ثقافة تكنولوجيا الإنترنت والتداخل العرقي تعكس بروزها في اللغة الإنجليزية
قاموس «ويبسترز» يشرح 100 مصطلح جديد بعد أن وجدت طريقها في المقال الصحافي والاستخدامات اليومية
كثير من المتخصصين في علم اللغات يعتبرون أن اللغة الإنجليزية تتمتع بخصائص حيوية وديناميكية من الصعب أن تنافسها فيها أي لغة أخرى. الاعتقاد السائد أن انتشارها الواسع، يجعلها عرضة لثقافات وتأثيرات لغوية واجتماعية أخرى، كما أن ارتباطها بعملية التصنيع والتكنولوجيا، أجبرها على التكيف مع التغييرات المستجدة، ولهذا تجدها تستوعب مصطلحات وكلمات جديدة تدخل في الاستعمال اليومي بسبب التغييرات الاجتماعية التي أدخلتها التكنولوجيا، والتعدد الثقافي الذي تتعرض له المجتمعات الغربية، خصوصا الناطقة بالإنجليزية.
«ويبسترز كوليغيات ديكشنري» الأميركي، واحد من أشهر وأهم قواميس اللغة الإنجليزية، قدم في نسخته الحديثة أكثر من 100 مصطلح جديد تشرح لعامة الناس والمتخصصين معانيها، كونها غريبة وغير مألوفة، بعضها دخل كمفردات جديدة كونها ارتبطت بمفردات الشارع من خلال استعمال المراهقين لها في مخاطبتهم لبعضهم بعضا، وبعضها من خلال الاستعمالات الجديدة لكلمات تم اختصارها لاستخدامها في الرسائل الإلكترونية.
وقال جون مورس رئيس دار النشر الأميركية في مدينة سبرينغفيلد الأميركية إن الكثير من الكلمات في النسخة الجديدة من القاموس جاءت لتعكس التغيرات التكنولوجية والوعي الجديد بقضايا البيئة وكذلك التغيرات الصحية للمتقدمين في العمر الذين أضافوا استخدامات وتركيبات جديدة للكلمات، مضيفا أنها «ليست كلمات جديدة في اللغة. ولكن عند استخدام كلمة مثل: نيرو بروتكتيف (دمج بين كلمة أعصاب وكلمة حماية)، وكارديو بروتكتيف (دمج بين قلبي وحماية)، وهذه كلمات قد تستخدم من قبل الأخصائيين، فقد قررنا إضافتها لأن القارئ العادي قد يجدها مستخدمة في المقالات الصحافية في «نيويورك تايمز»، و«وول ستريت جورنال». هناك كلمات مثل «لوكافودو»، وهي كلمة شعبية مركبة من كلمة «لوكال» (تعني محلي) وكلمة «فود» (طعام) مركبة من عدة كلمات. ومن الكلمات الجديدة توجد كلمة «فرنمي»، وهي مركبة من كلمة «فريند» (صديق) وإنيمي «عدو»، وتعني الشخص الذي يبدو صديقا لكنه في الحقيقة عدو. وهناك أيضا كلمة «ووتر بوردينغ» التي أصبح الناس يسمعون بها أخيرا بعد الاتهامات بقيام بعض الدوائر الأمنية الأميركية بالتحقيق مع بعض المتهمين بالإرهاب وتعذيبهم. وهذه تعني الطريقة التي يصب فيها الماء على المتهم وهو مغطى الوجه، وتجعله يشعر أنه يغرق في الماء. وإضافة كلمة «فولغا» المركبة من كلمة «فيديو» وبلوغ (مدونة)، وتعني المدونة التي تقدم مع شريط فيديو. وكلمة ويبيسود، المركبة من ويب (الموقع على شبكة الإنترنت)، ويبيسود (حلقة من برنامج تلفزيوني)، وتعني برنامجا تلفزيونيا يمكن مشاهدته على موقع على الإنترنت. كلمة «فلاشموب»، المكونة من فلاش (وميض) وموب (مجموعة من أفراد عصابة) أضيفت إلى القائمة لتعني تجمع عدد من الأفراد على موقع على الإنترنت للقيام بمهمة محددة، ومن ثم الاختفاء بعد ذلك. وأضاف كلمة «غرين كولار» والتي تعني الشخص الذي يهتم بأمور البيئة. وهذه مركبة من كلمة غرين (أخضر) وكلمة كولار (ياقة).
أما بعض التعبيرات الأخرى التي كانت موجودة سابقا مثل «سوك بابيت»، التي يرجع استعمالها إلى الخمسينات من القرن الماضي، أصبحت الآن تستخدم في التعبير عن هوية الشخص السرية في مواقع التعارف الاجتماعي.
إدخال كلمة «الشاورما» جاء ليعكس التشكيلات الثقافية الجديدة في المجتمعات الغربية. ويعرفها القاموس على أنها «ساندويتش من شرائح لحم الغنم، أو الدجاج المشوي، مع الطحينة والخضار، مع رغيف الخبز العربي (بيتا)». «أما كلمة «ريغاتون» فهي مركبة من بورتوريكو وريغي، وتعني موسيقى من بورتوريكو مع موسيقى الريغي من الكاريبي.
ويقول الناشر مورس إن هذه الكلمات أضيفت إلى القاموس بعد أن دخلت في الاستخدام اليومي من خلال المقالات والمحادثات بين الأشخاص، مضيفا أنه كان من الصعب إهمال وجود كلمة «ستيكيشن» المركبة من «ستيه» (يمكث) وكلمة كيشن (من عطلة) والتي أصبحت تعني (المكوث في البيت في فترات العطلة). لكن ديف ولتون صاحب كتاب «وهم الكلمات» قال في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس»، إنه من الصعب جدا الوصول إلى استنتاجات حول التوجهات الاجتماعية اللغوية الجديدة من خلال بعض الكلمات والمصطلحات القليلة. «ما توصل إليه ناشرو ويبسترز هو قرار تحريري، وهذا اختيارهم. هذه الكلمات وجدت في اللغة من زمن بعيد، لكنهم اكتشفوا أهميتها هذه المرة».
ويورد ولتون مثالا على ذلك قائلا: إن كلمة «بريبون» هي كلمة مستخدمة قديما بين الهنود من زمن بعيد وتعني حدوث الشيء قبل ميعاده. وهي عكس كلمة «بوستبون» المستخدمة كثيرا في اللغة الإنجليزية والتي تعني «التأجيل». إلا أن المحررين قرروا عدم إضافتها في النسخة الجديدة. ورد مورس قائلا «لم تجد الكلمة طريقها إلى النسخة الحالية، لكننا نعرف استخداماتها اليومية».
الشرق الأوسط ، 10/7/2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
جميله جدا
هذه المدونه
إرسال تعليق