في مجتمعنا نفتقر الي الرقابة علي هذه الافلام من داخل الأسرة ومن المسئولين وصناع هذه الأفلام الهدامة للاجيال فنجد ان هناك بعض القنوات مخصصة لعرض هذه النوعية من الأفلام التي يطلق عليها أفلام الاكشن ومحلات الفيديوجيم محيطة بالمدارس وكذلك عند مشاهدة سباقات السيارات والمنافسات علي الطرق نجدها في الطريق العام ونجد الشباب يقومون بالقيادة بطرق غير آمنة وبأسلوب البلطجة تقليدا للأفلام الأمريكية‏.‏


مدرسة المشاغبين‏!‏
تشير الدكتورة نوال الدجوي خبيرة التعليم الي انه لا شك في ان الدراما والروايات العدوانية لها أثر نفسي سييء وأثر سلوكي أسوأ لدي الابناء خاصة في سن المدرسة‏,‏ نري ذلك فيما حدث داخل المدارس عقب مشاهدة مسرحية مدرسة المشاغبين وللأسف هذه كانت رواية من فيلم أمريكي قصير ولا يوجد فيه هذه السلوكيات التي تم نقلها بأسلوب سييء وتطويل للمشاهد العدوانية من قبل الطلبة داخل المدرسة لكي تثير الضحك والاثارة‏,‏ وظهر عدم الانضباط والالفاظ غير المهذبة وغير اللائقة والسلوك غير السوي الذي يظهر داخل المدارس تقليدا لخفة الظل لطلبة مدرسة المشاغبين حتي تحولت بعض المدارس للاسف الي هذه المدرسة‏!‏ فالإعلام مؤثر‏,‏ فالأفلام التي تدور حول الرعب والسرقة والخيانة والعدوان يقوم بتمثيلها وتقليدها بعض الطلبة بل أحيانا تصل الي القتل كما نقرأ في صفحة الحوادث بالصحف اليومية‏!‏
الأهرام ، 15/12/2007

ليست هناك تعليقات: