٤ يوليو ٢٠٠٩

معركة حامية الوطيس لتسجيل الأسماء والعناوين في المواقع الاجتماعية

معركة حامية الوطيس لتسجيل الأسماء والعناوين في المواقع الاجتماعية
الشركات والمؤسسات التجارية أول الخاسرين
منذ قيام «فيسبوك» أخيرا بإعطاء المستخدمين «عناوين شخصية على الشبكة حسب الطلب» مثل «اسمكfacebook.com/» سارع 9.5 مليون من الناس إلى اغتنام هذه الفرصة. أما في «تويتر» فقد اندلعت المعارك حول ما يسمى بالحسابات الاحتيالية مثل تلك التي ينبغي أن تكون موجودة عادة في «بنك أوف أميركا».
وهناك في مكان آخر على الشبكة خدمة أخرى جديدة، أو شبكة اجتماعية شرعت في الظهور تنذر بمعركة أخرى لحيازة أمكنة على الشبكة.
وقد تعذر الشخصيات والشركات وحتى الأشخاص العاديين لشعورهم بالرتابة والملل، فقد تحولت حماية أسمائهم وعلاماتهم التجارية في الإنترنت والمحافظة عليها إلى معركة لا نهاية لها. فمع نشوء الشبكات الاجتماعية وتسجيل عنوان بسيط عليها، مثل «بيبسي دوت كوم» بات أمرا غير كاف لغرس الشخص أو الشركة علمها وشعارها على أرض صلبة. وعندما أصبحت أسماء المواقع من الممتلكات المهمة في التسعينات، كانت الشركات بصورة رئيسية مهتمة وقتها في الحصول على العناوين الصحيحة. ولكن مع انتشار ملامح عصر الإنترنت التي تتصف بالغرور وحب الذات، تحول أولئك الأشخاص المجهولون الذين كانوا يتكتمون بكل سرور على أسمائهم وهوياتهم إلى شخصيات صغيرة تحاول إبراز ذاتها وعلاماتها والترويج لها.
أما أولئك الذين هم يسجلون أنفسهم تحت أسماء غير حقيقية، فقد يواجهون صعوبات في محاولة إدارة مثل هذه العلامات والماركات. فكريس هاردويك الكوميدي ومقدم البرامج في شبكة «جي4» الكابلية مثلا لم يجد أي صعوبة في تسجيل chrishardwick.com قبل سنوات والحصول على عنوان بريدي إلكتروني مناسب من «جي ميل»، لكنه لم يفطن لتسجيل اسمه في «ماي سبيس» الذي أخذه منه شخص آخر تحت اسم «كريس هاردويك من أوهايو». وقبل أسابيع عاد هاردويك إلى منزله متأخرا بعد تقديم برنامجه ليكتشف أن طلبه لتسجيل عنوانه في «فيسبوك» قد خطفه منه طالب في إنجلترا. وعلق على ذلك بقوله «إن الأمر أشبه بفيلم سينمائي عن الغرب الأميركي، حيث توجد مدينة ملأى بأشخاص أسماؤهم كريس هاردويك، يضعون أيديهم على الماوسات أشبه بالمسدسات جاهزين لإطلاق النار».
* حل النزاعات
* وقوانين هذه اللعبة الجديدة وأحكامها محبطة. فقد دعت «فيسبوك» حاملي العلامات التجارية والشخصيات الاجتماعية الذين يجدون أسماءهم مأخوذة منهم إلى ملء استمارة في الموقع لتقديم شكوى. وقالت إنها ستحل هذه النزاعات على أساس حالة بحالة.
وفي الوقت الذي تملك شبكة «فيسبوك» الاجتماعية حيزا للعديد من الأشخاص الذين يحملون الاسم ذاته يجري توزيع العناوين الجديدة على أساس من «يأتي أولا يحصل على طلبه أولا». أما «تويتر» فقد شرعت في التحقق من هويات المستخدمين المعروفين عن طريق إعطائهم علامة مميزة على صفحاتهم تؤكد شخصياتهم. ولكنها لم تكشف تماما مبدأ عمل هذا الأسلوب. وذكرت جينا سامبسون الناطقة باسم «تويتر» أن البرنامج هذا هو اختبار ضيق النطاق في الوقت الحاضر. وكان توني لا راسا مدير فريق «سانت لويس كاردينالس» للبيسبول قد ادعى على «تويتر» أخيرا أمام المحاكم زاعما أنها لم تفعل الكافي لمنع أحدهم من استخدام اسمه. من جهتها وصفت «تويتر» الدعوى بأنها «فارغة باطلة» لا أساس لها لكون الشبكة تقوم بإغلاق جميع حسابات التسجيل التي يستخدمها منتحلو الشخصيات المعروفة.
المشكلة الأخرى أن لا أحد يعلم ما إذا كانت هذه الأمور على الشبكة لها قيمة دائمة باستثناء ربما المواقع التي تظهر على رأس القوائم في «تويتر» و«فيسبوك» لدى قيام الناس بعمليات التصفح والبحث على الشبكة، خاصة أن العديد من الأشخاص باتوا جزءا مما يسمى «محتلي الفضاء المعلوماتي» الآملين في تحقيق بعض الأرباح المالية، أو غيرها عن طريق عناوين الشبكة وحسابات التسجيل عليها. وكان لاري وينغيت، الذي ألف أربعة كتب رائجة عن العمليات المالية الشخصية، قد أحكم قبضته خلال السنوات الماضية على اسمه وشهرته في الشبكة في مواقع مثل «ماي سبيس»، لكنه فوجئ قبل أسابيع بأحد المعجبين يسبقه في تسجيل facebook.com/larrywinget الذي وافق في النهاية على تسليم الاسم والعنوان هذا إلى صاحبه الأصلي وينغيت، مقابل عشاء يجمعهما هما الاثنان!.
ويعلق وينغيت على ذلك بقوله «لذلك يتوجب بذل الجهد الدائب للبقاء في مقدمة مثل هذه التقنيات، واستئجار شخص ضليع للمساعدة في ذلك».
* صراع الشركات
* ويبدو أن الشركات تشعر أيضا بالإثارة في ما يتعلق بلعبة الأسماء على الشبكة. «آر.سي.إن» مثلا، وهي شركة للخدمات الهاتفية والكابلية مقرها هيرندون في ولاية فيرجينيا في أميركا، قدمت قبل أسابيع طلبا إلى «فيسبوك» لحجز اسم لها هو facebook.com/rcn، لكن «فيسبوك» أجابتها أنه يتوجب على الشركات أن يكون لها أكثر من 1000 من المعجبين بها على صفحاتها لتحصل على حق الحصول على عنوان خاص بها وبزبائنها، مما دفع «آر.سي.إن» أخيرا إلى فتح صفحة تتضمن أسماء 527 من المعجبين.
وأبدى مدراء «آر.سي.إن» إحباطهم من قوانين «فيسبوك» وقلقهم أيضا من خسارة وفقدان موجودات قيمة أمام المنافسين الآخرين الذين يودون الحصول على العنوان ذاته، بما فيهم المؤسسات والأشخاص الذين تبدأ أسماؤهم بالأحرف ذاتها، إضافة إلى المتسولين الآخرين الذين يحتلون أماكن غيرهم.
«إنه عالم جديد مطلوب منا دخوله بغية حماية ماركتنا واسمنا التجاري، ومع ذلك لم يمنحونا الوقت الكافي ولا النافذة الواسعة للمرور منها، أو التحضير لها» كما تقول آشلي إليسون المنتجة المتخصصة بالشبكات في «آر.سي.إن».
ويقول هوارد ويلر، المحامي المتخصص بالعلامات التجارية في «ميتشيل سيلبيربيرغ آند كنب» في نيويورك، إن مواقع الأوساط الاجتماعية المتعددة توفر للشركات أساليب جديدة للترويج لماركاتها وعلاماتها التجارية. لكنه أضاف «لكنها جميعها أساليب جديدة للإساءة وسوء الاستخدام، مما يدفع المزيد من أصحاب العلامات التجارية إلى تكريس جهدهم لاحتواء هذه الأمور».
يبقى القول إن عناوين شبكة «فيسبوك» بشكل خاص لا تساوي شيئا، فقد ذكرت هذه الشبكة أن هذه العناوين لا يمكن نقلها وتحويلها، على الرغم من أن مستخدميها قادرون بهدوء وصمت تسليم كلمات مرورها إلى الغير. ومع ذلك لا يزال المتسولون الذين يحتلون أماكن الغير يثيرون المزيد من المشكلات للشركات، ومثال على ذلك أن شركة «ديل» حصلت على facebook.com/dell، لكن جيرمي فانشر الطالب في جامعة واشنطن في سانت لويس سجل facebook.com/dellcomputer، وهو ينوي بيعه الآن. ورفض ناطق بلسان «ديل» التعليق على ذلك.
ويعلق فانشر على ذلك ساخرا «قد يكون الأمر مسليا إذا ما حاولت شركة كومبيوتر أخرى شراءه، مما يبين درجة تعكر المياه هنا لدى محاولة تسجيل مثل هذه الأسماء والعناوين».
* خدمة «نيويورك تايمز» ، نقلا عن: الشرق الأوسط ، 30/6/2009

ليست هناك تعليقات: