٢٣ يونيو ٢٠٠٨

استراتجيات البحث في الإنترنت وقواعد البيانات

استراتجيات البحث في الإنترنت وقواعد البيانات لابد من الاعتراف بالحقيقة المرة والواقع الأليم الذي يعيشه المجتمع العربي – عامة – على صعيد المعلومات؛ سواء من حيث المحتوى كمًا وكيفـًا أو الإفادة من هذا المحتوى. وهذا يلقي على اختصاصيي المكتبات والمعلومات، والباحثين في هذا المجال، عبئـًا مضاعفًا.
من هنا تأتي أهمية اللقاء العلمي الذي أعدته جمعية المكتبات والمعلومات السعودية- فرع مكة المكرمة، عن "استراتيجيات البحث في الإنترنت وقواعد البيانات" في سياق تفعيل التوعية أو الوعي المعلوماتي. وليس شك، وكما أشار إلى ذلك أ. د. حسن السريحي في تقديمه للجلسة الأولى، أن هذا الوعي هو أحد طرق تجسير الفجوة المعلوماتية بيننا وبين غيرنا من الأمم التي سبقتنا.
ومن هنا أود أن أشيد شخصيا بهذا اللقاء العلمي، والذي اقترب من كونه ورشة عمل، في الموضوع المطروح.
انتظم هذا اللقاء في جلستين، تكونت كل منهما من محاضرتين. أقيمت الجلسة الأولى التي أدارها أ. د. حسن السريحي تحت عنوان "الوعي المعلوماتي واستراتيجيات البحث عن المعلومات". وفي المحاضرة الأولى من هذه الجلسة، تحدث د. حمود الشنبري عن الاتصال العلمي والجماهيري ودورهما في تدفق المعلومات في المجتمع، وهو مدخل موفق للغاية في هذا الموضوع. فيما تحدثت د. سوسن الضليمي في المحاضرة الثانية بصورة مستعرضة عن أدوات البحث بما تشتمل عليه من محركات البحث والبوابات وقواعد البيانات، مع إشارة إلى بعض أساليب واستراتيجيات البحث فيها.
وفي الجلسة الثانية التي أقيمت تحت عنوان "قواعد البيانات ومهارات البحث فيها"، وأدارها د. محمد باصقر، تحدث في المحاضرة الأولى أ. د. أسامة أبو النجا عن بعض جوانب محو الأمية الحاسوبية، بينما ركز أ. عبدالرحمن الحميدي في المحاضرة الثانية على بعض الفروق بين النشر الإلكتروني والنشر الورقي، وبعض الفروق في مصادر المعلومات المتاحة من قبل المجمعين aggregators والناشرين.
هذا وقد انتهت كل من الجلستين بالمناقشات الثرية من قبل الحضور حول الموضوعات المطروحة.
ولأن النجاح يلد نجاحًا كما تفيد مبادئ الاتصال العلمي، فإننا نود أن نطرح في ضوء هذا اللقاء العلمي هذه المقترحات:
· ضرورة انعقاد هذا اللقاء في المناطق الأخرى من المملكة.
· ضرورة تحويل مثل هذه اللقاءات العلمية إلى ورش عمل، مع إعداد التجهيزات التقنية الخاصة بذلك.
· ضرورة توجيه مثل هذه اللقاءات العلمية وورش العمل إلى المتخصصين والباحثين في مجالات المعرفة المختلفة؛ كالطب والهندسة والزراعة والتربية وعلم النفس وإدارة الأعمال، ... إلخ. فهؤلاء هم المستفيدون الحقيقيون من مثل هذه اللقاءات. وتوجيه المكتبيين لهذه اللقاءات لهم يؤكد أحد أدوارهم المتعددة في عصر التقنيات الرقمية.
· اتضح من هذا اللقاء التركيز في بعض المحاضرات على قواعد المعلومات التي تعتمد على الاشتراكات المالية. ومن الضروري في هذه المرحلة أن نفسح بعض المجال لتعريف الاختصاصيين والباحثين بمصادر الوصول الحر، وأساليب وأدوات البحث فيها. إن مصادر الوصول الحر تقف اليوم – في صناعة النشر العلمي - جنبا إلى جنب المصادر المقيدة، وهناك اتجاهات متعاظمة للباحثين على مستوى العالم للانخراط فيها نشرًا فيها وإفادة منها.
إننا نشكر القائمين على جمعية المكتبات والمعلومات السعودية، ونشكر بصفة خاصة المنظمين لهذا اللقاء العلمي في المنطقة الغربية، على إتاحة هذه الفرصة لتحريك مياه المعلومات التي تكاد تكون راكدة.

ليست هناك تعليقات: