عام 2007 عام الـ: فيس بوك
موقع إلكتروني يساهم في تحديد شكل التواصل الجديد.. ومؤسسات إعلامية عريقة تتبع خطاه
هذا العام كان هو عام «فيس بوك»، الموقع الاجتماعي على شبكة الانترنت والذي بدأ عام 2004 للتواصل بين طلاب الجامعات لكنه الآن بات مفتوحا للجميع. واكتشف الموقع ربيع العام الحالي بواسطة كثير من الاعلاميين الذين وجهوا الدعوة الى آخرين للانضمام الى شبكة "فيس بوك" الاجتماعية، وفي مايو (آيار) الماضي فتح الموقع أمام المطوِرين الذين أضافوا برامج للموقع وصل عددها الى 5000. وفي اكتوبر (تشرين الاول) الماضي تغلبت شركة مايكروسوفت على غوغل في الاستثمار في الشركة بقيمة 15 مليار دولار. ولكن هل يستحق موقع «فيس بوك» كل ذلك؟ نعم. فهناك ما لا يقل عن 50 مليون مستخدم للموقع، وينضم للموقع حوالي 200000 بصورة يومية ويقضي كل هؤلاء زمناً يصل في المتوسط الى 20 دقيقة يوميا. إلا ان الأمر قيمة هو ادراك ان «فيس بوك» كمنبر ينظم المشاركون من خلاله علاقاتهم ويتواصلون عبره. ويجيب موقع «فيس بوك» على السؤال الذي يجب ان تطرحه أي شركة؟ ماذا ستفعل شركة غوغل؟ شركة غوغل أسست منبرا مكّن الآخرين من تطوير اعمالهم التجارية، وموقع «فيس بوك» يفعل ذات الشيء حاليا. ويطمح مؤسس «فيس بوك»، مارك زاكرمان، 23 سنة، في ان يصبح موقعا اجتماعيا له شهرة وامكانات وانتشار غوغل.
تراجعت حركة الإقبال على ياهو، إلا ان السبب في ذلك لا يعود الى تراجع شعبية ياهو وإنما الى سبب فني يتلخص في ان ياهو، شأن الكثير من مواقع الانترنت حاليا، سمم صفحاته اعتمادا على تكنولوجيا جديدة مثل «فلاش» و«اجاكس»، وهي تكنولوجيا تمكّن المتصفح من الاطلاع على قدر أكبر من المحتويات على صفحة واحدة وبالتالي تقليل عدد نقرات المستخدم. واعلنت أن بي سي وفوكس خدمة جديدة لبث برامجها على الانترنت. وبدأت سي بي اس تنفيذ استراتيجية «شبكة جمهور» لتجعل المشاهدين يشاركون في البرامج. وأطلقت بي بي سي وسكاي خدمة برامجية جديدة. غير انه في الوقت نفسه قامت فياكوم بمقاضاة غوغل وهي الشركة الأم لشركة يوتيوب في اطار القرصنة. وكل هذا يكشف عن ان معمار التوزيع الاعلامي على الانترنت ما يزال خاضعا للتطور الى حد كبير. غير ان نموذج البزنس لاعلام الانترنت يصبح أكثر وضوحا. وتواصل غوغل وياهو ومايكروسوفت وأي أو إل المنافسة من اجل شراء تكنولوجيات الاعلان، وهي دبلكليك وأيكوانتف ورايت ميديا وتاكودا.
وفي سبتمبر الماضي أنهت «نيويورك تايمز» محاولتها أخذ رسوم على المحتوى الموسوم «تايمزسليكت» عندما توصلت الى ان الحصول على الاعلان عبر محرك بحث غوغل هو مشروع أفضل. وقد أدى هذا الى التكهن بأن المالك الجديد لصحيفة وول ستريت جورنال روبرت مردوخ سيلغي خصم الضريبة. وقفزت الايكونوميست على جدار دفع الرسوم. وذلك سيترك الفايننشيال تايمز فقط في محاولة لاستيفاء رسوم من القراء على الانترنت. وهكذا فإنه اذا كان الاعلان هو الجوهر الحيوي للانترنت، وبالتالي لمستقبل كل وسائل الاعلام، فمن الذي يتحكم به؟ ومن يربح؟ ومن غير ذلك؟ غوغل. ووفق احد الحسابات فانها تمتلك الآن 40 في المائة من حصة السوق في الاعلان على الانترنت، وهي حصة تنمو بصورة اسرع من الصناعة.
ولهذا فإن الحساب المستمر في العقول الاعلامية هو ما اذا كانت شركة غوغل صديقة ام عدوة، كما لو أن هناك خيارا في الواقع. فقد كسبت صحف بلجيكية قضية ضد غوغل نيوز على اخذ عناوين اخبارها الرئيسية ولكن بحلول مايو تراجعت وسمحت أخبارها بالعودة الى غوغل. وفي خطوة لم يعلن عنها كثيرا ولكنها تشكل تحولا مهماً شملت غوغل في الشهر ذاته المواد الحالية والمؤرشفة من العناوين والفيديوهات والصور في نتائج «البحث الشامل» التي اعادت تشكيلها، لتعطي اهتماما جديدا بالاعلام غير الصفحات القديمة على شبكة الانترنت. وبدأت في أغسطس الماضي هذا النشاط الذي اقلق الصحف التي اعتادت على ممارسة مهمة تقديم خدمة المقالات على الانترنت.
وأصبحت غوغل ناشرا فالى اين ستتجه غوغل في الخطوات التالية؟ الاشاعة تقول انها ستطلق نظام تشغيل هاتف او موبايل، وتشرف على اطلاق خدمة آيفون من شركة ابل. وسيكون الاعلام اخيرا خدمة محمولة.
الشرق الأوسط ، 23/12/2007
٢ يناير ٢٠٠٨
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق