الأطفال وألعاب الفيديو وأفلام الكرتون
حتي تنتهي الإجازة بسلام
قد تنتهي الاجازة الصيفية دون أية استفادة حقيقية في حالة عدم وجود خطة واضحة لشغل أوقات فراغ الأطفال وتركهم لساعات طويلة أمام التليفزيون أو العاب الفيديو دون رقابة مما يؤثر بالسلب عليهم.
فقد اجري الدكتور ديفيد غرينفليد الطبيب النفسي ومدير مركز دراسات الأنترنت بأمريكا بحثا علي18 ألف مستخدم للأنترنت فوجد أن6% من الذين يلعبون العاب الفيديو يصبحون مدمنين, فهذه الألعاب تثير إحساسا بالعزلة والانفصال عن البيئة المحيطة بالطفل, فلايعي الزمان أو المكان لأنه يصبح جزءا من اللعبة ولايعود هو الشخص الذي كان سابقا لانه يسعي لتجسيد الشخصيات الخارقة أو العنيفة أو المجرمة في هذه الالعاب ويندفع بلا إرادة لأن يمثلها مهما كان الضرر.
في مسح أكاديمي للاعبي الفيديو من الصغار والمراهقين وجد الدكتور ستيفن كلاين من جامعة سايمون الكندية أن ثلاثة من كل عشرة يعترفون بأن الألعاب تعتبر عوضا عن القيام بنشاطات ضرورية ويعد ذلك هروبا من تحمل أي مسئولية أو القيام بأي جهد يذكر.. كما اشارت الدراسة الكندية إلي أن52% من مدمني الانترنت اصيبوا بالاكتئاب والقلق والأحلام المزعجة والوحدة.
ويعلق علي الدراسات السابقة الدكتور سامي حسان أستاذ طب النفس التربوي بجامعة القاهرة قائلا: ان الاعلام يسهم في انتشار الظواهر والسلوكيات الغريبة عن مجتمعنا, فافلام الكرتون بما تحمله من مفاهيم غريبة واساليب عنف تؤثر بالسلب علي أطفالنا, وألعاب الفيديو تجسد القدوة للصغار في ابطال خياليين لاصلة لهم بالواقع مما يعوق طموحهم ويدفعهم إلي تقليد مايرونه من شخصيات خارقة لها قدرات مستحيله كالقفز من أماكن عالية أو تقمص شخصية مجرم مما يؤثر في نفسية الصغار سلبا بل يفرز للمجتمع أطفالا يتسمون بالعنف والخيال المدمر لا المبدع..
وأضاف د. سامي أن الدراسات السابقة لم تذكر مانخاف منه علي الأبناء وهو الغزو الفكري والثقافي عبر ألعاب الفيديو وافلام الكرتون التي تجسد القوة والمال والعنف والدماء عكس مانربي عليه الابناء من قيم التسامح والعفو ومناصرة الضعيف ومساعدة المحتاج فيصبح الطفل مهزوزا بين مايسمعه وما تجسده هذه الألعاب.. والمراهقون اكثر الابناء عرضة للخلل النفسي لان كل فيلم كرتوني لايخلو عادة من قصة حب محرم أو علاقة غير شرعية قد لايستوعبها المراهق وتدفعه لرفض تقاليده وقيمه فتهتز سلوكياته وينحرف, لذلك يجب وضع رقابة علي كل مايمارسه الصغار اثناء الأجازة سواء مشاهدة التليفزيون أو ألعاب الفيديو, وقد يكون الحل هو مشاركة الصغار للمسئوليات مهما كانت صغيرة لأنها ستقطع جزءا من ساعات الجلوس بحرية أمام شاشات التليفزيون والكمبيوتر وتعودهم علي المشاركة والإحساس بالواقع فمثلا يمكن أن يتولي الابناء مسئولية الصرف علي المنزل وفق ميزانية محددة ومكافأة من يدخر.. أو تنظيف المنزل وتعويضهم عن ذلك بالذهاب لنزهة يومية أو مشاهدة فيلم في السينما أو ارتياد المسرح, لأن الاحساس بالدفء الأسري وروح المشاركة أفضل بكثير من ترك الأبناء أمام الألعاب من باب التخلص من مسئوليتهم في الصيف.
الأهرام، 18/8/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق