١٧ مايو ٢٠٠٨

البحث العلمي بين التخطيط والتنفيذ؛ قراءة في خطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي

البحث العلمي بين التخطيط والتنفيذ ؛
قراءة في خطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي
أ. د. حشمت قاسم
كما هو الحال في أي نظام اجتماعي ، فإن الإدارة تعني بالنسبة للبحث العلمي الكثير ، فنحن ننظر إلى النشاط العلمي بوصفه نظاماً اجتماعياً ، يشكل الاتصال العلمي جوهره ، وتعمل الإدارة علي ترشيد مساراته ، ودعم مقوماته ، والارتفاع بمستوى عائداته. والتخطيط أحد مكونات العملية الإدارية كما نعلم ، ولمصر تاريخها الطويل وخبراتها الثرية في التخطيط للبحث العلمي. وفضلاً عن الخطة الوطنية الشاملة ، هناك الخطط الخاصة بالقطاعات التخصصية ، وتلك الخاصة بالمؤسسات الضالعة في البحث العلمي ، وفي مقدمتها الجامعات ومراكز البحوث . ويشكل البحث العلمي الذي يهدف إلى تنمية المعرفة البشرية الأساسية ، وذلك الذي يرمي إلي تطوير الأداء في قطاعات الإنتاج والخدمات ، إحدى الوظائف الثلاث التي تنهض بها الجامعات في مختلف المجتمعات . وفي مارس من العام 2006م ، أصدرت جامعة القاهرة خطتها الخمسية ( 2006 – 2011 م ) للبحث العلمي . وقد توفر علي إعداد هذه الخطة ، تحت إشراف الأستاذ الدكتور معتـز خورشيد، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث ، لجنة مركزية وعدد من اللجان القطاعية . ولوثيقة هذه الخطة أهمية تؤهلها لاجتذاب اهتمام الأوساط العلمية والقطاعات الحريصة علي دعم البحث العلمي واستثمار نتائجه ، علي الصعيدين الوطني والعربي ، لأن قناعتنا التي لا تتزعزع هي أن الوطن العربي ليس مجتمعاً لغوياً واحداً فحسب ، وإنما مجتمع علمي ومجتمع معلوماتي واحد أيضاً . واحتفاء بهذه الوثيقة ، وحرصاً علي التعريف بها علي النحو الذي يكفل تحقيق أهدافها ، نحاول في هذه السطور إلقاء الضوء علي بعض جوانبها . ولما بيننا من ود متصل ، حرصت علي إطلاع الأستاذ الدكتور معتز خورشيد علي هذه الكلمة قبل نشرها ، وكان بيننا حوار مثمر ، إذ كان لسيادته بعض الملاحظات التي وضعت في الحسبان عند صياغة هذه الكلمة في شكلها النهائي .
تتكون وثيقة هذه الخطة من ستة مجلدات ، يشتمل أولها (( الإطار العام )) علي المبادئ والأسس والأساليب المنهجية التي روعيت في إعداد الخطة بكل مكوناتها ، وكذلك الرؤى والأهداف والمحاور البحثية التي تقوم عليها الخطة ، بينما تشتمل المجلدات الخمسة الأخرى علي خطط القطاعات التخصصية التالية :
*قطاع العلوم الأساسية .
*قطاع العلوم الطبية .
*قطاع العلوم الهندسية .
*قطاع العلوم الاجتماعية .
*قطاع العلوم الإنسانية والتربوية .
ولم يتسع الوقت لإصدار خطة قطاع العلوم البينية متعددة التخصصات ، واكتفى القائمون علي إعداد هذه الخطة بتسجيل ما يتصل بهذه العلوم في خطط القطاعات التخصصية الأخرى .
ويتكون كل مجلد من هذه المجلدات القطاعية الخمسة من جزءين ، أولهما ((المناخ البحثي والتخطيط الإستراتيجي))، والثاني ((الخطة البحثية للقطاع الأكاديمي)). والجزء الأول نمطي ، مكرر في جميع المجلدات الخمسة ، إذ يشتمل علي أربعة عناصر بالإضافة إلى ملحق ، إلا أنه يختلف في تفصيلات محتواه من قطاع إلى آخر. ويتناول العنصر الأول مناخ البحث العلمي في مجتمعنا المعاصر ، ويتناول الثاني دور الجامعات في البحث العلمي ، في حين يتناول العنصر الثالث الإطار العام لخطة جامعة القاهرة ، ويعالج مستويات الخطة ، ومحاورها ، ومنظومة الخدمات البحثية التي تقدمها الجامعة للمجتمع ، والقوى البحثية المتوافرة لتقديم مثل هذه الخدمات. أما العنصر الرابع الأخير في هذا الجزء الأول فيتناول الخطة القطاعية من حيث مبررات إعدادها ، ومسئولية الإعداد. أما ملحق هذا الجزء فيشتمل على الخطوات التنفيذية التي اتبعت في إعداد الخطط البحثية القطاعية. وتبدأ هذه الخطوات بحصر الهياكل العلمية للكليات والمعاهد والأقسام والتخصصات في كل قطاع من القطاعات الأكاديمية الخمسة ، يليها تحديد المجالات البحثية للخطة الخمسية في كل قطاع ، ثم صياغة الرؤية الموحدة للمجالات البحثية الرئيسية ، بناء علي المواءمة بين العرض والطلب ، وتحديد المجالات البحثية الفرعية بكل مجال بحثي رئيسي ، وتحديد المجالات البحثية الفرعية المشتركة بين كليات القطاع ومعاهده ، أي المجالات البينية متعددة التخصصات ، وإعداد مصفوفات الهياكل العلمية في مقابل المجالات البحثية ، ثم تصنيف الجهود البحثية الحالية في كل قطاع تمهيداً لتحديد الجهود المستهدفة في الخطة الخمسية ، والتحقق من الخصائص البنيوية للمجالات البحثية الرئيسية ، وذلك من حيث احتمالات التطبيق ، ومدى التوافق مع الخطة الوطنية، وتضافر الجهود بين الباحثين وبعضهم البعض ، وبين المؤسسات وقنوات النشر المحلي والعالمي والتحكيم في كل منهما ، والتمويل ومصادره ، وأحجام البحوث تبعاً لحجم التمويل. ولتأكيد الموقف التنافسي لجامعة القاهرة ، كانت الخطوة الأخيرة في السلسة هي التحقق من أوجه التميز في كل قطاع أكاديمي ، وتشتمل هذه الأوجه الخبرات العلمية للأساتذة والباحثين ، والمختبرات ، والتجهيزات ، والأطروحات ، ومشروعات البحوث ، فضلاً عن أوجه التميز الأخرى. وكما سنرى فإن هذا الجزء يكرر كثيراً من محتوى مجلد ((الإطار العام)) وكان من الممكن لدواعي الاقتصاد تجنب هذا التكرار ، ولكن يبدو أن القائمين علي إعداد الخطة قد حرصوا علي أن يكون كل مجلد قطاعي عملاً قائماً بذاته .
ويشتمل الجزء الثاني في كل مجلد من المجلدات القطاعية الخمسة ، كما أشرنا ، علي الخطة البحثية للقطاع ، ويتكون من تسعة عناصر فضلاً عن الملحق. ويحلل العنصر الأول الخطة البحثية الخمسية للقطاع ، ويبدأ بخلفية عامة عن القطاع ، وأهداف الخطة ، وفي مقدمة هذه الأهداف ربط البحث العلمي بأولويات المجتمع وتحدياته ، ثم محاور الخطة التي تشمل الهياكل العلمية ، والمجالات البحثية الرئيسة والفرعية ، ومصفوفات ربط الهياكل العلمية بالمجالات التخصصية ، والمقومات البشرية والمادية والتقنية المتاحة لجامعة القاهرة ، ومصادر تمويل البحوث ، ثم برامج التنفيذ وآلياته . أما العنصر الثاني فيحلل الهياكل العلمية للقطاع الأكاديمي من الكليات والمعاهد والأقسام والتخصصات. ويستعرض العنصر الثالث المجالات البحثية الرئيسة والفرعية مرتبة وفق أولويات. ويشتمل العنصر الرابع علي مصفوفات الهياكل العلمية في مقابل المجالات البحثية الفرعية ، أما العنصر الخامس فيحلل التركيبة البحثية الحالية والتركيبة البحثية المستهدفة للقطاع . ويحلل العنصر السادس الخصائص البنيوية للجهود البحثية في القطاع ، من حيث احتمالات التطبيق ، والتوافق مع الخطة الوطنية ، وتضافر الجهود ، والنشر، ومصادر التمويل. ويتناول العنصر السابع أوجه التميز الكمي والنوعي في القطاع ، ويعالج العنصر الثامن ما يسمى الفجوة البحثية في القطاع. ويقصد بالفجوة البحثية في هذا السياق ، الفرق بين الأداء البحثي وقت إعداد الخطة والأداء البحثي المستهدف في نهاية الخطة . ويشمل تقدير الفجوة البحثية المكونات الثلاثة للنظام ، وهي المدخلات ، والعمليات التي ينطوي عليها النشاط العلمي ، ومخرجات نظام البحث العلمي في القطاع . وقد استخدم في هذا التقدير أسلوب محاكاة السيناريوهات البديلة. ويحلل العنصر التاسع الأخير متطلبات تمويل الجهود البحثية للخطة الخمسية في القطاع وفق ثلاثة تتابعات للأحداث ( سيناريوهات ) ، وهي التتابع الاستمراري ، والتتابع الأكثر احتمالاً أو الأرجح ، والتتابع المتفائل، وذلك تبعاً للجهود البحثية من أطروحات الماجستير والدكتوراه ، وبحوث الترقي في وظائف أعضاء هيئة التدريس ، والمشروعات البحثية ، وكذلك أوجه الإنفاق ، وذلك في كل مجال من المجالات الفرعية . ويشتمل ملحق هذا الجزء علي النماذج المستخدمة في تجميع البيانات .
ومن الجدير بالذكر أن كل مجلد من هذه المجلدات القطاعية الخمسة يمكن أن يكون موضوعاً لدراسة تحليلية متعمقة ، تحاول التحقق من استقامة منهج التصنيف ، ومدى الاطراد في تطبيقه ، ومدى التجانس في الفئات التخصصية الرئيسية والفرعية ، وترتيب الأولويات ... إلى آخر ذلك من عناصر هذه الخطط القطاعية . ويمكن أن يتصدى لمثل هذه الدراسة باحث أو أكثر من المتخصصين في كل قطاع .
ومن جانبنا ينصب اهتمامنا في هذا السياق علي الإطار العام للخطة ، وينقسم مجلد ((الإطار العام)) للخطة ، الذي أعده الأستاذ الدكتور معتز خورشيد، إلى خمسة فصول وملحقين ، ويتناول الفصل الأول مناخ البحث العلمي في مجتمعنا المعاصر ، ويركز علي ثلاث قضايا هي البحث العلمي ومجتمع المعلومات ، والعولمة وتدويل النشاط البحثي ، والفجوة العلمية والتكنولوجية بين الدول المتقدمة والدول النامية. ويشتمل هذا الفصل علي بعض المؤشرات المقارنة الخاصة بالإنفاق علي النشاط العلمي ، وعدد العلماء والباحثين، ومقومات الاتصالات بعيدة المدى. ويتناول الفصل الثاني دور الجامعات في البحث العلمي ، والهيكل المؤسساتي للبحث العلمي ، والإطار التنظيمي في الجامعات المصرية ، والاتجاهات الحديثة للبحث العلمي في الجامعات . ويعالج الفصل الثالث الرؤية والأهداف وإستراتيجيات التطوير في التخطيط للبحث العلمي في الجامعات ، اعتماداً علي نتائج الوصف التحليلي للوضع الراهن من الناحيتين الكمية والكيفية . ويركز الجانب الكمي علي التمويل المحلي والأجنبي والمشترك لمشروعات البحث من عام 1974 م حتى عام 2000م ، في القطاع السلعي ، والقطاع الإنتاجي ، والقطاع الخدمي ، فضلاً عن البحوث الأساسية. أما البعد الكيفي أو النوعي فيركز علي تخطيط البحث العلمي ، واستثمار تقنيات المعلومات والاتصالات ، والمكتبات وخدمات المعلومات ، والأجهزة والمختبرات ، والتكامل بين المجالات التخصصية ، والحرية الأكاديمية ، ومناهج البحث ، ومعايير الجودة ، ومنافذ النشر ، ومدى الاستمرار في ممارسة البحث العلمي ، ومقومات تهيئة المناخ البحثي الملائم ، ومنظومة القيم العلمية ، والرؤية الإستراتيجية ، ورسالة البحث العلمي في جامعة القاهرة ، والأهداف الإستراتيجية للبحث العلمي ، والموارد البشرية ، والمقومات المادية ، والموارد المالية، والأطر المؤسساتية، والبنية المعلوماتية الأساس ، والإمكانات الإدارية والتنظيمية ، والاتجاهات العالمية في البحث العلمي ، والطلب على البحث العلمي على الصعيد الوطني والعالمي ، ومحاور الخطة البحثية الخمسية لجامعة القاهرة.
ويتناول الفصل الرابع الإطار المنهجي للخطة، ويشمل مستويات التخطيط للبحث العلمي، ومحاور خطة جامعة القاهرة، ومنظومة الخدمات البحثية ، ومراحل وخطوات وضع الخطة موضوع اهتمامنا . ويعالج الفصل الخامس المحاور السبعة لخطة جامعة القاهرة الخماسية، وهي "تدويل البحث العلمي" و"القضايا البحثية ذات البعد القومي" و"بحوث الرسائل العلمية" و "تطوير البنية المؤسسية للبحث العلمي" و"الإدارة المتكاملة للأجهزة العلمية والمختبرات" و"دعم شباب الباحثين"، و"تمويل البحوث العلمية وتسويقها". ويحتاج كل محور من هذه المحاور السبعة إلى وقفة، ونولي المحور الأول ، الخاص بتدويل البحث العلمي، قدراً من الاهتمام في هذا السياق، ونرجو أن تتاح الفرصة لبقية المحاور في أعمال لاحقة.
يذكرنا تدويل النشاط العلمي بمبدأ كانت له السيادة يوما ما، وهو أن " العلم لا وطن له ". ويعني هذا المبدأ أن المعرفة العلمية تراث إنساني مشترك، ينبغي أن يتاح للكافة بلا قيد ولا شرط . وربما يكون هذا المبدأ قد ظل صامداً حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية، إذ تجلت أهمية العلم بكل جوانبه ومجالاته في غضون تلك الحرب ، كما أسهم بشكل ملحوظ في مجرياتها، على النحو الذي شجع على اتخاذ تدابير التكتم وفرض قيود السرية على نتائج بعض البحوث العلمية، وخصوصاً في المجالات التي تدعم القوة التنافسية للأطراف المتصارعة. واستمرت ممارسات التكتم والسرية هذه حتى بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وربما تكون قد ازدادت ترسخاً في حقبة الحرب الباردة، على النحو الذي أدى إلى اقتران سباق التسلح بسباق البحث العلمي بشكل لا فكاك منه.

ولما كان الأمر كذلك فإننا لا ينبغي أن نتوقف عند حدود مقولة " العلم لا وطن له"، ونستطرد للقول بأن للعالم وطن يشرف بالانتماء إليه، ولا يدخر وسعا في خدمة مصالح هذا الوطن؛ فلكل وطن تحدياته وأولوياته التي ينبغي أن تكون لها الصدارة في استخدام العلماء لأسلحتهم المنهجية. والبحث العلمي والنشر كما نعلم صنوان، فلا غنى لأحدهما عن الآخر. والنشر هو الكفيل بمشايعة المعرفة العلمية ، إلا أن هذا النشر يخضع الآن لمعايير الانتقائية المرتبطة بالعلاقات التنافسية ، ولكل مجتمع دواعيه ومعاييره في هذا الصدد. ويمكن القول أن تدابير الحظر والتكتم قد لا تشتمل سوى قطاع محدود من نتائج البحوث العلمية، كما أن هذا الحظر غالباً ما يكون مؤقتا وإن تفاوت مداه الموضوعي والزمني، كما أنه لا يمس طبيعة النشاط العلمي بوصفة نظاماً اجتماعياً؛ فعبر منافذ النشر على اختلاف أشكالها وتفاوت مستوياتها، يتواصل الباحثون على الصعيدين الوطني والدولي، إذ تتصافح المجتمعات العلمية الوطنية وتتضافر فيما بينها لتشكل النظام العالمي. وعادة ما يتحقق هذا التكامل التفاعلي ، في الظروف السوية على نحو تلقائي، عبر قنوات التواصل العلمي الرسمية وغير الرسمية ، الوثائقية وغير الوثائقية، بما في ذلك الجامعات الافتراضية، والمؤتمرات واللقاءات والمنتديات العلمية.
ويقصد بتدويل البحث العلمي في الخطة الخمسية لجامعة القاهرة "إضفاء البعد الدولي أو متعدد الثقافات على العملية التعليمية والبحثية، بهدف الارتقاء بجودتها وتحقيق أهدافها العلمية والأكاديمية". ويرى القائمون على إعداد هذه الخطة في إضفاء البعد الدولي توجهاً يسعى للانفتاح على ثقافات بحثية متعددة، بمشاركة الأقران في الجامعات ومراكز البحوث، في المشروعات البحثية الأساسية والتطبيقية. كما يرون إن هذا التوجه يختلف عن ظاهرة العولمة، لأنه يمثل استراتيجية يتعين على الجامعات أتباعها، وهو بذلك تدويل لا يهدف إلى الربح المادي بقدر ما يهدف إلى دعم أواصر التفاعل والتكامل.
وكنا نتمنى ألا تتضمن هذه الخطة مجرد إيحاء بارتباط التدويل بالتمويل الخارجي. فنحن على قناعة بأن إضفاء البعد الدولي لا يتحقق إلا بدعم القدرات الذاتية الوطنية، البشرية والمالية والتقنية، على النحو الذي يكفل الندية في التعامل الدولي. لماذا لا يكون الارتفاع بمستوى الأداء في البحث العلمي، والاقتراب بالبحث العلمي إلى حدود التمويل الذاتي من بين أهدافنا الإستراتيجية؟ تستند الخطة الخمسية لجامعة القاهرة ، في اتجاهها نحو تدويل البحث العلمي ، إلى ما أوصت به اليونسكو ، في مؤتمرها العام الذي عقد عام 1998 ، وليس من بين أبعاد التدويل فيما أشارت به اليونسكو ، ما يتصل بتمويل البحث العلمي ، في حين تشير وثيقة خطة جامعة القاهرة إلى مؤسسات التمويل الإقليمية و الدولية ، كما تقدم من البيانات الإحصائية ما يدل على ارتفاع نسبة التمويل الأجنبي للبحث العلمي من حوالي 36.6% في الأعوام من 1974 إلى 1980م ، إلى حوالي 60.6% في الأعوام من 2001 إلى 2005م. ويرجع القائمون على وضع هذه الخطة هذه الزيادة في نسبة التمويل الأجنبي إلى المشروعات البحثية المشتركة، والاتفاقات العلمية والثقافية التي أبرمتها جامعة القاهرة من جامعات مناظرة. كما تسجل هذه الوثيقة "أن الاستفادة من هذه الفرص التمويلية المتاحة تتطلب إعداد مقترحات بحثية معقدة وفق توجهات بحثية تحددها جهات التمويل" (ص 152 من مجلد "الإطار العام"). ترى ، هل يمكن لتلك التوجهات أن تتوافق دائما مع الأولويات والتحديات المصرية؟ ألا يدعو ذلك للمراجعة المنهجية لتداعيات التمويل الأجنبي وانعكاساته على النشاط العلمي في مصر ، وخصوصا فيما يتعلق بقيم هذا النشاط وأخلاقياته ، وسلوك الباحثين واتجاهاتهم ، وقدرتهم على المبادرة ، وارتباط الجهود العلمية بالأولويات المصرية؟ إن هناك شروطا ينبغي أن تتوافر في توجهات البحث العلمي لكي يحقق أهدافه في دعم مقومات التنمية الاجتماعية والاقتصادية . هل يمكن لهذه الشروط أن تتوافر في ظل طغيان التمويل الخارجي؟
وفضلا عما سبق ، يشتمل المجلد الخاص بالإطار العام لخطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي ، على ملحقين ، يشتمل أولهما على استمارة تجميع بيانات تقييم الوضع الراهن للبحث العلمي في جامعة القاهرة ، بينما يشتمل الملحق الثاني على نتائج التحليل النوعي للنشاط العلمي بجامعة القاهرة في الوقت الراهن . ويشمل هذا التحليل إدارة النشاط العلمي وتنظيمه ، واستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات ، والمكتبات وخدمات المعلومات ، والأجهزة العلمية والمستلزمات البحثية ، ومستويات التضافر وتكامل الجهود ، وحرية البحث ، ومناهج البحث ومعايير الجودة ، والنشر ، والاستمرارية في ممارسة النشاط العلمي ، وسبل تحسين المناخ العلمي ، والأهمية النسبية لمصادر المعلومات، ومدى توافر الخدمات المعاونة في غير أوقات العمل الرسمية. ولنا بعض الملاحظات على الأداء المنهجي في هذا الملحق ، تتعلق باتساع مدى تنوع القضايا والموضوعات ، وحجم العينات ، ومستوى التحليل وأساليبه . ففي كثير من قضايا هذا الملحق مجال لاستخدام أساليب قياسات النشاط العلمي Scientometrics بوجه عام ، والقياسات الورقية Bibliometrics على وجه الخصوص الأمر الذي يتطلب الاعتماد على عينات من حجم مناسب يكفل التحقيق من الفروق الدقيقة ، واستخلاص النتائج التي يمكن الاعتداد بها.
وختاماً ، نحن مع هذه الوثيقة إزاء خطة منهجية ، توافرت لها مقومات التميز ، واستغرق إعدادها الآلاف من ساعات العمل على اختلاف المستويات الموضوعية والتحريرية والفنية للفئات المشاركة . ونرجو أن تحظى هذه الوثيقة باهتمام الأوساط العلمية ، كما نرجو أن نرى أثرها على أرض الواقع في التنفيذ الفعلي. كما نرجو أيضا أن تستثمر الخبرات المكتسبة في وضع هذه الخطة وتنفيذها ، في الارتفاع بمستوى الأداء في التخطيط للبحث العلمي على الصعيدين الوطني والمؤسساتي والقطاعي، والله تعالى وراء القصد ، وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل .

للاستشهاد المرجعي:
حشمت قاسم. البحث البحث العلمي بين التخطيط والتنفيذ ؛ قراءة في خطة جامعة القاهرة الخمسية للبحث العلمي. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات. مج12، ع2 (مايو 2007). ص ص 7-15. متاحة على:
http://arab-librarians.blogspot.com/2008/05/blog-post_56.html

القراءة في الوطن العربي والعبث بالمنهج

القراءة في الوطن العربي والعبث بالمنهج
أ. د. حشمت قاسم


لنتائج دراسات القراءة و الإفادة من المعلومات أهميتها في مختلف حلقات نظام تدفق المعلومات، فضلاً عن ترشيد مسارات جهود تنمية مهارات المستفيدين في التعامل مع أوعية المعلومات ومرافق المعلومات. إلا أنه من الملاحظ أن مثل هذه الدراسات كثيراً ما تعاني قصوراً منهجياً يحول دون استخلاص نتائج عامة قابلة للتطبيق. وربما كان مرد ذلك إلى نظرة بعض الباحثين إلى هذه الدراسات بوصفها هدفاً في حد ذاتها ، وكذلك عدم استثمارالخبرات المنهجية للدراسات السابقة. وقد فاجأتنا إحدى مؤسسات بحوث التسويق العالمية، عشية الدورة التاسعة والثلاثين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب (23 يناير-4 فبراير2007) بتقرير المرحلة الأولى من دراسة للقراءة في الوطن العربي، ظهر بالإنجليزية بعنوان "ماذا يقرأ العرب؛ دراسة وصفية تحليلية للقراءة في الوطن العربي" (1). و تشمل هذه المرحلة الأولى من الدراسة خمس دول هي مصر، ولبنان، والسعودية ، وتونس، والمغرب. ويتكون هذا التقرير، الذي يشغل ثلاثمئة وستًا وعشرين صفحة من القطع الكبير، بالإضافة إلى تسع و ثلاثين صفحة في ترقيم مستقل، يشغلها الملحق, يتكون من خمسة عناصر، هي ملخص ما انتهت إليه الدراسة من نتائج، وبيان أهداف الدراسة، ووصف المنهج، والنتائج التفصيلية موزعة على الدول الخمس، والملحق المشتمل على الاستبانة وقائمة المراجعة المستخدمتين في تجميع البيانات.
وتهدف هذه الدراسة، في نظر المسئولين عنها، إلى ما يلي:
· التحقق من العادات القرائية للمتعلمين في الوطن العربي، واتجاهات هؤلاء المتعلمين نحو القراءة.
· الإحاطة بالوضع الراهن للقراءة في الوطن العربي، والتحقق من فئات القراء.
· الكشف عن الوسائط أو القنوات أو الأوعية المتوافرة، والمفضلة من جانب القراء.

ويبدأ عرض النتائج التفصيلية للدراسة الخاصة بكل دولة من الدول الخمس، بالنسبة المئوية للقراء في المجتمع، وينتهي بخلاصة، ويصنف النتائج في سبع فئات رئيسة على النحو التالي:
1. العادات القرائية ، وتشمل:
1/1 قنوات القراءة.
1/2 كثافة القراءة.
1/3 أماكن القراءة.
2. اتجاهات القراءة ، وتشمل:
2/1 دوافع القراءة.
2/2 مدى انتشار القراءة في مختلف الشرائح الاجتماعية والاقتصادية، والفئات النوعية والعمرية.
2/3 التوزيع اللغوي لما يُقرأ.
3. الفرص المتاحة للحصول على الكتب، وتشمل:
3/1 قنوات الإعلام والتوثيق.
3/2 قضايا الترويج والتسويق.
3/3 قضايا التسعير والقدرة الشرائية.
3/4 إعارة الكتب واستعارتها.
4. محتوى ما يُقرأ ، ويشمل:
4/1 الموضوعات.
4/2 المؤلفين.
5. قضايا اللغـة ، وتشمل:
5/1 اللغات المفضلة.
5/2 الترجمات.
6. اتجاهات القراء، وتشمل:
6/1 اتجاهات القراء نحو الكتاب.
6/2 اتجاهات القراء نحو القراءة.
6/3 اتجاهات غير القراء.
7. أسلوب حياة القراء ، وتشمل:
7/1 أنشطة شغل الوقت.
7/2 توزيع الوقت على الأنشطة خلال أسبوع العمل.
7/3 توزيع الوقت على الأنشطة في نهاية الأسبوع.
7/4 شغل وقت الفراغ.
7/5 أسلوب حياة غير القراء.

هذه هي القضايا والموضوعات التي حظيت بالاهتمام في هذه الدراسة. ومن الملاحظ الامتداد الأفقي الذي يحول دون التعمق في دراسة أي من هذه القضايا، في الوقت الذي ينبغي أن تجنح فيه مثل هذه الدراسات نحو التركيز على القضايا الدقيقة المحددة. وبصرف النظر عما انتهت إليه هذه الدراسة من نتائج، فإن لنا علي منهجها بعض الملاحظات ، تتعلق أولاها بالعينة ، وتتعلق الثانية بمستوى التحليل، وتتصل الثالثة بتوقيت إجراء الدراسة، في حين تتصل الرابعة الأخيرة بلغة الاستبانة.
أما فيما يتعلق بالعينة، فقد التزم المسئولون عن هذه الدراسة بحجم موحد للعينات في الدول الخمس، وهو ألف فرد فقط من كل دولة، علي الرغم من اختلاف الظروف السكانية لكل مجتمع من المجتمعات الخمسة. ولا نرى مبرراً لتوحيد حجم العينة. أضف إلى ذلك تميز الظواهر التي تتعامل معها هذه الدراسة بالدقة، الأمر الذي يستلزم الاعتماد علي عينات كبيرة نسبياً حتى تتضح معالم مثل هذه الظواهر والنتائج المتصلة بها. وفضلاً عن ذلك فإن مجتمع القراء عادة ما يتسم بالتنوع، وكثرة أسس تقسيمه إلى فئات، إذ لا يضارع تنوع فئات الكتب وأوعية المعلومات، من حيث أشكالها المادية، وأساليب التعبير، ومدى الأصالة في المحتوى، والفئات النوعية، والفئات الوظيفية، والتوزيع الجغرافي، والفئات اللغوية، والفئات الموضوعية ... إلى آخر ذلك من خصائص مجتمع أوعية المعلومات، لا يضارع ذلك إلا تنوع القراء، التي لا تقتصر علي العيش في المجتمعات الحضرية والمجتمعات الريفية، والنوع ، والطبقة الاجتماعية، والظروف الاقتصادية، والفئات العمرية، كما حدث في هذه الدراسة وإنما تشمل أيضاً المستويات القرائية، والتخصصات الموضوعية، والالتزامات الوظيفية ... إلى آخر ذلك من الأسس المحتملة لتقسيم مجتمع القراء إلى فئات لها انعكاسها علي الاتجاه نحو القراءة، ودوافع القراءة، والاهتمامات القرائية، ومدى كثافة القراءة ... إلى آخر ذلك من عوامل ومتغيرات. وبتوزيع عينة الدراسة الصغيرة هذه علي مختلف الفئات يصبح نصيب الفئة عدداً لا يذكر من المفردات، لا يكفل التمثيل المناسب للمجتمع، ولا يمكن أن يسفر بالتالي عن نتائج يعتد بها. ومن الملاحظ أيضاً أن هذه الدراسة لم تراعي تنوع الكتب وغيرها من أوعية المعلومات، ومن ثم تنوع فئات القراء ودوافعهم للقراءة. ولعل من أهم ما يميز الكتاب كسلعة، ومن منظور التسويق، كثافة التنوع في العرض، المرتبط وثيقاً بالتنوع في الطلب .
وقد انعكس صغر حجم العينات سلباً علي مستوى تحليل النتائج، إذ اقتصر التحليل على حساب النسب المئوية. والغريب في الأمر أن المسئولين عن الدراسة، علي الرغم من إدراكهم لهذا القصور المنهجي، لم يفعلوا شيئاً لتداركه أكثر من مجرد تسجيل ملاحظة في ذيل كل صفحة من صفحات التقرير، ربما كانت بمثابة اعتذار ضمني، مفادها أن النسب المئوية وإن كانت تعطي مؤشرات من البيانات المعتمدة في التحليل، فإنها لا قيمة لها نظراً لقلة عدد الاستجابات. ولم نجد بالطبع في هذا التقرير أبسط محاولات التحليل العاملي علي الرغم من أهميته في مثل هذه الدراسات .
وعلي الرغم من صدور تقرير الدراسة باللغة الإنجليزية، وهو أمر لا تفسير له عندي، صيغت الاستبانة، أداة البحث الرئيسية المكونة من مئة وثمانية أسئلة، بالإنجليزية أيضاً مصحوبة بما يقابل الأسئلة بلهجة عامية عربية. وهذه الاستبانة موجهة، نظرياً على الأقل، للقراء في جميع الدول العربية المزمع دراسة القراءة فيها، ولا ندري لماذا تجاهل المسئولون عن هذه الدراسة استخدام اللغة العربية الفصحى، التي تشكل نظرياً قاسماً مشتركاً بين جميع القراء في الوطن العربي. ولا ندري أيضاً أي اللهجات العامية العربية استخدمت في هذه الاستبانة التي جاءت ملحقاً لنتائج الدراسة في خمس دول عربية. وهل من المنتظر استخدام لهجات عامية عربية تناسب مختلف الدول العربية التي ستشملها الدراسة في المستقبل؟ وإذا كان المسئولون عن هذه الدراسة يرون في اللهجات العامية أنسب سبيل لمخاطبة القراء العرب، فلماذا لم يستخدموا أيضا إحدى اللهجات العامية الإنجليزية؟ أم أن الإنجليزية لا يمكن أن تمس لأن لها من يحميها، بينما تبدو العربية وقد هانت علي أهلها؟ أليس هذا هو العبث بعينة؟ ومن الجدير بالذكر أن كثيراً من الأخطاء اللغوية قد تسللت للنص الإنجليزي. وإن دل ذلك علي شيء ، فإنما يدل علي أن المسئولين عن هذه الدراسة لا يجيدون الإنجليزية، ويستهينون بالعربية، فما هي لغتهم يا ترى؟
ومن بين مظاهر تدني مستوى الأداء اللغوي في هذا العمل أن العربية العامية قد وردت في هذا التقرير "عربي عامي" وأن العربية الفصحى وردت "عربي فصحة" (ص 37 في الملحق) . أما عن الأخطاء في الإنجليزية فنكتفي الإشارة إلى عناوين أجزاء الاستبانة، ( ص3 ، و11 ، و19 ، و20 ، و24 ، و27 ، و31 ، و33 ) علي سبيل المثال لا الحصر. وإذا كان هذا هو مستوى الأداء اللغوي في دراسة للقراءة وتسويق الكتاب، فكيف يمكن أن يكون الأداء في دراسة لتسويق المسلي الصناعي ومساحيق الغسيل؟
ولتوقيت إجراء مثل هذه الدراسات أهميته بالنسبة لما يمكن أن تسفر عنه من نتائج، إذ ينبغي تجنب إجراءها في الأوقات التي يمكن أن تتأثر بالمناسبات والتقلبات الموسمية، ولم نجد في تقرير هذه الدراسة إشارة إلى الوقت الذي أجريت فيه، سوى ما ورد في رأس الصفحة الأولي من الاستبانة " الخامس من يوليو- مصر " . وهى إشارة غامضة لا تدل علي شيء.
وهناك الكثير مما يمكن أن يسجل علي هذه الدراسة من مآخذ تتصل بتطبيق المنهج . وبقدر إمعان النظر في تقرير المرحلة الأولى من هذه الدراسة يتكشف المزيد من مظاهر العبث بالمنهج، الأمر الذي يثير الشكوك في هذه الدراسة وجدواها، ومصداقية ما انتهت إليه من نتائج. ويمكن القول بأن تصنيف نتائج هذه الدراسة في الأقسام السبعة التي حرصنا على تسجيلها، إنما هو في واقع الأمر مجرد هيكل بلا مضمون، حيث لم تتخذ هذه الدراسة من المنهج سوى الشكل، كما بدا بعض ما انتهت إليه من نتائج وكأنه قد أعد سلفاً لتأكيد صورة نمطيه تقليدية للمجتمع الثقافي العربي.
وفي هذه الدراسة درس ولا شك، إذ تقدم نموذجاً واضحاً للعبث بالمنهج. إن دراسة تسويق الكتاب، كما نعلم، ينبغي أن تضع خصوصية الكتاب كسلعة في العرض، وخصوصية الطلب علي هذه السلعة، في الحسبان. كما ينبغي أن تلتزم مثل هذه الدراسة بقواعد المنهج وأصوله (2) حتى تدعم الثقة فيما يمكن أن تسفر عنه من نتائج، وتعزز احتمالات الإفادة من النتائج في رسم السياسات وتوجيه الإعراب عن مدى حرصها علي احترام قيم مجتمعها وثوابته .
الحواشي :
(1) What Arabs Read: a Pan – Arab Survey of readership : Phase one : Egypt, Lebanon, Saudi Arabia, Tunisia, Morocco. Synovate, n. p. , 2007 . 326 , 39p .

(2) وانج ، بيلنج . مناهج البحث وطرائقه في دراسة سلوك المستفيدين من المعلومات، ترجمة حشمت قاسم. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات، مج11 ، ع1 ، يناير 2006م. ص ص 105– 191.

للاستشهاد المرجعي:
حشمت قاسم. القراءة في الوطن العربي والعبث بالمنهج. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات. مج12، ع1 (يناير 2007). ص ص 7-13. متاحة على:

http://arab-librarians.blogspot.com/2008/05/blog-post_17.html

١٥ مايو ٢٠٠٨

الدكتاتور "جوجل" يغيّر أساليب الكتابة العربية

الدكتاتور "جوجل" يغيّر أساليب الكتابة العربية
في آخر الأخبار ان شركة «غوغل» ترغب في وضع الإصدارات العربية على محركها البحثي، بل وستوفر صفحات من هذه الكتب، وهو أمر إن حدث، سيتسبب في انقلابات حقيقية في الأساليب الكتابية، وربما طرائق التفكير، إذ يعتقد ان محركات البحث وعلى رأسها «غوغل» قد أثرت في أساليب الكتابة العربية إلى حد كبير، لم يلتفت احد إلى دراسته، واستيعاب تحولاته، أما كيف اثرت محركات البحث في نصوصنا سلباً أو ايجاباً، فهو ما يحاول ان يجيب عنه هذا التحقيق.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&article=469869&issueno=10754
الشرق الأوسط ، 8/5/2008

نصائح لهواة التدوين الإلكتروني

نصائح لهواة التدوين الإلكتروني
المدونات اليومية هواية رائعة لها ضوابطها وأصولها مارك كيوبان صاحب «دالاس مافاريك» له ما يكفيه واكثر. فإلى جانب فريقه الخاص بكرة السلة فان هذا المليونير الاميركي المشغول دائما، يملك جزءا من شركة اعلام، ويعمل ايضا كرئيس لقناة تلفزيونية هي HDNet . وقد انجز أخيرا في خمسة اسابيع برنامج «الرقص مع النجوم» على شبكة «أي بي سي». ومع ذلك فقد وجد الوقت الكافي لكي تكون له مدونته اليومية. ومع ذلك فان موقعه lockmaverick.com هو واحد من افضل 1000 مدونة على الشبكة، استنادا الى محرك البحث «تيكنوراتي». ويقرأ آلاف الاشخاص ما يدونه كيوبان يوميا، فاذا كان هو قادرا على ذلك، فلماذا لا تستطيع ان تحذو حذوه؟ ويحذر كيوبان في رسالة بالبريد الالكتروني من استخدام التدوين الالكتروني كمهنة تدر مالا، على الرغم من انه وسائر اصحاب المدونات الشهيرة من اصحاب المهن اليومية يتفقون على ان غالبية الناس قادرة على استقطاب اتباع لهم على الشبكة. وسواء كان الهدف من المدونة هو قيام صاحبها بتحقيق قليل من الارباح، او التأثير في رأي الاخرين، او لاسباب اخرى، فان الهدف الرئيسي هو تجميع قراء عديدين.
* آراء وأموال : * وهذا ما يقوله عدد من اصحاب المدونات الناجحة مقارنة مع اصحاب المهن الناجحة الذين لا يملكون مدونات في ما يتعلق باسلوب الدخول الى عالم التدوين:
* لا تتوقع ان تصبح غنيا:
بمقدورك بسهولة ان تضع اعلانات مخدومة اوتوماتيكيا من «غوغل»، او «آد برايت» في مدونتك. وهي كسهولة الاشتراك مع وكالة لخدمة الاعلانات، مع وضع قصاصات من رمز HTML في مدونتك. والعديد من هذه الاعلانات ستتعلق بالمواضيع التي تقوم بوضعها على المدونة بحيث تقوم خدمة الاعلانات هذه بوضع مبلغ في حسابك، كلما قام احد القراء بالنقر على واحد من هذه الاعلانات. ولا تحصل على حوالة مالية الا اذا تجمع الحساب ووصل الى مبلغ 100 دولار في ما يتعلق بـ«غوغل» مثلا.
لكن فيليب كابلان رئيس قسم المنتجات في «آد برايت» ينبه الى ان مدونة واحدة من ست فقط تستطيع استقطاب 500 صفحة من الاراء يوميا. وعلى هذه الوتيرة فان المدخول الاقصى لن يتعدى الـ 45 دولارا شهريا، حتى ولو كان الموقع مليئا بإعلانات كاملة الصفحات. ويقدر كابلان ان 3 في المائة فقط من المواقع النشيطة تجني اكثر من الف دولار شهريا من الاعلانات. ويشكو تيد ديزيوبا احد اصحاب المدونات انه خلال ثلاثة اشهر ونصف الشهر لم يجن سوى 9.47 دولار من اعلاناته الاتوماتيكية التي انتزعها وازالها بعد ذلك من موقعه Uncov.com.
* اكتب ما تشاء ولكن برأيك:
وكان ديزيوبا مهندس البرمجيات في «بيرساي» Persai، وهي خدمة لترشيح اخبار الشبكة قد شرع يسجل بعض هذه الاحباطات بواسطة تطبيقات «ويب 2.0. واصبح موقعه يجذب الكثير من الشكاوى المشابهة، وبالتالي، ومن دون ان يقصد، زاد عملية التعريف بخدمة «بيرساي». وبعدها قام الآلاف من قراء موقعه Uncov.com بالتسجيل لاختبار خدمة «بيرساي». وفي نهاية الامر انتبه حتى المعلنون الى ذلك. «وما ان شرعت في تلقي 2000 الى 3000 صفحة من الاراء يوميا عاد المعلنون إلى» كما يقول. وفعلا شرع المعلنون يتصلون به مباشرة عارضين عليه 750 دولارا شهريا مقابل الاعلان الواحد. ويقول كيوبان «قم بتدوين ما تجيش به عاطفتك على موقعك، وليس ما تعتقد ان المشاهدين يرغبون فيه. اعرض ما تود ان تكتب عنه بحرارة.
* أصول التدوين
اكتب اثناء اوقات الفراغ: ينصح غلين رينولدز استاذ القانون في جامعة تينيسي الذي يقوم بالتدوين يوميا على موقعهinstapudndit.com بان تجري عملية التدوين اثناء اوقات او لحظات الفراغ في جدول عملك اليومي. وكان حجم الموقع ونظامه قد ساعدا في جعل موقعه الخاص بالآراء السياسية واحدا من اكثر المواقع شعبية على الانترنت.
* حافظ على وتيرة منتظمة في عمليات التدوين:
ان اصحاب المدونات يختلفون احيانا على عدد مرات التدوين. فبعضهم يدون مرات عديدة في اليوم الواحد، وبعضهم اسبوعيا فقط. وهنا ضرورة الحفاظ على وتيرة يعول عليها لخدمة القراء بحيث يمكنهم الاعتماد عليك في الحصول على مادة جديدة في غالب الاحيان. بيد ان اكثر المواقع نجاحا لها صيغها وانماطها المعول عليها جدا، تماما كغالبية الصحف المعروفة ذات المهنية الكبيرة.
* انضم الى منتدى المدونين:
هناك قوانين غير مدونة معمول بها، كضرورة العودة دائما، او الاعتراف بالاقتباس من المدونات الاصلية التي تنقل انت افكارها وتنشرها. ولا تقم باستخدام صور المدونات الاخرى، او فقرات حرفية من نصوصها من دون وصلة فعالة الى الاصل.
ان عمليات الوصل والربط بالمدونات الاخرى هي افضل وسيلة لجعلها هي الاخرى ترتبط بك ايضا بوصلات نقل. ومثل هذه العملية من شأنها زيادة عدد قرائك بأسلوبين: الاول ارسال المزيد من القراء من المواقع الاخرى اليك. والثاني زيادة مرتبتك على صعيد نتائج محركات البحث. فالمدونة التي تعرض للحياة السرية ليليوت سبيتزر مثلا والتي تفتقر الى وصلات ربط، ستخسر امام تلك التي لها عشرات الوصلات من المواقع الاخرى واليها.
* شبّك نفسك مع الآخرين:
من الافكار الجيدة هنا ارسال ملاحظة الى مدونة معروفة تشيد بها، او تلفت انتباهها الى تدوين او تعليق جيد كتبته، فقد تقوم هذه الاخيرة بوضع وصلة ربط الى مدونتك لتحيل بعض قرائها اليك. ومما يساعد ايضا نشر خبر غريب، أو ضع افلام فيديو منزلية طريفة على مدونتك تصور مثلا قطة صغيرة تهاجم شخصا، او ما شابه. كما ان السماح للقراء لكي ينشروا تعليقات على مدونتك لن تزيد عدد القراء فحسب بل تؤمن احساسا بالتفاعل ايضا مع بقية العالم شرط ألا تكون تلك التعليقات جارحة ومؤذية للآخرين. المشكلة هنا فقط هو ليس الفشل في تعلم فن التدوين فحسب، بل اذا ادمنت على التدوين بشكل منتظم، وشرعت في تلقي الكثير من التعليقات ووصلات الربط من المدونات الاخرى، فقد تقع في شرك عدم قدرتك على القيام بأعمالك اليومية العادية.

التراث الوثائقي في العصر الرقمي

التراث الوثائقي في العصر الرقمي يجب أن نبدأ باعتماد استراتيجية حقيقية لحفظ التراث الرقمي. لا يمكننا الاعتماد على عامل الحظ لتحقيق ذلك. على كل بلد أن يتمتع بمؤسسة مكلَّفة بتنسيق جهود حفظ الوثائق الرقمية على المستوى الوطني، مما يتيح تجنب التكرار في إنتاج المعلومات أو نسيانها. في الوقت ذاته، يجب اعتماد الانتقال الدوري للوثائق الرقمية من منصة إلكترونية إلى منصة أخرى. ففي جزء كبير من مراكز التوثيق والأرشيف، باتت تطبَّق هذه التقنية البسيطة بشكل تلقائي اليوم.
http://typo38.unesco.org/ar/cour-05-2007/cour-05-2007-1.html
التراث الوثائقي في العصر الرقمي: مقابلة مع عبد العزيز عبيد/ ياسمينة شوبوفا. رسالة اليونسكو. ع5 (2007).

مصـــــران

مصـــــران ظاهرة كاسحة تتبلور شواهدها أمام أعيننا‏..‏ لكني أشعر بأننا غير منتبهين لها بالقدر الكافي أو واعين لآثارها السلبية علي مستقبلنا‏.‏وتتلخص تلك الظاهرة في اتساع الهوة الثقافية والاجتماعية بين الطبقات الجديدة التي تحظي بالمال والإمكانات المادية من ناحية‏..‏ وجموع الشعب المصري المنغمس في الثقافة التقليدية الموروثة عبر القرون من ناحية أخري‏..‏ ويبدو الأمر اليوم أنه علي الرغم من وجود الجميع علي نفس الأرض وداخل نفس الحدود وحملهم نفس الجنسية واحتكاكهم ولو عن بعد في شوارع المدن المصرية‏..‏ إلا أن كلا من الفئتين تعيش في دنيا تختلف اختلافا جذريا عن التي تعيش فيه الأخري‏.‏ولم تعد القضية فقط هي اتساع الفوارق المادية بين الأغنياء والفقراء وإنما التباين الشاسع في السلوكيات والمثل والقيم والانتماء وأساليب التفكير والطموحات ومفاهيم الواجب تجاه الوطن والمجتمع‏.‏ حتي اللغة العربية التي من المفترض أن تكون القاسم المشترك بينهم لم تعد كذلك بالفعل‏.‏فقد أصبح أبناء الطبقات الجديدة‏,‏ خاصة من الشباب والنساء يتعالون علي اللغة العربية وتكاد ألسنتهم تعف عن استخدامها‏.‏ ففي بعض شرائح الطبقات الراقية الجديدة لم يعد من‏'‏ الشياكة‏'‏ استخدام العربية للتفاهم‏,‏ بل صار التحدث بلغة أجنبية دليلا علي أن المتحدث‏'‏ ابن ذوات‏'‏ ولا ينتمي للطبقات الكادحة‏.‏ويصيبني الغيظ الشديد عندما أسمع أما لا تتحدث مع أطفالها في الأماكن العامة إلا بالانجليزية أو الفرنسية وترفض أن ترد عليهم حين يتحدثون العربية‏.‏ وهؤلاء يلحقون أبناءهم بالمدارس الأجنبية التي لا تدرس فيها اللغة العربية أصلا فيتخرج الأبناء وهم عاجزون حتي عن قراءة الصحف‏.‏ولا يمكن أن يتهمني أحد بالتزمت أو برفض الانفتاح ونبذ تعلم اللغات الأجنبية‏.‏ بل إني أعتبر أن امتلاك هذه اللغات خاصة الانجليزية هو مفتاح من أهم مفاتيح النجاح في عالم اليوم والغد‏..‏ لكن امتلاك ناصية لغات أجنبية لا يعني علي الإطلاق احتقار اللغة القومية في أي بلد من البلاد‏.‏ فما بالك بمصر الناطقة بالعربية وهي لغة من أهم لغات العالم‏,‏ كما أنها لغة تراثنا وأدبنا وإبداعنا‏.‏ وأنا أول من ينادي بتطوير اللغة وتبسيط قواعدها المعقدة‏.‏ وقد لاقيت في سبيل ذلك حملات عاتية من الكثيرين‏.‏ لكني متمسك بلغتي وأعلم أنها تستطيع بعد التطوير أن تعود إلي ما كانت عليه من سحر ودقة وجاذبية‏.‏ولا تقتصر المشكلة علي اللغة وحدها بل تتعداها إلي عمق الثقافة‏.‏ فكثير من أبناء هذه الطبقات الجديدة يرفضون تلقائيا كل ما هو مصري وعربي‏,‏ ويعتبرون أنفسهم أرقي من المجتمع الذي يعيشون فيه وأنهم ينحدرون من جنس أعلي ولا ينتمون لمصر إلا جغرافيا فقط بحكم مولدهم علي أرضها بالصدفة المحضة‏.‏وقد ثار جدل كبير حول عصر الملكية‏,‏ ويؤكد البعض أنه كان أفضل العصور‏.‏ لكنه بغض النظر عن حجج الأطراف المختلفة فقد كان حكم الملكية هو حكم طبقة لا تنتمي ثقافيا لمصر‏.‏ كانت الأسرة المالكة لا تتحدث العربية فيما بينها إلا نادرا‏,‏ وكان فاروق هو أول حاكم من أسرة محمد علي يجيد العربية إجادة فعلية‏.‏ أما الباشوات والأعيان فكان معظمهم وخاصة زوجاتهم وأولادهم يعتبرون أنهم غرباء عن الشعب المصري وكانوا يتحدثون بالفرنسية أو الانجليزية أكثر من العربية‏.‏ وقد التقيت في باريس برجل من أصل شامي ولد في مصر وعاش فيها حياة رغيدة حتي الثلاثين ثم هاجر إلي فرنسا‏,‏ وفوجئت به يتحدث العربية بصعوبة وبلكنة أعجمية‏.‏ وعندما سألته كيف ذلك أجاب بابتسامة عريضة‏:'‏ في زمني أي في الثلاثينيات والأربعينيات لم نكن نتحدث بالعربية إلا مع الخدم‏'.‏فهل نتجه الآن إلي هذا الزمن الذي تعود فيه العربية لتكون لغة العامة والغوغاء‏,‏ وتكون لغة الصفوة هي الانجليزية والفرنسية؟ هل الحل هو أن نمسخ الهوية المصرية والعربية لكي تستجيب لطرقاتنا أبواب التقدم أنا شخصيا لا أعتقد ذلك وأتصور أن التقدم؟ لن يتأتي إلا من خلال الحفاظ علي لغتنا وتراثنا وحضارتنا بشرط الانفتاح علي الآخرين وأخذ أفضل ما عندهم‏.‏ووجود ثقافتين مختلفتين بينهما تناقض في العمق سيؤدي إلي إيجاد فجوة رهيبة بين أبناء الشعب المصري ويجعل التفاهم بين الطرفين شبه مستحيل بعد جيل أو جيلين‏,‏ وتتصاعد مشاعر التنافر والكراهية المتبادلة مما ينسف مبدأ السلام الاجتماعي وينذر بصدام بين الطرفين‏.‏ويتحتم علينا أن نسرع بتدارك هذه المحنة التي تطل برأسها المخيف كما فعلت دول أخري كثيرة‏.‏ فعندما زار لينين لندن في بداية القرن العشرين سألوه عند عودته كيف وجدت هذه المدينة قال‏:'‏ لم أر مدينة واحدة‏..‏ بل مدينتين‏'.‏ لكن بريطانيا استطاعت بسرعة أن تقرب المسافات الاقتصادية والثقافية بين طبقاتها‏.‏ونحن نسير اليوم في طريق شائك سيؤدي إلي حدوث انفصال تام بين طبقة عليا تتحدث اللغات الأجنبية وتتعامل مع الإنترنت من جانب‏..‏ وغالبية الشعب المنفصلة عن الحداثة من جانب آخر وكأنهما عالمان متوازيان لا يلتقيان أبدا‏..‏ أي كأنهما مصران‏.‏
شريف الشوباشي، الأهرام، 30/4/2008

٢٥ أبريل ٢٠٠٨

موضوعات تقنية مهمة في العدد الأخير من نشرة أباوت كوم

موضوعات تقنية مهمة في العدد الأخير من نشرة أباوت كوميتناول العدد ثلاثة موضوعات كلها مهمة
أولها يتحدث عن أبرز أهم عشرين قاعدة في آداب التعامل الخاصة بالبريد الإلكتروني، وهو موضوع قديم يحتاج المرء دائما لتذكره
http://email.about.com/od/emailnetiquette/tp/core_netiquette.htm
والثاني: خمس طرق مقترحة لزيادة عدد المشتركين في مدونتك، وهو موضوع مهم لهؤلاء الذين لديهم مدونة على الشبكة أو يخططون لذلك
http://weblogs.about.com/od/rssfeedsandsubscriptions/tp/TipsIncreaseSubscribers.htm
وأخيرا، نحو إنشاء مجتمعات إلكترونية على الشبكة، وهو أحد موضوعات الساعة على صعيد علم المعلومات.
http://webdesign.about.com/cs/communityonline/a/aa112398.htm
ومع الاعتراف بالأهمية البالغة للموضوع الأخير والضرورة الملحة للانخراط في أنماطه وأشكاله المختلفة (ليس لنا خيار)، فإن أخشى ما أخشاه أن يصرفنا - خاصة نحن العرب المسلمين - عن تقوية المجتمعات الحقيقية على الأرض. إننا يجب أن نعمل على تحسين التعليم عن قرب، مع الاعتراف بأهمية التعليم عن بعد
ويجب علينا تفعيل مقومات الحياة الأولى، جنبا إلى جنب الحضور على الحياة الثانية Second Life
ويجب علينا الحرص على المشابكة الاجتماعية الأرضية، وألا يصرفنا عن ذلك حرصنا على المشابكة الاجتماعية الافتراضية


١٩ أبريل ٢٠٠٨

مدونات إلكترونية.. فوق العادة

مدونات إلكترونية.. فوق العادة بالرغم من الانتشار المتنامي للمدونات، أو الصفحات الشخصية على شبكة الإنترنت، على النطاق العربي، فإن المقارنة بين المدونات العربية بنظائرها الغربية تكشف اختلافات عددية ومنهجية عدة، هي نتاج التباين الثقافي الشاسع بين العالمين العربي والغربي.
فالمدونات العربية في النهاية قد لا يتجاوز عددها بضعة آلاف، بالرغم من تناميها المستمر، لكنها في أوربا وأمريكا تتجاوز الملايين.
أما من حيث الموضوعات، فإن أي متصفح متأن للمدونات شرقا وغربا، لن يعوزه الكثير من الجهد ليدرك البون الشاسع في التناول بين المدونات في الشرق والغرب.
صحيح أن هناك الكثير من المشتركات بين بعض المدونات هنا وهناك، خاصة تلك المدونات الشخصية، المهتمة بتسجيل اليوميات والانطباعات العامة، أو المدونات السياسية المهتمة بنقد الحكومات، لكن حتى على هذا المستوى سنجد فروقا، تعكس الوعي والنضج الذي يتمتع به المدون الغربي مقارنة بنظيره العربي، واختلاف السياق الثقافي الذي ينتمي إليه كل منهما بشكل عام.
http://www.alarabimag.com/arabi/Data/2008/3/1/Art_82757.XML
إبراهيم فرغلي ، مجلة العربي – مارس 2008

١٠ أبريل ٢٠٠٨

كثير من المعلومات‏..‏ قليل من التكنولوجيا

‏كثير من المعلومات‏..‏ قليل من التكنولوجيا من بعد ظهر أمس وإلي ظهر اليوم ولمدة‏24‏ ساعة فقط تقريبا‏,‏ حلت سادس أقوي امرأة في العالم طبقا لتصنيف مجلة فوربس لعام‏2005‏ ضيفة علي القاهرة‏,‏ وهي السيدة آن مولكاهي رئيس مجلس إدارة شركة زيروكس العالمية ومديرتها التنفيذية التي غص جدول زيارتها القصيرة بلقاءات مع كثير من المسئولين بالحكومة والصناعة‏,‏ ومن المقرر أن ألتقي بها صباح اليوم لنصف ساعة‏,‏ والحقيقة أنني حينما قرأت جانبا مما كتب ونشر عن السيدة مولكاهي لفت انتباهي في سجلها الطويل ليس فقط ما حققته من نجاح مذهل وصعب داخل شركتها ـ الأقرب إلي الإمبراطورية ـ بل كونها صاحبة رؤية تحملها وتدعو إليها وتعمل علي نشرها بين مؤسستها وشركائها وصناعة المعلومات عموما‏، وهي فكرة تقوم في جوهرها علي إعلاء شأن المعلومات في مقابل التكنولوجيا والمعدات والبرمجيات‏,‏ وقد صاغت مولكاهي هذه الفكرة في عبارة موجزة وواضحة تكررها تقريبا في كل لقاءاتها بالمؤتمرات والمحافل الدولية وهي‏:‏ كثير من المعلومات‏..‏ قليل من التكنولوجيا‏.
‏ وتقديري أن فكرة مولكاهي مطلوبة بشدة وضرورية للغاية لمشروعات التنمية المعلوماتية بمصر علي كل المستويات‏,‏ لأننا في مقدمة شعوب الأرض التي يلهث مسئولوها ومؤسساتها وراء التكنولوجيا ولا يلقون بالا للمعلومات بل يهملونها ويعتقلونها ولا يوظفونها‏,‏ ومن ثم فنحن شعب لا يزال يتعثر في جني ما تحمله التكنولوجيا من قيمة‏,‏ وبمناسبة وجود السيدة مولكاهي بالقاهرة سأحاول عرض هذه الفكرة المهمة‏.‏
لكي أتعرف علي فكرة كثير من المعلومات قليل من التكنولوجيا قرأت جانبا من خطب وكلمات السيدة مولكاهي التي ألقتها ببعض المؤتمرات الدولية‏,‏ كما قرأت بعض الوثائق والمحاضرات التي حصلت عليها من جولات بحث عبر الإنترنت ومن زيروكس مصر‏,‏ وفي ضوء ذلك يمكنني تناول هذه الفكرة كالتالي‏:‏
تكنولوجيا المعلومات ـ كما هو معروف ـ هي الأجهزة أو الأدوات والأوعية التي يمكنها جمع وتخزين ومعالجة وتحليل وإدارة المعلومات وتنظيمها وتدويرها بين الجهات التي تطلبها وتستهلكها‏,‏ أما المعلومات فهي الشيء الذي تملأ به هذه الأدوات والأوعية‏,‏ بعبارة أخري تكنولوجيا المعلومات أشبه بالسلاح الذي يطلق الرصاص بسرعة صوب هدف محدد‏,‏ أما المعلومات فهي الرصاصة أو الذخيرة نفسها التي لابد أن يملأ بها السلاح كي يعمل ويستفاد منه‏.‏
ولعقود طويلة ظلت النظرة السائدة لدي الكثيرين تفترض أن الأوعية أي التكنولوجيا أهم من الأشياء التي توضع بها المعلومات‏,‏ أو أن البندقية وإمكاناتها أهم من الذخيرة أو الرصاص الذي تملأ به‏,‏ وبناء علي ذلك فإن أغلب من كانوا يخططون أو ينفذون مشروعات لتكنولوجيا المعلومات كانوا يضعون التكنولوجيا ـ كمعدات وأجهزة وبرمجيات ـ في الصدارة‏,‏ ويعتبرونها محور عملية التطوير الذي يجب أن يدور حوله كل شيء بما في ذلك المعلومات‏.‏
لكن خبرة السنين الطويلة أثبتت خطأ هذا التوجه‏,‏ وثبت مع الوقت أن الاندفاع وراء التكنولوجيا فقط ووضعها في الصدارة بعيدا عن المعلومات أدي في النهاية إلي إصابة مشروعات تكنولوجيا المعلومات بالضمور والهزال في النتائج‏,‏ وجعلها تتحول مع الوقت إلي بنادق فارغة من الطلقات‏,‏ حتي لو كانت محتوية علي أجهزة حديثة وقواعد بيانات عملاقة‏,‏ وشبكات معلومات مترامية الأطراف وبرمجيات آخر موضة‏.‏
نتيجة لذلك ظهرت دعوات وآراء كثيرة تحث كل من يقدم علي استخدام تكنولوجيا المعلومات علي ألا يقع في هذا الفخ‏,‏ وأن يجعل المعلومات في المقدمة ثم يفكر في التكنولوجيا والأجهزة والمعدات والبرمجيات بعد ذلك‏,‏ وظهرت هذه الدعوات في صورة شعارات وآراء متنوعة‏,‏ فهناك من تحدث عن المعلومات تحت الطلب وهناك من تحدث عن منهجيات إدارة دورة حياة المعلومات وهناك من رفع شعار المعلومات أولا‏
وتمشيا مع هذا النهج العقلاني والموضوعي جاءت السيدة مولكاهي لتسير في الاتجاه نفسه وهي ترفع شعار كثير من المعلومات قليل من التكنولوجيا‏,‏ مستهدفة من وراء ذلك تنبيه كل من يريد تنفيذ مشروع أو يضع خطة أو يدير مؤسسة أو يكون مسئولا عن كيان يعتمد علي تكنولوجيا المعلومات أن يعي جيدا ان المعلومات يجب أن تكون هي الملك وتسبق التكنولوجيا وتتصدر الواجهة ويدور حولها كل شيء‏.‏
لم تأت أفكار مولكاهي من فراغ‏,‏ بل استندت إلي العديد من التطورات التي حدثت خلال السنوات الماضية‏,‏ فمن ناحية اتجهت الحاسبات والمعدات إلي الانخفاض في السعر والارتفاع في الكفاءة والبساطة في التشغيل والإدارة والصيانة‏,‏ ومن ناحية أخري فإن الانتشار الواسع لأدوات ومنتجات تكنولوجيا المعلومات جعل البشرية تتجه صوب الحياة الرقمية أو الإلكترونية المعتمدة بالكامل علي تحويل المعلومات المتدفقة حول الإنسان من المرحلة الشفهية والمرحلة المكتوبة علي الورق‏
إلي شكل إلكتروني يتحرك عبر شبكات المعلومات ويهيئ الإنسان ـ علي المستوي الفردي والعائلي والجماعي والمؤسسي ـ للتعايش مع هذه الحياة الجديدة الزاخرة بمعاملات إلكترونية تنشأ بين موظفين داخل شركة أو منشأة معينة‏,‏ أو بين منشأة وأخري‏,‏ أو بين مجموعة منشآت وبعضها البعض فيما يعرف بالأعمال الإلكترونية‏,‏ أو بين الطلاب والمدرسين عبر المنازل والبيوت والجامعات لتنشئ التعليم الإلكتروني‏,‏ وبين الأطباء والمرضي عبر عيادات ومنازل ومستشفيات في أماكن متباعدة قد يفصل بينها آلاف الكيلومترات عبر الطب الإلكتروني‏,‏ وبين مواطنين وأجهزة الدولة التي يعيشون فيها فيما يعرف بالحكومة الإلكترونية والديمقراطية الرقمية‏.‏
وقد أحدثت هذه التطورات انفجارا حقيقيا في إنتاج وتداول وتوظيف المعلومات حول العالم‏,‏ فقد قالت دراسة أعدتها مؤسسة آي دي سي المتخصصة في بحوث تكنولوجيا المعلومات تحت عنوان الكون الرقمي أن حجم المعلومات الرقمية المنتجة والتي أعيد نسخها والتقاطها عام‏2006‏ بلغ حوالي‏161‏ إكسابايت تعادل‏161‏ مليار جيجا بايت‏,‏ ويعادل المحتوي الرقمي ثلاثة ملايين ضعف المعلومات الموجودة في جميع الكتب التي كتبت حتي الآن‏,‏ أو ما يعادل‏12‏ رزمة من الكتب
كل منها تمتد لأكثر من‏93‏ مليون ميل من الأرض إلي الشمس‏,‏ وأن حجم المعلومات عام‏2010‏ سيرتفع بنسبة تزيد علي ستة أضعاف عن عام‏2006‏ ليبلغ‏988‏ إكسا بايت بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ‏57%.‏
أدت هذه التطورات أيضا إلي حدوث تغييرات عميقة علي الساحة‏,‏ فتغير اهتمام مستخدمي وعملاء تكنولوجيا المعلومات وراحوا يطلبون ويركزون علي القيمة المحققة بدلا من التركيز علي مجرد امتلاك بنية أساسية‏,‏ وانتقلوا من الاندفاع نحو شراء واقتناء الأجهزة والمعدات والبرمجيات إلي الاهتمام بتقديم الخدمات والقيمة المضافة‏,‏ وكما تقول مولكاهي‏:‏ انتقلوا من الجانب التكنولوجي إلي جانب المعلومات في معادلة تكنولوجيا المعلومات
ولذلك فإن اللاعبين الرئيسيين في أرض المستقبل سوف يركزون علي خدمات القيمة المضافة وليس فقط علي المنتجات‏,‏ والفائزون سوف يأخذون بالتكنولوجيا عالمية المستوي ويبنون حولها الخدمات، ويقدمون أعمالا حقيقية قابلة للقياس لعملائهم‏,‏ وسوف يكافئون بعدالة علي القيمة التي يقدمونها‏.‏
وفي معرض شرحها لفكرة كثير من المعلومات قليل من التكنولوجيا تقول مولكاهي‏:‏ إن الأمر يتعلق بضرورة التعرف علي الكيفية التي تتدفق وتنساب بها المعلومات و فهمها داخل الجهة الراغبة في شراء تكنولوجيا المعلومات‏,‏ وعليها أن تعرف أولا أين تذهب المعلومات ومن تلامس ومن يوظفها وكيف ومتي؟ وما هي الميزة أو الأفضلية التي تحققها المعلومات للمنشأة أو المؤسسة حينما تنتج وتدار بواسطة أدوات تكنولوجيا المعلومات، وهذه الأسئلة يجب أن تكون علي جدول أعمال مجالس الإدارات داخل المؤسسات وليست فقط محلا للمناقشات في الصالات بين صغار الموظفين‏.‏
تضيف مولكاهي في هذا الصدد‏:‏ أن‏80%‏ من الخبرة والمعرفة لدي العاملين يتم دعمها بواسطة الوثائق المحتوية علي المعلومات‏,‏ و‏90%‏ من اتصالات العملاء تقع من خلال الوثائق‏,‏ والموظفين المسئولين عن المعرفة يقضون‏20%‏ من يومهم يبحثون عن المعلومات داخل الوثائق‏,‏ و‏50%‏ من هذا الوقت يُبدد وهم يحاولون إيجاد ما يبحثون عنه‏,‏ ولذلك فإن الشركات التي لديها استراتيجيات فعالة لإدارة الوثائق هي التي ستكون أكثر ربحية، والمؤسسات التي ستركز علي كيفية إدارة المعلومات والوثائق تصبح مؤهلة أو مهيأة لمزيد من الخفض في التكلفة وتستجيب بسرعة للتغير في أحوال السوق وتزيد الربحية. بعبارة أخري أنت لا تستطيع أن يكون لديك استراتيجية أعمال ذات قيمة عالية أو استراتيجية تكنولوجيا المعلومات ذات قيمة عالية بدون أن يكون لديك استراتيجية معلومات ووثائق قوية مساوية لهما في الأهمية‏.‏
إذن فدعوة السيدة مولكاهي تتلخص في أن التكنولوجيا لا يجب أن تكون هي الملك أو محور التركيز‏,‏ بل لابد أن تتراجع للوراء لتفسح الطريق أمام المعلومات باعتبارها الملك الجديد.
وقد يري بعض الخبراء المتمرسين في مشروعات التنمية المعلوماتية في هذه الدعوة أمرا معتادا‏,‏ لكننا رغم كل شي أمام فكرة غاية في الأهمية‏,‏ تتوافق مع احتياجاتنا وأمراضنا الحالية‏,‏ فنحن ـ كأفراد وشركات ومؤسسات بل ودولة ـ لا نزال مصابين بداء الاندفاع في الشراء واللهاث وراء التكنولوجيا وأجهزتها ومعداتها وبرمجياتها دون أن نلقي بالا للمعلومات وضرورة العمل علي إنتاجها وجمعها وتصنيفها وهيكلتها وتطويرها وتدقيقها بصورة سليمة ثم فتح الباب أمامها لتنساب بسلاسة ويسر في جنبات المجتمع والمؤسسات المختلفة بما يكفل توظيفها التوظيف الأمثل الذي يحقق أقصي استفادة منها ومن أدوات تكنولوجيا المعلومات التي تنتجها وتديرها‏,‏ ووجود هذا الداء واستشرائه في مؤسساتنا يدل علي أن دعوة مولكاهي مطلوبة وجاءت في مكانها وتوقيتها‏.‏
جمال محمد غيطاس ، صفحة لغة العصر، الأهرام ، 1/4/2008

فتح الأبواب للتعلم؛ معرفة القراءة والكتابة هي شأن عائلي

فتح الأبواب للتعلم؛ معرفة القراءة والكتابة هي شأن عائلي


السادة أولياء الأمور ومربو الأسر الأعزاء
إننا نواجه تحدياً ضخماً. فلكي ننجح في الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة، فإن أبناءنا بحاجة إلى مهارات معرفية قوية جداً. إنهم بحاجة إلى تنمية مهاراتهم الأساسية في القراءة، والكتابة، والمحادثة، والاستماع لكي يصبحوا مفكرين نقديين ومستعملين حصيفين للمعلومات.
يجب أن يكون أبناؤنا قادرين على فهم أنواع متعددة من المواد المقروءة وأن يكتبوا بوضوح وإقناع. إنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على إيجاد المعلومات واستعمالها من أجل اتخاذ القرارات وتكوين معرفة جديدة.
إنهم بحاجة للتفكير النقدي في القضايا المعقدة. فهذه هي المهارات المعرفية التي ستمكّن أبناءنا من اكتشاف العالم والتفاعل معه، ومن طرح الأسئلة وطلب الإجابات وبناء الاستقلالية. فتصبح بوابة لتعلمهم ومستقبلهم.
إن معرفة القراءة والكتابة لا تُكتسب في المدرسة فقط؛ بل يمكن تعلمها في كل مكان، من قراءة لافتات قطارات الأنفاق وعلب رقائق الإفطار، إلى الاستماع إلى قصص الأسرة باللغة المحكية في المنزل، إلى تصفح الإنترنت. وأنتم بإمكانكم أن تؤثروا تأثيراً قوياً على معرفة أبنائكم بالقراءة والكتابة. وقد تم تصميم هذا الكتيب لجعل المعرفة بالقراءة والكتابة شأناً أسرياً، كي تتمكنوا من المساعدة في تطوير مهارات معرفة القراءة والكتابة لدى أبنائكم من أول يوم يبدؤون فيه بالكلام إلى اليوم الذي يتخرجون فيه من المدرسة الثانوية.
لقد أظهرت البحوث أن أولياء الأمور والمربين لهم أثر عميق في جاهزية أبنائهم للقراءة عند دخولهم المدرسة. فالقراءة والكتابة والتحدث والاستماع هي مهارات تستمر في النمو والتغير كل عام. ويظل التأثير الإيجابي للأسرة تأثيراً مهماً على الصغار طوال مراحل تطورهم في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية. هذا الكتيب سيساعدكم على فهم ما يمكن توقعه من حيث نمو طفلكم والأمور التي يتوجب عليكم الاهتمام بها في غرفة فصل طفلكم. كما أنه يقدم لكم أفكاراً عديدة حول كيفية مساعدة طفلكم في هذا المضمار.
إن مستقبل أبنائنا يعتمد على هذه المهارات المهمة. لذلك نرجو منكم الانضمام إلينا لمساعدة أبنائنا على النجاح.

الكتيب بنصه الكامل على الرابطة التالية:
http://www.newvisions.org/teaching_learning/downloads/FLG07_Arabic.pdf
منشورات مؤسسة New Visions for Public Schools . وتم تنفيذ هذا المشروع بفضل الدعم السخي من إدارة التعليم لمدينة نيويورك ودار النشر RANDOM HOUSE, INC

"هاف بوست" .. صحيفة في مدونة

"هاف بوست" .. صحيفة في مدونة
قالت أريانا هافنجتون، الأسبوع الماضي، وهي تحتسي قهوة مثلجة في مكاتب هافنجتون بوست: لقد دعاني آري إمانويل أمس لمناقشة فكرة عمل مدونة. ...
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=37&issueno=10726&article=466257&feature=1
الشرق الأوسط ، 10/4/2008

٢٩ مارس ٢٠٠٨

الدرس الإسرائيلي‏!‏

الدرس الإسرائيلي‏!‏ تعودنا الإسراف في استعمال علامات الاستفهام وعلامات التعجب في عناوين المقالات والتحقيقات التي ننشرها‏,‏ حتى كادت هذه العلامات تبدو في كثير من الأحيان دون مبرر‏.‏
إلا أن هذه المرة‏,‏ فإن علامة التعجب التي وضعت بعد عنوان هذا العمود لم تكن بدون سبب أو دون مبرر‏,‏ بل علي العكس فإن لها كل الأسباب وكل المبررات‏!‏
هل من المسموح أن نقتبس شيئا من إسرائيل؟ في الحالة التي سنذكر هو أكثر من مسموح بل ضرورة‏!‏
الحالة متمثلة في خبر يقول‏:‏ إن ‏95%‏ من الإسرائيليين يوجهون أولادهم لدراسة التكنولوجيا المتقدمة‏,‏ وإن الشعار السائد في إسرائيل هو‏:‏ من لا يدرس الكمبيوتر سيموت جوعا‏!‏
هذا الكلام جاء نتيجة لاستطلاع الرأي العام الذي أجري في الدولة العبرية‏,‏ وجاء في الدراسة الملحقة‏,‏ أن المهندس لن ينجح في عمله إذا لم يدخل دورات في الكمبيوتر سنويا‏.‏

وأن الطبيب سيضطر إلي التعامل مع أدوات جديدة متطورة وسيعالج معظم مرضاه من البيت‏,‏ إذ سيمتلك كل مواطن أجهزة فحص ذاتية في بيته تكون مرتبطة بالكمبيوتر الموجود عند الطبيب‏.‏
حتي المدرس سوف تتغير وظيفته ليصبح مرشدا لطلابه الذين سيتلقون العلوم والمعلومات من الكمبيوتر مباشرة‏.‏
أمثلة أخري كثيرة وردت في الاستطلاع هم يستعدون للمستقبل‏,‏ عندنا‏,‏ نحن لا نعرف مبلغ الانفاق علي البحوث العلمية في العالم العربي‏,‏ لكننا نعرف أنه ضئيل وفي بعض الحالات لا يكاد يذكر‏!‏
لهذا نصاب بالذهول عندما نقرأ أن إسرائيل هي الدولة الثالثة في العالم انفاقا علي هذه البحوث‏,‏ ولا يسبق إسرائيل في المرتبتين الأولي والثانية سوي الولايات المتحدة واليابان‏.‏
وبما أن معركتنا مع إسرائيل بعد استتباب السلام ـ إذا استتب ـ هي الحرب العلمية التقنية‏,‏ فعلينا ـ إذا استمر الحالي علي ما هو عليه ـ أن نهيئ أنفسنا لهزيمة مؤكدة‏,‏ لأن الفرق سيكون شاسعا بين ما وصلت إسرائيل إليه في هذا المجال وما نحن عليه‏..‏ ولا داعي للدخول في التفاصيل الكثيرة‏.‏
وبعد ذلك تريدون ألا نضع علامة تعجب بعد عنوان‏:‏ الدرس الإسرائيلي‏!!!‏

محمود المناوي ، الأهرام ، 29/3/2008

٢٨ مارس ٢٠٠٨

نمو انفجاري في كم المعلومات الرقمية

نمو انفجاري في كم المعلومات الرقمية
رصدت دراسة أنجزتها شركة «إي إم سي» EMC العالمية التي تعمل في البنى التحتية للمعلوماتية، نمواً انفجارياً في كمية المعلومات الرقمية، بأنواعها المختلفة، التي تتراكم بسرعة هائلة وبصورة مطردة. واستندت الدراسة الى معطيات من تقرير مُوسَّع تناول الموضوع عينه وصدر أخيراً عن مؤسسة «آي دي سي» IDC الأميركية المتخصصة في بحوث الانترنت. وأطلقت الدراسة على حصة الفرد من ذلك الجبل العملاق من المعلومات اسم «الظل الرقمي» Digital Shadow، في إشارة الى أنها تولّدت من كثافة الاستخدام البشري للوسائط المعلوماتية وأدواتها. وعزت ذلك النمو الانفجاري الى انتشار متعاظم للثقافة البصرية وممارساتها، ما أدى الى تراكم ضخم للمواد المرئية عالمياً.
http://www.daralhayat.com/science_tech/03-2008/Item-20080322-d7cefd98-c0a8-10ed-017c-432438b2bfd7/story.html
الحياة ، 23/3/2008

مكتبة مجانية للأطفال بكل مسجد

مكتبة مجانية للأطفال بكل مسجد انطلاقا من حملة القراءة للجميع ، تقدم د‏.‏بدر الدين خطاب عضو المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بطلب لوزير الأوقاف يتضمن اقتراحا بقيام وزارة الأوقاف بتوفير مكتبة مجانية للأطفال بكل مسجد من مساجد الجمهورية التابعة لوزارة الأوقاف ، بحيث يكون إمام المسجد هو أمين المكتبة وقبل صلاة الجمعة بساعتين يجمع الأطفال للقراءة والفهم لما في ذلك من دور فعال في بناء شخصيتهم واعتدالها لأن العناية بالطفولة تعتبر من المعايير الرئيسية لقياس تقدم الحضارات‏.
ويعتبر ذلك استمرارا لرسالة وزارة الأوقاف في نشر الدعوة الإسلامية والثقافة الدينية على أصولها الصحيحة ورعاية المساجد حتي تؤدي دورها علي الوجه المطلوب‏.‏

الأهرام ، 28/3/2008