٢٨ يناير ٢٠١١

تويتر.. بطل للمشهد الاحتجاجي المصري

تويتر.. بطل للمشهد الاحتجاجي المصري

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي الدور الأبرز في الأحداث التي شهدتها مصر على مدار اليومين الماضيين، ومثلت مواقع مثل «تويتر» و«فيس بوك» ما يشبه غرف العمليات، بالتعبير العسكري، لتحركات النشطاء والمتظاهرين.. وهو الأمر الذي أدى إلى قيام الحكومة المصرية، بحسب ما أورده الموقع الرسمي لـ«تويتر»، بحجب الموقع والتشويش عليه على مدار اليومين الماضيين، قبل أن يلحق به شقيقه «فيس بوك» بشكل جزئي إلى المصير نفسه، في حين أفادت التصريحات الحكومية أن ما تتعرض له المواقع يرجع إلى الضغط العنيف الذي تعرضت له الشبكة العنكبوتية، في إطار متابعة المصريين لتطورات الأحداث.

ولكن هذا الحجب لم يشل حركة النشطاء، خاصة أنهم بحكم انتمائهم لشريحة الشباب، الأكثر خبرة في التعامل مع العالم الافتراضي لفضاء الإنترنت.

وفور بدء ذلك الحجب، سواء أكان مقصودا أم غير مقصود، تفاعل معه خبراء الإنترنت الشباب الذين أرسلوا عشرات الرسائل، التي ما لبثت أن تحولت إلى ملايين عبر إعادة بثها من مستقبليها إلى آخرين، تشرح طرق مبتكرة لمتابعة التواصل عبر خوادم إنترنتية لا تخضع لسيطرة الحكومة المصرية.

وإلى جانب التنسيق في التحركات بين المتظاهرين، ونقل مستجدات الأحداث لحظيا من أماكن التجمع ومواقع قوات الأمن وما إلى ذلك.. حملت الرسائل العديد من التوصيات للمتظاهرين من قبل ضرورة مراعاة الالتزام التام بالتظاهر السلمي، وعدم الانسياق وراء أي دوافع للعنف أو العنف المضاد، والتقصي الدقيق تجنبا لدخول أي عناصر مدسوسة من أي جهة كانت، وحماية الفتيات والسيدات وكبار السن من المشاركين، والأماكن التي يمكن اللجوء إليها في حال الإصابة وأرقام الهواتف الخاصة بالطوارئ.. إلى جانب كيفية التغلب على آثار التعرض للقنابل المسيلة للدموع أو التغلب على التشويش الذي شهدته الهواتف الجوالة. وحملت الرسائل كذلك دعوات أخرى لغير المتظاهرين، من قبل إمداد المتظاهرين العازمين على المبيت بميدان التحرير (أكبر ميادين العاصمة المصرية) بالمأكل والمشرب والبطاطين، ودعوة الأطباء والمحامين للحضور قريبا من الموقع لعلاج الجرحى والدفاع القانوني عن الموقوفين.

ومن ضمن المشاهد الطريفة التي نقلتها مواقع التواصل، خاصة «تويتر»، رسائل من الشباب التونسي إلى إخوانهم المصريين، تحمل خلاصة خبرتهم وتجربتهم الميدانية في المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة، في كيفية التعامل الأمثل مع قوات الأمن والقنابل المسيلة للدموع والعربات المصفحة وطرق الهرب عند الحاجة، متمنين بلوغ المصريين مرادهم واللحاق بهم.

كما شملت المواقع تغطية شبه إعلامية من غير المتخصصين الذين حضروا وقائعها، بعضها خبري والآخر مصور، مما أتاح للعديد من وكالات الأنباء والصحف العالمية أرضية جيدة لمتابعة الأخبار، بعد التحقق من مصداقيتها.

من جانبه، أكد خبير التقنية عمرو عبد السلام أن «الشباب المصري نجح في فرض كلمته على الحكومة المصرية في مجال التواصل على الإنترنت، وذلك لما تملكه هذه الشريحة العمرية من خبرة فائقة في التعامل مع تطبيقات الإنترنت والحاسوب، نظرا لتنشئتها منذ نعومة أظافرها على مثل ذلك التعامل».

وفي سياق متصل، تعرضت قناة «الجزيرة» الإخبارية لهجوم مزدوج من قبل الناشطين المحتجين والإعلام الرسمي المصري معا.

إذ اتهمها الناشطون على المواقع الإلكترونية بالتراخي في نقل الوقائع الجارية على صعيد الشارع المصري، ووصلت الاتهامات والتحليلات التي تبادلها الناشطون إلى حد القول بأنها تتغاضى عن النقل في إطار صفقة مسبقة مع الحكومة المصرية، بعد نقلها لأخبار نفاها المسؤولون المصريون قائلين إنها «غير حقيقية وملفقة» منتصف الشهر الحالي، تخص عقد مصر اجتماعا لمجلس الدفاع الأعلى على خلفية الأحداث التونسية.

الشرق الأوسط، 27/1/2011

ليست هناك تعليقات: