جوجل و المتجوجلون: حلقة عن الخصوصية المعلوماتية
سليمان سالم الشهري
أكاديمي ومهتم بقضايا المعلومات
سليمان سالم الشهري
أكاديمي ومهتم بقضايا المعلومات
في عالم شبكة الانترنت الكل يعرف احد اكبر عمالقة محركات البحث إن لم يكن هو الأكبر، وذلك وفقاً لأحدث الإحصائيات عن استخدام محركات البحث. جوجل* ذلك الاسم العملاق في أذهان الكثير من مستخدمي الشبكة العنكبوتية، والذي يعني الرقم 1 المتبوع ب100 صفر. حيث كان يقصد بذلك القدرة على استرجاع كم هائل من المعلومات – الوثائق وهو الأصح في الوقت الراهن - من شبكة الفوضى المعلوماتية شبكة الانترنت. بيد أن هذا التصور بدأ يتغير في مفهوم عالم جوجل؛ فبدلاً من كونه يستطيع استرجاع ذاك الكم الهائل من الوثائق أصبح لديه القدرة على استرجاع المعلومات عن المستخدمين والمستفيدين. فلك أن تتخيل انه يستطيع أن يسترجع معلومات - وهنا استخدمت لفظ معلومات وليس وثائق كما أسلفت- عن المستخدمين له؛ لأن المستفيد عندما يستخدم جوجل كأداة للبحث في صفحات الانترنت، فإن جوجل بدوره يقوم باسترجاع الصفحات التي تحوي التساؤلات التي استخدمها المستفيد في جوجل. وهذا ما يعتبره علماء المعلومات أحد ابرز إشكاليات الحصول على المعلومات الدقيقة. مما دفع جوجل أن يعلن قبل ما يقرب من شهر عن عزمه على فهرسة وضبط كافة المعلومات المتاحة على شبكة الانترنت، وهذا في عرف أخصائي المعلومات جهد جبار عائده سيكون كبير على المستفيد النهائي من شبكة الانترنت.
وعودة على استرجاع المعلومات عن المتجوجلين – المعتمدون كلية على جوجل- فقد صرح الرئيس الحصري لشركة جوجل ايريك سكاميت ان جوجل عازمة على إنشاء اكبر قاعدة بيانات للمعلومات الشخصية. وهذه القاعدة ستسهم في الإجابة على استفسارات المستفيدين في صورة معلومات وليس إحالات إلى الوثائق. فمن الممكن أن يُجاب على الاستفسارات التالية: ماذا علي أن افعل غدا؟ ما هي الوظيفة المناسبة لي؟.
بالطبع قد يرد التساؤل هل يستطيع جوجل ان يتعرف على اهتماماتي الشخصية
(My personal interests)؟
والتي تعتبر بحد ذاتها ذات قيمة لدى العديد من المؤسسات الربحية، لدرجة أن هذه المؤسسات مستعدة لتقديم مبالغ باهظة لتتعرف على اهتمامات واحتياجات أفرادها المستهدفين. بينما جوجل يحصل عليها بالمجان وبمبادرة منا كمستفيدين من هذا المحرك البحثي.
اهتماماتنا البحثية تدل على سلوكياتنا و رغباتنا العلمية أو حتى الشرائية، وهذه تعد معلومات قيمة قد تستخدم بصورة ربحية للأغراض التجارية والإعلانية. يقول مات روبر المحرر في صحيفة الهارلد البريطانية إذا بحث المستفيد في محرك جوجل قبل تسعة أشهر مثلاً؛ عن نصائح الحمل، فإنه من المتوقع أن يكون مهتماً الان بالإعلانات عن ملابس الأطفال ومستلزماتهم، وذلك ما يقدمه له جوجل.
يلي ذلك سؤال ذي أهمية هو كيف يستطيع جوجل أن يحصل على تلك المعلومات؟ بالطبع فإن تلك البرمجيات الصغيرة التي يطلق عليها بالكوكيز، والتي يتم تحميلها على جهازك بصورة تلقائية، تمكن جوجل من تتبع اهتماماتك الشخصية من خلال بحثك في صفحات جوجل. بطبيعة الحال هذا يتم من خلال الحصول عنوان اتصالك بالانترنت
(IP Address)
إلا ان هنالك ما هو أكثر قيمة وأكثر دقة بالنسبة للحصول على معلوماتك الشخصية من خلال، على سبيل المثال فتح حساب بريدي في جوجل
(Gmail)
فمن الممكن أن تسجل اسمك الحقيقي، بيانات اتصالك، عناوينك، ومن الممكن أن ترسل أو تستقبل معلومات عن بطاقاتك الائتمانية أو أن تشترك في خدمة
(Google Checkout)
لشراء الالكتروني. أما في حالة الاستفادة من خدمات جوجل الإضافية مثل برنامج جوجل سطح المكتب
(Google Desktop)
ذلك البرنامج الذي يتيح للمستفيد إمكانية البحث في الملفات المخزنة على جهازه ويتم استعراض نتائج البحث على صفحة جوجل من ضمن البيانات المسترجعة. فهذا إيذان من المستفيد بإتاحة محتوى الجهاز للبحث من قِبل جوجل.
يأتي سؤال عارض أخر هو من هو المستفيد من مثل هذه المعلومات التي يستطيع جوجل اقتطافها منا؟ بالطبع هناك أطراف مستفيدة من مثل هذه التقنيات، فبالإضافة إلى المؤسسات التجارية والإعلانية، هناك الجهات والمنظمات الحكومية والتي تهتم بالحد من الجريمة. فعندما قامت شركة آول
(AOL)
بالإفصاح عن 20 مليون استفسار وردت إلى محرك بحثه لأكثر من 650 ألف مستخدم، وكان من بينها استفسارات إجرامية، مما استدعى الجهات الحكومية الإصرار على معرفة أصحاب تلك الاستفسارات।
وعودة على استرجاع المعلومات عن المتجوجلين – المعتمدون كلية على جوجل- فقد صرح الرئيس الحصري لشركة جوجل ايريك سكاميت ان جوجل عازمة على إنشاء اكبر قاعدة بيانات للمعلومات الشخصية. وهذه القاعدة ستسهم في الإجابة على استفسارات المستفيدين في صورة معلومات وليس إحالات إلى الوثائق. فمن الممكن أن يُجاب على الاستفسارات التالية: ماذا علي أن افعل غدا؟ ما هي الوظيفة المناسبة لي؟.
بالطبع قد يرد التساؤل هل يستطيع جوجل ان يتعرف على اهتماماتي الشخصية
(My personal interests)؟
والتي تعتبر بحد ذاتها ذات قيمة لدى العديد من المؤسسات الربحية، لدرجة أن هذه المؤسسات مستعدة لتقديم مبالغ باهظة لتتعرف على اهتمامات واحتياجات أفرادها المستهدفين. بينما جوجل يحصل عليها بالمجان وبمبادرة منا كمستفيدين من هذا المحرك البحثي.
اهتماماتنا البحثية تدل على سلوكياتنا و رغباتنا العلمية أو حتى الشرائية، وهذه تعد معلومات قيمة قد تستخدم بصورة ربحية للأغراض التجارية والإعلانية. يقول مات روبر المحرر في صحيفة الهارلد البريطانية إذا بحث المستفيد في محرك جوجل قبل تسعة أشهر مثلاً؛ عن نصائح الحمل، فإنه من المتوقع أن يكون مهتماً الان بالإعلانات عن ملابس الأطفال ومستلزماتهم، وذلك ما يقدمه له جوجل.
يلي ذلك سؤال ذي أهمية هو كيف يستطيع جوجل أن يحصل على تلك المعلومات؟ بالطبع فإن تلك البرمجيات الصغيرة التي يطلق عليها بالكوكيز، والتي يتم تحميلها على جهازك بصورة تلقائية، تمكن جوجل من تتبع اهتماماتك الشخصية من خلال بحثك في صفحات جوجل. بطبيعة الحال هذا يتم من خلال الحصول عنوان اتصالك بالانترنت
(IP Address)
إلا ان هنالك ما هو أكثر قيمة وأكثر دقة بالنسبة للحصول على معلوماتك الشخصية من خلال، على سبيل المثال فتح حساب بريدي في جوجل
(Gmail)
فمن الممكن أن تسجل اسمك الحقيقي، بيانات اتصالك، عناوينك، ومن الممكن أن ترسل أو تستقبل معلومات عن بطاقاتك الائتمانية أو أن تشترك في خدمة
(Google Checkout)
لشراء الالكتروني. أما في حالة الاستفادة من خدمات جوجل الإضافية مثل برنامج جوجل سطح المكتب
(Google Desktop)
ذلك البرنامج الذي يتيح للمستفيد إمكانية البحث في الملفات المخزنة على جهازه ويتم استعراض نتائج البحث على صفحة جوجل من ضمن البيانات المسترجعة. فهذا إيذان من المستفيد بإتاحة محتوى الجهاز للبحث من قِبل جوجل.
يأتي سؤال عارض أخر هو من هو المستفيد من مثل هذه المعلومات التي يستطيع جوجل اقتطافها منا؟ بالطبع هناك أطراف مستفيدة من مثل هذه التقنيات، فبالإضافة إلى المؤسسات التجارية والإعلانية، هناك الجهات والمنظمات الحكومية والتي تهتم بالحد من الجريمة. فعندما قامت شركة آول
(AOL)
بالإفصاح عن 20 مليون استفسار وردت إلى محرك بحثه لأكثر من 650 ألف مستخدم، وكان من بينها استفسارات إجرامية، مما استدعى الجهات الحكومية الإصرار على معرفة أصحاب تلك الاستفسارات।
هذه المعلومات الشخصية
(Personalization Information)
ذات أهمية كبرى في حياتنا اليومية وكذلك المستقبلية. لذا فقد حضيت باهتمام كبير من لدن المختصين في شؤون المعلومات والقانونين، بالإضافة إلى المطالبين بالحرية الفكرية. مما دعى جوجل أن تحدد موقفها تجاه حفظ تلك البيانات الشخصية وإلى أي مدى ستحتفظ بها. لذلك فقد أطلقت جوجل إعلانها الرسمي بأن فترة احتفاظها بمثل تلك المعلومات يتراوح ما بين 18 إلى 24 شهراً، ومن ثم تقوم بعملية محوها من قاعدة بياناتها.
لم تكن هذه القراءة لجوجل من اجل إخافة المستفيدين من استخدامه أو لتحجيم الاستفادة منه، بقدر ما كان الهدف من ذلك هو أن يكون المستفيد على وعي تام بأن هذه التقنيات لها خبايا تستر خلفها. بالإضافة إلى أننا حاليا نعيش في عصر المعلومات وما يتطلبه هذا العصر من استعداد وتهيئة وعلم بما يدور في رحى وجنبات هذه الفترة. واني أحث المستفيدين من الاستفادة من كافة تقنيات المعلومات تلك ، ليس فقط جوجل بل كافة التقنيات من محركات بحث أو أدلة أو بوابات الالكترونية. ولعل ما يجدر الإشارة له قبل ختام هذه المقالة هو أن نسبة 70% من الذين يستخدمون جوجل هم من المتجوجلين الذين يعتقدون أن جوجل هو المصدر الوحيد للحصول على المعلومة.
*أساس التسمية هي
(Googol)
لكن البدايات الأولى لهذا العملاق كانت تحت مسمى
(BackRub)
(Personalization Information)
ذات أهمية كبرى في حياتنا اليومية وكذلك المستقبلية. لذا فقد حضيت باهتمام كبير من لدن المختصين في شؤون المعلومات والقانونين، بالإضافة إلى المطالبين بالحرية الفكرية. مما دعى جوجل أن تحدد موقفها تجاه حفظ تلك البيانات الشخصية وإلى أي مدى ستحتفظ بها. لذلك فقد أطلقت جوجل إعلانها الرسمي بأن فترة احتفاظها بمثل تلك المعلومات يتراوح ما بين 18 إلى 24 شهراً، ومن ثم تقوم بعملية محوها من قاعدة بياناتها.
لم تكن هذه القراءة لجوجل من اجل إخافة المستفيدين من استخدامه أو لتحجيم الاستفادة منه، بقدر ما كان الهدف من ذلك هو أن يكون المستفيد على وعي تام بأن هذه التقنيات لها خبايا تستر خلفها. بالإضافة إلى أننا حاليا نعيش في عصر المعلومات وما يتطلبه هذا العصر من استعداد وتهيئة وعلم بما يدور في رحى وجنبات هذه الفترة. واني أحث المستفيدين من الاستفادة من كافة تقنيات المعلومات تلك ، ليس فقط جوجل بل كافة التقنيات من محركات بحث أو أدلة أو بوابات الالكترونية. ولعل ما يجدر الإشارة له قبل ختام هذه المقالة هو أن نسبة 70% من الذين يستخدمون جوجل هم من المتجوجلين الذين يعتقدون أن جوجل هو المصدر الوحيد للحصول على المعلومة.
*أساس التسمية هي
(Googol)
لكن البدايات الأولى لهذا العملاق كانت تحت مسمى
(BackRub)
للاستشهاد المرجعي بالمقالة
سليمان سالم الشهري. جوجل و المتجوجلون: حلقة عن الخصوصية المعلوماتية. في: مدونة المكتبين العرب
متاحة على
متاحة على
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق