٢٩ مارس ٢٠٠٨

الدرس الإسرائيلي‏!‏

الدرس الإسرائيلي‏!‏ تعودنا الإسراف في استعمال علامات الاستفهام وعلامات التعجب في عناوين المقالات والتحقيقات التي ننشرها‏,‏ حتى كادت هذه العلامات تبدو في كثير من الأحيان دون مبرر‏.‏
إلا أن هذه المرة‏,‏ فإن علامة التعجب التي وضعت بعد عنوان هذا العمود لم تكن بدون سبب أو دون مبرر‏,‏ بل علي العكس فإن لها كل الأسباب وكل المبررات‏!‏
هل من المسموح أن نقتبس شيئا من إسرائيل؟ في الحالة التي سنذكر هو أكثر من مسموح بل ضرورة‏!‏
الحالة متمثلة في خبر يقول‏:‏ إن ‏95%‏ من الإسرائيليين يوجهون أولادهم لدراسة التكنولوجيا المتقدمة‏,‏ وإن الشعار السائد في إسرائيل هو‏:‏ من لا يدرس الكمبيوتر سيموت جوعا‏!‏
هذا الكلام جاء نتيجة لاستطلاع الرأي العام الذي أجري في الدولة العبرية‏,‏ وجاء في الدراسة الملحقة‏,‏ أن المهندس لن ينجح في عمله إذا لم يدخل دورات في الكمبيوتر سنويا‏.‏

وأن الطبيب سيضطر إلي التعامل مع أدوات جديدة متطورة وسيعالج معظم مرضاه من البيت‏,‏ إذ سيمتلك كل مواطن أجهزة فحص ذاتية في بيته تكون مرتبطة بالكمبيوتر الموجود عند الطبيب‏.‏
حتي المدرس سوف تتغير وظيفته ليصبح مرشدا لطلابه الذين سيتلقون العلوم والمعلومات من الكمبيوتر مباشرة‏.‏
أمثلة أخري كثيرة وردت في الاستطلاع هم يستعدون للمستقبل‏,‏ عندنا‏,‏ نحن لا نعرف مبلغ الانفاق علي البحوث العلمية في العالم العربي‏,‏ لكننا نعرف أنه ضئيل وفي بعض الحالات لا يكاد يذكر‏!‏
لهذا نصاب بالذهول عندما نقرأ أن إسرائيل هي الدولة الثالثة في العالم انفاقا علي هذه البحوث‏,‏ ولا يسبق إسرائيل في المرتبتين الأولي والثانية سوي الولايات المتحدة واليابان‏.‏
وبما أن معركتنا مع إسرائيل بعد استتباب السلام ـ إذا استتب ـ هي الحرب العلمية التقنية‏,‏ فعلينا ـ إذا استمر الحالي علي ما هو عليه ـ أن نهيئ أنفسنا لهزيمة مؤكدة‏,‏ لأن الفرق سيكون شاسعا بين ما وصلت إسرائيل إليه في هذا المجال وما نحن عليه‏..‏ ولا داعي للدخول في التفاصيل الكثيرة‏.‏
وبعد ذلك تريدون ألا نضع علامة تعجب بعد عنوان‏:‏ الدرس الإسرائيلي‏!!!‏

محمود المناوي ، الأهرام ، 29/3/2008

٢٨ مارس ٢٠٠٨

نمو انفجاري في كم المعلومات الرقمية

نمو انفجاري في كم المعلومات الرقمية
رصدت دراسة أنجزتها شركة «إي إم سي» EMC العالمية التي تعمل في البنى التحتية للمعلوماتية، نمواً انفجارياً في كمية المعلومات الرقمية، بأنواعها المختلفة، التي تتراكم بسرعة هائلة وبصورة مطردة. واستندت الدراسة الى معطيات من تقرير مُوسَّع تناول الموضوع عينه وصدر أخيراً عن مؤسسة «آي دي سي» IDC الأميركية المتخصصة في بحوث الانترنت. وأطلقت الدراسة على حصة الفرد من ذلك الجبل العملاق من المعلومات اسم «الظل الرقمي» Digital Shadow، في إشارة الى أنها تولّدت من كثافة الاستخدام البشري للوسائط المعلوماتية وأدواتها. وعزت ذلك النمو الانفجاري الى انتشار متعاظم للثقافة البصرية وممارساتها، ما أدى الى تراكم ضخم للمواد المرئية عالمياً.
http://www.daralhayat.com/science_tech/03-2008/Item-20080322-d7cefd98-c0a8-10ed-017c-432438b2bfd7/story.html
الحياة ، 23/3/2008

مكتبة مجانية للأطفال بكل مسجد

مكتبة مجانية للأطفال بكل مسجد انطلاقا من حملة القراءة للجميع ، تقدم د‏.‏بدر الدين خطاب عضو المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بطلب لوزير الأوقاف يتضمن اقتراحا بقيام وزارة الأوقاف بتوفير مكتبة مجانية للأطفال بكل مسجد من مساجد الجمهورية التابعة لوزارة الأوقاف ، بحيث يكون إمام المسجد هو أمين المكتبة وقبل صلاة الجمعة بساعتين يجمع الأطفال للقراءة والفهم لما في ذلك من دور فعال في بناء شخصيتهم واعتدالها لأن العناية بالطفولة تعتبر من المعايير الرئيسية لقياس تقدم الحضارات‏.
ويعتبر ذلك استمرارا لرسالة وزارة الأوقاف في نشر الدعوة الإسلامية والثقافة الدينية على أصولها الصحيحة ورعاية المساجد حتي تؤدي دورها علي الوجه المطلوب‏.‏

الأهرام ، 28/3/2008

٢٥ مارس ٢٠٠٨

تصوروا لو أن...!

تصوروا لو أن...!
فواز العلمي
تصوروا مقدار احترام شعوب الأرض لنا لو أن الدول الإسلامية والعربية أقرّت في قممها إنشاء أفضل 50 جامعة متخصصة في تقنيات النانو والطاقة الشمسية والانشطار النووي والاقتصاد المعرفي وتقنية المعلومات، وأعظم 100 مركز لأبحاث أمراض السكر والقلب والسرطان والفشل الكلوي، وأكبر من 1000 مصنع لإنتاج المياه والغذاء والدواء، وأقوى مرصد فلكي عالمي لرصد حركة مجرات الكون وتحديد مواقيت الصلاة والصيام وتواريخ الحج والأعياد. تصوروا موقف دول العالم منا لو أن القمة الإسلامية أقرّت خطة عملية لتوفير مئة مليون وظيفة للعاطلين عن العمل واعتمدت استراتيجية محكمة لتخفيض نسبة الفقر في عالمنا الإسلامي إلى حدودها الدنيا ورفع نسبة القيمة المضافة إقليميا لحدودها القصوى.
تصوروا ردة فعل دول العالم لو أن القمة العربية القادمة تفاجئنا بالإعلان عن إنشاء المفوضية التجارية العربية والأكاديمية التقنية العربية والمصنع العربي الموحد للطائرات والمركز العربي الفريد لعلوم المياه وتقنيات الطاقة والمرصد العربي المميز لأبحاث الفضاء والمعهد العربي المثالي في علوم الأرصاد واستمطار الغيوم والبيئة والتصحر والاحتباس الحراري. تصوروا نظرة الشعوب الغربية للعالم الإسلامي لو أعلنت الدول الإسلامية اكتفاءها الذاتي من القمح والأرز والذرة والشعير والألبان والأجبان واللحوم والخضار والفاكهة، وتصوروا دهشة العالم لو أعلنت مراكز الأبحاث العربية عن خططها الرامية لإصدار براءات اختراع بأعداد تفوق سنوياً أعداد "الفيديو الكليب" المنتجة شهرياً، ولو أعلن علماء الفيزياء العرب أنهم بصدد إطلاق المركبة الفضائية العربية بدلاً من تدشين الفضائيات العربية، ولو أقرّ خبراء الاقتصاد العرب استراتيجية إلغاء الفقر من قواميس التنمية المستدامة العربية، ولو أطلق رجال المال وسيدات الأعمال خططهم لمواجهة ارتفاع أسعار الغذاء والدواء واعتمدوا موقفا عربيا موحدا للتعامل مع ارتفاع سعر صرف اليورو وانخفاض سعر الدولار.تصوروا شغف الخبراء الأجانب بثقافتنا وعلومنا لو أن الدول العربية اعتمدت في قممها إنشاء أفضل المكتبات لتجميع أكبر عدد من المراجع والوثائق والمخطوطات، وأطلقت أفضل مشاريع ترجمة الكتب العالمية والمصنفات الأدبية، ووفرت أعلى مستويات الدعم لبرامج البحث العلمي والتقني، وتبنت تأسيس مشاريع الربط الكهربائي والسكك الحديدية والطرق السريعة من المحيط إلى الخليج.تصوروا كيف تتحول سلبية الدول الأوروبية إلى غضب عارم ينصبّ جامة على المسيئين لإسلامنا لو أن المسلمين في كافة أرجاء المعمورة يعاملون المرأة كما كان أشرف الأنبياء والمرسلين يعامل أم المؤمنين، وينصفون المظلومين والمحرومين كما أنصف الخلفاء الراشدون رعيتهم، ويعتمدون مبادئ الدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة كما أمرتنا به شريعتنا السمحاء.
وتصوروا لو توقفت فئات الغدر والضلال عن إرهاب الأبرياء في العراق وأفغانستان والصومال، ولو احترمت الفصائل الفلسطينية اتفاق مكة، ولو بدأ السودان في حل مشاكل دارفور، ولو اتفق اللبنانيون على انتخاب رئيس جمهوريتهم بالتراضي، لاستطعنا بدون أدنى شك أن نجتث جذور التدخل الأجنبي في شؤوننا ونطوي صفحات كيد الأعداء المحاكة ضدنا ونفشل مساعي كل من يسيء لعقيدتنا وعروبتنا ونعدّل مفاهيم شعوب العالم الخاطئة عن شهامتنا وسماحتنا.انقلاب موازين الحق والباطل لدى شعوبنا أدى إلى تمادي فئات الضلال بالعبث واللهو داخل وخارج أوطاننا محاولة إجهاض مسيرتنا، وأثلج صدور أعدائنا وأهوى بقلوب أحبائنا. ألصقت بنا تُهمة الإرهاب زوراً وبهتاناً، وديننا الحنيف كان أول من اجتث جذوره وأنزل العقاب الصارم بأصوله وفروعه. تحثنا الدول على تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، وشريعتنا السمحاء كانت أول من أعتق الإنسان وأطلق حريته ومنحه كامل حقوقه. تؤاخَذنا شعوب الأرض على افتقاد الخير في أهدافنا وفقدان السماحة في مسلكنا وانعدام كريم المعشر في تعاملاتنا، وكتابنا المنَّزل كان أول من أعزّنا بسماحة ديننا وكرّمنا بحُسْنِ خُلق رسولنا لنتشرف بأن نكون خير أمة أخرجت للناس. تلومنا مؤسسات الفكر والإبداع العالمية على سرقتنا لحقوقها الأدبية واستهتارنا ببراءات اختراعاتها الصناعية وتمادي أسواقنا في التعدي على علاماتها الفارقة وتقليد أسمائها التجارية المسجلة، وسيرتنا العطرة أكدت على تحريم السرقة بكافة أشكالها وأنواعها وحذّرتنا من الغش والتدليس والتقليد وهددتنا بأن من غشنا فليس منا. يطالبنا علماء التربية والتعليم بتعديل مناهجنا الدراسية ورفع مستوى الفكر والمعرفة لدى أبنائنا علماً بأن آباءنا وأجدادنا من علماء العرب والمسلمين كانوا أعظم من أثرى العلم والأدب وأفضل من أرسى مبادئ الطب والهندسة وأول من اكتشف طلاسم الفلك والرياضيات والجبر والفيزياء والفلسفة لتستفيد شعوب الأرض من علوم انكسار الضوء وقوى الجاذبية وتحديد جغرافية المناخ واستشعار حركة النجوم، ليحترمنا العالم وتسير في ركابنا شعوب الأرض وترتوي من أفكارنا ثقافات الكون. نحن اليوم في أمس الحاجة لرفع قامتنا أمام العالم وتعديل صورتنا المشوهة أمام شعوب الأرض وانتشال عقيدتنا من براثن الأشرار. نحن اليوم في أمس الحاجة لخبرائنا في الاقتصاد والتجارة وعلمائنا في الطب والهندسة والطاقة والتقنية لإقناع القمم الإسلامية والعربية بأن تكتل دولنا الاقتصادي وتحالفها التجاري وشراكاتها في البحوث العلمية والتقنية هي التي تملي علينا توافقنا السياسي وليس العكس.
تصوروا لو أن الدول الغربية تعتمد على براءات الاختراع العربية في تصنيع دوائها، وتستجدي محاصيل الغذاء المنتج في الدول الإسلامية لإطعام شعوبها، وتنتظر موديلات السيارات العربية الجديدة للوقوف في طوابير حصد العمولة من أثرياء عملائها. احترام الغرب لمبادئنا وحقوقنا لا يتحقق برفع الشعارات وترويع الأبرياء وافتراش الشوارع وارتياد الساحات.
الوطن (السعودية) ، 25/3/2008

التعليم الديني في الميزان‏..‏ تعقيب وتصويب

التعليم الديني في الميزان‏..‏ تعقيب وتصويب
بقلم : د‏.‏ محمد عبدالفضيل القوصي
نائب رئيس جامعة الأزهر
في عدد الأهرام‏2008/3/20‏ م كتب الأستاذ طارق حجي مقالا ضافيا بعنوان‏(‏ التعليم الديني في الميزان‏)‏ تضمن في ثناياه مقولات عدة تحتاج إلي قدر من المراجعة المتأنية‏,‏ لا من منطلق حماسة الدفاع الذي سرعان ما يمسي ضربا من المراء الأجوف‏,‏ بل من منطلق البحث عن الحقائق المجردة‏,‏ لاسيما أنه يتناول قضية جوهرية هي قضية التعليم الديني حيث أزعم أنها تمس حركة المجتمع المصري بأسره في الآونة الراهنة التي كثيرا ما تختلط فيها الحقائق بالأراجيف‏!!‏
والملاحظة الصادمة التي تلفت النظر في هذا المقال لأول وهلة‏:‏ ما يكتظ به من أوصاف تمس طبقات المجتمع المصري التي دفعت بأبنائها إلي التعليم الديني‏,‏ فهي في نظر الكاتب‏(‏ الطبقات الأدني في المجتمع‏,‏ والطوائف الأقل نجاحا في التعليم والتحصيل‏,‏ وهي فئة المطحونين اقتصاديا واجتماعيا‏,‏ والأقل في القدرات التحصيلية‏)‏ إلي غير ذلك من الأوصاف التي أطلقها الكاتب ـ علي هؤلاء الآباء بسخاء ـ وهي أوصاف أقل ما يقال عنها أنها تفتقر إلي التواضع في النظر إلي فئة تمثل نسبة معتبرة من الشعب المصري‏,‏ بالإضافة إلي أنها تحمل اتهاما غير متبصر لتلك الفئة بأنها أساءت التصرف حين دفعت ببنيها إلي تلك المنظومة التعليمية عن غفلة وسوء اختيار‏!!‏
ولئن كان هذا القدر من الاستنكار والتأفف قد أسبغه الكاتب علي تلك الطبقات المطحونة ـ التي كان هو نفسه ـ في سالف الدهر ـ أحد المولعين بموقعها الطبقي ـ ولله في خلقه شئون‏!!‏ فإن قريبا من هذه الأوصاف قد أسبغه الكاتب علي التعليم الديني نفسه‏,‏ وعلي المؤسسة التي تضطلع به‏,‏ فهو‏(‏ مجرد مكان للإيواء‏,‏ يحشر فيه طلاب لم يكن بوسعهم ماديا أو تعليميا الانخراط في التعليم العام‏)‏ وهو‏(‏ تجسيد لمنظومة تعليمية دينية ديناصورية الحجم تحول بين المنخرطين فيها وبين قيم التقدم‏)‏ كما أن ذلك الضرب من التعليم كان إلي وقت قريب محل استنكار واستنكاف ورفض من صغار الموظفين والعاملين‏.‏
فلنضرب الذكر صفحا عن تلك الأوصاف التي اكتظ بها المقال لنتأمل ما وراءها من قضايا خطيرة ذات بال نستطيع ايجازها في ثلاث‏:‏
أولاها‏:‏ ان كاتب المقال ـ بتلك النظرة المتعالية ـ قد أغفل حقيقة ماثلة لا تكاد تخطئها عين فاحصة‏,‏ وهي أن التعليم الديني في مصر كان ولا يزال ممتزجا بروح هذا الشعب معبرا عن هويته التي يضرب التدين بجذوره في عمق اعماقها‏,‏ وأوضح الأدلة علي ذلك أن هذا الشعب يتجه إلي ذلك التعليم الديني متجردا من كل رغبة أو رهبة‏,‏ ودون إلزام أو قسر أو إكراه‏,‏ ليس علي الاطلاق لأنه تعليم الفقراء والمطحونين‏,‏ وليس علي الاطلاق لأن هؤلاء الفقراء والمطحونين لم يجدوا لهم ملاذا سواه كما يدعي الكاتب‏,‏ بل لأن هذا التعليم الأزهري قد علا فوق فكرة الطبقات‏,‏ وسما فوق فوارق الفقر والغني‏,‏ ولم يأخذ في حسابه التقسيمات الماضوية البالية للبورجوازية والبروليتاريا فخرجت من صفوفه طلائع النهضة في مصر الحديثة‏,‏ تلك النهضة المعجونة بأديم التكوين المصري في تدينه السمح‏,‏ وروحه المحلقة الرحبة‏,‏ التي تمثلت رحيق الإسلام من خلال ملكة الحد الأوسط وهي ميزة تتميز بها الشخصية المصرية إذا استعرنا تعبير الراحل جمال حمدان الأثير لديه‏!!.‏
ثانية تلك القضايا‏:‏ ما ذكره الكاتب من أنه قضي عشرات الساعات يراجع مقررات التعليم الأزهري فما وجد فيها إلا ما يناقض قيم التقدم‏,‏ بل يذهب إلي ابعد من ذلك فيستعدي الدولة ضد هذا التعليم‏(‏ الذي هو أعدي أعداء المجتمع المدني‏).‏
وأقول للكاتب أنه لو قضي آلاف الآلاف من الساعات ينظر إلي تلك المقررات بنفس العينين لما وجد فيها ضالته المنشودة‏!‏ فهل كان الكاتب ينتظر أن يري في مقررات ذلك التعليم الديني‏:‏ سردا جامدا أو صياغة صماء لمقومات ذلك التقدم يستظهرها الطلاب استظهارا؟
إن التعليم الديني الأزهري يقوم في جوهره الأصيل علي أن يتشرب طلبته مقومات التقدم ودوافعه ومحدداته من خلال سبيكة من الوسائط الفكرية والمنهجية المتعددة‏,‏ فلقد حرص هذا التعليم علي غرس قيم السماحة والبر‏,‏ وترسيخ قيمة الجهر بالحق‏,‏ والنفور من الباطل‏,‏ ومكافحة الشر والفساد‏,‏ بالإضافة إلي حب الأوطان‏,‏ وإعلاء قيمة العمل الجاد‏,‏ وقيمة الحرية والكرامة‏,‏ ثم ربط هذه المنظومة في نهاية المطاف برباط وثيق من طاعة الله تعالي والخشية منه‏,‏ وكل ذلك ـ وغيره مما يضيق عنه المقام ـ إنما يصب علي نحو مباشر وغير مباشر في تيار التقدم الحق‏,‏ ويغرسه في الذات العميقة مصحوبا بالاقتناع الباطني الذي يحوطه بسياج منيع من الرصانة والالتزام‏.‏
لكن ألم يلفت انتباه الكاتب وهو يقضي عشرات الساعات في مراجعة مقررات التعليم الديني حرص ذلك التعليم الديني علي التحذير من الفتنة والفرقة والتشرذم‏,‏ واحترام قيمة الانسان‏,‏ ووحدة الأصل البشري‏,‏ والنفور من كل ما يؤدي إلي التكفير والتفسيق والتبديع؟
ألم يلفت انتباهه وهو يقضي عشرات الساعات في مراجعة تلك المقررات ما تتسم به من رحابة الأفق في أخطر القضايا العقدية والفقهية والاجتماعية‏,‏ وما تحض عليه من تجنب أحادية التفكير‏,‏ والاحتكام إلي الحجج والبراهين والأدلة‏,‏ وذلك تحت عناوين شتي منها أن كل مجتهد مصيب وأن العلماء بخير ما اختلفوا وأن كلا منهم يؤخذ منه ويرد عليه؟ ثم ألم يلفت انتباهه أخيرا العديد من الكليات العملية من طب وهندسة وعلوم وزراعة وغيرها التي تجمع بين العلم الديني والعلم التجريبي في نسق فريد متكامل لا نبو فيه ولا شذوذ؟‏!‏
ثالثة تلك القضايا‏:‏ وربما اكثرها خطرا أن الكاتب يري في التعليم نقيضا جدليا لقيم التقدم‏,‏ وأكبر الظن ـ إن لم يكن أكبر اليقين ـ أن التقدم الذي يرنو اليه الكاتب إنما هو التقدم الذي يرفع راية القطيعة المعرفية مع الهوية‏,‏ ويحمل لواء الاغتراب عن الثوابت والاصول‏,‏ وليس أدل علي ذلك من أن الكاتب ينصحنا في خاتمة مقاله بأن نولي وجوهنا شطر ثقافة البحر الأبيض المتوسط‏,‏ وهي الدعوة التي سبقت أن حملت ـ منذ عقود مضت ـ عنوان‏(‏ مستقبل الثقافة في مصر‏),‏ وهي دعوة مبتسرة ليس لها ما يعضدها من التاريخ أو الواقع‏.‏
لقد غاب عن الكاتب أن التعليم الديني المصري لم ينغلق يوما في جدران التراث وحده‏,‏ ولم يصطنع يوما عداء أو شقاقا مع الروافد الانسانية العامة‏,‏ ولم يتعامل يوما مع الوافد علي انه كله شر مستطير‏,‏ ولكنه تعامل معه بمنطق الهضم والتمثيل والانتقاء لا بمنطق الذوبان والتميع وهذا موقف مبدئي قد لا تدركه النظرة العجلي‏.‏
وكأن قصارى ما يطلبه الكاتب من التعليم الديني ـ لكي يبرأ ـ في نظره ـ من التناقض مع التقدم أن ينسلخ عن ذاته‏,‏ وأن يكون بلا أبواب أو نوافذ‏,‏ ولست أدري أين توجد تلك الثقافة التقدمية في دنيا الناس إلا في عالم السوفسطائيين؟‏!‏
ثم أقول اخيرا‏:‏ إن التعليم الديني في مصر ليس خلوا من النواقص‏,‏ ولا مبرأ من العيوب‏,‏ فهو جزء من ثقافة مجتمعية عامة‏,‏ تعاني من معوقات التقدم وأعراض التخلف وتحتاج إلي من يضخ في عروقها‏:‏ دافعية الإرادة‏,‏ ومضاء العزيمة‏,‏ لا من يثير الغبار ويهيل التراب علي اختيار أصيل اختاره قطاع عريض من أكثر قطاعات الشعب المصري‏:‏ صدقا مع الذات‏,‏ ورغبة في العطاء‏,‏ وحفاظا علي الانتماء‏.‏
الأهرام 25/3/2008


فنلندي يعيد كتابا إلى مكتبة بعد مرور أكثر من قرن على استعارته

فنلندي يعيد كتابا إلى مكتبة بعد مرور أكثر من قرن على استعارته
طبق فنلندي من رواد المكتبات على ما يبدو القول المأثور "حدوث الامر متأخرا أفضل من عدم حدوثه أبدا" وأعاد بهدوء كتابا تمت استعارته منذ اكثر من 100 عام من احدى المكتبات بمدينة فانتا بجنوب فنلندا.
وفقدت المكتبة منذ ذلك الوقت أي أثر للكتاب المستعار ولكنها رحبت باستعادة الكتاب الى مقتنياتها وهو نسخة صدرت عام 1902 من "فارتيجا" وهى دورية دينية نشطة كانت تصدر في ذلك الحين.
وقالت أمينة المكتبة مينا ساستاموينين لرويترز "ليس من الواضح متى تمت استعارة الكتاب بالضبط ومن أعاده. لم تكن معه أي وثائق." وأضافت "هناك ملحوظة قديمة ملصقة بالكتاب تقول انه ستفرض غرامة قدرها عشرة بنسات عن كل اسبوع تأخير عن موعد إعادته." وأشارت إلى أن الورقة الملصقة على غلاف الكتاب الداخلي والطريقة القديمة لخط اليد الذي كتب به تظهر أن الكتاب أُعير رسميا آخر مرة في بداية القرن الماضي.
وأعيدت نسخة الدورية الى فرع كورسو بمكتبة فانتا والذي لم يكن قد أنشئ وقت استعارتها
وفنلندا معروفة بشبكتها من المكتبات العمومية حيث يوجد بها أكثر من 900 مكتبة لسكانها البالغ عددهم 5.3 مليون نسمة. وفي عام 2006 بلغ معدل زيارة الفنلندي للمكتبات 11 مرة في المتوسط وبلغ متوسط استعارته حوالي 20 كتابا.
الموقع العربي لوكالة أبناء رويترز ، 25/3/2008
ملاحظة: ننقل الخبر بحذافيره دون أدنى تدخل من جانبنا في التحرير أو الصياغة.

١٨ مارس ٢٠٠٨

الشارع الثقافي يرصد رواج حركة القراءة

الشارع الثقافي يرصد رواج حركة القراءة
عودة المكتبات ومكتبة الأسرة تعيد رسم خريطة القراءة في مصر

المتابع لسوق القراءة في مصر يستطيع أن يرصد تحولات مهمة في العامين الماضيين‏,‏ وإذا كان علي السطح منها حفلات توقيع الإصدارات الجديدة‏,‏ فإن العمق يحمل تيارات ساخنة شكلت في مجملها انتفاضة قراءة لاحظها كثير من أصحاب دور النشر والمؤلفين ومسئولين في المكتبات‏.‏ يشمل ذلك القراءة بشكلها التقليدي والقراءة علي شبكة الإنترنت‏..‏ ربما تجاوزنا في البداية أزمة النشر‏,‏ وعاد من النادر أن يفشل كاتب في نشر مؤلفه‏,‏ إذ بشكل أو بآخر يستطيع أن يجد ناشرا حكوميا أو خاصا‏,‏ أو حتى يساهم في جزء من تكاليف الطباعة‏,‏ كما أنه من الواضح أننا تجاوزنا مسألة أسعار الكتاب التي شكونا منها كثيرا‏,‏ فالكتاب الآن لا يقل ثمنه عن عشرين جنيها‏, وأصبح سعر رواية في السوق من القطع المتوسط من‏30‏ إلي‏40‏ جنيها‏,‏ ورغم ذلك تنفذ طبعاتها المتتالية ولا يتذمر أحد‏.‏
ربما ساعد في ذلك مهرجان القراءة للجميع ثم مكتبة الأسرة بروافدها المتعددة‏,‏ وانتشار النت‏,‏ مع بروز جيل جديد من خريجي الجامعات والمعاهد لهم في الغالب صلة بالوسائط الثقافية والإعلامية‏,‏ وكذلك مع انتشار المدونات‏,‏ حتي أن بعض هذه المدونات وجدت من يصدرها في كتب مثل مشروع‏'‏ مدونة‏'‏ عن دار الشروق‏.‏ وهذه بوادر فقط وليس ربيعا أدبيا دائما للمؤلفين والناشرين والقراء‏,‏ ولكننا رصدناها‏:‏
فالأديب إبراهيم أصلان يلاحظ مؤشرات علي انتعاش القراءة‏,‏ دور النشر في ازدياد‏,‏ وكذلك أعداد المكتبات‏,‏ خصوصا أنه جاء علينا وقت اختفت فيه مكتبات لصالح محلات أحذية‏,‏ والآن نجد المكتبات تفتح وفي أماكن راقية‏,‏ وهذا معناه رواج توزيع الكتاب‏,‏ تتعرف عليك أجيال جديدة من الشباب في الشارع‏,‏ وفي المعارض تجد من يشتري كتابك ويتقدم منك طالبا التوقيع‏,‏ وحفلات التوقيع بدور النشر‏,‏ ولهذا دلالات أقلها أن هناك قراء‏.‏ أما الأعمال فإنها تطبع أكثر من مرة وفي فترات متقاربة‏,‏ وأشير هنا إلي آخر أعمالي‏'‏ خلوة الغلبان‏',‏ ويعتقد أصلان أن الأجيال الجديدة تمر بمرحلة بحث عن مرفأ‏,‏ هم يتعاملون مع الكمبيوتر‏,‏ وهو وسيلة تواصل ضخمة‏,‏ تسبب اندفاعا في الوعي‏,‏ والتفاتا إلي أهمية القراءة كمطلب إنساني واجتماعي‏,‏ يضفي قيمة‏,‏ هذا أحدث رواجا في عملية القراءة‏,‏ ويمثل دعوة لدور النشر لاعتماد الأسس العلمية لدراسة توجهات القراء‏.‏
ولكن الروائي محمد البساطي يختلف مع أصلان ويتحدث عن زمن القراءة الخفيفة‏,‏ ويقول إن دور النشر تبحث عن نوعية من الكتب الأكثر توزيعا وتطلب كتابات معينة ليست جادة في مجملها‏,‏ ولديها المبرر فجمهور الكتابة الجادة قليل في مصر ولا يطبع الكتاب الجاد أكثر من خمسمائة نسخة‏,‏ بينما تجد الطبعة الرابعة أو الخامسة من الكتابات المسلية‏,‏ وهذا مؤشر لبيع الكتب ولكنه لا يؤسس ثقافة جادة‏,‏ فمن يقرأ الآن لتشيكوف وهيمنجواي وماركيز‏,‏ العدد ينكمش‏,‏ وهذا الأمر مرتبط بالظروف الحياتية للمواطن المصري‏,‏ فمتى يقرأ وكيف؟‏.‏
أما توزيع الكتاب الآن فإنه في رأي الشاعر محمد سليمان‏:‏ لا يقارن بسنوات سابقة حيث كان التوزيع أكثر‏,‏ والآن فإنها بضع مئات من النسخ فقط تباع‏,‏ وتوزيع الكتاب الشعري أو الروائي عموما بالغ الضآلة‏,‏ ويقول سليمان‏:‏ الناشر يطبع الآن من الكتاب من خمسمائة إلي ألف نسخة‏، تقريبا نكتب لأنفسنا‏,‏ نحن نشكو منذ فترة طويلة من مسألة انحسار القراءة‏,‏ وشارع الفجالة تحول إلي بيع السيراميك بعد أن كان مزدحما بالمكتبات ودور نشر كثيرة أفلست‏.‏ لا نستطيع ادعاء رواج للنشر والقراءة‏,‏ والفجوة تتسع بين المثقف وجمهوره ومن الطبيعي أن نجد اختفاء أو موت القارئ‏,‏ وأجهزة التعليم لا تصنع القارئ وتوقفت عن هذه المهمة منذ أكثر من ثلاثين عاما‏.‏
أما الدكتور محمد صابر عرب رئيس دار الكتب المصرية فينبه إلي أن مفهوم القراءة الذي نعرفه قبل عقود تغير‏,‏ بعد أن أصبحت القراءة علي شبكة الإنترنت إحدي الوسائل‏,‏ بمعني أن التردد علي المكتبة العامة ليس المعيار الوحيد لرواج القراءة‏,‏ كما اتيحت وسائل كثيرة للاقتناء مثل مكتبة الأسرة‏.‏ ويرصد الدكتور عرب معدلات الاطلاع بقاعات دار الكتب‏,‏ حيث تردد علي الدار‏50‏ ألف و‏256‏ باحثا خلال العام‏2007‏ بمعدل‏159‏ باحثا يوميا‏,‏ تداولوا‏300‏ ألف وعاء ما بين كتاب ودورية ووسائط‏.‏ أما الإحصائية الرسمية لعدد الكتب‏(‏ المودعة قانونا‏)‏ فهي‏11‏ ألفا و‏328‏ كتابا لعام‏2004,‏ و‏13‏ ألفا‏429‏ كتابا لعام‏2005,‏ و‏12‏ و‏400‏ كتاب لعام‏.2007‏ومن منظور آخر فإن مكتبة الأسكندرية تستقبل‏800‏ ألف زائر سنويا وهي وضعت قدما لها في سوق النشر‏.‏ ويقول د‏.‏ خالد عزب مدير الإعلام بالمكتبة إن تطورا إيجابيا حدث في الفترة الأخيرة‏,‏ يقف وراءه التليفزيون وحملات التوعية وأنماط التعليم‏,‏ وكذلك الإنترنت‏.‏ وعكس ما كان متوقعا من أن النشر الإلكتروني سيضر بحركة بيع الكتاب‏,‏ فإن القراءة علي النت دفعت الكثيرين إلي شراء الكتب‏,‏ ولكن دور النشر لا تعلن عن الأرقام الحقيقية للطبع أو البيع‏.‏ وأكد عزب أن هناك رواجا في القراءة في مصر في السنوات الأخيرة‏,‏ وتعدت كتب الأدباء في الفترة الأخيرة الخمسة والعشرة آلاف نسخة‏.‏ وعن حال البيع لإصدارات مكتبة الاسكندرية قال إن الطبعة الثانية من كتاب‏'‏ تاريخ الكتابة‏'‏ وثمنه‏2500‏ جنيها علي وشك النفاذ‏(‏ الطبعة ألف نسخة‏),‏ وكتاب‏'‏ مع ابن خلدون في رحلته‏'‏ باعت طبعته الشعبية‏16‏ ألف نسخة‏(‏ ثمن النسخة‏10‏ جنيهات‏)‏ وباعت طبعته الفاخرة ألف نسخة‏(100‏ جنيها‏)‏ في أقل من سنة‏.‏
ويشير إبراهيم المعلم رئيس اتحاد الناشرين المصريين إلي قصور وغياب ثقافة الإحصاء‏,‏ ونفي أن يكون ذلك مسئولية اتحاد الناشرين‏(460‏ ناشرا‏)‏ الذي يعمل علي الارتقاء بالمهنة واحترام قواعد النشر والملكية الفكرية‏,‏ وقال إن الجهات شبه الحكومية تعلن أرقاما غير مدروسة وأحيانا متناقضة‏,‏ تعطي في النهاية إشارات خاطئة‏.‏ ويؤكد أن هناك تغيرا واضحا في خريطة النشر والقراءة بما في ذلك نوعية الكتب وعدد العناوين الصادرة‏,‏ ويرصد ذلك في نهضة وتحسن في المستوي والنوع والانفتاح في كتب الأطفال‏,‏ فعدد كتب الأطفال الصادرة في السنوات الثلاث الماضية أكثر من كل العقود السابقة‏,‏ وأن أحد الاسباب في تشجيع ذلك هو مشروع البرنامج القومي للكتاب‏(‏ تقوم بالإشراف عليه جمعية الرعاية المتكاملة‏,‏ وزارة التعليم‏,‏ والمعونة الأمريكية‏),‏ ولأول مرة تصل أعداد من كتب الأطفال لجميع المدارس المصرية ‏(39‏ ألف مدرسة‏).‏
يقول المعلم إن هناك نوعية من المكتبات الجديدة صديقة القارئ مثل الشروق والديوان وكتب خانة والبلد وغيرها‏,‏ جذبت شرائح جديدة من القراء فساعدت في بداية حل لمشكلة وطريقة عرض الكتاب بطريقة جذابة وصديقة للقاريء‏, حتي في المعارض وجدنا شرائح جديدة تدخل للقراءة وأجيال من الشباب‏,‏ وتهتم أكثر بالكتب الأدبية والسير الذاتية وبمؤلفات الكتاب المتميزين من القدماء والجدد علي حد سواء‏..‏ هو رواج نسبي يصر عليه إبراهيم المعلم ويقول إنه للحفاظ عليه وتعظيمه لابد من أمرين‏,‏ الأول‏:‏ أن يكون لدي المكتبات العامة والمدرسية والجامعية ميزانية اقتناء محترمة‏,‏ والثاني‏:‏ تحسين الكتاب المدرسي وتعديل المناهج بديلا عن الحفظ والتلقين والرأي الواحد‏,‏ بحيث تكون جذابة وليست اداة تعذيب‏.‏
الأهرام 16/3/2008

أوروبا ضد جوجل

أوروبا ضد جوجل سيطرة موقع جوجل علي عمليات البحث علي الإنترنت أثارت غيرة الاتحاد الاوروبي‏,‏ فأقر خطة لوقف احتكار جوجل للشبكة الدولية عن طريق برنامج بحثي جديد سيحمل اسم كويرو وهي كلمة لاتينية معناها أنا ابحث وسيضم البرنامج‏23‏ شريكا اوروبيا وهو في الاصل برنامج فرنسي ألماني بدأ العمل فيه قبل ثلاث سنوات لتطوير منافس لجوجل‏,‏ لكن التعاون توقف وأطلقت كل دولة برنامجها الخاص‏..‏ المفوضية الاوروبية قررت توحيد الجهود مرة أخري بهدف إعطاء دفعة لمحرك اوروبي ذات قدرات عالية تفوق جوجل وتخطف منه متصفحي الانترنت‏,‏ وكويرو سيركز علي عملية المعالجة التلقائية للوسائط الرقمية‏,‏ ويهدف إلي ابتكار حلول جديدة أكثر فعالية لإجراء عمليات بحث فورية‏,‏ وترجمة المعلومات الرقمية‏,‏ والمتعددة اللغات إلي عدة أشكال مختلفة‏.‏
الأهرام 18/3/2008

١٦ مارس ٢٠٠٨

جدل حول خصوصية معلومات المستهلكين على الإنترنت

جدل حول خصوصية معلومات المستهلكين على الإنترنت أظهر رسم كارتوني نشر في نيويوركر عام 1993 كلبين في كومبيوتر يقول أحدهما للآخر «على الانترنت لا أحد يعرف أنك كلب». وربما لم يعد ذلك صحيحا.
ويظهر تحليل جديد لمعطيات المستهلكين على الانترنت أن شركات الانترنت الكبيرة تتعلم المزيد بشأن الناس أكثر مما تبحث عنه وتقوم به على الانترنت، وتجمع الأفكار حول أذواق ورغبات المستخدم العادي بمئات المرات شهريا. وتستخدم هذه الشركات المعلومات للتكهن بالمحتويات والإعلانات التي غالبا ما يريد الناس رؤيتها. ويمكنها أن تخصم أسعار الاعلانات المعدة بدقة بسبب المعدلات المرتفعة لردود الأفعال.
ويوفر التحليل، الذي قامت به شركة كومسكور للأبحاث لصالح «نيويورك تايمز»، ما يقوله مديرو الاعلان انه أول تقدير شامل لمقدار معلومات المستهلكين التي تحول الى شركات الانترنت.
وكان المدافعون عن الخصوصية قد حذروا سابقا من ممارسات شركات الانترنت ووفروا تقديرات مبهمة حول حجم المعلومات التي حصلوا عليها، ولكنهم لم يعطوا أرقاما شاملة.
ولم يقدم المستهلكون شكاوى الى حد كبير بشأن جمع المعلومات على الانترنت. ولكن خبراء الخصوصية يقولون ان ذلك يعود الى أن عملية الجمع غير مرئية بالنسبة لهم. وعلى خلاف برنامج بيكون في «فيسبوك»، الذي أثار الجدل العام الماضي عندما بث مشتريات أعضائه الى أصدقائهم على الانترنت، فان معظم الشركات لم تضع ملاحظة تنبيه على الشاشة عندما تجمع المعلومات حول زائري مواقعها.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=63&issueno=10696&article=462092&feature=
الشرق الأوسط ، 11/3/2008

غرف الدردشة وعمليات التراسل الفوري أقل خطرا على الأطفال من المواقع الاجتماعية

غرف الدردشة وعمليات التراسل الفوري أقل خطرا على الأطفال من المواقع الاجتماعية
الآباء والأمهات القلقون من تعرض اطفالهم الى المهووسين جنسيا وغيرهم، من الذين يشكلون خطرا على الانترنت، عليهم الكف عن التفكير في أن مواقع الشبكات الاجتماعية مثل «ماي سبايس» و«فايسبوك» هي مصدر الخطر الاكبر، بل انها غرف الدردشة وجلسات التراسل الفوري التي تجعل الاطفال يتحولون الى ضحايا للشريرين بشكل عام. هذا ما استنتجته دراسة قام بها باحثون في صحة الاطفال من «إنترنت سوليوشنس فور كيدس» (حلول الانترنت للاطفال) في سانتا أنا، وهي مجموعة لا تستهدف الربح في ولاية كاليفورنيا في اميركا، بالاشتراك مع «مركز ابحاث جرائم ضد الاطفال» في جامعة نيو همبشاير في اميركا.

١١ مارس ٢٠٠٨

عظمة العلم‏..‏ وتواضع العلماء

عظمة العلم‏..‏ وتواضع العلماء
بقلم : د‏.‏ ليلي تكلا لم يكن فوز الفريق القومي لكرة القدم ببطولة إفريقيا مصدر الاعتزاز الوحيد الذي عايشناه في الفترة الأخيرة‏,‏ فقد كانت لنا فرصة أثلجت القلوب هي الاستماع إلي علماء مصر وهم يشاركون في شرح ظواهر كونية تهدد العالم ووسائل التصدي لها‏,‏ مما غمرنا بإحساس جميل بالتقدير والفخر وحب مصر‏.‏
كان ذلك في اجتماع الجمعية المركزية للحفاظ علي البيئة الذي خصص لعرض فيلم آل جور الحقيقة المزعجة الذي حصل علي جائزة أوسكار‏,‏ ومنح صاحبه جائزة نوبل‏,‏ يعرض فيه قضية الاحتباس الحراري‏,‏ وهي في مقدمة المشكلات البيئية‏,‏ كرس لها آل جور حياته عقب إسقاطه في انتخابات الرئاسة الأمريكية‏,‏ وتبني رسالة علمية إنسانية هي أكثر نبلا من الرئاسة‏.‏‏
***‏
لقد مرت البشرية في رحلة طويلة إلي أن وصلت مرحلة القوة فيها للعلم والمعرفة‏.‏ كان الهدف الأول للإنسان الحصول علي الغذاء النباتي أو الحيواني‏,‏ وكان تفوقه في هذا المضمار يتوقف علي أمرين‏:‏ شجاعة وإقدام‏,‏ وسلاح تباينت أشكاله‏,‏ يحصل به علي فريسته‏,‏ ويهاجم به عدوه‏,‏ ويدافع عن نفسه‏.‏
ظل السلاح لفترة طويلة وسيلة التفوق علي الآخرين‏,‏ واستمر قرونا معيار التقدم والارتقاء‏,‏ تغيرت أشكاله ومكوناته من أخشاب إلي معادن‏,‏ ومن الرماح إلي البندقية والمدفع‏,‏ ثم جاءت القنبلة والطائرة والدبابة والغواصة‏,‏ قائمة طويلة دأب يدخل عليها تعديلات وصلت بها إلي آفاق مذهلة‏,‏ ومدمرة‏.‏
لم تنته أسطورة الغلبة لمن له السلاح إلي اليوم‏,‏ إلا أنها لم تعد تنفرد بالساحة‏,‏ ظهرت القوة الاقتصادية التي يمكن أن تغزو وتدمر ويمكن أن تبني أو تهدم‏,‏ وأصبحت أدوات الصراع الدولار والفرنك والمارك‏,‏ تتنافس في غزو اقتصادي انحسرت به قليلا غلبة القوة البدنية أو العسكرية‏,‏ ثم جاء الغزو الثقافي الذي يحتل العقول‏,‏ وهو أسلوب يقوم علي خبث شديد‏,‏ فالثقافة هي التي تحدد السلوك ومسار القرارات‏,‏ ويمكن من خلال غرس قيم ثقافية معينة ونشرها في المجتمع التأثير علي شكل ذلك المجتمع أو السيطرة عليه‏,‏ أصبح هناك من يمسكون بخيوط يحركون بها المجتمعات عن بعد للتحكم في سلوكهم أسوة بالمهرج أو الساحر الذي يحرك الدمي والتماثيل كيفما يشاء من وراء الستار‏.‏
هذه الغزوات الثقافية صاحبها نشر نظريات وأقاويل توجه فكر الإنسان وجهة معينة‏,‏ تجاه قبلة الغرب وثقافته المادية الرأسمالية الفردية الأنانية‏,‏ ولكن كما يرفض الجسم أحيانا مواد أو أعضاء دخيلة عليه لا تتفق مع تركيبته ونظم حركته‏,‏ فإن العقول أيضا ترفض ما يفرض عليها ويتجه العقل الناضج للبحث عن الحقيقة والمعرفة والعلم‏,‏ ذلك العلم الذي يقوم علي علاقة السببية بين الفعل أو الحدث‏,‏ وما ينتظر له من نتائج‏.‏
والعلم بحور عميقة‏,‏ له شواطئ ومراس لكن لا يمكن احتواؤه برمته‏,‏ تهمس أمواجه بما تحتوي ثم ترتد إليه‏,‏ ليصبح كاملا متكاملا‏.‏
إن البحث عنه والوصول إليه واكتشافه لا يقدم عليه إلا عقول اكتملت‏,‏ وقلوب تهفو للخير‏,‏ وإرادة لا تلين‏,‏ لا تمل ولا تهدأ إلا بالوصول إلي الحقائق‏,‏ ثم تعاود مسيرتها بحثا عن كل جديد‏.‏
هذا هو العلم الذي أصبح اليوم يحدد مسيرة البشر‏.‏ العلم الذي يقوم علي البحث والمعرفة‏,‏ ويهدف لاستثمار ما يصل إليه من أجل خير البشرية‏,‏ القائمون عليه هم العلماء الذين لا يدعون المعرفة‏,‏ لذلك يبحثون عنها ويدركون تماما أن ما يعرفونه ليس سوي قطرة في محيط فلا يصابون بداء التعالي أو الاهتمام بالذات الذي يصيب عادة من لا يعرفون لكنهم لا يفقهون أنهم لا يعرفون‏.‏
العلماء يدركون أن المعرفة لا تنتهي‏,‏ وأن خبايا الكون لا يمكن الإدراك الكامل بها‏,‏ يقفون أمامها في تواضع‏.‏
أديسون الذي بهر عصره باكتشافاته العلمية وهو مازال صغيرا له‏1300‏ اكتشاف مسجل كان يرفض رفضا قاطعا أن يطلق عليه أحد لقب عبقري‏,‏ ومدام كوري التي حصلت علي جائزة نوبل مرة مع زوجها ومرة بمفردها‏,‏ كما حصلت عليها ابنتها‏,‏ كرست اكتشافها للعلاج ورفضت أن يسجل باسمها‏,‏ مؤكدة أن الراديوم ملك العالم كله ليس لفرد أن ينفرد به‏.‏
هذا التواضع وتلك البساطة نلمسهما في علمائنا طلبة والقصاص‏,‏ مصطفي طلبة الذي نظم للعالم أول مؤتمراته الدولية حول البيئة في ريو‏,‏ وهو الاجتماع الذي بدأت به قضايا الكون منعطفا مهما‏,‏ وقال عنه رئيس البرازيل‏:‏ إن وراء نجاح المؤتمر مصريين هما بطرس غالي ومصطفي طلبة‏.‏
أما القصاص فقد سمعت عنه عشرات المرات قبل أن ألقاه‏,‏ فمنذ بدأ اهتمامي بقضايا البيئة شاركت في بعض اجتماعاتها الدولية‏,‏ في كل مرة كان المشاركون يقولون‏:‏ أنت من مصر‏.‏ بلد القصاص؟ ويتحدثون عنه بإعجاب شديد‏,‏ تصورته أستاذا ضخما يدخن الغليون‏,‏ وينفث الدخان في عظمة‏,‏ ثم قابلته وجدته عظيما بالفعل في بساطته‏,‏ وتواضعه‏,‏ يتحدث بلا تكلف‏,‏ لا يستعمل الألفاظ العلمية الكبيرة‏,‏ إنما يشرح للمستمع القضايا المعقدة بصورة سلسة‏,‏ يرفض الجلوس في الصفوف الأمامية‏,‏ يركب التاكسي ويحمل علي كتفه حقيبة أوراقه‏,‏ جعل لكلية العلوم بجامعة القاهرة مكانة دولية رفيعة مرموقة‏.‏
استمعنا إليهما وهما يتحدثان عن الظواهر الكونية التي تهدد العالم وتهدد مصر تداعياتها بالنسبة لنا‏,‏ ماذا يفعل العالم لمواجهتها؟ وماذا يمكن أن نفعل نحن؟
تكلما في بساطة وتواضع ودراية ومعرفة وشعور وطني صادق لا يهدف إلا المصلحة العامة للإنسان والمواطن‏,‏ ولو كان العالم استمع لعلمائه لأمكن تحاشي الكثير من المآسي التي يعانيها اليوم‏.‏‏
***‏
لقد نجح فريق كرة القدم في تحقيق هدف قومي نسعى إليه جميعا‏,‏ نجح‏23‏ شخصا في توحيد‏72‏ مليونا‏,‏ وهذا جميل‏,‏ لكن علماء مصر هم الذين سوف يفتحون لهؤلاء الملايين آفاق المستقبل‏,‏ بهم يمكن أن تتحرك مصر نحو حياة العصر‏..‏ هؤلاء العلماء أين مكانهم في مصر؟ وأين مصر منهم؟
وللحديث بقية‏...‏
الأهرام، 11/3/2008

٦ مارس ٢٠٠٨

٣ مارس ٢٠٠٨

صورة أبو تريكة.. وكشف المستور بين جوجل وإسرائيل

صورة أبو تريكة..
وكشف المستور بين جوجل وإسرائيل

ما قامت به شركة جوجل الأمريكية مؤخراً من حذف صورة لاعب منتخب مصر محمد أبو تريكة وهو يرتدي قميص مكتوب عليه "تضامناً مع غزة" باللغة العربية والإنجليزية من محرك بحثها على الإنترنت يعد دليلاً قوياً على مدى التأثير الذي يمكن أن تلعبه الدول فى تطويع التكنولوجيا لمصلحتها بما يخدم أهدافها سواء المعلنة أو الخفية.
.......................................................
وحذف صورة أبوتريكة لم يكن الموقف الأول لخضوع جوجل للمطالب الإسرائيلية، فبعد أن طرحت الشركة برنامجها "جوجل إيرث" شنت الدولة العبرية هجمة شرسة على صفحات جرائدها ضد الشركة بزعم أن البرنامج يفضح أسرارها العسكرية على حد قولها وهو ما دفع جوجل إلى إخفاء الأماكن الحساسة من برنامجها
.......................................................
إذن :
لم يعد مصطلح تسييس التكنولوجيا غريباً أو جديداً وإنما اعتدنا عليه خاصة وأنه طالما مس منطقة الشرق الأوسط المليئة بالأحداث التي تدخل الولايات المتحدة وإسرائيل طرفاً رئيسياً فيها
.......................................................
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=87481
موقع: محيط ، 3/3/2008

خطوة لقراءة تاريخ مواقع الإنترنت

خطوة لقراءة تاريخ مواقع الإنترنت
قد يعتبر مستخدم الانترنت في الوقت الراهن الإخراج الفني للمواقع بما تحمله من صور وأصوات وأفلام أمرا بديهيا بدون أن يدري شيئا عما كانت عليه هذه المواقع في الماضي.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=31&issueno=10674&article=458990&feature=
الشرق الأوسط ، 18/2/2008

المكتبة قطعة مهمة في ديكور المنزل

المكتبة قطعة مهمة في ديكور المنزل

تلعب المكتبة المنزلية دوراً مهماً وأساسياً ليس فقط من خلال التأكيد على أهمية القراءة لكل أفراد الأسرة، لكن بما تضفيه من جمال على ديكور الغرفة التي توجد فيها .
وتتعدد أنواع وأشكال المكتبات المنزلية بحسب الغرض منها كما يقول مهندس الديكور محمد غتوري، لـ «الشرق الأوسط»، فهناك مكتبة الكتب، كما أن هناك مكتبة أشرطة الموسيقى المدمجة، الـ CD، وهذه الأخيرة تكون ملحقة في الغالب بوحدة لجهاز التلفزيون وملحقاته من جهاز الاستقبال وجهاز فيديو ...
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=22&issueno=10688&article=461025&feature=
الشرق الأوسط ، 3/3/2008

إدمان الإنترنت‏..‏ ليس قدرا حتميا

إدمان الإنترنت‏..‏ ليس قدرا حتميا إدمان الإنترنت ليس قدرا حتميا‏,‏ المهم أسلوب تعاملنا معه‏...‏
د‏.‏ هناء كمال في دراستها التي نالت عنها درجة الدكتوراه مؤخرا من إعلام القاهرة‏,‏ أكدت أن الإصابة بإدمان الانترنت وما يترتب عليه من آثار نفسية كالقلق والعزلة‏,‏ يرتبط أساسا بكيفية استخدام الشبكة العنكبوتية‏..‏ فكلما زاد الاستخدام بغرض التسلية والاعتماد علي التطبيقات التفاعلية كغرف الدردشة‏,‏ المنتديات والألعاب التفاعلية‏,‏ تزيد احتمالية الاصابة بإدمان الانترنت‏,‏ بعكس الاستخدام بغرض المعرفة والبحث عن معلومات والاطلاع علي الأخبار‏,‏ فحينها يكون استخدام الانترنت لغرض محدد‏,‏ لا ينتج عنه التعلق المرضي بالانترنت‏.‏
الدراسة شملت ‏420‏ شخصا من محافظتي القاهرة والجيزة ممن يستخدمون الانترنت‏,‏ تتراوح أعمارهم بين فترة المراهقة و‏50‏ عاما‏,‏ وقد اتضح أن الذكور يفضلون استخدام الانترنت بعد منتصف الليل‏,‏ بينما تفضل الإناث الفترة من‏12‏ ظهرا وحتي ‏8‏ مساء‏,‏ ورغم انتشار البطالة‏,‏ إلا أن استخدام الانترنت للبحث عن وظائف جاء في المرتبة الثانية عشرة‏.‏
الأهرام، 17/2/2008

٢ مارس ٢٠٠٨

هل من الضروري أن نتعلم الإنجليزية حتي نعايش العصر ؟

هل من الضروري أن نتعلم الإنجليزية حتي نعايش العصر ؟
بقلم جمال البنا بمناسبة عقد "مؤتمر منظمة اللغة وتعريب العلوم» بالقاهرة كانت الأغنية القديمة تقول «الأرض بتتكلم عربي»، ولكن الأرض اليوم لا تتكلم عربي، إنها تتكلم ـ ولا فخر ـ الإنجليزية.
ظواهر ذلك لسنا في حاجة لتأكيدها أو حتي لإعلانها، لأنها تطالعنا صباح مساء، فكل منتج وسلعة، سواء صنع في إنجلترا أو أمريكا أو حتي في غيرهما تكون كل البيانات عليه بالإنجليزية، وقد استسلم الفرنسيون الغيورون علي لغتهم في كثير من المناسبات، لعل أشهرها أن يطلق علي شركة الخطوط الفرنسية «إير فرانس» Air France ، وكل الأدوية وكل المنتجات، وكل ما يكتب عن «الكمبيوتر» كله بالإنجليزية، ولما كنا نجهل الإنجليزية ـ حتي الذين تخرجوا في الجامعات ولا يعلمون إلا لغة كسيحة محدودة ـ فإن الإمكانيات الضخمة للكمبيوتر لا يستفاد بها حتي أصبح الكمبيوتر آلة كاتبة حديثة، وامتداده بالنسبة لنا لا يزيد علي «المدونين» أو علي بعض «المواقع» العربية، وهذا لا يمثل إلا واحداً في المائة من الإمكانيات المعرفية الكمبيوترية التي لا نستفيد منها لجهلنا اللغة الإنجليزية.
ويمكن أن نقيس علي هذا عشرات الأجهزة الحديثة في الراديو والتليفزيون والكهرباء التي تسجل طريقة استخداماتها باللغة الإنجليزية، ولا نعلم منها إلا الاستخدام العادي الوحيد كما نجهل طرق صيانتها وسلامة حفظها.
تعلم اللغات ـ بصفة عامة وموضوعية ـ من المزايا التي لا تنكر، ليس فحسب لأن من علم لغة قوم أمن مكرهم، ولكن لأن من تعلم لغة قوم سيستفيد من الآفاق العديدة وسيخرج من عالمه المحدود، إلي العالم أجمع عبر اللغة الإنجليزية، لأن كل معارف العالم ترجمت إلي الإنجليزية، وقد فاقت في هذا أي لغة أخري.
وإذا كان الله تعالي قد جعلنا شعوبًا وقبائل «لتعارفوا»، فإن كل وسيلة للتعارف تصبح مطلبًا إسلاميا، ولما كان من المستحيل أن نطالب الشعوب الأخري بتعلم العربية حتي يتعارفوا لأسباب معلومة لا نري داعيا لذكرها، فعلينا نحن أن نتعلم الإنجليزية.
وفي هذا العصر، فنحن لا نبالغ إذا قلنا لو أن فردًا من الفئة التي يقولون عنها «مثقفة» لا يتقن الإنجليزية، فإنه لا يكون مستحقاً لهذا اللقب، هذا إذا لم يشترط أيضًا علمه بلغة أخري كالألمانية أو الفرنسية أو الفارسية أو الأردية، ولا أريد أن أشق فأقول الصينية واليابانية. إن العوامل العملية البحتة، والعوامل الفكرية والمعرفية توجب هذا إيجابًا.
من نافلة القول أن نقول إن التعليم في مصر فشل في مهمته فشلاً مزريا، وبوجه خاص في اللغات والمهارات الفنية، حتي ما كان منها آليا، مثل الدق علي الآلة الكاتبة، وكان أحد أساتذتنا الفرنسيين يقول إنه مستعد لتوظيف أي طالب يكتب علي الآلة الكاتبة ٨٠ كلمة في الدقيقة، ولكنه لم يجد (الطالب لا الوظائف، فالوظائف موجودة، ولكن لا أحد يقوم بها)، مع أن هذا هو المستوي الدولي العادي، وأقطع فيما يتعلق باللغة الإنجليزية أنه يوجد في هيئة التدريس الجامعية من تقل قدراته اللغوية الإنجليزية عن طالب الابتدائية أو الثانوية قديمًا عندما كانت بعض المواد تدرس بالإنجليزية، وعندما كان أساتذة اللغة الإنجليزية من الإنجليز.
في الأربعينيات من القرن الماضي كان في مصر المعهد البريطاني الذي كان يشغل مبني كبيرًا في أحد الشوارع الجانبية من شارع فؤاد، وكانت الفكرة في المعهد خدمة اللغة الإنجليزية وإشاعتها ومساعدة كل الراغبين في تعلمها، وكان يقدم خدماته من البداية الأولي حتي الحصول علي الدكتوراه، كل هذا بمبلغ زهيد لا قيمة له، كما كان له نشاط اجتماعي وفني، وكان «خلية نحل»، وأعرف أساتذة دخلوا المعهد وهم لا يجيدون القراءة والكتابة الإنجليزية وظلوا به سنوات طويلة، وساعدهم المعهد علي نيل الدكتوراه، وكان الذي فكر أصلاً في هذا المعهد وأمثاله هو المستر تشرشل الذي أراد خدمة اللغة الإنجليزية وجذب العناصر الطموحة، ولهذا كانوا ينفقون عليه بسخاء، ولكن المعهد البريطاني احترق مع حريق القاهرة، ولم يعد أبدًا، فقد تبينت بريطانيا أنه إذا كانت إقامة هذا المعهد من مصلحتها فإن حاجة المجتمعات النامية إليه أشد من مصلحتها، وعلي هذا فقد ظهر بعده أخيرًا «المجلس البريطاني» الذي يقدم «دورات» إنجليزية محدودة بتكلفة باهظة، لا تغني ولا تسمن.
وفعلت مثل هذا الجامعة الأمريكية.
إن من الضروري التوصل إلي طريقة يمكن بها ـ للنخبة المثقفة ـ أن تحكم اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة وحديثاً بحيث تستطيع أن تلاحق الركب العالمي للثقافة.
إن من أكبر عوامل تقدم المجتمع الحديث أن البحوث تتناقل في المجلات العلمية والفنية وتتلقفها بمجرد صدورها الأيدي الأوروبية والأمريكية، لأنها مكتوبة بإحدي اللغات الأوروبية التي يندر ألا يتقنها أوروبي، وبذلك يلم الباحث في إيطاليا بما وصل إليه الباحث في أمريكا، ويعلم الباحث في النرويج بما وصل إليه الباحث في فرنسا.. إلخ، ولم يعد السياق الحديث للتقدم العلمي يسمح بانتظار تأليف الكتب وطبعها، وإنما أصبحت المجلات الدورية تقوم بهذه المهمة، دع عنك الدور الأسطوري الذي يقوم به الـبريد الإلكتروني في تحقيق التواصل الفوري من أقصي الدنيا إلي أقصاها، وما في الكمبيوتر نفسه من مادة علمية هائلة تستكمل أولاً بأول.
وما لم يحسن المثقفون اللغة الإنجليزية (قراءة وكتابة وحديثاً)، فلن يفتح الباب أمام التقدم المنشود.
قد يقال هل معني هذا أن يكون علي الشعب كله أن يتعلم الإنجليزية.
نقول: كلا .. إن إحكام اللغات هو مسؤولية القلة المثقفة، أما مسؤولية الشعوب فتقوم بها (الترجمة).
وكل من يراجع نهضات الأمم يلحظ أن هذه النهضة سبقتها حركة ترجمة كبري، والغريب أن مجتمعنا الإسلامي كان هو الرائد في هذا عندما ترجم الآداب والفلسفة اليونانية في عصر المأمون.
وعن هذه الترجمات التي قام بها المجتمع الإسلامي العباسي وكانت من أسباب نشاطه الفكري، ترجمت أوروبا عندما بدأت نهضتها إلي اللغة اللاتينية ما ترجمه العرب، وكان يمكن أن يندثر لولاها، وكانت حركة الترجمة هذه رائدة عهد النهضة في أوروبا التي بعد أن أخذت البداية من الترجمات العربية انهالت علي ما لدي اليونان والرومان بالترجمة.
وعندما بدأ محمد علي إقامة الدولة الحديثة في مصر فإنه أرسل البعثات المتوالية إلي فرنسا، حيث أحكم المبعوثون اللغة، ولما عادوا شغلوا المناصب التي لولا ما حصلوا عليه من علم ما كان يمكن أن يقوموا بها، كما عكف لفيف آخر منهم علي ترجمة الكتب وفي هذا المجال ظهر الشيخ (رفاعة الطهطاوي) الذي أوفد مع إحدي البعثات ـ لا كفرد منها ولكن كمؤذن وإمام لهم ــ وظهر أنه أنبغهم، ولما عادوا إلي مصر أسس مدرسة الألسن التي كانت الأساس في ترجمة عدد ضخم من الكتب.
علي أن تجربة محمد علي لا تعد شيئاً مذكورًا أمام تجربة اليابان، لأن الإمبراطور ميجي لم يكن مثل محمد علي عسكريا غريبًا عن الشعب، ولكنه كان يمثل الوطنية اليابانية، ولهذا قام بأكبر حركة للترجمة في عصره وترجمت إلي اليابانية كل مراجع وأصول العلوم والصناعة وعلي هذه القاعدة قامت نهضة اليابان.
وأكبر من تجربة اليابان ما قام به لينين عندما أراد أن ينقل الفلاح الروسي المغلق «الموجيك» إلي آفاق الثقافة الحديثة فإنه قام بأكبر حركة ترجمة وأشرف عليها بنفسه، وشملت كل التخصصات وخصص لها الملايين من الروبلات، كما استقدم أعدادًا كبيرة من الخبراء بعضهم كان من أمريكا، وبفضل هذه الحركة للترجمة أصبحت كل العلوم والفنون ميسرة باللغة الروسية أمام كل النابغين من عامة الشعب.
في عهد عبدالناصر، وعلي هامش الاهتمامات بالدعاوي العريضة عن الاشتراكية والقومية العربية.. الخ، عنيت الحكومة شيئاً ما بإصدار الكتب وقامت الدار القومية التي كانت تطبع كل تسع ساعات، وفي رواية كل ست ساعات، كتابًا، وقد أسهمنا في هذه الانفتاحة الثقافية عندما نشرت لنا الدار القومية عشرة كتب من التي ترجمناها عن الإنجليزية عن النقابات في مختلف دول العالم وكتبا أخري عن التنظيم النقابي والديمقراطية ما كان لدار نشر أخري أن تطبعها.
ولكن الحركة كانت علي هامش الهامش، وتدهورت سريعًا في غيابات الديكتاتورية.
ونسمع عن ترجمة في سلسلة «الألف الأولي» والبدء في ترجمة «الألف الثانية» دون أن تحظي هذه الكتب بتوزيع شعبي، فإذا كانوا يطبعون من كل كتاب ألفاً أو ألفين، فعادة ما تستأثر بها بعض المكتبات لرخص ثمنها فتصدرها أو تبقيها عندها حيناً ثم ترفع سعرها.
وأنا، وصناعتي الكتابة والتأليف، لا أعلم شيئاً عن هذه الآلاف المترجمة، شأنها شأن المراكز والمعاهد المتخصصة التي تعمل وتودع في الأدراج ما تعمل، فكأنها لم تعمل.
ومن أمثلة ذلك أن هناك مؤتمرًا عن منظومة اللغة وتعريب العلوم سيعقد في القاهرة يوم ٢٠ ـ ٢١ فبراير، فكم واحداً يعلم به؟ وكم واحداً سيشارك فيه؟
وعلي عكس ما يشاع، فإن الترجمة الصحيحة صعبة جدًا والترجمة الأمينة تكاد أن تكون ممتنعة، ولهذا قيل إن المترجم «خائن»، ولكننا لم نعد نبحث عن الجودة، فهذا مطلب عزيز، ولكن مجرد الوجود بالكثرة التي تتيح لها الإشاعة الشعبية.
إن إشاعة الترجمات بالنسبة للشعب، هي كإحكام اللغات بالنسبة للنخبة، شرط رئيسي للتقدم، ومن الإنصاف أن نشير إلي مجلة «العربي» الكويتية، وما تقوم به، وكذلك الحركة التي تترأسها حرم الرئيس ونجحت في إصدار عدد كبير من الكتب بأثمان زهيدة، وآمل أن تواصل ذلك، فهذا ما سيبقي لها عندما تنحسر الأضواء، فضلاً عن أن بعض المجلات كـ «القاهرة» توزع مع بعض أعدادها كتيبًا ثقافيا، ولكن هذه المحاولات القليلة والمتناثرة لا يمكن رغم آثارها الحميدة أن ترتقي إلي مستوي «ثورة المعرفة عبر الترجمة» تماثل ما قام في اليابان وفي الاتحاد السوفيتي.
المصري اليوم، ٢٠/٢/٢٠٠٨