٢٦ محرم ١٤٢٩ هـ

الأزهر يرفض المفتي الإلكتروني

الأزهر يرفض المفتي الإلكتروني

أعلن عدد من علماء الدين وأساتذة الشريعة الإسلامية في مصر تأييدهم لقرار لجنة الفتوى بالأزهر الشريف برفض مشروع المفتي الإلكتروني ، وهو عبارة عن جهاز كمبيوتر يتم إدخال البيانات والأسئلة الشرعية إليه، ثم يقوم الجهاز بالرد وبيان الحكم الشرعي ، فيما يعرض عليه، وهو ما يتجه نحو أزمة جديدة بين المشايخ والعلماء في أمر ديني.
وقال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى وفقا لما ورد بجريدة "الراية" القطرية : " إن فكرة الجهاز مرفوضة" ، مشيراً إلي أن هناك شروطا من الواجب توافرها في شخص المفتي ، مؤكدا أن ذلك لا يتحقق في جهاز المفتي الإلكتروني .
وأوضح الأطرش أنه يشترط أن يكون المفتي ملما باللغة العربية وبأقوال السلف الصالح وأئمة الفقه الصالحين والمجتهدين، وأن يكون حافظا للقرآن وتقيا ورعا، وأن يكون علي علم بالحالة النفسية للسائل ليعطيه الفتوى الصحيحة.وأضاف الأطرش أن الفتوى قد تصلح لإنسان ولا تصلح لإنسان آخر، وهو مالا يستطيع جهاز الكمبيوتر تحديده، لعدم توافر الشروط الأساسية للمفتي فيه.
من جانبه، اتفق الدكتور عمر القاضي أستاذ الفقه والشريعة بجامعة الأزهر بالقاهرة مع الرأي السابق، مؤكداً أن جهاز الكمبيوتر لا يصلح في أن يفكر أو يقدم فتوى، لكنه قد يكون ناجحا في تجميع المعلومات والفتاوى حول أي موضوع يهم المسلمين في دولة إسلامية أو غير إسلامية.وتابع القاضي القول : " من الجائز أن يكون جهاز الكمبيوتر دوره هو استخراج فتاوى العلماء المسجلة به، ولكن ليس جائزا أن يقوم بالإفتاء، وبالتالي فمن الأفضل أن يتحول اسمه من مفتٍ إلكتروني إلي باحث إلكتروني.
ولفت الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق إلي أن تلك الفكرة سبقتها محاولات أخري للإفتاء غير المباشر، وإن اختلفت في التقنية، مشيراً إلي ما يسمي ب الهاتف الإسلامي ، حيث يوجه المسلم سؤاله عبر الهاتف لشخص ما ثم يقوم بالرد عليه بعد فترة، موضحاً أنه في كلتا الحالتين سواء الهاتف الإسلامي أو المفتي الإلكتروني فإنهما يصلحان فقط لتقديم المعلومة الدينية والشرعية، ولا يصلحان للإفتاء، لا من قريب ولا من بعيد.
وقال قطب : " المقصود بأن الجهاز الإلكتروني أو الهاتف الإسلامي يقدم معلومة، أي يقول لنا ما عدد ركعات صلاة المغرب أو العشاء، وما عدد أشهر العدة للمرأة المطلقة أو المتوفى عنها زوجها وغير ذلك ، أما الإفتاء فالمقصود به البحث والاستقصاء والموازنة بين جميع آراء الفقهاء والاستدلال من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح للبحث عن مخرج أو حل أزمة تواجه المسلم في دينه ودنياه "
وأشار قطب إلي أن الفتوى عبارة عن عملية استيعاب لمشكلة غير نصية واجهت الإنسان، وحل تلك المشكلة لا يصلح له جهاز الكمبيوتر المسمي بـ "المفتي الإلكتروني" .
بوابة "نور الله" ، 25/1/2008
http://www.nourallah.com/muslims-news.asp?c=2&id=11197

ليست هناك تعليقات: