المخطوطات الأصلية.. في المكتبة الرقمية!
20 معهدا وجامعة ومؤسسة أمريكية وصينية تشارك في مشروع المليون كتاب
مكتبة الإسكندرية التي طالما كانت شعاع العلم والمعرفة في العالم القديم وأصبحت بعد أحيائها وإعادة لقب عروس البحر المتوسط اليها حتي تخطو بثبات نحو بناء جسور الحوار المنشود بين الحضارات وإشعاعا لنور الثقافة والفكر والإبداع وعلي الطريق لاستعادة موقعها الثقافي العالمي والريادة الفكرية والعلمية للمكتبة القديمة من خلال الأساليب العلمية الحديثة ووسائل تكنولوجيا المعلومات وبمرور خمسة أعوام علي إحياء هذا الصرح الحضاري الرائع في أرض مصر بحث الأهرام عن جهود المكتبة في المشروعات الرقمية والتكنولوجية والمراكز البحثية فيها.
المخطوطات
المكتبة منارة للوعي الثقافي وضمت عددا من المراكز البحثية والعلمية المتخصصة والتي تسعي من خلالها الي نشر العلم والحفاظ علي التراث ويشير د.يوسف زيدان مدير متحف ومركز المخطوطات الي أن انشاء المركز جاء من خلال قرار جمهوري في عام2002 ويهدف الي جمع المخطوطات الأصلية وفهرستها وصيانتها بشكل علمي والحصول علي المصورات والصور الرقمية من المجموعات الخطية علي مستوي العالم ونشر التراث العلمي خاصة فيما يتعلق بتاريخ العلوم وإسهامات الحضارة العربية والإسلامية.وأضاف زيدان أن المركز يضم مجموعة من الوحدات التراثية المتكاملة وينقسم الي ثلاثة أقسام أولها قسم النشر التراثي والذي يعمل في عدة مشروعات منها رقمنة المخطوطات وسلسلة النشر التراثي متعدد اللغات بالاضافة للمجهودات في قسم الترميم الذي يهتم بترميم المخطوطات والكتب النادرة والخرائط والوثائق ونجح في ترميم ما يقرب من166 مخطوطة نادرة و76 خريطة قديمة و102 كتاب نادر و32 لوحة هندسية بالاضافة الي قسم الأنشطة الأكاديمية والترجمة المتخصصة الذي يمثل حلقة اتصال للحفاظ علي التراث والعمل علي نشره والتعريف به حيث يقوم مترجمو القسم بترجمة الإصدارات والموارد التعريفية بالمخطوطات والكتب النادرة الي ست لغات أوروبية مشيرا الي أن المهام الرئيسية للقسم عمليات التنسيق والتعاون الدولي بين مركز المخطوطات والجهات المناظرة له في العالم.ويتحدث د.يوسف زيدان مدير المركز عن متحف المخطوطات الذي ينقسم الي عدد من الأقسام المتخصصة وهي قسم الأوعية النادرة الذي يضم نفائس المقتنيات المحفوظة والأصلية مثل مجموعة بلدية الإسكندرية والكتب النادرة والعملات القديمة.بالإضافة الي المجموعات الخاصة التي تضم المكتبات الكاملة المهداة مثل مجموعة عبدالرحمن بدوي والتي تشمل(1300) كتاب ومخطوطة مصورة ومجموعة محمد حسنين هيكل(1440) كتابا, ويشير الي قسم الميكروفيلم بالمتحف والذي يعمل علي جمع المصورات الميكروفيلمية للمجموعات الخطية في العالم لتكون بين أيدي العلماء والباحثين ويشمل رصيد الجرائد الوطنية والعربية منذ صدورها والشرائح الضوئية للوحات بيكاسو وقسم العرض المتحفي والذي يضم وحدة متنقلة تتولي العروض المؤقته خارج مكتبة الإسكندرية.
مراكز بحثية
وبالإضافة لمركز المخطوطات تضم المكتبة مركز الدراسات المعلوماتية الذي انشيء للتعامل مع ثورة المعلومات والاتصالات في ظل العصر الرقمي ومركز الدراسات والبرامج الخاصة الذي يتحدث مديره د.محمد الفحام قائلا إن المركز يهدف الي تدعيم البحث العلمي وتطويره ونشره وأن اختيار أكاديمية العالم الثالث للعلوم لمكتبة الإسكندرية والمركز يهدف الي تدعيم البحث العلمي للعلوم لمكتبة الإسكندرية والمركز ليكون مقرا لمكتبها الإقليمي للدول العربية يمثل أهمية كبيرة لما سيقوم به المكتب الذي هو أحد المكاتب الأقليمية الخمسة التي أنشئت حول العالم للترويج للأنشطة الأكاديمية والمنظمات التابعة لها في كل أقليم موضحا أن المركز يعمل علي دعم القدرات العلمية والتميز بغرض التنمية وتقديم الدعم لمجالات البحث والتعاون مع المراكز البحثية في العالم.ومن جانبه يوضح د.فتحي صالح مدير مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي حصول المركز علي براءة اختراع بانوراما التراث والتي تعد ابتكارا ثقافيا يخلط بتناغم شديد بين الثقافة والمعلومات الخاصة بالتراث الطبيعي المصري ويمثل عرضا جذابا من خلال أحدث الأنظمة التكنولوجية للعرض من خلال شاشة عرض ضخمة تبلغ10 أمتار موزعة علي9 شاشات علي شكل شبه دائرة لتوصيل المعلومات من خلال الصوت والصورة.ويضيف د.فتحي صالح الي أن أهمية البانوراما تنبع من كونها تحتوي علي كم هائل من المعلومات والتفصيلات التي تم جمعها من خلال التكنولوجيا وأن المادة المعروضة في البانوراما الثقافية تمثل ثلاث مراحل مختلفة في تاريخ مصر تبدأ من سنة300 قبل الميلاد وحتي بداية التقويم الميلادي مرورا بالحضارة الفرعونية والحضارة الإسلامية وأخيرا مصر الحديثة وتعرض البانوراما لكل الملوك الذين حكموا مصر وتشمل المعلومات الأساسية عنهم وتضم واحدة من أشهر البرديات التي تقدم علم الرياضيات في مصر الفرعونية وتظهر أهمية البانوراما لتقديمها لبعض الأماكن والمزارات بالقاهرة والإسكندرية وتمثل توثيقا للتراث الثقافي والإنساني المصري خاصة بتاريخ مصر الحديث.
المكتبة الرقمية
أما د.ذهني عدلي مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات بالمكتبة ومدير مركز الدراسات المعلوماتية فقد أكدت أن انشاء المركز جاء للتعامل مع الثورة المعلوماتية والاتصالات في ظل العصر الرقمي وأنه في ذلك الاطار تم انشاء المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية والذي يهدف للحفاظ علي الميراث الرقمي للأجيال المقبلة وليكون نقطة التقاء الباحثين والدارسين بالإضافة الي التعاون مع معاهد ومؤسسات تكنولوجية دولية لتنفيذ مشروعات رقمية تكون الأولي من نوعها.وأضاف أن فكرة المكتبات الرقمية بدأت تنتشر سريعا في الدول القريبة يدعمها التطور السريع في تقنيات حفظ المعلومات ورقمتها واستعراضها والبحث فيها اضافة الي توافر شبكة المعلومات الدولية كبنية تحتية يمكن بواسطتها الربط بين المستخدم وبين المكتبات الرقمية. وأن مكتبة الإسكندرية تتطلع الي انشاء مكتبة رقمية ويمثل مشروع المليون كتاب حجر الأساس لتلك المكتبة والذي أطلقته مكتبة الإسكندرية منذ أربع سنوات بالتعاون مع أكثر من عشرين معهدا وجامعة ومؤسسة لتكنولوجيا الحاسبات في الولايات المتحدة والصين وتضم تلك المكتبة300 مليون صفحة سيتم حفظها الكترونيا علي مدي500 يوم عمل.وأكدت د.نهي العابدي أن المشروع يطمح الي تحويل جميع الكتب المنشورة الي كتب رقمية وذلك لإيجاد مكتبة رقمية عالمية وبدأ المشروع بأختيار مليون كتاب بين الكتب غير المتاحة علي نطاق واسع في مجالات السياسة والأدب والفن والثقافة ومن بين الطبعات القديمة التي نفدت وغير المقيدة بحقوق الطبع.وأضافت أن المكتبة من المتوقع أن تتخذ موقع الصدارة في هذا المجال الرقمي من خلال مسرح ورقمنة75 ألف كتاب باللغة العربية وأن المكتبة الرقمية تشمل تاريخ مصر الحديث وتتضمن مجموعة من رقمنة للمكتبات المتخصصة مثل مكتبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات وتم توثيق هذا التراث في صورته الرقمية مصحوبا بفهرس حرفي كامل لمحتويات الوثائق وكذلك النص الكامل لكتاب وصف مصر والذي أصدر في23 جزءا ويهدف مشروع المكتبة الرقمية لضم جميع محتويات المكتبة بالإضافة الي مقتنيات المكتبات العالمية الأخري التي تهتم بمفهوم إتاحة المعرفة للبشرية جميعا.
أرشيف الأنترنت
أما عن أرشيف الإنترنت والذي يمثل أحد الخدمات المتميزة التي تقدمها المكتبة وهو نسخة كاملة من صفحات شبكة المعلومات الدولية( الإنترنت) بكل مواقعها بدءا من عام1996 وحتي الآن وقد تم اهداء تلك النسخة لتصبح ثاني مؤسسة في العالم تحتوي علي هذا الأرشيف والذي يتضمن10 بلايين صفحة من صفحات الإنترنت وأكثر من(2000) ساعة إذاعة إخبارية من التليفزيون المصري والأمريكي و(1000) ألف فيلم مؤرشف ويتم حديث هذا الأرشيف كل شهرين وهو متاح مجانا لرواد المكتبة بأختلاف اهتماماتهم وتخصصاتهم.وقام أرشيف الأنترنت في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة بإهداء نسخة كاملة للمكتبة فضلا عن المعدات الخاصة بهذا الأرشيف ووسائط تخزين المعلومات والأفلام.وأن هناك أتجاها دوليا نحو رقمنة المعلومات في المكتبات الدولية بداية من انطلاق مشروع أرشيف كاليفورنيا الي بدء عمل المقر الثاني للأرشيف بالإسكندرية الي طموح مستقبلي لوجود مركزين جديدين للأرشيف الأنترنت في كل من آسيا وأوربا وهكذا ستبني شراكة دولية في هذا المجال من أجل انشاء نظام مكتبي عالمي.
الأهرام، 6/11/2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق