٦ يونيو ٢٠٠٩

النشر التراثي بين إنارة الوعي والتخطيط للغد

النشر التراثي بين إنارة الوعي والتخطيط للغد
بعد أن هدأت الثورة علي حبر الطباعة الذي اعتبره البعض نجسا ، ظهر أول مصحف مطبوع في مصر عام‏1923,‏ وعلي النقيض من هذا التأخر حرصت أوروبا علي نشر الكتب الدينية المسيحية منذ فجر الطباعة واتاحتها للجاليات العربية بأوروبا وللمبشرين الناشطين في الدول العربية والإسلامية‏.‏
بعد تأمل ما تنقله إلينا العبارة السابقة لابد أن ننظر معا للغرف المظلمة التي عمل المؤتمر السادس لمركز مخطوطات مكتبة الإسكندرية علي اضاءتها علي مدي ثلاثة أيام في مؤتمره الأخير عن النشر التراثي والذي حضره قرابة الخمسين من العلماء والمفكرين والمختصين بتاريخ العلوم والأديان والحضارات‏.‏في البداية أقر د‏.‏يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بالمكتبة أن المستشرقين سبقوا إلي نشر التراث العربي قبلنا بمئات السنين لذلك فإن المطوي من تراثنا اضعاف المنشور ويجب العمل علي نشره لنري تاريخا وحضارة امتدت لمئات القرون‏.
وأوضح العالم الرياضي الكبير رشدي راشد أن تحقيق المخطوطات العربية ونشرها يحتاج إلي مزيد من التقنين والدراسة لصنع اكتشافات صحيحة توصل إلي أكبر قدر ممكن من محتويات النص خصوصا النصوص القديمة المزدحمة بمفردات ومصطلحات غريبة علي القارئ أو الباحث‏.
كما رأي عبد اللطيف الجيلاني رئيس مركز الدراسات والابحاث بالمملكة المغربية أن النشر التراثي يحتاج لمزيد من الرقابة والصراحة في تنفيذ قوانين الملكية الفكرية لمنع الفوضي والقرصنة التي تعانيها مخطوطاتنا الاثرية‏..
وأوضحت د‏.‏ماجدة محمد أنور الاستاذ بآداب المنوفية أننا نحتاج لمزيد من دراسات تراثنا السرياني الفكري والعربي وإجراء مقارنات دقيقة بين أصوله وما نقله الينا الغرب فيه‏..‏
وأكد رياض نعسان الأغا‏,‏ وزير الثقافة السوري أن المخطوطات العربية الإسلامية تملأ مكتبات العالم‏,‏ وهناك العديد منها لم يحقق بعد وكثير منها ايضا لايزال موجودا في جامعاتنا في العالم الإسلامي لم يعرف للآن أهميته حتي حافظوه‏..‏
من ضيوف المؤتمر البارزين منهم الشيخ شعيب الأرناؤوط ..‏ والأمين العام لاتحاد العلماء المسلمين د‏.‏محمد سليم العوا وغيرهم الكثيرون الذين قرروا منذ البداية عدم تقديم توصيات تخص قضايا النشر التراثي لانهم يطمحون للفعل لا للتوجيه عليه لكن ما حدث كان غير ذلك فكل جلسة للمؤتمر أوصت بضرورات بحثية وعلمية وفكرية بل وإنسانية‏.
وفي الجلسة الختامية للمؤتمر جمع العلماء وأعضاء مجلس إدارة المكتبة تلك التوصيات وهي‏:‏ منع نشر أي مخطوطة مصورة في أي منحي علمي في علوم القرآن أو اللاهوت أو التاريخ والرياضيات والتفاسير واللغات دون تحقيق لأنها قد تكون مخطوطة غير اصلية فيضيع علي الباحث الحصول علي الاصلية‏,‏ كذلك ضرورة انشاء نشرة نقدية لمراجعة ما ينشر بشكل علمي ونقدي سليم‏,‏ كذلك العمل علي اثبات الفروق بين المخطوطات لأنه الاساس لمعرفة تاريخ النص مع أهمية تدريس وسائل التحقيق العلمي السليم في كل التخصصات البحثية‏..‏ والتركيز علي الترجمة ان اردنا أن نحافظ وندافع عن هذا التراث وانشاء هيئة معنية بنشر التراث العربي مع وجود ضوابط واضحة لهذا النشر‏.‏
الأهرام ، 7/6/2009

ليست هناك تعليقات: